بوابة الفجر:
2024-11-05@09:30:01 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: "الديكتاتورية" العادلة !!

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT


 

هل نحن فى إحتياج لنظام إدارى –لا يخضع لقانون ديمقراطى –يستند إلى الحريات العامة –والحفاظ عل حقوق الإنسان –وصيانة حريته وماله وعرضه وأرضه –بالقطع الإجابة لا... نحن نحتاج لنظام إدارى خاضع لقوانين البلاد التى تستند على الدستور الذى يحفظ للمواطن كل الحقوق.. وفى نفس الوقت يرتب عليه كل الإلتزامات –ولكن الحادث فى بلادنا شيىء غريب وعجيب !! يدعوا للأسف الشديد –ففى الوقت الذى نقف فيه ندافع عن الحرية وعن حقوق الإنسان وعن.

.. وعن... !! أجد صور فى المجتمع تحتاج إلى عكس ما يرتبه القانون وما ترتبه مبادىء حقوق الإنسان !! وأجد من الصمت الرهيب –والسلبية المخيفة –أمام مظاهر تلك الصور –دون أية إجراءات يمكن أن ينظمها قانون ديمقراطى حر.. حتى ولو (حلفنا ميت يمين) على أننا دولة حرة ديمقراطية تجرى فيها الإنتخابات لإختيار نواب الشعب وحتى رئيس الجمهورية –بالإنتخاب الحر المباشر – وندعى بأننا لا نستقبل شكوى واحدة –تتهم النظام الإنتخابى بالتزوير أو الترويع أو التزييف أو أى صورة مخالفة لمبادىء الديمقراطية !!
وإليك بعض الصور –سيارة حكومية –دون أية إضاءات تسير ليلًا عكس الإتجاه –لتروع كل السيارات القادمة فى إتجاهها !!
-عربة كارو قوة 3 حمار –تسير على كوبرى من أهم كبارى العاصمة –فى عكس الإتجاه –يجرها الحمير الثلاث –وكذلك صاحبها "حافى القدمين" مهدل الثياب –وتحمل العربة مجموعة من "الفناطيس" البلاستيكية مع مجموعة من (أكياس القمامة) والعربة تتحرك على الكوبرى وسط البلد فى إتجاه معاكس لتوقف الحركة –دون أية تداخلات من أى كائن كان –ولا يملك قائدى السيارات –إلا أن "يمصمصوا" الشفاة –وينتظروا مرور الركب (الحمارى) !!
-صورة أخرى –عشوائيات وسط البلد –شوارع مكتظة بالمتسولين فى تقاطعات وإشارات الميادين (أهم ميادين وسط البلد ) وعلى أشكال متعددة –منهم من يكشف عن (عاهة مستديمة) فى جسده –ومنهم من يحمل (كيس دم أو كيس أسترة) يخرج من جسمه بخرطوم –شيىء مقزز (ومقرف) –ويقف بجانب شباك سيارتك وكل السيارات فى الإشارة ليسألك حاجة (لله) ومنهم من يحمل علب "ورق كلينكس" –ومنهم من يرتعش أمام سيارتك وهو ممسك قطعة قماش (أوسخ) من أرض الشارع لكى يمسح بها زجاج سيارتك أو لتلويثها بالمعني الصحيح ‍‍‍‍!!ورأيت في إحدي المرات – أحد الرجال ( عاري تمامًا ) فوق كوبري أكتوبر ويمسك بعصا يجرى بها وراء السيارات ليضربها – فى منطقة الكوبري أمام جريدة الأهرام ومستشفي سكك حديد مصر (لامع) – فى أهم منطقة على الكوبري – ولا شيىء إلا الرعب من راكبي السيارات ولم يتحرك أحد – تتلقي السيارة ضربه بالعصا – وتجري - !! هذه صور حقيقية ليست من ( قبيل الخيال أو الأمثلة الشعبية ) صورة أخري – مقابر باب الوزير – والعباسية والقلعة – كل المقابر التى تحتل أكبر مسطح وسط البلد – مابين قلعة محمد علي وحتى العباسية ويواجهها حديقة الأزهر – ومشيخة الأزهر ودار الإفتاء – وقيادة الأمن المركزي – ومدينة البعوث الإسلامية -ودار مناسبات الشرطة وبجانب دار الأسلحة والزخيرة ودار المركبات.
هذه المنطقة التى تحمل فى ربوعها ألاف بل أكثر من مليون "مدفن" – ويعيش فيها أكثر من مليون مصرى – دون أى إكتراث من الإدارة فى مصر – ويعلوها من الجهة الشرقية أجمل جبال القاهرة – وهو إمتداد جبل المقطم والمعروف بمرتفعات" الدويقة " ( ومنشية ناصر ) أكبر منطقة عشوائية فى مصر – ماذا لو هدمنا تلك المقابر ونقلنا منها " الرفات " إلى منطقة خارج زمام العاصمة وبنينا مساكن محترمة – نقلنا فيها سكان "الدويقة ومنشية ناصر" – وكذلك سكان المقابر – وقمنا بتطهير الجبل – وتخطيطه وجعله ( بفيرلي هيلز ) القاهرة أو ( مونت القاهرة ) أو (هوليود القاهرة) ؟
كم من الاستثمارات يمكن ضخها فوق أجمل بقعة فى جغرافية العاصمة ؟؟
صورة شوارع القاهرة المظلمة –دون أية إشارات مرور ودون أية علامات واضحة تحدد الإتجاهات –دون أية لافتات تعلن عن إسم الشارع أو إسم الميدان.
صورة شوارع القاهرة المكتظة بالمحلات وبالباعة الجائلين المفترشين للأرصفة لكل أنواع (البضاعة) من ملابس داخلية وجوارب وشنط وأحذية –وكذلك أنواع من الخبز المكشوف لكل عوامل التعرية فى الشارع المصرى-والأرصفة التى إختفت –والسيارات التى تكدست ليصبح الشارع المصرى أكبر جراج مفتوح فى العالم –والعسكرى الغلبان فى الإشارات (المرورية) مع (الكناسين) –ينظرون لراكبى السيارات فى نظرة إستجداء (لحسنه ) أو لنظرة عدم إكتراث!  
– هنا أقف لأسأل هل تسمح القوانين السارية والديمقراطية بالقضاء على هذه الصور السلبية – أم نحتاج إلى "ديكتاتورية مستبدة عادلة" – شفافة – لكى ننقل العاصمة من عصر "الحمير" إلى عصر "البني أدمين" المحترمين !! 
  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

جان بيير فيليو يكتب: لم يسبق للولايات المتحدة أن دعمت حربًا إسرائيلية بهذا الحجم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أنفقت الولايات المتحدة نحو عشرين مليار دولار دعمًا عسكريًا لإسرائيل منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، أى عُشر المساعدات الممنوحة للدولة اليهودية منذ تأسيسها فى عام واحد.

كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، تنافس المرشحان على التزامات الدعم الثابت لإسرائيل، وحتى على التأكيدات على زيادة هذا الدعم. يقدم دونالد ترامب نفسه باستمرار على أنه أفضل حليف لإسرائيل على الإطلاق فى البيت الأبيض، فى حين يكثر من التصريحات المحرجة أكثر من المقنعة، حيث قال إن الناخبين اليهود الذين لن يصوتوا له «يجب أن يفحصوا عقولهم».

لكن كامالا هاريس لا ينبغى أن يتفوق عليها أحد، فهى تصر فى كل مناسبة على «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». ومن المؤكد أن المرشحة الديمقراطية تفضل الإصرار على «التحالف المهم بين الشعبين الأمريكى والإسرائيلى» بدلًا من ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الشريك التاريخى لدونالد ترامب، والذى تمر علاقاته مع الرئيس جو بايدن بتوتر ملحوظ.

وفى ظل هذه الأجواء، يبقى من غير المرجح أن تقوم الولايات المتحدة، أيًا كان الفائز فى انتخابات الخامس من نوفمبر، بتخفيض المساعدات الهائلة التى تقدمها الآن لإسرائيل بشكل كبير.

دعم هائل على نحو متزايد

كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل، بعد ساعات قليلة من إعلان استقلال الدولة اليهودية، فى مايو ١٩٤٨. ولكننا كثيرًا ما ننسى أنه على الرغم من هذا الدعم الحاسم، رفضت واشنطن لفترة طويلة الانحياز إلى أحد الجانبين فى النزاع الناشئ عن الحرب الإسرائيلية العربية الأولى، فضلًا عن نزوح حوالى ٧٥٠ ألف لاجئ فلسطينى.

علاوة على ذلك، كانت الدبلوماسية الأمريكية هى التى دفعت، فى ديسمبر ١٩٤٨، إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم ١٩٤، الذى يسمح بـ«حق العودة» لهؤلاء الفلسطينيين، من خلال تقديم البديل لهم بين العودة إلى الوطن أو التعويض. وكانت الولايات المتحدة مرة أخرى، بعد مرور عام، هى التى وضعت أسس الأونروا، وكالة الأمم المتحدة المسئولة عن مساعدة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم حل هذا النزاع. وخلال الاحتلال الإسرائيلى الأول لقطاع غزة، فى نوفمبر ١٩٥٦، طالب الرئيس الجمهورى دوايت أيزنهاور بالانسحاب غير المشروط للقوات الإسرائيلية من القطاع الفلسطينى، وكذلك من شبه جزيرة سيناء المصرية، وهو ما حصل بالفعل.

ولم يتم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى، ليفى أشكول، رسميًا فى البيت الأبيض إلا فى يونيو ١٩٦٤، من قبل الرئيس الديمقراطى ليندون جونسون. ومنذ هذه الفترة بدأ تاريخ التسليمات العسكرية الأولى من الولايات المتحدة إلى الجيش الإسرائيلى الذى كان لا يزال مجهزًا إلى حد كبير بالمعدات الفرنسية.

وتزايد هذا الاتجاه بعد حرب يونيو ١٩٦٧ واحتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية فى القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى سيناء المصرية والجولان السورى.

لقد كان جسرًا جويًا أمريكيًا حقيقيًا سمح لإسرائيل باستيعاب الصدمة الأولية للهجوم السورى المصرى فى أكتوبر ١٩٧٣، ثم قيادة هجوم مضاد مبهر. ومن أجل إبرام معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر فى مارس ١٩٧٩، ألزم الرئيس الديمقراطى جيمى كارتر الولايات المتحدة بدفع مساعدات عسكرية بقيمة ٢ مليار دولار كل عام لإسرائيل (حوالى ١.٨ مليار يورو)، وهو التزام تم احترامه لهذا الغرض حتى اليوم. وفى عام ٢٠١٦، كان رئيس ديمقراطى آخر، باراك أوباما، هو الذى ألزم بلاده بدفع مساعدة عسكرية بقيمة ٣.٨ مليار دولار لإسرائيل كل عام على مدى عشر سنوات.

تصعيدان مالى وعسكرى

والفرق الرئيسى بين هذين الالتزامين، المالى والعسكرى، هو أن جيمى كارتر ضمن بالتالى أول سلام عربى إسرائيلى، فى حين أن باراك أوباما، على الرغم من تصريحاته لصالح «حل الدولتين»، فقد وضع فيتو الولايات المتحدة فى عام ٢٠١١ ضد قبول فلسطين فى الأمم المتحدة.

لقد تخلى البيت الأبيض، أيًا كان ساكنوه منذ ذلك الحين، فعليًا عن أى رغبة جادة فى حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وبالتالى حكم على نفسه بالانجرار من قبل إسرائيل إلى الأزمات التى من المؤكد أنها تندلع نتيجة للمأزق المستمر بشأن القضية الفلسطينية جوهر الصراع الأساسى. وقد استفاد بنيامين نتنياهو، وهو خبير جيد فى المشهد السياسى الأمريكى، إلى أقصى حد من توازن القوى هذا، استنادًا إلى الدعم غير المشروط من قِبَل «الصهاينة المسيحيين»، الذين يشكلون القاعدة الانتخابية لدونالد ترامب ويسيطرون إلى حد كبير على الكونجرس. ولهذا السبب، وعلى الرغم من التوترات المتكررة بين جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن التصعيد العسكرى فى حرب غزة، الذى امتد الآن إلى لبنان، وأحيانًا إلى إيران، كان مصحوبًا بتصعيد موازٍ للدعم الأمريكى لإسرائيل فى المسائل المالية والعسكرية.

لقد قام مركز دراسات فى جامعة براون المرموقة فى رود آيلاند بتقدير حجم المساعدة العسكرية لإسرائيل، مع مرور الوقت، بالدولار الثابت. ويقدر المبلغ الإجمالى للمساعدات العسكرية التى دفعتها الولايات المتحدة للدولة اليهودية بمبلغ ٢٥١ مليار دولار، معدلة حسب التضخم، منذ عام ١٩٥٩. ويقدر أن الولايات المتحدة أنفقت ما لا يقل عن ٢٣ مليار دولار، منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إما فى مساعدات عسكرية مباشرة (نحو ١٨ مليار دولار)، أو فى عمليات أمريكية لضمان أمن إسرائيل.

هذه الأرقام، المذهلة بالفعل، لا تشمل ما يقرب من مائة شحنة عسكرية إلى إسرائيل قامت بها إدارة جو بايدن عن طريق تقسيم التحويلات للتحايل على الشرط القانونى للحصول على موافقة الكونجرس. بالإضافة إلى ذلك، اقترح جو بايدن، فى أغسطس، مظروفًا إضافيًا بقيمة ٢٠ مليار دولار من الإمدادات العسكرية على مدى السنوات المقبلة، بالإضافة إلى المساعدات الحالية والمخططة، وهو المظروف الذى لا يزال يتعين موافقة الكونجرس عليه.

إن عجز الولايات المتحدة عن التوصل حتى إلى وقف إطلاق النار فى غزة، بعد ثلاثة عشر شهرًا من الحرب القاسية، يبين للأسف أن مثل هذه المساعدات العسكرية لإسرائيل لا تؤدى إلا إلى تأجيج الصراع المستمر.

 قام مركز دراسات فى جامعة براون المرموقة فى رود آيلاند بتقدير حجم المساعدة العسكرية لإسرائيل مع مرور الوقت بالدولار الثابت ويقدر المبلغ الإجمالى للمساعدات العسكرية التى دفعتها الولايات المتحدة للدولة اليهودية بمبلغ ٢٥١ مليار دولار معدلة حسب التضخم منذ عام ١٩٥٩

نقلًا عن جريدة اللوموند الفرنسية والكاتب جان بيير فيليو أستاذ فرنسى لدراسات الشرق الأوسط فى معهد العلوم السياسية فى كلية باريس للشئون الدولية، ومستشرق ومستعرب

من مواليد يوم ١٩ ديسمبر سنة ١٩٦١ فى باريس

درس فى معهد اللغات والحضارات الشرقية بباريس ومعهد الدراسات السياسية بباريس

أستاذ زائر فى الجامعات الأمريكية: كولومبيا (نيويورك) وجورج تاون (واشنطن) وتعتبره صحيفة لوموند أحد «أفضل الاختصاصيين العالميين» فى ملف التطرف والإرهاب.

حازت كتبه حول العالم العربى التى ترجمت إلى خمس عشرة لغة مختلفة على العديد من الجوائز فى فرنسا وخارجها.

خدم كدبلوماسى فى وزارة الخارجية الفرنسية فى سفارات فرنسا بدمشق، وعمان، وتونس.

أصدر كتاب «مصير العرب ومصيرنا» وتُرجم مؤخرًا إلى العربية ونشرته دار ميسلون.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: حديث إلى النفس !!
  • جان بيير فيليو يكتب: لم يسبق للولايات المتحدة أن دعمت حربًا إسرائيلية بهذا الحجم
  • البيئة: دول العالم فى طريقها للتصديق على اتفاقية البلاستيك نهاية نوفمبر
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الحقيقة الغائبة ؟؟
  • د.حماد عبدالله يكتب: حتمية تغيير تقسيم مصر !!
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  • على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!  
  • محمود مرزوق يكتب: الخواجة جرانجر وسرقة التاريخ
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!