انتقادات عربية وإسرائيلية لاذعة عقب تصريحات تهجير الغزيين
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
انتقد وزراء في حكومة بنيامين نتانياهو، أحدهما من حزبه، الخميس، تصريحات صدرت عن زميلين لهما ركزت على إعادة توطين الفلسطينيين في قطاع غزة خارج حدوده، مؤكدين أن تلك السياسات "غير واقعية"، في حين عبرت دول عربية عدة عن استنكارها الشديد لتلك التصريحات.
وعبر وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، والوزيرة، يفعاط ساشا-بيتون، عن امتعاضهما تجاه تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بشأن "تهجير طوعي" للفلسطينيين في مقابلتين منفصلتين مع موقع "Ynet"، صباح الخميس.
وأتت تصريحات الوزيرين بعد دعوات دولية تضمنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، والتي أكدت أن أي "تهجير قسري" للفلسطينيين يعد خرقا للقانون الدولي.
وفي دعم واضح ومضاعف لما وصفه بـ "التهجير الطوعي" لسكان غزة إلى دول أخرى، قال سموتريتش، الأربعاء، إن "أكثر من 70 في المئة من العامة بإسرائيل يدعمون" مثل "هذا الحل الإنساني"، لكنه لم يدعم تلك الإحصائية بأي مصدر موثوق، بحسب ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ورأى سموتريتش أن إعادة الاستيطان في القطاع يعد أمرا ضروريا، لأن "دولة صغيرة كدولتنا لا يمكنها أن تتحمل تكاليف واقع حيث يقبع على بعد أربع دقائق من مجتمعاتنا نقطة ساخنة للكراهية والإرهاب، حيث يستيقظ مليونا شخص كل صباح بتطلع نحو تدمير دولة إسرائيل وبرغبة بذبح اليهود واغتصابهم وقتلهم حيثما كانوا".
ردود الفعل في الحكومة الإسرائيليةولم تلق تلك التصريحات ردود فعل إيجابية لدى زوهار، وزير الثقافة والرياضة والعضو في حزب الليكود الحاكم بحكومة نتانياهو.
ووصف زوهار تلك التصريحات بأنها "غير واقعية، وأنه من الواضح أم المجتمع الدولي لن يتقبلها.. في أمور كتلك، حتى لو كان أمرا تؤمن به أو هدفا بهذا الشكل، يمكن مناقشته والبحث فيه خلف الأبواب الموصدة".
وأضاف في حديثه مع موقع "Ynews" أنه "من الواضح أنه لن يكون هناك أحدا في إسرائيل سعيدا في حال قرر الغزاويون الرحيل طوعا إن كانوا مسرورين بذلك"، مضيفا أنه أمر ليس واقعيا بتاتا وأن طرحه للنقاش العام لا يمهّد في تسهيل الأمور، وقال: "نحن نرى تبعات ذلك، نرى ما حصل مع الأميركيين".
ووجهت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، انتقادا لاذعا للوزير الإسرائيلي، على لسان التحدث باسمها، ماثيو ميلر، الذي وصف تصريحات سموتريتش بأنها "تحريضية" و"عديمة المسؤولية".
ورد بن غفير على واشنطن بعد وقت قصير من انتقاداتها سموتريتش، قائلا في تغريدة إن "هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح لسكان غلاف (غزة) بالعودة إلى ديارهم والعيش في أمان وستحمي جنود الجيش الإسرائيلي".
وأكد: "أنا معجب حقا بالولايات المتحدة الأميركية، ولكن مع كل الاحترام الواجب، نحن لسنا نجما آخر في العلم الأميركي".
وردا على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن الخطاب المتنامي حول نقل السكان الفلسطينيين في غزة يضر بمكانة إسرائيل الدولية، قالت شاشا بيتون، التي انضمت إلى الائتلاف كجزء من حزب الوحدة الوطنية بزعامة غانتس في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، لموقع "Ynet" إن سموتريتش، وبن غفير "يسببان الضرر، على كل مستوى يمكن اعتباره".
وأضافت "أعتقد أن كل من يجلس على طاولة الحكومة وحول طاولة مجلس الوزراء يجب أن يتذكر أن لدينا مسؤولية ثقيلة تجاه مواطني دولة إسرائيل".
وقالت: "إذا لم يكن هناك شيء حكيم أو مفيد يمكنك قوله، فمن الأفضل عدم قوله ببساطة"، مضيفة "أعتقد أن سموتريتش وبن غفير لا يفهمان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهما".
رد الفعل العربيونددت السعودية وقطر والكويت والإمارات، الخميس، "بأشد العبارات" بتصريحات وزيري الأمن القومي والمال الإسرائيليّين.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية الخميس في بيان عن "تنديد المملكة ورفضها القاطع للتصريحات المتطرفة لوزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اللذين دعيا لتهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات".
وأكّدت في بيان "أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تصريحاتها وأفعالها، في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني".
وفي الدوحة، دانت قطر، الوسيط البارز في عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، "بأشد العبارات" تصريحات الوزيرين الإسرائيليّين.
واعتبرت هذه التصريحات "امتدادا لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية، ومساعيه المسمومة لقطع الطريق أمام فرص السلام، لا سيما حل الدولتين".
وأكدت الخارجية القطرية أن "سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري التي تمارسها سلطات الاحتلال مع سكان غزة لن تغير حقيقة أن غزة أرض فلسطينية، وستظل فلسطينية".
وأعربت وزارة الخارجية الكويتية الخميس عن "رفضها القاطع للتصريحات (...) الداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة"، مؤكدة أنها تصريحات "تخالف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وكذلك إرادة المجتمع الدولي".
بدورها، دانت الإمارات العربية المتحدة التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020 "بأشد العبارات التصريحات المتطرفة" للوزيرَين الإسرائيليين.
وطالبت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان "بوقف إنساني عاجل لإطلاق النار لإنهاء إراقة الدماء، وتسهيل إيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري وآمن ومستدام وبدون عوائق، ولا سيما إلى الفئات الأكثر ضعفا".
وأثارت تصريحات الوزيرين كذلك تنديد منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وقال بوريل الأربعاء: "أدين بشدة التصريحات التحريضية وغير المسؤولة للوزيرين الإسرائيليين... التي تسيء إلى الفلسطينيين في غزة وتدعو إلى هجرتهم".
واتُهم بن غفير الذي يتزعم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، أكثر من 50 مرة عندما كان شابا بالتحريض على العنف أو خطاب الكراهية، ودين في عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية.
وبن غفير هو أحد رموز الاستيطان الإسرائيلي الذي تعتبره الأمم المتحدة غير شرعي بموجب القانون الدولي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين
فلسطين – أكدت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن إسرائيل تهدف إلى تصفية “الأونروا”، باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين.
وأكدت ألبانيز في مقابلة صحفية أنه لا يمكن لأحد إنهاء “الأونروا” التي وجدت بموجب قرار دولي ومحمية بقواعد ومواثيق الأمم المتحدة.
وأوضحت أن “إسرائيل لا تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل تستهدفها لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين، وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة تل أبيب القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني”.
وقالت ألبانيز إن “الأونروا لن تختفي لأنها جزء من الأمم المتحدة، وإذا أرادت الدول الأعضاء إنهاء عملها فلا يمكنها فعل ذلك إلا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من خلال تغيير القوانين أو تجريم الوكالة كما تفعل إسرائيل، ولا عبر قطع التمويل عنها كما فعلت سويسرا وهولندا والولايات المتحدة وغيرها، أما حقوق اللاجئين الفلسطينيين فستظل محفوظة لأن هذه الحقوق منصوص عليها في القانون الدولي”.
وأضافت أن “طلب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أمر لا ينبغي إهماله لما قامت به إسرائيل من اعتداء على مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وتابعت: “عندما طالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت على نقطة محددة ألا وهي أنه حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري الذي هو جريمة ضد الإنسانية، وحتى لو تجاهلنا الإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه بسبب ما فعلته خلال الـ15 شهرا الماضية ضد الأمم المتحدة”.
وأردفت: “خلال 15 شهرا دمرت إسرائيل 70% من مقرات الأمم المتحدة في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا التي كانت تؤوي اللاجئين، ورأينا أطفالا قُصفوا أثناء بحثهم عن مأوى في منشآت الأونروا، كما جرّمت إسرائيل الأونروا ووصفتها بالإرهاب، واعتبرتني أنا نفسي والأمين العام للأمم المتحدة شخصيات غير مرغوب بها، واتهمت العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب”.
وخلصت قائلة: “إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام أعضاء الجمعية العامة، ولذلك، وبسبب عدم احترامها لقوانين الأمم المتحدة، فإنها لا تستحق أن تبقى ضمن عضوية الأمم المتحدة حتى تتراجع وتحترم قواعد وقوانين المنظمة الأممية”.
المصدر: وفا
Previous كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب Related Posts كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب دولي 9 مارس، 2025 واشنطن: لن نسمح لطهران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية دولي 9 مارس، 2025 أحدث المقالات مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب واشنطن: لن نسمح لطهران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة مع توقعات بأمطار رعدية على الجنوب الغربي مناورة عسكرية مفاجئة في إسرائيلليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results