ماريان جرجس تكتب: بيت لحم الحزينة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
بيت لحم الحزينة
(وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) سورة مريم 33 ، هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ (إش 7: 14
تحمل أجواء الميلاد دائمًا في ذات التوقيت من كل عام كثير من المشاعر الإنسانية البهيجة ، بميلاد المسيح ، تحمل الأمل للبشرية والفرح والسلام ، ولكن يأتي عيد الميلاد هذا العام دون أجراس ولا شجرة الميلاد في بيت لحم الحزينة جراء اعتداء قوات الاحتلال الوحشي على أشقائنا في غزة .
بسبب تلك الحكومة الثيوقراطية أو الدينية وتعنى أن يحكم رجالها بخلفية دينية ، ولكنها ليست دينية فحسب بل دينية متعصبة وغاشمة ومتشددة بل دموية، دائمًا ما أقول أن أصعب الصراعات هي تلك الصراعات التي تُبنى على خلفية دينية، فالصراعات العسكرية السياسية دائما ما تنتهي أجلا أم عاجلا ، بتسوية سياسية تارة أو بمقايضة اقتصادية تارة أخرى ! ولكن الصراع الديني لا يمكن تسويته بالسياسة أو الاقتصاد، وذلك لأنك تصارع شخص متشدد بأغلى ما لديه وهو إيمانه ! فما بالنا وإن كان إيمانه ينقصه الإيمان بالبشرية التي هي خلق الله الذي لبس القوة وتمنطق بها ولكنه أحب البشرية وأحب الخليقة وميزها عن باقٍ المخلوقات وسخر لنا كل ما في الطبيعة كي يحيا الإنسان في عزة وكرامة.
وكلنا نرى تبعات ذلك الصراع الديني الغشيم الذي يقوم به الكيان الصهيوني أملا في إبادة فلسطين وبناء هيكل سليمان ، ربما يتخيلون السيطرة على الأراضي العربية الأخرى من النيل إلى الفرات ؛ حلم بن جوريون الذي ذكره في مذكراته ! ، ولكن لن يؤدى ذلك التعصب إلى مكان ما ، سوي تلويث الايدى بمزيد من دماء الأبرياء فالتعصب أعمي ، لا يرى ولا يسمع ، ولنا في ذلك عٍبرة وعبرة !
ونحن في موسم الأعياد ، نجد أصحاب النفوس الضعيفة يحرمون التهاني حتي بالعام الجديد ، وبتهنئة الآخرين بأعياد الميلاد وكأنهم يهدون الناس إلى الفعل الصحيح ولكن الحقيقة أنهم ينتهجون نهج الكيان الصهيونى ! وليس نهج أدياننا السماوية ، فتحريم التهاني هو بث الكره وزرع بذور الشر في نفوس الآخرين بحجج واهية وان ذلك ليس من صحيح الدين ، وتحميل المواقف أكبر من حجمها الحقيقي ، ولكن صحيح الأديان السماوية تعترف بميلاد المسيح ولم تحرم التهاني بل دعت كلها إلى التآخى والسلام والفرح والمحبة بين كل البشر .
أن سفك الدماء هو دائمًا الناتج العملي للعملية الفكرية للتعصب وليس هو البداية بل نهاية الأمر نتيجة تكوين مجموعة من الأفكار السامة التي تبدأ بالتحريم والترهيب وتحريم ما لم تحرمه الأديان السماوية حتى يصبح الإنسان متعصب الفكر أعمي البصيرة منزوع البشرية .
فتُرى من نريد أن نكون الإنسان المتعصب سافك الدماء أم من أصحاب الديانات السماوية السمحة ؟
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء المصري يُصاب بدوار لدقائق أثناء المؤتمر الصحفى ولكن أصر على استكماله
سرايا - أصيب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بدوار لدقائق، أثناء المؤتمر الصحفى الأسبوعى، الذى يعقده عقب اجتماع مجلس الوزراء، ثم عاد لاستكمال المؤتمر على الهواء.
وصرح المستشار محمد الحمصانى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء، تعرض لدور برد شديد، منذ أيام، ورفض الحصول على راحة، ويأخذ عدة أدوية ومضادات حيوية، وغادر مكتبه بالأمس فى وقت متأخر، ثم عاد فى الصباح الباكر، لعقد عدة اجتماعات قبل اجتماع مجلس الوزراء، وهو ما تسبب فى الإجهاد الشديد، وحالة الدوار التى أصابته لدقائق.
وأكد الحمصانى أن رئيس الوزراء، الحمد لله، بخير الآن، ويستكمل باقى اجتماعاته اليوم.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 337
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-12-2024 07:40 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...