بكركي تحذّر: أسلحة داخل مخيّمات للسوريين
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": يستنكر المطارنة الموارنة ما أسموه "القنبلة الموقوتة" للأمن والسلم في لبنان نتيجة مؤشرات وصلتهم عن وجود أسلحة داخل مخيمات النازحين السوريين، ما استرعى بهم دقّ "ناقوس المحاذير" خلال اجتماعهم الشهري في الساعات الماضية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومطالبتهم العمل لإيجاد حلول.
وإذ تؤكّد مصادر كنسية رسمية في بكركي لـ"النهار" أنّ "المحاذير سببها الأسلحة الثقيلة المصادرة في مخيمات النازحين السوريين ما يجعل الصرح البطريركي يعبّر عن مخاطر منطلقة من الوضع الذي لا يعتبر مقبولاً ويشكّل خطراً"، تعبّر المصادر عن أنّ "هذه الأوضاع كان شهدها لبنان تاريخياً مع بدء انتشار السلاح قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت من وضع كهذا، في وقت تتمحور المخاطر الحالية حول وجود هذه الأعداد الهائلة من النازحين السوريين". وتنبّه بكركي من تفاقم ظواهر السلاح رغم عدم تشكيلها خطراً آنيّاً، لكنّها بمثابة بداية انزلاق نحو وضع مخيف انطلاقاً من الخبرة التاريخية للمطارنة الموارنة في أوضاع لبنان. يشكّل هذا الشجب المستنكر التحذير الأكثر صدوحاً للمطارنة الموارنة من تفاقم الهواجس الأمنية، ما يطرح تساؤلات حول أوضاع مخيمات النزوح والمعطى الأمنيّ فيها.
عموماً، إنّ جميع الأجهزة الأمنية الرسمية لديها صلاحيات للتدخّل في مخيمات النازحين إذا ارتأت ذلك أو كانت لديها ثمّة مؤشرات تنذر بمخاطر أمنية تتطلّب تدخّلها. في الغضون، حصلت "النهار" على معطيات أمنية من أجهزة أمنية عدّة رسمية تلخّص أوضاع المخيمات وتؤشّر إلى بعض الهواجس خصوصاً لناحية مخازن الأسلحة التي استطاعت مخابرات الجيش اللبنانيّ مصادرتها، والتي يقول مطلعون أمنيون إنّها كميات لا تشكّل مخاطر حالية، لكنّ خطرها يكمن إذا استمرّت ظواهرها في المستقبل البعيد. ولا إمكان لمقارنة الكميات المضبوطة بحجم السلاح الذي كان ضبط في مخيم نهر البارد قبل سنوات مثلاً، لكنّ ما يقلق الجيش اللبنانيّ هو عدم تعاون كافة البلديات مع المؤسسة العسكرية والتي منها بلديات تؤجّر منازل من دون التدقيق في أوضاع النازحين. إلى ذلك، إنّ الكميات التي صودرت بعد دهم المخيمات في مناطق عدّة تشكّل بعض القلق خصوصاً في المناطق المحاذية للحدود والمخيمات المكتظة في صيدا والبقاع الغربيّ. وآخر المضبوطات التي تشكّل قلقاً، كانت من خلال مخابرات الجيش اللبناني التي صادرت أعداداً من الأسلحة في مخيم زحلة الشهر الماضي. ولا تُعتبر هذه الظواهر مريحة بحسب المديرية العامة لأمن الدولة التي أعلنت قبل أيام عن مصادرة كمّيّة كبيرة من الأسلحة المخبّأة داخل إحدى الخيم التابعة لمخيم للنازحين السوريين في سهل مدينة زحلة.
في تشخيص مصادر قوى الأمن الداخليّ للأوضاع العامة لمخيمات النازحين السوريين، تكمن المشكلة التي تعبّر عنها قوى الأمن الداخليّ في الأعداد الكبيرة للنازحين السوريين في لبنان مقارنة مع أعداد المواطنين اللبنانيين، ما يؤدّي إلى تفاقم مؤشّر التوقيفات من النازحين كمسألة طبيعية بالنسبة إلى ما بات يشكّله النازحون السوريون بالنسبة إلى عدد السكان الأصليين على الأراضي اللبنانية. وباتت نسبة الموقوفين من السوريين في السجون اللبنانية تدنو من 30 في المئة من إجمالي المسجونين في جرائم سرقة وقتل. لكن، لم تصادر قوى الأمن الداخليّ حتّى اللحظة كميات كبيرة أو مخازن أسلحة تابعة للنازحين السوريين، بل إنّ غالبية مضبوطاتها هي من الأسلحة الفردية مع التأكيد على المتابعة الحثيثة للقوى الأمنية لأوضاع المخيمات. وقد تكون ثمّة مخاطر مرتبطة بالمستقبل البعيد لا القريب نتيجة غياب تفعيل خطط استراتيجية هادفة إلى ضبط أوضاع المخيمات أمنياً، لكن لا وجود لمخاطر جمّة على مستوى زمنيّ قريب بل على المستقبل البعيد بالنسبة إلى قوى الأمن الداخليّ طالما أنّ غالبية المضبوطات أسلحة فردية أو كميات محدودة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النازحین السوریین قوى الأمن الداخلی مخیمات النازحین
إقرأ أيضاً:
جنوب لبنان.. مقتل شخصين بقصف إسرائيلي وحديث عن "حافلة أسلحة"
أفادت وزارة الصحة اللبنانية، الجمعة، بمقتل شخصين جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ أكثر من شهر.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة طير دبا أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخصين وإصابة شخصين آخرين بجروح".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن "مسيرة معادية استهدفت سيارة في بلدة طير دبا" التي تقع على بعد نحو 20 كيلومترًا من الحدود.
وبحسب مصدر أمني، فإن الغارة استهدفت "راجمة صواريخ" بدأت بالانفجار إثر الغارة.
ومن جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي قصف شاحنة لحزب الله تقل أسلحة في جنوب لبنان.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد مواجهة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران استمرت منذ 8 أكتوبر 2023، وتحولت منذ سبتمبر الماضي إلى حرب مدمرة.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي دخلها، خلال مهلة 60 يوما تنتهي في 26 يناير، على أن يعزز الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل انتشارهما مكان القوات الإسرائيلية وحزب الله.
ويتعين على الحزب بموجب الاتفاق أن يسحب قواته إلى شمال نهر الليطاني، على بعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، وأن يفكك أي بنية تحتية عسكرية في المنطقة.
وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا، إضافة إلى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.