توعد زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، بالانتقام من الولايات المتحدة، بعد هجومها على عناصر للجماعة في البحر الأحمر.

وقال الحوثي في رسالة مكتوبة وجهها إلى أنصاره الخميس، "استكبر الأمريكي الصهيوني، وقام بارتكاب حماقته باستهداف مجموعة من أبطال قواتنا البحرية أثناء أداء مهمتهم الـمقدسة فـي البحر الأحمر غدرا وعدوانا".

وأضاف أنه "لن يبقى هذا الاعتداء الإجرامي دون رد وعقاب".

وتابع: "ستخرج الحشود المليونية (الجمعة)، لتعلن للعالم أجمع أن شعبنا لا يتراجع عن موقفه الإيماني، ولا يخنع للمستكبرين".

وهذا أول تعليق لعبدالملك الحوثي منذ إعلان الجماعة اليمنية، الأحد، مقتل وفقدان 10 من أفراد قواتها البحرية في "اعتداء أمريكي" بالبحر الأحمر.

‏والأحد، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، عن إغراق قواتها ثلاثة زوارق تتبع الحوثيين ومقتل طواقمها، بعد إطلاقهم النار على سفينة تجارية ومروحيات للبحرية الأمريكية.

ولاحقا أعلنت الجماعة اليمنية أسماء عشرة من عناصرها قتلوا في البحر الأحمر.

وفي مقابل توعد الحوثيين، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، إن الهجمات التي تقع في ممرات الشحن في البحر الأحمر يجب أن تتوقف وإلا سيتم اتخاذ إجراء دولي.

ورفض "كاميرون" تحديد الإجراء الذي ستتخذه بريطانيا.

وقال للصحفيين خلال زيارة إلى كوسوفو: "هذا غير قانوني. الأمر لا يتعلق بغزة ولا إسرائيل. الأمر يتعلق بحرية الملاحة، ويتعلق بقدرة السفن على توصيل شحناتها".

وأضاف: "الاقتصاد العالمي، كل اقتصاد، سيعاني إذا استمر تعرّض السفن للهجوم بهذا الشكل غير القانوني وغير المقبول. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات وإلا سيتم اتخاذ إجراءات".

وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ أكتوبر/7 تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، تشكيل قوة عمل بحرية باسم "حارس الازدهار" تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات إسرائيل، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.

المصدر | وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الحوثي غزة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

 التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية

أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.

وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.

تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.

ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.

وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.

أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.

في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.

وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.

ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.

ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.

وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: إسرائيل ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب يدعو روسيا لوقف الهجمات ويزعم أن زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم
  • استمرار جهود الوسطاء لوقف الحرب والعدو يتوعد بتوسيع عملياته :الاحتلال يصعد جرائمه على مراكز النزوح وانهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة
  • جماعة الحوثي تتهم أمريكا بالتسبب في تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر
  • استئناف رحلات الغوص والأنشطة البحرية بالغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية
  • تركيا.. مسيرة ضد إسرائيل في بورصة
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • الحوثيون: نفذنا عمليتين بمسيرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان بإسرائيل
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  •  التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية