عقدت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية، الأربعاء الماضي ورشة بعنوان: «آلية التحويلات المالية الجديدة» بهدف تعريف البنوك المحلية المختصة التي تتعامل مع الجمعيات الخيرية بآلية التحويلات المالية الجديدة التي يتم العمل بها من مطلع العام الجاري.
يأتي تنظيم الورشة في إطار جهود هيئة تنظيم الأعمال الخيرية لتطوير آليات العمل بين الهيئة بوصفها جهةً رقابيةً وبين المنظمات غير الهادفة للربح والجمعيات الخيرية.


وشارك في الورشة، التي أقيمت بنظام تقنية الاتصال المرئي (عن بعد)، عن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية السيد سعود محمد العذبة، مدير إدارة الشؤون القانونية، والسيد مأمون عريقات، مستشار التحول المؤسسي والرقمي، والسيد زياد سويدان خبير الإشراف والرقابة وعن مصرف قطر المركزي السيد محمد جمال بدر، المفتش بإدارة مكافحة الجرائم المالية.
تناولت الورشة التي حضرها مجموعة الموظفين المعنيين من الهيئة والبنوك المحلية المختصة التي تتعامل مع الجمعيات الخيرية، عددا من المحاور منها: تفعيل خدمات التصاريح القطاعية لجمع التبرعات (نظام السلال) وإشعارات التنفيذ، التحويل وإتمام التدخلات التنموية والإنسانية إشعار الهيئة بالتحويل دون تقديم طلب خاص بذلك للحصول على إذن مسبق، التدقيق البعدي لعمليات التحويل المالي.
وقال السيد سعود العذبة مدير إدارة الشؤون القانونية بالهيئة إن عقد هذه الورشة يأتي في ظل «سعي الهيئة الحثيث لتطوير منظومة الأعمال الخيرية بدولة قطر، والرُّقي بها إلى أعلى المستويات العالمية»، داعيًا «القطاع المصرفي في دولة قطر إلى دعم مسيرة الهيئة في تطوير العمل الخيري بالدولة وتعزيز الشمول المالي للمؤسسات الخيرية؛ ومنها البدء في تطبيق آلية التحويلات المالية الجديدة للجمعيات الخيرية».
من جهته قال السيد محمد جمال، المفتش بإدارة مكافحة الجرائم المالية بمصرف قطر المركزي: «إن من المهم أن تُسهم آلية التحويلات المالية الجديدة في تسهيل العمل».
بدوره تطرق السيد مأمون عريقات، مستشار التحول المؤسسي والرقمي بالهيئة، إلى ذكر الفروقات بين آلية العمل السابقة فيما يتعلق بالتحويلات المالية وبين آلية العمل الجديدة التي تنسجم مع توصيات مجموعة العمل المالي بالتوصية الثامنة والمذكرة التفسيرية الخاصة بها حيث حثت الجهات الرقابية على تسهيل عمل المنظمات وتعزيز شمولها المالي.
من جانبه أكّد السيد زياد سويدان خبير الإشراف والرقابة بهيئة تنظيم الأعمال الخيرية أن الهيئة طورّت المنظومة الرقابية منذ 2019م وعملت على تنظيم عمل المنظمات غير الهادفة للربح بإصدار 40 دليلا، وأن هذه المنظمات غير الهادفة للربح والجمعيات الخيرية تعمل في ضوء هذه الأدلة وتخضع للعناية الرقابية الواجبة.
يشار إلى أن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية طوّرتْ منظومةً رقابيةً رقميّة مبنيّة على مبدأ (Regtech) لتوظيف التكنولوجيا لخدمة الهيئات الرقابية، وتمكين الهيئة من تفعيل دورها الرقابي بطريقة حديثة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر تنظيم الأعمال الخيرية

إقرأ أيضاً:

طريق الشعب .. المنارة التي لن تخفيها البنايات الشاهقة وناطحات السحاب الجديدة ..!

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

ونحن نستعد ونتهيأ للمشاركة في الإحتفال بمهرجان جريدة طريق الشعب الذي يصادف يوم السبت ٩ تشرين الثاني، سألني أحد الزملاء بابتسامة أراد من خلالها التخفيف من وطأة السؤال قائلاً: أبا حسون، أراك تتذكر عيد تأسيس جريدة طريق الشعب أكثر من تذكرك لأعياد ميلاد أولادك، وتحتفل كذلك بمناسبات هذه الجريدة ومهرجاناتها أكثر من احتفالك بتأسيس جريدتك -الحقيقة- فضلاً عن الاهتمام غير الطبيعي والاستثنائي الذي تبديه تجاه أي دعوة تصلك من هذه الجريدة دون غيرها من الصحف العراقية الأخرى ؟!

نظرت في عينَي زميلي، وقلت له: في سؤالك شقان، شق يتعلق بجريدة طريق الشعب، وشق يتعلق بالصحف الأخرى .. لذلك سأجيبك عن (سؤالين) وليس عن سؤال واحد ..

بالنسبة لفرحي الاستثنائي بمهرجانات وأعياد جريدة طريق الشعب، فهو أمر شخصي بحت، ليس لأنها جريدة الحزب الشيوعي الذي أحببته منذ صباي، ومعزتها تأتي من معزته فحسب، إنما لأنها أيضاً مدرستي، التي شربت من نهرها العذب سلسبيل الحب والجمال والثقة، ودرست في صفوفها أبجدية الصحافة والوعي الفكري رغم قصر الفترة التي عملت فيها متطوعاً في مطلع سبعينيات القرن الماضي.. لقد دخلتها (أطرش بالزفة ) كما يقولون، وغادرتها وأنا (أسطه) قياساً إلى ما كنت عليه، لذلك صار لي بعدها (وجه) صحفي، وجرأة، وثقة، و(تجربة) تشجعني على طلب العمل في أبرز الصحف العراقية مثل صحيفة (الجمهورية) التي كانت واحدة من الصحف التي لايسمح لغير الصحفيين الموهوبين والمميزين بالعمل فيها، إذ وبفضل (دراستي ) في طريق الشعب، صرت مؤهلاً للعمل محرراً وكاتباً في (الجمهورية) ..!

هذا على الصعيد الشخصي، أما على الصعيد العام، فإن طريق الشعب لم تكن يوماً رقماً سهلاً في حساب الصحف، إنما كانت – حتى وهي في أقسى الظروف – الرقم الأهم والأصعب في جميع المعادلات السياسية والإعلامية الحكومية والشعبية على حد سواء.. فأجهزة الرقابة الإعلامية والأمنية في السلطات الدكتاتورية السابقة مثلاً -كانت تدخل في الانذار صباح كل يوم من أيام إصدار جريدة طريق الشعب (المزعجة)، لتتفحص كل خبر منشور فيها، وتحلل كل مقال وتحقيق، بل وكل قصيدة وخاطرة وصورة وعنوان، حتى أن (النائب) آنذاك ، صدام حسين كان يطالعها شخصياً، بدليل أنه طلب من قيادة الحزب الشيوعي العراقي إيقاف نشر مقالات الراحل الكبير شمران الياسري (أبو گاطع) في جريدة طريق الشعب، مهدداً (بتفليش) الجبهة الوطنية، وقطع العلاقة مع الحزب الشيوعي، إن لم يستجب لطلبه، ويتوقف هذا العمود الذي كان يزعجه ويعكر مزاجه يومياً. لقد كان الناس – من شدة إعجابهم بمقال أبي گاطع – يبدؤون بقراءة الجريدة من الصفحة الأخيرة قبل الصفحة الاولى، ليتعرفوا على ما كتبه (أبو گاطع) في عموده الصحفي قبل أن يطالعوا عناوين الصفحة الأولى وما فيها من أخبار مهمة..!

قاطعني زميلي بقوله: نعم، لكن هذا الأمر في الماضي، أي في العصر الذهبي لطريق الشعب، أيام كان يديرها ويحررها ويكتب فيها عمالقة الصحافة والثقافة العراقية، اما اليوم فالجريدة باتت بلا أسماء كبيرة، ولا أعمدة أو موضوعات فخمة، ولا قراء متعطشين، يقرؤون الجريدة من الصفحة الأخيرة، ( فأبو گاطع) رحل لأبدية خلوده ولم تستطع ادارة جريدة طريق الشعب سد فراغه حتى الان ..
أكمل زميلي كلامه قائلاً : أختم سؤالي واقول لك: بربك أين هي الان طريق الشعب؟!

قلت له: سأجيب على سؤالك بسؤال أيضاً، وأقول لك: أليست الأرض تدور، والأنهار تجري دون توقف، والحياة تتقدم، والخرائط تتغير كل حين، وملايين الناس يولدون، وغيرهم يموتون، فلماذا لا تتغير الصحف، وتتغير الوسائل الأخرى مثل بقية الأشياء، خاصة ونحن في عصر السرعة.. والجميع يتغير بحكم التطور التقني والفني والتاريخي ايضاً، وكتحصيل حاصل، فإن طريق الشعب مهما كان حجمها وقدراتها معرضة للتغيير كذلك.. ومثال على ذلك: الم تكن المانيا عظيمة في زمن هتلر، والإتحاد السوفيتي كان إحدى القوتين العظيمتين في العالم قبل ثلاثة عقود، فلماذا تراجع هذان البلدان العظيمان، ومثلهما تراجعت بريطانيا وفرنسا وغيرهما الكثير ؟

وقبل أن يجيبني، قلت له:

ولكن، رغم كل ذلك فإن المانيا لم تزل على قيد الحياة ولو بنصف قوتها.. وكذلك الاتحاد السوفيتي، فهو موجود في صورة روسيا، رغم أن روسيا التي هي جذر الاتحاد السوفيتي قد فقدت الكثير من قوتها وبريقها.. لكنها موجودة ومؤثرة.. والشيء نفسه يقال عن الصحف العالمية الكبرى، أمثال الواشنطن بوست، وول ستريت جورنال، ونيويورك تايمز، وغيرها، فهذه الصحف العظيمة التي كانت توزع بعشرات الملايين من النسخ يومياً لم يعد لديها أسواق وبورصات تتسع لنصف مليون نسخة، فهل نقول مثلاً إن هذه الصحف غير مؤثرة اليوم، ولا تصلح ان تكون قدوة لصحف أخرى، بل ولا يجدر الاحتفال بمهرجاناتها لأن مردودها قد تقلص؟!

ثم التفتُّ لزميلي قائلاً : أو تظن أن (طريق الشعب) تخلت عن دورها التنويري ونهجها الثقافي والإعلامي المنير، أو أنها لم تعد عميدة الصحف، ومدرسة أكاديمية جامعة للصحافة والصحفيين بمختلف أعمارهم وتجاربهم، لمجرد ان عدد قرائها قد تقلص، أو تظن مثلاً أني توقفت عن تناول دروسها بعد أن صرت رئيساً لتحرير جريدة الحقيقة؟!

لا أبداً، فأنا رغم عمري الذي تجاوز السبعين لم أزل طالباً يتعلم في مدرسة طريق الشعب.. أتعلم ما لم أتعلمه في مواقع ومناهج أخرى.. فالكبير يبقى كبيراً يا صاحبي، وعميدة الصحف لم تزل عميدة بماضيها وحاضرها رغم كل ما حصل ويحصل من أزمات تكسر الظهر .. وثق لو قلت إن أغنية ( ياطريق الشعب يا أم الجرايد) التي كتبتها قبل سنوات ولحنها الفنان يوسف نصار، وما كتبته من مقالات عن طريق الشعب هو أقل مما تستحقه من حقوق في عنقي.. وقبل أن تستغرب من استمرارية مهرجانات طريق الشعب، أحب أن أذكّرك بأن شوارع باريس تزدحم بالزوار، والسيارات، والدراجات، والملصقات الإعلانية التي تشير إلى بدء مهرجان اللومانيتيه العالمي، ذلك المهرجان السنوي الذي تقيمه صحيفة اللومانيتيه – صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي – منذ أكثر من تسعين عاماً بحيث تشاهد سنوياً، الحشود المليونية والخيم والمسارح، واللافتات والاعلام الشيوعية، وترى في يد كل زائر لباريس غصن زيتون، او حمامة سلام، من أجل السلام والمحبة بين شعوب العالم..علماً بأن لجريدة طريق الشعب خيمة سنوية كبيرة ومميزة وثابتة في مهرجان اللومانيتيه الفرنسية..

وعلى الرغم من أن مهرجان اللومانيتيه انطلق عام 1930, إلا أنه لم يتوقف قط، رغم الحروب وقسوة النضال السري للحزب الشيوعي الفرنسي

والأهم أن هذا المهرجان يتواصل دون أن يعترض (صحفي) مثلك على إقامته، كما لم يقل أحد مثلك أن جريدة اللومانيتيه قد تقلصت صفحاتها ونسخها وتراجع عدد قرائها.. ختاماً أقول:

المنارة العالية تبقى عالية ومضاءة وشاخصة رغم البنايات العالية الجديدة التي تحيط بها، واصطفاف ناطحة السحاب حولها.. وطريق الشعب منارتنا العالية إلى الأبد رغماً عن أنف ( التنكه لوجيا) ..!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • مستشار السوداني: وضعنا آلية لإعطاء القروض لهذه الفئات
  • “أبوزريبة” يبحث مع مدير الإدارة العامة للدعم المركزي ورؤساء الفروع آلية إعادة تنظيم الإدارة
  • ضياء السيد: لا يمكن الحكم على صفقة الأهلي الجديدة والوقت مازال مبكر
  • الهيئة السعودية للمياه تشارك في ملتقى “بيبان 24” بإبراز جهودها في دعم وتمكين الابتكار والاستدامة
  • جبران يوجه العمالة المصرية بالأردن الالتزام بسياسات تنظيم سوق العمل الجديدة
  • طريق الشعب .. المنارة التي لن تخفيها البنايات الشاهقة وناطحات السحاب الجديدة ..!
  • محلي عدن يناقش آلية العمل لتقييم وضع مؤسسة وشبكتي المياه والصرف الصحي
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تستعرض برامجها التمكينية لرواد الأعمال والمبتكرين في ملتقى بيبان 24
  • تعرف على أفضل سعر لشراء الريال القطري في البنوك
  • تكريم بنك التنمية الاجتماعية لرعايته التنموية في بيبان24 دعمًا لرواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والناشئة وممارسي العمل الحر في المملكة الرياض، 5 نوفمبر 2024 كرم معالي وزير التجارة د. ماجد القصبي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “