#عام_جديد
#محمد_طمليه
آخر يوم في السنة . آخر طلقة في بيت النار . آخر قبلة زوجية قبل الطلاق. آخر لكمة في شجار . آخر شهيق في صدر الغريق …
ماذا أفعل هذا المساء ؟ جرت العادة أن يسهر الناس احتفالا بمجيء سنة يتوهمون أنها مختلفة ، وينسى هؤلاء ، في غمرة الاحتفال، أن السنوات متشابهة مثل أسنان المشط… مثل المسامير في النعل … مثل النمل : هل يمكن القول أن تلك النملة متميزة عن سواها؟ ممشوقة .
بماذا أفكر هذا المساء؟ من الظلم ترحيل كامل خيبات العام ” الخردة ” الى عام جديد: يقتضي الأمر أن أطرح النوايا السيئة جانبا… وأن أفترض ، ولو من قبيل المواساة ، أن الطفل الوليد ليس مشوها كما قال الطبيب الغبي . وأن النهار ما يزال قادرا على حمل المزيد من الإنارة ، عكس ما قالته امرأة شمطاء .
وأن الأيام القادمة سلسة ، مثلما ورد في الديوان الأخير لشاعر تفعيلة رديء .
هل أملك أن أرفض العام الجديد؟ أن أتعفف عن الانخراط في لعبة فلكية ساذجة ؟ أن أتجاهل ” زفة ” دولية …ونعشا مركونا في غرفة نومي ؟
ماذا أفعل هذا المساء ؟ قد أجلس وحدي بقصد مزاولة الشعور بالتقصير… وقد أخرج الى الشارع لمجرد الإيحاء بانني حيوي ،وربما نمت باكرا …
يبدو أنني أهذي ، لذا سأترككم الان ، دون أن يفوتني أن أقول ” كل عام وانتم بخير ” … مع اعتذار عن سوء تعبيري عن هذه المناسبة ..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عام جديد
إقرأ أيضاً:
من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
د. أحمد بن علي العمري
تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.
لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.
المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟
كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.
نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.
وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.
إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.
الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.
فهل بعد هذا إنسانية؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر