ورقة وقلم كتاب، هذه أسلحتهم التي يختبئون خلفها في مدارسهم، التي أصبحت جُملة ضمن استهداف طيران الكيان الصهيوني الغادر، مقاتلات السماء عجزت عن العقل فقتلت أبرياء لا يطمعون سوى بعيش آمن تحت ظل شجرة الزيتون، حتى هذا الحُلم بات مستحيلًا أمام خِسَّة عدو وصمت من أغلب قادة المجتمع الدولي. فعلى مرأى ومسمع من العالم صار شباب المستقبل أكفانًا وجثامين وأشلاء، يزفُّهم ذَوُوهُم إلى الموت، حيث مسواهُم الأخير، إن كان أهلوهم على قيد الحياة.

مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. في قلب الصراع الذي يعصف بـ قطاع غزة، داخل الشقيقة فلسطين،  تتسابق أصوات الأطفال بين صدى القصف وشجن الأحلام المحطمة. يمثل مليون طفل في هذا القطاع الصغير، تحت نيران القصف المتواصل من قبل قوات الاحتلال، شاهدًا حيًا على مأساة لا تعرف البراءة. 

في هذا التقرير، ننظر إلى حياة هؤلاء الأطفال وكيف يسعى الصغار إلى الابتعاد عن صخب الحروب ليحققوا حقهم الأساس في التعليم والطموح نحو مستقبل أفضل.

أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم"

مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. "بدنا نتعلم"، هو شعار يردده الأطفال الصغار في غزة وكأنهم يرسمون به خارطة طموحهم، وسط الأنقاض والخسائر. هذا التقرير يأخذنا في رحلة إلى قلوب وأرواح هؤلاء الأطفال أطفال غزة، حيث تتسلل الأمل والإصرار إلى أركانهم، رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة.

خلال الهدنة التي كانت في نوفمبر من العام المنصرم 2023، قال أطفال غزة: "حرمونا من التعليم.. بيستهدفوا المدارس.. بدنا نتعلم"، والتي كانت إثر معاناة من حرمانهم بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

فكانت تلك الهدنة التي ارتسمت بوساطة مصرية قطرية أمريكية لإطلاق سراح أسرى في قطاع غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الفرصة الأخيرة التي عبَّر خلالها أطفال غزة عن طموحهم غير المكتمل.

المدارس مراكز للإيواء

مليون طفل تحت نيران قصف الاحتلال.. أحلام أطفال غزة البريئة: "بدنا نتعلم".. وبالتالي فقد تعطلت جميع المدارس في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وحُرم نحو 608 آلاف طالب وطالبة من حقهم في التعليم المدرسي، كما استُخدم 70 مبنى مدرسيًا حكوميًا و145 مبنى مدرسيًا تابعًا لوكالة الغوث "الأونروا"، مراكز لإيواء النازحين في قطاع غزة.

كتب ملطخة بالدم

كتب ملطخة بالدم.. تعكس هذه الكتب وحكاياتها الوجع العميق الذي تتسبب فيه الحروب، فالصفحات البيضاء التي يجسدها الورق تتحول إلى مساحات تشكل فيها أقلام الكتّاب والكتّابات شاهدًا على المعاناة والفقدان. إنها صفحات ليست فقط مغطاة بالحبر، بل بالدماء التي تذكر بأن الأزمات لا تمر على الأفراد دون ترك آثارها المؤلمة.

تحاكي هذه الكتب الواقع الصعب الذي يعيشه الأطفال والشبان والشيوخ في غزة، حيث يعانون من خسائر فادحة ويشهدون على فظاعة الحروب. يقوم الكتّاب بتسليط الضوء على التأثيرات النفسية والاجتماعية للقصف والدمار، محاولين إيصال رسالة عن الصمود والتصدي للمحن بوجوه ملؤها الأمل، حتى وسط أحداث لا تُنسى تنقلب صفحاتها إلى شهادات يُكتب بدمائها تاريخ المأساة والصمود.

على الرغم من المأساة الكبيرة والخسائر الجسيمة، يظل الكتاب في غزة يلوحون بصفحاتهم الملطخة بالدماء بمساحة للمقاومة والتعبير عن الروح الإنسانية المتمسكة بالأمل والتحدي. إن هذه الكتب تسعى إلى إيصال صوت الضحايا، لتصبح شاهدًا ينقل تفاصيل مريرة من واقع لا يمكن إنكاره، ويجسد رغبة الكتّاب في بناء مستقبل يخلو من الحروب والدمار.

بين مدارس بلا أطفال وأطفال بلا مدارس

في ظل النزاعات المستمرة والأزمات الإنسانية، يتسبب القصف والتهجير في واقع مرير يتسارع به تراجع حقوق الأطفال، خاصة في مناطق النزاع مثل غزة. يظهر هذا الواقع بوضوح في المدارس التي تصبح خالية من الضحايا الأبرياء، حيث تتحول الحقوق الأساسية للطفولة إلى ذكرى مؤلمة.

مصير الأطفال الذين يعيشون في مناطق تعاني من النزاعات يشهد على غيابهم عن مقاعد الدراسة، حيث تصبح المدارس محل تهجير وتدمير بدلًا من ملاذ للتعلم والتنمية. تتحول الألعاب والكتب إلى أمنيات بعيدة، والساحات المدرسية إلى مواقع للمأساة، حينما يتعرض أحلام هؤلاء الأطفال للتشويه تحت ضغط القصف والصراعات المستمرة.

في هذا الواقع المأساوي، يظل التحدي الرئيسي هو إيجاد سُبل لضمان حقوق الأطفال في الوصول إلى التعليم، وخلق بيئة آمنة تساعدهم على النمو والتطور. إن إحياء مدارس بلا أطفال يتطلب جهودًا دولية وشاملة لتوفير الدعم والحماية لهؤلاء الأطفال الضحايا، حيث يعتبر التعليم حقًا أساسيًا يجب الحفاظ عليه حتى في أصعب الظروف.

نشرت الصحيفة الأميركية "وول ستريت جورنال" تقريرًا مفصلًا حول تداول الدمار الذي تركه العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدة على أن هذه الحرب، بعد 85 يومًا من القصف المتواصل، خلفت أثرًا يعادل أكثر الحملات التدميرية تداولًا في التاريخ الحديث.

وقد أبرزت الصحيفة أن إسرائيل قامت بإلقاء نحو 29 ألف قنبلة، محدثة دمارًا يقدر بنحو 70% من المساكن في القطاع. وأوضحت الصحيفة أن القصف لحق أضرارًا بالكنائس البيزنطية والمساجد ذات الطابع التاريخي، بالإضافة إلى تدمير مصانع ومراكز تجارية وفنادق فاخرة ومسارح ومدارس.

الهلال الأحمر الفلسطيني: 1.8 مليون فلسطيني نزحوا إلى جنوب غزة أحد مشايخ سيناء: مصر قدمت 75% من مساعدات غزة عبر معبر رفح تعطل الدراسة

الدراسة متوقفة تماما في مدارس الأونروا – وغيرها – بسبب الحرب، وتخشى المنظمة من مشكلة سوف تواجهها بعد انتهاء الحرب، وهي فقدان التلاميذ لعام دراسي إضافي فضلا عن عامين فُقدا بسبب وباء كوفيد.

قالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الأونروا في تصريحات إعلامية لدينا "دعوة حازمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لتجنب المزيد من الثمن الباهظ لهذه الحرب".

وأضافت: "أي حديث عن هدنة إنسانية أو ممرات إغاثة إنسانية لا يرقى لمستوى الكارثة التي يشهدها القطاع. يجب أن تتوقف هذه الحرب".

"عاش غريبا ودفن خارج غزة".. موكب مهيب لـ صالح العاروري لمثواه الأخير في بيروت (تفاصيل) مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: الوضع في البحر الأحمر هو إسقاط مباشر للتطورات في غزة

وتتعرض المدارس إلى قصف مستمر كان آخر استهداف  المقاتلات الإسرائيلية مباني سكنية بأبراج عين جالوت ومخيم النصيرات ومدرسة تابعة لأونروا بمخيم المغازي، مخلفةً إصابات كثيرة.

وهنا تنهار أحلام الطفولة، فلم يحلُم الطفل الغزَّاوي بليل هانئ أو حالة طبيعية، فقط يريد أن يغمض عينيه لكي لا تريان قصفًا أو رصاصة تكتب مصيره؛ لترسله نحو المثوى الأخير، أو أن يبقى مُشردًا بين شبح الموت تحت الرُكام أو منبوذًا في العراء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة أطفال غزة وول ستريت جورنال مدارس الأونروا غزة تحت القصف أطفال غزة تحت القصف نيران قصف الاحتلال مدارس الأونروا عدد مدارس غزة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أطفال فلسطين في مرمى الاعتقالات الإسرائيلية.. و«شؤون الأسرى»: انتهاك للمواثيق الدولية

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، استهداف الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ قامت باعتقال عدد كبير منهن إلى جانب تدمير ممتلكات الفلسطينيين عقب مداهمة عدة منازل.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، طفلا فلسطينيا يبلغ من العمر 17 عاما من بلدة طمون جنوب شرق طوباس، بعد مداهمة منزل ذويه عقب تفجير باب منزل عائلة الطفل وتفتيشه كما داهمت منازل فلسطينيين آخرين في البلدة.

هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، قالت في وقت سابق، إن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى بداية فبراير الجاري، ولا تشمل  كافة المعتقلين من غزة، بلغ أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم ما لا يقل عن 365 طفلا.

جرافات الاحتلال تدمر ممتلكات الفلسطينيين قبل الانسحاب من طمون

جرافات الاحتلال الإسرائيلي، وفق لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، دمرت ممتلكات الفلسطينيين قبل الانسحاب من بلدة طمون.

كما اعتقلت فلسطينيين اثنين بينهم طفلا يبلغ من العمر «16 عاما» من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

نصب حواجز عسكرية عند مداخل الخليل

ونصب جنود الاحتلال الإسرائيلي عدة حواجز عسكرية عند مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، ووفق لوكالة أنباء «وفا» الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال أغلقت عددا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الأسمنتية والسواتر الترابية.

وفي شرق طوباس، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي، إغلاق حاجز تياسير العسكري، ما أدى إلى تعطل الحركة اليومية بكافة نواحيها في الأغوار الشمالية. جنود الاحتلال الإسرائيلي، كذلك شددوا، إجراءاتهم على «حاجز الحمرا» العسكري وأعاقوا تنقلات الفلسطينيين عبر الحاجز.

 

 

مقالات مشابهة

  • التعدد اللغوي يطوّر مهارات أطفال التوحد
  • معظمهم أطفال ونساء.. ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 48,208
  • مصر تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة
  • نتنياهو: ما حققناه من إنجازات في إيران ولبنان وسوريا كانت أحلامًا بالنسبة لنا
  • مجلس الشورى يناقش ويقر تقرير لجنة البيئة والسياحة حول السياحة الداخلية
  • نيمار يخطف الأنظار مع أطفال سانتوس.. فيديو
  • ضحايا القصف.. ماذا قدمت مصر لرعاية أطفال غزة والسودان؟
  • أطفال فلسطين في مرمى الاعتقالات الإسرائيلية.. و«شؤون الأسرى»: انتهاك للمواثيق الدولية
  • وفد إسرائيلي في قطر لمناقشة هدنة غزة.. وجيش الاحتلال ينسحب من ممر نتساريم | تقرير
  • تنظيم فعاليات وأنشطة لأعضاء منتدي وبرلمان أطفال الشرقية بالمنطقة الأزهرية