حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر: تأملات في الأدلة والآراء الفقهية
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
تتسائل العديد من الناس حول حكم جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر، وهي قضية تشغل العقول وتثير النقاش في الأوساط الإسلامية. يتطلب هذا الموضوع الحساس تأملًا في الأدلة الشرعية والآراء الفقهية المختلفة.
1. الأدلة الشرعية: يعتمد الفهم الشرعي لـ جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر على تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
2. آراء الفقهاء: تتنوع آراء الفقهاء حول جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر، حيث يُفضل بعضهم تحديد الوقت لكل صلاة على حدة. في المقابل، يروج آخرون لجواز جمعهما في ظروف استثنائية، مثل الأحوال الجوية السيئة أو الضرورات الخاصة.
3. السياق الثقافي والاجتماعي: قد يكون للسياق الثقافي والاجتماعي تأثير كبير على رؤى المسلمين حول هذه المسألة. في بعض البلدان، يُعتبر جمع صلاة الجمعة بالعصر أمرًا مقبولًا ومألوفًا، بينما في غيرها يُفضل الالتزام بتحديد وقت لكل صلاة.
4. الحاجة إلى التسهيل: تبرز حاجة المسلمين إلى التسهيل في أداء العبادات، خاصة في ظل الظروف الحياتية المتغيرة. يُرى من جانب بعض العلماء أن جمع الصلوات يمكن أن يكون تسهيلًا للمسلمين، خاصة في حالات السفر أو الظروف الاستثنائية.
5. الاعتبارات الاستثنائية: تتطلب بعض الحالات الاستثنائية، مثل الأحوال الطارئة أو الظروف الصحية، إمكانية جمع صلاة الجمعة بالعصر. يؤكد بعض العلماء على أهمية مرونة الشريعة في التعامل مع الظروف الخاصة لضمان سهولة أداء العبادات.
دعاء يوم الجمعة: صوت المسلمين من أجل نصر غزة على إسرائيل تأملات في ترك صلاة الجمعة: تأثيرات دينية واجتماعية يوم الجمعة..حكم جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصروقالت الإفتاء: يجوز في السفر جمع صلاة ال عصر قصرا مع الجمعة جمع تقديم؛ لأنها بدلا عن الظهر، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوك إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِب أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ". وهذا الحديث صححه ابن حبان والبيهقي، وحسنه الترمذي، وهو أصل في جمع التقديم الّا أنه يمتنع جمع الجمعة مع العصر جمع تأخير؛ لأن الجمعة لا يتأتى تأخيرها عن وقتها.
في النهاية، يظهر أن جمع صلاة الجمعة مع صلاة العصر قضية تتطلب توخي الحكمة والفهم السليم للأدلة الشرعية. يُحث المسلمون على التفهم المتوازن للرؤى الفقهية والتوجه إلى الله بالدعاء ليوفقهم في اتخاذ القرارات الملائمة في هذا السياق.
جدول مباريات اليوم - تغطية مباشرة لحظة بلحظةالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جمع صلاة الجمعة الإفتاء جمع صلاة الجمعة صلاة الجمعة إ ذ ا ار ت ح ل ال م غ ر ب
إقرأ أيضاً:
حكم صلاة الجمعة خلف التلفاز.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: حكم صلاة الجمعة خلف التلفاز؟
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: صلاة الجمعة خلف البث المباشر في المذياع أو التلفاز أو غيرهما لا يتحقق فيه معنى الاجتماع الحقيقي الذي من أجله شرعت صلاة الجمعة بإجماع العلماء؛ وهو: اجتماعُ جمعٍ في مكانٍ واحدٍ عرفًا، كما أنه مخالف لما اتفق الفقهاء على اشتراطه في الاقتداء بإمام الجمعة؛ من اتصال الصفوف حقيقةً أو حكمًا، واتحاد المكان حقيقةً أو عرفًا، مع إمكان متابعة المأموم لتنقلات الإمام بسماعٍ أو رؤية.
وتابعت: حتى إن العلماء اشترطوا الحضور المكاني لخطبة الجمعة ولو لم يحصل سماع؛ فدلّ على أن المعتبرَ هو الحضورُ لا مجرد السماع؛ فلا يُكتَفَى بالسماع عن الحضور، وإنما يمكن الاكتفاء بالحضور عن السماع.
وأضافت: كما أنهم اشترطوا في الصلاة خارج المسجد: اتصال الصفوف حتى لو كان المأموم يرى الإمام، والذي يصلي في البيت خلف المذياع أو التلفاز أو نحوهما: لا يُعَدُّ حاضرًا لها حضورًا حقيقيًّا أو حكميًّا؛ لا في اللغة، ولا في الشرع، ولا في العرف، بل هو منقطعٌ عن المسجد وعن الإمام والمأمومين، ولا اتصال بينه وبين الصفوف بأيّ وجهٍ من وجوه الاتصال.
حكم صلاة الجمعة منفردا
أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال يقول: ما حكم صلاة الجمعة منفردا وهل تصح؟
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، في إجابتها على السؤال، بأن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين.
وأضافت، دار الإفتاء، في فتوى لها، أن الله تعالى قد افترض أداء صلاة الجمعة في جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وذكرت دار الإفتاء، أن هاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودة الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
وتابع: هو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
واستشهدت دار الإفتاء، بقول الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين