دبلوماسي وخبير لـRT: حلحلة ملحوظة بملف سد النهضة
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن دبلوماسي وخبير لـRT حلحلة ملحوظة بملف سد النهضة، Globallookpress قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان إن هناك حلحلة فعلية في ملف .،بحسب ما نشر روسيا اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات دبلوماسي وخبير لـRT: حلحلة ملحوظة بملف سد النهضة، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
Globallookpress
قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان إن هناك حلحلة فعلية في ملف مفاوضات سد النهضة، تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الأخيرة لمصر.
وأضاف في حديث خاص لـRT أن ما صدر من بيان بعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين رئيس الوزراء الإثيوبي يؤكد إلى حد كبير نجاح الدبلوماسية المصرية في أعادة ملف مفاوضات سد النهضة إلى الواجهة بعد مرحلة من الجمود.وتحدث الدبلوماسي والسفير السابق صلاح حليمة عن نقطتين أساسيتين تطرق البيان الصادر عن الاجتماع إليهما، أولا تنمية وتطوير العلاقات بين مصر وإثيوبيا فى شتى المجالات، مشيرا إلى أن هناك مناخ جديد يوفر بيئة أفضل للتوصل لاتفاق ملزم بخصوص سد النهضة يضمن لمصر حصتها الكاملة من المياه ويوفر لأثيوبيا فرص التنمية.
أما النقطة الثانية التي انتهى إليها الاجتماع، هي ضرورة التوصل لاتفاق مكتوب وملزم في مدة زمنية أقصاها أربعة شهور يتم خلالها الملئ بشكل تدريجي وليس كما كان عليه من قبل في الملئ الأول والثاني والثالث.وشدد السفير صلاح حليمة على أن هذا تم بعد عملية تفاوض لم تكن وليدة اللحظة بل كان هناك مراحل تمهيدية لها حيث جرى لقاء بين السيسي وأبي أحمد في باريس برعاية فرنسية بوجود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي قام بدور كبير في تقريب وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا وإقناع الجانب الاثيوبي بالكف عن التصرفات الأحادية التي كانت تقوم بها في الفترة الماضية ومحاولة فرض الأمر الواقع.ونوه السفير صلاح حليمة إلى أنه كانت هناك تحركات من دول أخرى مثل السعودية والإمارات لتقريب وجهات النظر فضلا عن منظمات دولية ذات الوزن والتأثير مثل الاتحاد الاوروبي، مشيرا إلى أن مجلس الأمن طالب أكثر من مرة بأن يكون هناك اتفاق ملزم بخصوص سد النهضة وعملية الملئ والتشغيل، ومضيفا أن كل هذه الأمور والضغوط دفعت الجانب الإثيوبي لاتخاذ موقف تفاوضي أكثر مرونة.وختم بالقول، إنه لا شك في أن التحرك المصري ساهم بشكل كبير في دعم رؤية تحقيق الأمن المائي لمصر التي تعاني من شح في المياه وضمان حصولها على حصتها غير منقوصة وضمان التنمية لإثيوبيا.
بدوره، اعتبر الدكتور هشام العسكري، أستاذ "نظم علوم الارض والاستشعار عن بعد بجامعة تشابمان الأمريكية"، أنه وفق التصريحات التي صدرت من الدولة المصرية ممثلة بوزارة الخارجية وغيرها، فإنه من الواضح أن الأمور في ملف سد النهضة تتجه لحلحلة المشكلة.وأعرب العسكري عن أمله في أن تكون هناك نسخة سريعة من المفاوضات خلال الأربعة شهور القادمة تحقق ما تصبو إليه الدولتان مصر وإثيوبيا، سواء الحفاظ على الموارد المائية المصرية، وهو الحق الذي تتمسك مصر به وإعطاء المجال لإثيوبيا لتوليد الكهرباء، وهو أيضا حق لها تتطلبه ظروف التنمية الاقتصادية.
وأضاف أنه لدينا كامل الثقة في أن القيادة المصرية لن تفرط في حقوق مصر التاريخية في حصتها من المياه، مشيرا إلى أن أي اتفاق متوازن بين الدولتين يجب أن يكون من أهم بنوده ضمان حقوق الدولتين، خاصة كما هو معلوم أن مصر تعاني من تناقص نصيب الفرد من المياه نتيجة الزيادة السكانية بما يمكن أن نطلق عليه شح مائي، فالاحتياج المائي سوف يتزايد في مصر في المرحلة المقبلة.
وأكد العسكري أن السيسي صرح أكثر من مرة على أن من حق إثيوبيا أن تخوض تجربة تنموية شاملة دون أن تضر بمصالح الآخرين وهنا يجب أن يتم الاتفاق في ظل تنسيق شامل يضمن مصالح الدولتين وهنا يمكن أن نقول إنه يوجد عنوان رئيسى لأي مفاوضات وهو رتق الخلاف بين أهمية البقاء وأهمية التنمية.
المصدر: RT
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الفهم الصحيح لآليات التعامل مع الموروث الإسلامي من أسباب النهضة الحضارية
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فى منشور جديد له عبر صفحته على فيس بوك: إن من المهام الأولى لعلماء الأزهر نقل هذا الدين لمن بعدهم بصورة صحيحة.
أوضحت أنه لابد أن يمتلكوا الأداة الضرورية اللازمة لفهم آليات التعامل مع «الموروث الإسلامي»، ليستطيعوا أن ينقلوه في إطاره الصحيح الذي وصل إليهم من أسلافهم إلى من يخلفهم، مع ضرورة حفظ التمييز بين الأصلين المنزَّهين (الكتاب والسُّنة)، وسائر التراث الذي اجتهد في إنتاجه المسلمون من علوم وفكر، وفقه وفتاوى، ورؤى وواقع تاريخي.
وأشار الى إنه لاشك أن هناك فجوة مشهودة بين أجيال الباحثين المعاصرين وهذا الموروث الثمين، فكثيراً ما نقرأ القرآن أو السُّنة أو علوم التراث الإسلامي ولا نفهم دلالات المقروء، فلا نستطيع الاستفادة منها، ومن ثم فإن أول مطلوب هو «الفهم»، فهو الخطوة الأولى لسائر الخطوات، فلا يمكنني نقد هذا الموروث أو تطبيقه دون فهم.
ونوه ان كثيراً ما يتساءل الباحثون عن آليات تطبيق هذا الموروث في مجالاتهم العلمية والبحثية الحالية، وعن «الحلقة الواصلة» بين الموروث وهذه العلوم الحديثة، في حين أن المطلوب أولاً -قبل التطبيق- هو «الفهم».
وبين ان تحديد الهدف والخطوات وتمثُّل هذه الخطوات جيداً، هو أمر مطلوب جداً من أجل الوعي والاستفادة.. لكن تشوُّف الباحث إلى ما هو أمام، وتعجُّله قطف الثمار قبل النضج - وربما قبل الزرع والإنبات - هو ما يدفعه إلى نوع من القفز وعدم الاتزان، فأنا -كباحث أو كدارس اطَّلعت على العلوم الحديثة- أريد أن أستفيد مما رأيته أو استشعرته في الموروث من منهجية ومضمون في دراستي لهذه العلوم، وهذا -بعد تحقيق «الفهم»- يحتاج إلى عملية أكبر، وهي ما يمكن تسميتها بعملية «التجريد»، ثم تتلوها عملية ثالثة وهي «الاستنباط»، والمقصود بها استنباط المناهج والقواعد والأدوات التي يمكن بها أن يواصلوا المسيرة ويكملوا البنيان.
وذكر انه ليس المراد من الاطلاع على هذه العلوم والأفكار وما فيها من منهجيات أن نحاكيها، فتتوقف مسيرة العلم، ونذهب في رحلة موات، بل أن نستخلص منها ما نحتاج إليه.
ولفت الى ان الموروث -بجملته- عبارة عن مكوّنين: نتاج فكرى، وواقع تاريخي. النتاج الفكري له «محلٌ» عَمِل الفكر فيه، وهو القرآن والسُّنة مصدرا المعرفة الأساسيان عند المسلمين باعتبارهما وحياً.
والنتاج الفكري له «ثمرة»، وهي ما يخرجه البشر بتفاعلهم مع هذا المحل من رؤى وأفكار وعلوم ومناهج وأحكام وممارسات.
محور الحضارة الإسلامية
وكشف عن ان محور الحضارة الإسلامية الذي بنيت عليه هو (النص): الكتاب والسُّنَّة، فما معنى المحور؟ معنى المحور أن كل العلوم خادمة له، وقد أنشئت لتخدمه، وهو المعيار للتقويم، والإطار المرجعيّ.
قرأ المسلمُ النصَّ، فلما استعصى عليه أمرٌ ما فيه راح يبحث عن وسائل فهمه، فصار هناك المُعجم وظهرت التراكيب والنحو والصرف.. تساءل: هل هذا الكلام معتاد أم معجز؟ ما الذي جعله متميزاً؟ فظهر علم البلاغة.. تساءل: إذا كنت قد فهمت دلالات اللفظ (المفردات والتراكيب)، فماذا عن الدليل والمدلول؟ وبالمثل ظهر علم النقل والتوثيق، وهو علم لم يخرج مثله في الأمم، وذلك لخدمة الوثوق في النص، وتوالت التصنيفات بين علوم ذاتية كالتفسير والحديث، وعلوم مضمونية كالتوحيد والفقه، وتقسيمات أخرى هي من نتاج تعامل العقل المسلم مع النص.
فالفقه -مثلاً- من القرآن إجمالاً، والقليل منه هو من القرآن مباشرةً، فهناك نحو مليون ومائتي ألف مسألة فقهية، بينما الآيات أقل من ذلك بكثير من حيث العدد والحجم، إلا أن القرآن العظيم منه الانطلاق، وإليه العودة، وبه التقويم، وله الخدمة، في علم الفقه وغيره من العلوم التي ورثناها.
وأضاف: الشق الثاني للموروث -الذي يقابل النتاج الفكري- هو الواقع، وهو يتكون من خمسة عوالم: عالم الأشياء، وعالم الأشخاص، وعالم الرموز، وعالم الأفكار، وعالم الأحداث.. فما معنى أن النص الذي هو محور الحضارة له دور في التعامل مع عوالم الواقع؟ إن ذلك يعني أنني عندما أتعامل مع الواقع أضع على عيني نظارة النص.
إذن الموروث إما مصادر أصلية وإما نتاجاً بشرياً، والواقع هو العوالم الخمسة، وما نريده في البداية هو الفهم -الفهم الصحيح- وليس النقد أو التجريد أو التطبيق، وعلى ذكر «الفهم الصحيح»، فمع الدعوة للتأمل وتحريك الذهن في مختلف المسائل، ننبه إلى أن هناك سقفاً للفهم الصحيح ينبغي ألا يتم تجاوزه، وهو يشتمل على خمسة حدود لابد من معرفتها والالتزام بها في مطالعة التراث:
حدود الفهم الصحيح
1- اللغة العربية، التي هي وعاء المنطق العربي المتصل بالفطرة الإسلامية.
2- الإجماع، الذي ينبغي على الساعي إلى الفهم ألا يـخـرقه أو يتجاهله.
3- المقاصد الكلية للشريعة، من حفظ الدين والنفس والعِرض أو النسل والعقل والمال.
4- النموذج المعرفي، وهو ما نسميه العقيدة أو الرؤية الكلية.
5- القواعد الفقهية أو المبادئ العامة للشريعة، من قبيل: لا ضرر ولا ضرار، لا تزر وازرة وزر أخرى... إلخ.
لابد من ذلك كله حتى نخرج عقليات من أمثال ابن مقلة وابن الهيثم والبيروني وابن خلدون وابن رشد وغيرهم، ونؤكد أن أهم ما يعنينا استخلاصه في هذا التراث هو «المناهج» وطرائق التفكير: كيف كانوا يُعملون عقولهم في واقعهم؟ ولا يهمنا بالضرورة «الموضوعات» أو الجزئيات التفصيلية التي كانوا يفكرون فيها. سأجد أنني أبحث في المصادر، وطرق البحث وأدواته، وآليات الاحتجاج والاستدلال، وفي شروط الباحث.. تلك الأمور التي أخذها روجر بيكون وجعلها أصولاً للمنهج العلمي الحديث، وهي لا تتجاوز تعريفات الرازي والبيضاوي لعلم أصول الفقه.
إن من يطالع هذا التراث الكنز -اليوم- سوف يُفاجأ بمنهج ضخم وأسئلة جوهرية ربما لا إجابة عنها إلا في هذا التراث نفسه، مطالعة هذا التراث هي أصل المنهج الأزهري القويم الذي يجب أن يكون الإطار العام لكل من أراد أن يسلك طريق العلم والتفقُّه.