استدعى السودان سفيره في العاصمة الكينية نيروبي للتشاور احتجاجاً على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي.

الخرطوم _ التغيير

وكان قد وصل حميدتي الأربعاء إلى  كينيا  بعد جولة شملت أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وأعقبتها زيارة لدولة جنوب إفريقيا.

ونقلت المنصة الرسمية للحكومة السودانية عن وزير الخارجية السوداني علي الصادق القول إن التشاور مع السفير سيغطى كل الاحتمالات لمآلات علاقات السودان مع كينيا التي اتهمها بمولاة قوات الدعم السريع واستضافتها لقادته وداعميه.

ولم يذكر البيان موقف الحكومة السودانية من الزيارات الأخرى التي قام بها حميدتي لأربع دول إفريقية بدأت بدولة أوغندا التي استقبله فيها الرئيس يوري موسيفيني ثم إثيوبيا حيث التقى برئيس وزرائها آبي أحمد قبل أن يجتمع مع رئيس جيبوتي إسماعيل قيلي رئيس الدورة الحالية لدول الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا إيغاد.

وفي آخر محطة إفريقية له زار حميدتي، الخميس، دولة جنوب إفريقيا حيث استقبله الرئيس سيريل رامافوزا.

يذكر أنه في نوفمبر اتهم ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني كينيا بالتحيز مع قوات الدعم السريع؛ لكن الرئيس الكيني شدد على أن بلاده لا تتطلع سوى إلى الوصول الى حل سلمي في البلاد.

وجاءت زيارة حميدتي لكينيا بعد ساعات من توقيع اتفاق في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مع تنسيقية القوة المدنية السودانية “تقدم” برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.

ونص الاتفاق على 8 أسس للانتقال وتأسيس الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب؛ شملت:

وحدد الطرفان أربع آليات لتنفيذ البنود المتفق عليها وتشكيل لجنة مشتركة لوقف الحرب وبناء السلام المستدام على أن تطرح البنود المتفق عليها على قيادة الجيش.

الوسوماستدعاء سفير الخارجية الصادق حميدتي روتو كينيا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: استدعاء سفير الخارجية الصادق حميدتي روتو كينيا

إقرأ أيضاً:

الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير

زهير عثمان

تشهد الساحة السودانية تصاعداً في تعقيد الصراعات السياسية والعسكرية، حيث تُعتبر الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وقوات الدعم السريع فاعلين رئيسيين في المشهد السوداني. ورغم اختلاف أهدافهما وسياقاتهما، يتشاركان النفوذ العسكري والسياسي. يُثير هذا التساؤل حول مصير البلاد إذا ما قررت الحركة الشعبية إعلان حكومة في مناطق نفوذها، وما قد يعنيه ذلك على المستويين الداخلي والإقليمي.
الفروق الأساسية بين الحركة الشعبية والدعم السريع
الأيديولوجيا والأهداف
الحركة الشعبية لتحرير السودان , تعتمد الحركة على رؤية سياسية واضحة تُعرف بـ"السودان الجديد"، التي تسعى لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس المواطنة والمساواة واحترام التنوع. تهدف إلى إنهاء التهميش التاريخي لمناطق مثل جبال النوبة والنيل الأزرق.
الدعم السريع وطرحه نعلم انها تفتقر قوات الدعم السريع إلى أيديولوجيا متماسكة أو رؤية سياسية طويلة المدى. يُنظر إليها كقوة عسكرية تهدف إلى تعزيز نفوذ قيادتها، وعلى رأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع التركيز على تحقيق مكاسب تكتيكية بدلاً من طرح مشروع وطني شامل.
القاعدة الشعبية والجغرافية
الحركة الشعبية اسست والان تمتلك قاعدة شعبية راسخة في المناطق المهمشة مثل جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطرح نفسها كممثل للمهمشين والمظلومين في السودان.
الدعم السريع قاعدته الأساسية في دارفور مع توسع نفوذها إلى مناطق أخرى، لكنها تُعتبر أكثر ارتباطاً بالبُنى القبلية والمصالح الاقتصادية لقادتها.
الشرعية والممارسات
الحركة الشعبية بالرغم تعرضها لانتقادات في قضايا كثيرة مثل علمانية الحكم والحقوق المدنية ، إلا أنها تُعتبر فاعلاً سياسياً مشروعاً يسعى إلى تغيير بنية الدولة السودانية.
الدعم السريع يواجه انتقادات شديدة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واعتمادها على القوة العسكرية المفرطة في حروبها كلها .
إعلان حكومة من قبل الحركة الشعبية: السيناريوهات والتداعيات
الأثر على وحدة السودان
إعلان حكومة في مناطق نفوذ الحركة الشعبية سيُعيد إلى الأذهان تجربة جنوب السودان. قد يُعزز ذلك الشعور بانعدام الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة، ويُؤدي إلى مزيد من الاستقطاب.
التحديات الداخلية
الاعتراف الدولي أول ما ستواجه الحركة تحدياً كبيراً في الحصول على اعتراف دولي بحكومتها.
الخدمات والبنية التحتية: تعتمد هذه المناطق على المركز في تقديم الخدمات، ما يعني أن إعلان حكومة سيضع عبئاً هائلاً على موارد الحركة.

التداعيات الإقليمية
التدخل الإقليمي وقد يدفع إعلان حكومة دول الجوار مثل إثيوبيا وجنوب السودان إلى اتخاذ مواقف متباينة، بناءً على مصالحها.
التوازنات الجيوسياسية سيُربك ذلك حسابات القوى الدولية والإقليمية لفترة وخاصة التي تسعى لاستقرار السودان.
مقارنة مع تجربة الدعم السريع
إذا كانت قوات الدعم السريع تُركز على تثبيت نفوذها داخل النظام الحالي، فإن الحركة الشعبية قد تسعى لتأسيس كيان مستقل تماماً. الفرق الجوهري هو أن الدعم السريع لا يمتلك مشروعاً سياسياً متكاملاً، بينما للحركة الشعبية رؤية تتجاوز حدود السلاح.

وفي حال أعلنت الحركة الشعبية حكومة في مناطق نفوذها، سيشكل ذلك تحولاً جذرياً في المشهد السياسي السوداني. بينما تظل احتمالات نجاحها مرتبطة بقدرتها على كسب الاعتراف الدولي والتعامل مع تحديات داخلية معقدة. ومع ذلك، يبقى الحل الأمثل هو السعي نحو تسوية سياسية شاملة تُعالج جذور الأزمات السودانية وتجنب البلاد سيناريوهات التفكك والمزيد من الصراع.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: ندعم حكومة «موازية» عاصمتها الخرطوم .. اتهم السلطة في بورتسودان بممارسة سياسات انفصالية
  • بالفيديو.. الجنود كانوا ينادونه “أبونا”.. شاهد آخر ظهور لوالد “حميدتي” بالزي العسكري بمنطقة “الزُرق” قبل هروبه مع قواته بعد اقتحام الجيش والمشتركة
  • قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر
  • بالصورة.. أسرة النقيب المتمرد سفيان بريمة تخاطب قائد ثاني قوات الدعم السريع بحثاً عن إبنها (معتقل عندكم منذ سقوط تمبول الرجاء إبلاغنا عن حالته إن كان على قيد الحياة من عدمها)
  • انا بتفق مع الاستاذ يوسف عزت كبير مستشارى الدعم السريع (سابقا؟) لانه علي حق
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق
  • وزير الخارجية التونسي: التطورات المتلاحقة في المنطقة تستدعي توحيد الصف
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق - عاجل
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير