يعيش منهم الرجل مقاومًا مدافعًا عن فكرته المؤمن بها، وإن كلَّفه ذلك الإقامة في ديار ليس دياره، بعيدًا عن أرض بلاده، لا يملك سوى سيفًا من العقيدة ودرعًا من المقاومة، وإن تباينت القوة، فهو يظلُّ مستعدًا للشهادة، وكأنَّ الفرد منهم تلده أمه ليبقى مرابطًا من المهد إلى اللحد. الشهيد صالح العاروري الذي قضى هذا السيناريو كاملًا إلى أن مات غيلةً بأديدي الجبناء في بيروت، دون أهله.

وإن كان القائل بأن كل بلاد العُرب أوطاني، إلَّا أنََ الموت وحيدًا دون حضور الأهل والآل، من أقسى ما يُبتلى به الإنسان في آخر لحظات حياته، وكأن الغُربة باتت حقّ كما الموت لا ينفصلان، وهذا ما لقيه صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائد الحركة في الضفة الغربية،  ورفيقيه في بيروت.

تتابع بوابة الفجر الإلكترونية ما تمَّ تجهيزه من موكب مهيب لـ صالح العاروري لمثواه الأخير في بيروت، والذي اغتالته أيدي الكيان، غريبًا بعيدًا عن وطنه.

موكب مهيب لـ صالح العاروري لمثواه الأخير في بيروت 

 في الأربعاء، تم تشييع جثامين صالح العاروري واثنين من رفاقه هم سمير فندي وعزام الأقرع في حركة حماس في بيروت، وذلك بعد قتلهم في غارة إسرائيلية على مكتب للحركة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. حضر المئات المراسم وشهدت المناسبة هتافات منددة بإسرائيل ودعوات لمواصلة المقاومة.

تحت وقع صيحات التكبير ورفع الرايات الفلسطينية ورايات حماس، شهدت مراسم التشييع تلاحمًا كبيرًا بين المشاركين الذين قدموا لوداع قائد بارع فقدوه. وبينما كانت الجثامين تحمل بكرامة وفخر، سار المشيعون بها إلى مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.

حجم الوجدان والتأثر العميق.. رسائل من موكب وداع العاروري

تعكس مشاركة هذا العدد الكبير من الأشخاص في مراسم التشييع وحشد الجماهير، حجم الوجدان والتأثر العميق الذي تركه رحيل صالح العاروري ورفاقه. وقد أكد المشاركون، أن الاستشهاد لن يكون سببًا للخوف، بل سيقود إلى نشوء قادة جدد للمقاومة، معبرًا عن ثقته في أن هذه التجربة الفاشلة ستولد شخصيات ملهمة لقيادة حركات التحرر.

تجسدت ردود الفعل الشديدة ضد إسرائيل في هتافات المشيعين، حيث أعربوا عن انتقادهم لانتهاك السيادة اللبنانية وللعنف الجاري في قطاع غزة. أما إطلاق الرصاص الكثيف خلال مراسم التشييع، فكان يعبر عن حدة الغضب والحزن والاستنكار.

فيما يخص التحقيقات، فقد اتهمت السلطات اللبنانية وحركة حماس إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الجوي الذي أودى بحياة صالح العاروري وستة آخرين. بينما لم يؤكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة، أكد مسؤول أمريكي يوم الأربعاء أنها كانت إسرائيلية.

شاهد.. القسام تهاجم تجمعات لجيش الاحتلال خلف خطوط التوغل في غزة في وداع الذين ارتقوا.. المقاومة الإسلامية حماس تنعي شهدائها في بيان رسمي

في ظل هذه الأحداث، يبقى التوتر في المنطقة مرتفعًا، وسط توقعات بمزيد من التطورات في ظل التصاعد الإقليمي الحالي.

التحذير من قرار إسرائيل بالترحيل القسري: نداء حماس للمؤسسات الدولية

 

دعوة حماس للتصدي لقرار إسرائيل بالترحيل القسري للفلسطينيين

أطلقت حركة "حماس" نداءً ملحًّا مساء اليوم، حيث استنكرت قرار إسرائيل بشأن الترحيل القسري لمئات الفلسطينيين من القدس والأراضي الفلسطينية. في بيان صادر عن الحركة، دعت إلى تحمل المسؤولية المشتركة من قبل المؤسسات الأممية والحقوقية الدولية.

رفض الخطوة الإسرائيلية العنصرية:

أكدت حماس في بيانها على رفضها القاطع لخطوة إسرائيل العنصرية، التي تهدف إلى ترحيل مئات الفلسطينيين من سكان القدس ومناطق محتلة داخل إسرائيل. ووصفت هذا الإجراء بأنه يمثل تنفيذًا لمخطط تهجير قسري يهدف إلى استمرار عمليات التهويد وتصفية الوجود الفلسطيني على أرضه.

نداء للمنظمات الدولية:

حثت حماس المؤسسات الأممية والحقوقية الدولية على الوقوف بحزم أمام هذا القرار الإسرائيلي، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية. ودعت إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الاحتلال من تنفيذ جريمة التطهير العرقي، ومحاسبة القادة الإسرائيليين على جرائمهم المتكررة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه.

رفض دولي وانتهاك للقوانين الدولية:

من جهة أخرى، أدانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مطالب المسؤولين الإسرائيليين بإعادة توطين الفلسطينيين في قطاع غزة في دول أخرى، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة: الوضع في البحر الأحمر هو إسقاط مباشر للتطورات في غزة طلب عاجل من "حماس": على المؤسسات الحقوقية والأممية الدولية التصدي لقرار إسرائيل بشأن الترحيل تصاعد العنف والقصف:

مع دخول الحرب في قطاع غزة يومها الـ90، يستمر القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع، وسط ازدياد التوتر الإقليمي. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 22438 قتيلًا و57614 جريحًا منذ الـ7 من أكتوبر.

جدول مباريات اليوم - تغطية مباشرة لحظة بلحظة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: صالح العاروري حماس صالح العاروري سمير فندي غارة إسرائيلية السلطات اللبنانية حماس المؤسسات الأممية مفوضية الأمم المتحدة الشهيد صالح العاروري صالح العاروري المؤسسات الأممية صالح العاروری فی بیروت

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم

وجه المستشرق إيهود يعاري، انتقادات إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال إنه "يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ مدمر، من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نظرا لوجود بند مثير للقلق في الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، وقد يكون حاسما لتجديد حماس وقيادتها المستقبلية".

وأضاف يعاري في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الأمر يتعلق بقدرة تل أبيب على اتخاذ قرار بشأن ترحيل بعض أسرى حركة حماس البارزين، والذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، وهذا مطلب يصر عليه نتنياهو، وتحت ضغط شركائه اليمينيين".

وتابع: "العديد من قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية يعارضون هذه الخطوة"، موضحا أن "إطلاق سراح قادة حماس من السجون خطأ كبير، لأن السجن يعني قيادة جديدة وخبرة طويلة، وإخراجهم منها، مثل إبراهيم حامد أو عباس السيد، من شأنه أن يؤدي لإضعاف إسرائيل، وضخ دماء جديدة في قيادة حماس".



وأردف قائلا: "يخططون بالفعل من داخل السجن لكيفية الوصول إلى القيادة، وتوجيه حماس نحو مسارات عمل أخرى، وبالتالي فإن الميزة الوحيدة في إطلاق سراحهم، أن يبقوا في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتسهيل مراقبتهم ومتابعتهم ومعالجتهم إذا لزم الأمر".

ودعا إلى "ضرورة التفكير في هذا الأمر أكثر حتى لا نندم عليه فيما بعد، وما زال هناك وقت للضغط على نتنياهو، ومن العار أن نضيع الوقت، وعدم الانسياق إلى فرضية نفي أسرى حماس الثقيلين للخارج، لأن النتيجة ستكون مدمرة، وسيكون من الأفضل لهم أن يفرحوا في قراهم الأصلية في الضفة الغربية وغزة، بدلاً من مواجهتهم كأعداء متطورين في الخارج، مثل صالح العاروري وخليفته زاهر جبارين".

وختم بالقول إنّ "الأسرى القابعين في السجون يكونون أكثر خطورة عندما يكونون بعيدين عن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على مراقبتهم، وأي محاولة لضربهم تتطلب العمل عن بعد، وبالتالي فإن نتنياهو يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ غير ضروري، لأنه قد لا يفهم أي شيء عن مكافحة الإرهاب"، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتسلم 3 رهائن غدا من حماس.. تفاصيل
  • بن شرقي ليس الأخير.. مهيب عبد الهادي يكشف مفاجأة لجماهير الأهلي
  • دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم
  • تفاصيل اتصال بين وزيري خارجية أمريكا ومصر بعد تصريحات ترامب عن نقل الفلسطينيين
  • الخارجية الفرنسية: تهجير الفلسطينيين خارج غزة غير مقبول
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
  • إسرائيل تكشف تفاصيل وثيقة قدمتها حماس بشأن حالة أسرى المرحلة الأولى
  • خبير عسكري: أمريكا راعي إسرائيل بالمنطقة.. وتصريحات ترامب خيال
  • إسرائيل تفشل في الحرب وتعلن الاستسلام .. صياح وذعر في تل أبيب بعد مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين
  • حماس انتصرت.. ردود الفعل في إسرائيل على مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين