د.حماد عبدالله يكتب: "الديكتاتورية" العادلة !!
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
هل نحن فى إحتياج لنظام إدارى –لا يخضع لقانون ديمقراطى –يستند إلى الحريات العامة –والحفاظ عل حقوق الإنسان –وصيانة حريته وماله وعرضه وأرضه –بالقطع الإجابة لا... نحن نحتاج لنظام إدارى خاضع لقوانين البلاد التى تستند على الدستور الذى يحفظ للمواطن كل الحقوق.. وفى نفس الوقت يرتب عليه كل الإلتزامات –ولكن الحادث فى بلادنا شيىء غريب وعجيب !! يدعوا للأسف الشديد –ففى الوقت الذى نقف فيه ندافع عن الحرية وعن حقوق الإنسان وعن.
وإليك بعض الصور –سيارة حكومية –دون أية إضاءات تسير ليلًا عكس الإتجاه –لتروع كل السيارات القادمة فى إتجاهها !!
-عربة كارو قوة 3 حمار –تسير على كوبرى من أهم كبارى العاصمة –فى عكس الإتجاه –يجرها الحمير الثلاث –وكذلك صاحبها "حافى القدمين" مهدل الثياب –وتحمل العربة مجموعة من "الفناطيس" البلاستيكية مع مجموعة من (أكياس القمامة) والعربة تتحرك على الكوبرى وسط البلد فى إتجاه معاكس لتوقف الحركة –دون أية تداخلات من أى كائن كان –ولا يملك قائدى السيارات –إلا أن "يمصمصوا" الشفاة –وينتظروا مرور الركب (الحمارى) !!
-صورة أخرى –عشوائيات وسط البلد –شوارع مكتظة بالمتسولين فى تقاطعات وإشارات الميادين (أهم ميادين وسط البلد ) وعلى أشكال متعددة –منهم من يكشف عن (عاهة مستديمة) فى جسده –ومنهم من يحمل (كيس دم أو كيس أسترة) يخرج من جسمه بخرطوم –شيىء مقزز (ومقرف) –ويقف بجانب شباك سيارتك وكل السيارات فى الإشارة ليسألك حاجة (لله) ومنهم من يحمل علب "ورق كلينكس" –ومنهم من يرتعش أمام سيارتك وهو ممسك قطعة قماش (أوسخ) من أرض الشارع لكى يمسح بها زجاج سيارتك أو لتلويثها بالمعني الصحيح !!ورأيت في إحدي المرات – أحد الرجال ( عاري تمامًا ) فوق كوبري أكتوبر ويمسك بعصا يجرى بها وراء السيارات ليضربها – فى منطقة الكوبري أمام جريدة الأهرام ومستشفي سكك حديد مصر (لامع) – فى أهم منطقة على الكوبري – ولا شيىء إلا الرعب من راكبي السيارات ولم يتحرك أحد – تتلقي السيارة ضربه بالعصا – وتجري - !! هذه صور حقيقية ليست من ( قبيل الخيال أو الأمثلة الشعبية ) صورة أخري – مقابر باب الوزير – والعباسية والقلعة – كل المقابر التى تحتل أكبر مسطح وسط البلد – مابين قلعة محمد علي وحتى العباسية ويواجهها حديقة الأزهر – ومشيخة الأزهر ودار الإفتاء – وقيادة الأمن المركزي – ومدينة البعوث الإسلامية -ودار مناسبات الشرطة وبجانب دار الأسلحة والزخيرة ودار المركبات.
هذه المنطقة التى تحمل فى ربوعها ألاف بل أكثر من مليون "مدفن" – ويعيش فيها أكثر من مليون مصرى – دون أى إكتراث من الإدارة فى مصر – ويعلوها من الجهة الشرقية أجمل جبال القاهرة – وهو إمتداد جبل المقطم والمعروف بمرتفعات" الدويقة " ( ومنشية ناصر ) أكبر منطقة عشوائية فى مصر – ماذا لو هدمنا تلك المقابر ونقلنا منها " الرفات " إلى منطقة خارج زمام العاصمة وبنينا مساكن محترمة – نقلنا فيها سكان "الدويقة ومنشية ناصر" – وكذلك سكان المقابر – وقمنا بتطهير الجبل – وتخطيطه وجعله ( بفيرلي هيلز ) القاهرة أو ( مونت القاهرة ) أو (هوليود القاهرة) ؟
كم من الاستثمارات يمكن ضخها فوق أجمل بقعة فى جغرافية العاصمة ؟؟
صورة شوارع القاهرة المظلمة –دون أية إشارات مرور ودون أية علامات واضحة تحدد الإتجاهات –دون أية لافتات تعلن عن إسم الشارع أو إسم الميدان.
صورة شوارع القاهرة المكتظة بالمحلات وبالباعة الجائلين المفترشين للأرصفة لكل أنواع (البضاعة) من ملابس داخلية وجوارب وشنط وأحذية –وكذلك أنواع من الخبز المكشوف لكل عوامل التعرية فى الشارع المصرى-والأرصفة التى إختفت –والسيارات التى تكدست ليصبح الشارع المصرى أكبر جراج مفتوح فى العالم –والعسكرى الغلبان فى الإشارات (المرورية) مع (الكناسين) –ينظرون لراكبى السيارات فى نظرة إستجداء (لحسنه ) أو لنظرة عدم إكتراث!
– هنا أقف لأسأل هل تسمح القوانين السارية والديمقراطية بالقضاء على هذه الصور السلبية – أم نحتاج إلى "ديكتاتورية مستبدة عادلة" – شفافة – لكى ننقل العاصمة من عصر "الحمير" إلى عصر "البني أدمين" المحترمين !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
القاهرة: الاجتماع العربي السداسي يرفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة
طالب الاجتماع العربي السداسي في بيانه المشترك اليوم السبت بانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة، والرفض التام لأي محاولات لتقسيم القطاع، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.
وأكد الاجتماع الذي عقد في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية بدعوة من جمهورية مصر العربية على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا"، والرفض القاطع لأية محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها.
ورحب الاجتماع بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، والإشادة بالجهود التي قامت بها كل من مصر وقطر في هذا الصدد، والتأكيد على الدور المهم والمقدر للولايات المتحدة في إنجاز هذا الاتفاق، والتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقا لحل الدولتين، والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات.
وأكد البيان الختامي، دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاثة لضمان تنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل، وذلك بشكل ملائم وآمن.
وأكد الاجتماع أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصة في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه، وبما يُسهم في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين من سكان القطاع على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلي، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.
وأعرب المجتمعون عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقاً للقانون الدولي، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.