أعلنت حلبة البحرين الدولية «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط» بالأمس عن آخر الاستعدادات لاستضافة سباق الـFORMULA 1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2024، السباق التاريخي الذي يحتفل بالذكرى العشرين لاستضافة سباقات الفورمولا 1 في مملكة البحرين.
وسينطلق السباق التاريخي في الفترة من 29 فبراير حتى 2 مارس المقبل، وذلك كجولة افتتاحية لموسم الفورمولا «1» 2024، مع إعلان شعار السباق تحت مسمى «20 عامًا من صنع التاريخ»، حيث ستكون عطلة نهاية أسبوع مليئة بإثارة السباقات الدولية والفعاليات الترفيهية العائلية.


تم الكشف عن هذه التفاصيل في حفل الإطلاق الرسمي في مجمع الأفنيوز بتنظيم من حلبة البحرين الدولية، حيث تحدّث كل من فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة، الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية، والقبطان وليد العلوي الرئيس التنفيذي لطيران الخليج.
كما تم بث فيديو قصير لكل من الرئيس التنفيذي للفورمولا 1 ستيفانو دومينيكالي ونجم فريق ماكلارين لاندو نوريس في حفل الإطلاق، إلى جانب معلق الفورمولا 1 الأسطوري ديفيد كروفت والمقدم عمران العرادي.
من المقرر أن ينطلق سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 المرتقب كجولة أولى افتتاحية لبطولة العالم للفورمولا 1 لموسم 2024، إلى جانب كونه أول سباق ليلي ينطلق في يوم السبت في البحرين، مما يجعل السباق أكثر إثارة ضمن احتفالات نهاية الأسبوع في «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط».
ومن المقرر أن تستضيف حلبة البحرين الدولية أيضا التجارب الحرة الرسمية ما قبل انطلاق الموسم لمدة 3 أيام، وذلك في الفترة من 21 إلى 23 فبراير.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، قالت فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة: «إنه يوم مميز على أجندة الفعاليات في مملكة البحرين، ليس الرياضية فقط، بل السياحية والترفيهية أيضا، ولا شك أن إطلاق سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا «1» 2024 يؤكد مرة أخرى على ريادة المملكة في احتضان سباقات الفورمولا 1. ومنذ عام 2004، تم ترسيخ مكانة المملكة على خريطة السياحة الرياضية العالمية، ولفت الأنظار إلى البحرين كوجهة رائدة على هذه الخارطة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، وكل ذلك بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030».

وأكدت الصيرفي أن تأثير الفورمولا 1 استثنائي على قطاع السياحة، ففي العام 2022، شهدنا حضورًا لافتًا بلغ 98 ألف شخص في جميع أيام السباق و35 ألفًا في يوم السباق وحده. وفي عام 2023، ارتفعت هذه الأرقام بشكل أكبر، حيث وصلت إلى 99500 في إجمالي أيام السباق و36000 في يوم السباق نفسه.
وأشارت إلى أن مثل هذه الأحداث الكبرى في مملكة البحرين لا تقدم تجربة مباشرة لسباق الفورمولا 1 فحسب، بل تخلق أيضا بيئة مواتية للزوار ليشهدوا النجاح المذهل. وإضافة إلى الإثارة والتشويق التي يشهدها السباق، تمثل هذه الفعاليات فرصة ذهبية لإظهار التكامل السلس والتطور المستمر لقطاع السياحة في المملكة، وتقدم للعالم مجموعة مناطق الجذب السياحي، إلى جانب المرافق ذات المستوى العالمي.
وأعربت الوزيرة الصيرفي عن الامتنان الكبير لطيران الخليج، إلى جانب جميع الشركاء، لجهودهم الترويجية المتفانية، والتنسيق في تنظيم الأنشطة والحملات التسويقية ذات الصلة، والتعاون في تقديم عروض تنافسية، ودعت الجميع من داخل وخارج مملكة البحرين لحضور سباق الفورمولا 1، والتمتع بالأجواء الفريدة للموسم الافتتاحي في المملكة، والمشاركة في مختلف الفعاليات الترفيهية الموازية التي ستقام خلال هذه الفترة.
«20 عامًا من صنع التاريخ»
وخلال حفل الإطلاق تم الكشف عن الشعار الرسمي لسباق هذا العام «20 عامًا من صنع التاريخ»، حيث يسلط الضوء على مكانة سباق جائزة البحرين الكبرى اليوم باعتباره سباقًا رائدًا ومفضلا لدى الجماهير في تقويم الفورمولا 1.

وأكد الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية: «إن فكرة السباق الكلاسيكي الحديث تعكس حقيقة أن حلبة البحرين الدولية تعتبر حلبة حديثة، ولكن بنفس الوقت صنعت 20 عامًا من تاريخ الفورمولا 1 في الشرق الأوسط، وهو ما نفخر به حقا. أعتقد أن هناك العديد من جماهيرنا الذين قد يجدون صعوبة في تصديق انطلاق سباقنا العشرين، حيث ينظر إلينا على أننا أحد سباقات الجائزة الكبرى «الجديدة». ومع ذلك، يشرفنا أن نكون من بين الأوائل في جيل الحلبات الحديثة، والأولى في الشرق الأوسط، وقد أتيحت لنا الفرصة للمساهمة في صنع 20 عامًا من تراث سباقات الفورمولا 1.
وأضاف سلمان بن عيسى عن جائزة البحرين الكبرى 2024: «لقد أعددنا جدولاً حافلاً بالفعاليات والترفيه العائلي لجائزة البحرين الكبرى 2024، وبالطبع سوف تكون هناك فعاليات مخصصة لجميع أفراد العائلة، والكثير من المفاجآت لإبقاء جماهيرنا في قمة الاستمتاع ضمن الفعاليات التي تقام خارج وداخل المضمار».
«إن الضجة الذي تحيط بسباق هذا العام كبيرة بالفعل، حيث يرغب جماهيرنا في جميع أنحاء العالم للقدوم إلى البحرين لحضور السباق الأول لموسم 2024، والاحتفال بالذكرى العشرين لاستضافتنا لسباقات الفورمولا 1، ومع نفاد تذاكر السباق في وقت قياسي العام الماضي، نتوقع نفاد التذاكر لهذا العام، لذا نحث جماهيرنا لحجز تذاكرهم في أقرب وقت ممكن».
الكشف عن سيارات الفورمولا 1 من 2004 إلى 2024
كما كشف الشيخ سلمان والقبطان وليد العلوي الرئيس التنفيذي لطيران الخليج عن سيارات العرض الخاصة بسباقات الفورمولا 1 لعامي 2004 و2024 خلال حفل الإطلاق.
سيتم أيضًا عرض هذه السيارات في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المملكة في الفترة التي تسبق سباق الجائزة الكبرى، كجزء من الحملة الترويجية التي تنظمها حلبة البحرين الدولية لإضفاء مزيد من الإثارة حتى انطلاق السباق التاريخي.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لطيران الخليج، القبطان وليد العلوي: «تسعدنا الرعاية الرئيسية مجددًا لهذا الحدث الدولي الأبرز لرياضة سباق السيارات، ومع إكمال العشرين عامًا لاستضافة البحرين لهذا السباق العالمي، نحتفي بالنجاح الذي حققه هذا السباق على الصعيدين الاجتماعي والرياضي بمشاركة ودعم محبي ومتابعي هذه الرياضة في مملكة البحرين والزوار القادمين من مختلف بقاع العالم. يرتبط قطاع الطيران برياضة سباق السيارات ارتباطًا وثيقًا، حيث يشترك الاثنان بحرصهما على استخدام التقنيات المتطورة والحديثة في مجالات تتطلب دقة وسرعة الأداء».
وأضاف قائلاً: «بصفتها الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، يمتد هذا التعاون ليشمل شراكة طيران الخليج الاستراتيجية مع هيئة البحرين للسياحة والمعارض وحلبة البحرين الدولية، وتوحيد الجهود المشتركة الرامية إلى جذب السياح والاستثمارات وتعزيز الأعمال التجارية الدولية في مملكة البحرين للنهوض بالاقتصاد الوطني وإبراز الوجه المشرق للمملكة بجانب الترويج لها كوجهة سياحية، رياضية وتجارية وذلك من خلال استضافة الفعاليات المتنوعة. تتشرف شركة طيران الخليج برعاية سباقات جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1، وترجو لجمهور هذه السباقات في مملكة البحرين والزوار القادمين قضاء أوقات ممتعة في ربوع المملكة، وتتمنى لهم متابعة شيقة لهذا الحدث التاريخي الأبرز في عالم سباق السيارات».

انطلاق التجارب الحرة للفورمولا «1» 2024 من 21 حتى 23 فبراير
كما تستضيف حلبة البحرين الدولية التجارب الحرة ما قبل انطلاق الموسم للفورمولا 1 في الفترة من 21 إلى 23 فبراير في حلبة البحرين الدولية.
ستكون الأيام الثلاثة للتجارب على المضمار هي الفرصة الوحيدة لفرق الفورمولا 1 والسائقين لاختبار سياراتهم قبل انطلاق الموسم الجديد 2024 لهذا العام، والتي ستنطلق بعد أسبوع واحد فقط من التجارب.
ستعلن حلبة البحرين الدولية عن مزيد من التفاصيل قريبا عن حضور الجماهير للتجارب ودخولهم للحلبة لإلقاء نظرة على السيارات الجديدة وأبطال الفورمولا 1 في أثناء التجارب.
أصبحت البحرين المكان المثالي للفورمولا 1 لإجراء التجارب الحرة ما قبل الموسم، حيث تتمكن الفرق من الحصول على أقصى وقت على مضمار حلبة البحرين الدولية الذي يبلغ طوله 5.412 كيلومتر. سيكون هذا العام الرابع على التوالي الذي تنطلق فيه التجارب الحرة الرسمية للبطولة العالمية في «موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط».
قاعات الشركات محجوزة بالكامل، وبيع تذاكر المنصات بسرعة
أعلن سلمان بن عيسى بالأمس أن قاعات الشركات في الحلبة قد بيعت بالكامل لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 لهذا العام.
كما أشاد سلمان بن عيسى على الإقبال الكبير على العروض المبكرة لتذاكر جائزة البحرين الكبرى، وبعد إعلان نفاد التذاكر بالكامل لسباق العام الماضي، يتوقع نفادها لهذا العام أيضا.
وسلط سلمان بن عيسى الضوء على الاهتمام الكبير لعشاق الفورمولا 1 القادمين إلى البحرين من الخارج، حيث استضاف سباق الجائزة الكبرى العام الماضي أكثر من 10 آلاف مشجع دولي حضروا للبحرين من جميع أنحاء العالم، وهو أكبر عدد على الإطلاق في تاريخ بطولة الفورمولا 1 في البحرين.
إثارة السباقات الدولية المساندة
سيكون سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا «1» 2024 السباق السادس التي تتشرف فيه البحرين باستضافة الجولة الافتتاحية لبطولة الفورمولا 1، وعلى هامشه تنطلق عدد من السباقات المساندة وأبرزها بطولة الفورمولا 2 وبطولة الفورمولا 3 في جولتهما الافتتاحية كذلك.
ومن المقرر أيضا انطلاق بطولة كأس بورش كاريرا الشرق الأوسط التي تعتبر حلبة البحرين الدولية موطنا لها، وذلك في جولتها الخامسة ما قبل الختامية لموسمها، حيث سيتنافس نخبة من السائقين من جميع أنحاء العالم في سيارات بورش 992 جي تي 3 المتطابقة.
الترفيه العائلي في السباق التاريخي
جريا على عادتها أعلنت حلبة البحرين الدولية عن جدول برامجها الترفيهية العائلية المتجددة في كل نسخة من سباقات جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1.
وسيكون أفراد العائلة على موعد ممتع مع الشخصيات المحبوبة من برامج «نيكولودين» الذين يلتقون في عروض مسرحية أبطالها الشخصيات المفضلة لدى الأطفال من أمثال دورا وسبونج بوب، باو باترول وشيمر وشين.
وعلى امتداد الأيام الثلاثة للسباق تكتظ المنطقة الترفيهية بالعديد من الفعاليات العائلية التي تشمل عروض السيرك المدهشة والفرق المتجولة، والعروض المسرحية، وألعاب الكرنفال، وغيرها من الفعاليات الممتعة لجميع أفراد العائلة.
ومن بين أبرزها الفرق الترفيهية فرقة باقليا، فرقة باتاكودا، فرقة تيك توك، عروض ستيف ويلزو جاغلنغ دوم. علاوة على ذلك، يمكن للجماهير الاستمتاع بالعجلة الدوارة العملاقة، إحدى الألعاب المفضلة لجماهيرنا.

«نزار جناحي» المشجّع المميز لجائزة البحرين الكبرى
كشفت حلبة البحرين الدولية وطيران الخليج خلال حفل الإطلاق بالأمس أنه تم اختيار نزار جناحي كفائز في مسابقة البحث عن المشجع المميز لجائزة البحرين الكبرى.
وفاز فيديو نزار، من بين الكثير من المشاركات من جماهيرنا من جميع الأعمار والجنسيات الذين تنافسوا على فرصة الحصول على لقب «المشجع المميز» لسباق جائزة البحرين الكبرى، والذي ربح الكثير من الهدايا المميزة التي لا تقدر بثمن.
كما حصل كل من المتأهلين للتصفيات النهائية على جوائز قيمة، مثل رحلات مقدمة من طيران الخليج، ولوحات أرقام موقعة من سائقي الفورمولا 1، وغيرها من الهدايا المميزة.
استمرار الاحتفال خلال عطلة نهاية الأسبوع
تدعو حلبة البحرين الدولية «جماهيرها وعشاق الفورمولا 1» لحضور الفعاليات الترفيهية المصاحبة لإطلاق سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا «1» 2024، والتي تستمر ليومين متواصلين من المتعة وإثارة الفعاليات للجميع، وذلك يومي الجمعة والسبت الموافق 5 و6 يناير من الساعة 10 صباحًا حتى 11 مساءً في مجمع الأفنيوز.
حيث ستتوفر عدد من الفعاليات وأبرزها ألعاب محاكاة سباق الفورمولا 1، ومنطقة ألعاب للأطفال، فناني البالون، والحناء، والرسم على الوجوه للأطفال، وغير ذلك الكثير، والجميع مدعو للحضور والاستمتاع بالفعاليات.
لشراء التذاكر لحضور سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا «1» 2024 يرجى زيارة الموقع الإلكتروني bahraingp.com أو الاتصال على الخط الساخن لحلبة البحرين الدولية على 450000-17-397.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا حلبة البحرین الدولیة سباقات الفورمولا 1 فی مملکة البحرین الرئیس التنفیذی فی الشرق الأوسط الفورمولا 1 فی التجارب الحرة سلمان بن عیسى من الفعالیات السیارات فی للفورمولا 1 جمیع أنحاء لهذا العام هذا العام فی الفترة إلى جانب سباق ا ما قبل

إقرأ أيضاً:

الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية

ثورة بدأت عام 1936م وامتدت حتى 1939م. اندلعت في منتصف أبريل/نيسان بعدما هاجم أتباع الشيخ عز الدين القسّام قافلة شاحنات بين مدينتي نابلس وطولكرم، وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون الصهيونية في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين قرب قرية بيتح تكفا.

وتلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا فانطلقت بذلك "الثورة الفلسطينية الكبرى"، التي استمرت 3 أعوام، وتعاضد فيها الأعيان والنخب مع الفلاحين والبسطاء من أهل الريف.

الظروف التاريخية للثورة الفلسطينية الكبرى

مهدت عدة أحداث وتطورات الطريق لهذه الثورة، فقد كانت فترة الثلاثينيات من القرن الـ20 في فلسطين -كما في غيرها من البلدان- فترة اضطراب اقتصادي شديد، وفيها أصاب الفلسطينيين في الريف ضرر كبير نتيجة عمليات نزع ملكيتهم وتراكم الديون عليهم، جرّاء سياسات سلطات الانتداب البريطاني المشجعة لجهود المنظمات الصهيونية لشراء الأراضي بالإكراه.

وملأت الهجرة من الريف إلى الحضر حيفا ويافا بالفلسطينيين الفقراء الباحثين عن عمل، فبرزت أشكال جديدة من التنظيمات السياسية التي ركّزت على الشباب والفئات الاجتماعية الشعبية بدل الأشكال القديمة القائمة على النخب، كما أدى تزايد العداء لليهود في أوروبا إلى زيادة هجرتهم إلى فلسطين.

ونتجت عن تلك التطورات والأحداث اضطرابات دورية، ابتداء بثورة البراق سنة 1929، ثم اندلاع المظاهرات في العديد من مدن فلسطين ضد الانتداب البريطاني عام 1933.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1935، تم اكتشاف كمية من الأسلحة شُحنت لحساب منظمة الهاغاناه في ميناء يافا، مما أجّج المخاوف الفلسطينية، خاصة وأن الهجرة اليهودية بلغت ذروتها، ففي الفترة من 1933 إلى 1936 وصل أكثر من 164 ألف مهاجر يهودي إلى فلسطين، وبين 1931 و1936 زاد عدد السكان اليهود أكثر من الضعف من 175 ألفا إلى 370 ألفا، وانتقلت نسبتهم من 17% إلى 27% من مجموع السكان.

إعلان

وفي عام 1930، أسس الشيخ عز الدين القسام منظمة "الكف الأسود"، المناهضة للصهيونية وللسياسات الاستعمارية البريطانية، وجنّد الفلاحين والعمال وأقام لهم دورات تدريبية عسكرية.

وبحلول عام 1935 كان قد جند المئات، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه اشتبك اثنان من رجاله بالأسلحة النارية مع دورية للشرطة البريطانية وقتلوا شرطيا.

وفي أعقاب هذه الحادثة طاردت الشرطة القسّام، وحاصرته في كهف بالقرب من قرية يعبد ومعه 10 من أنصاره، فرفض الاستسلام، وبعد قتال من الصباح حتى العصر استشهد الشيخ برصاصة في جبينه، واستشهد معه 3 من رفاقه، وأصيب اثنان منهم وأسر الباقون.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، خرج الآلاف في جنازة كبيرة لتشييع عز الدين القسام ورفاقه الثلاثة، وأطلقت الدعوات لمتابعة نهجهم والسير على منوالهم، وبقيت تتوالى حتى اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في أبريل/نيسان 1936.

ويعد عبد القادر الحسيني أول من بدأ قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 بحشده رجال المقاومة في كل الأراضي لمواجهة الاحتلال، وقد استشهد في الثامن من أبريل/نيسان 1948 وهو يخوض معركة تحرير قرية القسطل الإستراتيجية المشرفة على طريق القدس يافا.

مراحل الثورة الفلسطينية الكبرى

مرت الثورة الفلسطينية الكبرى بـ3 مراحل:

المرحلة الأولى

بدأت من ربيع عام 1936 وحتى يوليو/تموز 1937، وهي مرحلة اشتعال الثورة بعد تأجج التوترات في فلسطين وتراكمها منذ خريف 1935.

ففي منتصف أبريل/نيسان 1936، هاجم أتباع القسّام قافلة من الشاحنات بين نابلس وطولكرم وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين بالقرب من بيتح تكفا، ثم تلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا.

وفي 19 أبريل/نيسان، شُكّلت في نابلس لجنة وطنية اتُّفق فيها على إعلان الإضراب، كما شُكلت لجان وطنية في مدن أخرى دعت بدورها إلى الإضراب.

إعلان

وفي 25 أبريل/نيسان، تم تشكيل اللجنة العربية العليا من رؤساء الأحزاب الخمسة، و5 آخرين من رجالات البلاد. وكان أعضاء اللجنة هم: الحاج أمين الحسيني وراغب النشاشيبي وأحمد حلمي عبد الباقي والدكتور حسن الخالدي ويعقوب فراج وعوني عبد الهادي وعبد اللطيف صلاح وألفرد روك وجمال الحسيني ويعقوب الغصين، وانتخب أمين الحسيني رئيسا لتنسيق ودعم إضراب وطني عام انطلق في الثامن من مايو/أيار وشلّ النشاط التجاري والاقتصادي في فلسطين 6 أشهر.

وفي تلك الأثناء كان الفلسطينيون في أنحاء الريف كافة يشكّلون مجموعات مسلحة لمهاجمة أهداف للسلطات البريطانية والحركات الصهيونية المسلحة، وكان عملهم في البداية عفويا ومتقطّعا، ثم انتظم بعد ذلك بشكل متزايد، وانضم إليه متطوعون عرب من خارج فلسطين، وإن بأعداد قليلة.

واستخدم البريطانيون أساليب وتكتيكات مختلفة لوقف الإضرابات وقمع العصيان المسلّح في المناطق الريفية، وزادوا أعداد رجال الشرطة البريطانيين واليهود، وتعرّضت المنازل للتفتيش والمداهمات الليلية، وأهلها للضرب والسجن والتعذيب والترحيل.

ووصل القمع البريطاني إلى حد هدم أحياء واسعة في مدينة يافا القديمة، وتزامنت تلك العمليات العسكرية والتدابير القمعية مع إرسال الحكومة البريطانية لجنة برئاسة اللورد بيل للتحقيق في الأسباب الجذرية للتمرد.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 1936، وتحت وطأة ضغوط السياسات القمعية البريطانية، وضغوط بعض الملوك والأمراء العرب من خلال وعود وتطمينات، وكذا العواقب الاقتصادية للإضراب على السكان الفلسطينيين، أوقفت اللجنة العربية العليا الإضراب ووافقت على التعاون مع لجنة بيل.

بدأت لجنة بيل عملها، وانخفضت التوترات مؤقتا، وبعد إعلان نتائج تحقيقها، الذي صدر في يوليو/تموز 1937، أوصت اللجنة بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب، فثار الشعب الفلسطيني مجددا وأطلق تمردا مسلّحا أكثر شدة من سابقه، وبدأت المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثانية

وامتدت من يوليو/تموز 1937 إلى خريف 1938، وحققت فيها الثورة مكاسب كبيرة، إذ سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي الجبلية، بما في ذلك البلدة القديمة في القدس لفترة من الزمن، فأحلوا فيها مؤسسات وطنية محل تلك التي كانت تابعة للانتداب البريطاني، مثل المحاكم وخدمة البريد وغيرها.

وكان حادث اغتيال لويس يلاند أندروز -حاكم لواء الجليل- على يد جماعة القسام يوم 26 سبتمبر/أيلول 1937 المؤشر البارز على بدء المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

وقد اعتبر مقتل أندروز صدمة كبيرة للسلطات البريطانية، إذ كان أول اغتيال لشخصية مدنية كبيرة، واعتبر إعلانا صريحا للثورة ضد الحكم البريطاني.

فما كان من البريطانيين إلا أن اتخذوا تدابير أشد قسوة في محاولة لسحق الثورة، فأعلنت سلطة الانتداب عدم شرعية اللجنة العربية العليا والأحزاب السياسية الفلسطينية كافة، وألقت القبض على القادة السياسيين والأهليين، ونفت عددا من الشخصيات العامة رفيعة المستوى.

كما لجأت إلى تصعيد الوسائل العسكرية لمكافحة التمرد، فنشرت الدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة في جميع أنحاء فلسطين، وطبّقت العقاب الجماعي في حق الفلسطينيين، فزجّت بآلاف منهم في "معسكرات الاعتقال"، كما دمرت أحياء سكنية وأغلقت مدارس وغرمت قرى بشكل جماعي وأجبرتها على إيواء الشرطة والقوات البريطانية.

وأمام هول ما كان يحدث للشعب الفلسطيني، استفادت المنظمات العسكرية الصهيونية من الوضع لبناء قدراتها بدعم بريطاني، وبحلول أوائل سنة 1939 حصل 14 ألف رجل من "شرطة المستعمرات اليهودية" على الدعم والزي الرسمي والسلاح من الحكومة البريطانية.

وكانت منظمة الهاغاناه تعمل خلف تلك الواجهة، إضافة إلى ما يسمّى الوحدات الليلية الخاصة المشكَّلة من يهود وبريطانيين، وكانت تنفذ "عمليات خاصة" ضد القرى الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثالثة

واستمرت تقريبا من خريف 1938 حتى صيف 1939، إذ كان البريطانيون قد عينوا في يناير/كانون الثاني 1938 لجنة تحقيق أخرى بقيادة السير جون وودهيد لدراسة الجوانب الفنية لتنفيذ التقسيم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1938، خلص تقرير لجنة وودهيد إلى أن التقسيم ليس عمليا، مما جعل البريطانيين يتراجعون بعض الشيء عن توصية بيل، إلا أنهم أطلقوا في الوقت ذاته هجوما شاملا على الفلسطينيين، فشهد عام 1939 قتل المزيد منهم وإعدام المزيد شنقا واعتقال ما يقارب ضعفي عدد معتقلي سنة 1938.

وقد فرضت هذه الأوضاع ضغوطا هائلة على الثوار الفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بين قادة اللجنة العربية العليا من السياسيين المنفيين إلى دمشق وبين القيادة المحلية، ومن جهة ثانية بين مجموعات الثوار وسكان القرى الذين كان من المتوقع أن يدعموهم.

ووقع الخلاف بشكل أساسي بين الفلسطينيين المستعدين للتوصل إلى تسوية مع البريطانيين وأولئك الملتزمين بالثورة، وتم تشكيل ما سمّي "فرق السلام" الفلسطينية بدعم بريطاني لمحاربة أنصار الثورة.

وفي مايو/أيار 1939 نشرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض الجديد الذي نص على "الوفاء بالتزامات بريطانيا تجاه فكرة الوطن القومي لليهود، واستمرار السماح بهجرة 75 ألف يهودي جديد إلى فلسطين في الأعوام الخمسة التالية، واستحواذ اليهود على الأراضي فيها (وهما بندان يتعارضان مع التزامات بريطانيا تجاه الفلسطينيين).

كما نص الكتاب الأبيض على أنه "بعد انقضاء السنوات الخمس تصبح الهجرة اليهودية خاضعة للموافقة العربية ويسمح بنقل ملكية الأراضي في مناطق معينة فقط، فيما تكون العملية مقيدة ومحظورة في مناطق أخرى، وذلك لمنع حرمان الفلسطينيين من الأراضي، ويتم إنشاء دولة موحدة مستقلة بعد 10 سنوات، مشروطة بعلاقات فلسطينية يهودية مواتية".

إعلان

وفي أواخر صيف 1939، أوصلت الجهود البريطانية العسكرية والدبلوماسية المشتركة، الثورة إلى نهايتها، وفي السنوات الثلاث للثورة قُتل حوالي 5 آلاف فلسطيني وجُرح ما يقارب 15 ألفا، إضافة إلى نفي القيادات الفلسطينية واغتيالها وسجنها وتأليب بعضها ضد بعض.

أما خسائر الإنجليز، فكانت مقتل 16 رجل شرطة و22 جنديا وجرح 10 رجال شرطة و148 عسكريا ومقتل 80 يهوديا وجرح 308 آخرين.

أبرز معارك الثورة الفلسطينية الكبرى معركة نور شمس: وقعت يوم 23 مايو/أيار 1936. معركة عنبتا: وقعت يوم 21 يونيو/حزيران 1936. معركة وادي عزون: وقعت يوم 28 يونيو/حزيران 1936. معركة الفندقومية: وقعت يوم 30 يونيو/حزيران 1936. معركة باب الواد: وقعت يوم 29 يوليو/تموز 1936. معركة رأس عامر: وقعت في الثالث من أغسطس/آب 1936. معركة صفد: وقعت في التاسع من أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الأولى: وقعت في العاشر من أغسطس/آب 1936. معركة عصيرة الشمالية: وقعت يوم 17 أغسطس/آب 1936. معركة وادي عرعرة: وقعت يوم 20 أغسطس/آب 1936. معركة عين دور: وقعت يوم 29 أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الثانية: وقعت في الثالث من سبتمبر/أيلول 1936. معركة الجاعونة: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936. معركة ترشيحا: وقعت في التاسع سبتمبر/أيلول 1936. معركة حلحول: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة جبع: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة بيت مرين: وقعت يوم 29 سبتمبر/أيلول 1936. معركة الخضر: وقعت في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1936. معركة كفر صور: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936.

مقالات مشابهة

  • سفير خادم الحرمين لدى البحرين يقيم مأدبة إفطار رمضاني
  • بحضور عدة مسؤولين.. سفير خادم الحرمين لدى البحرين يقيم مأدبة إفطار
  • تقرير حقوقي: البحرين تواصل اعتقال الأطفال وتعذيبهم رغم العفو الملكي
  • هيل يحصد «500 نقطة» في «السباق إلى دبي»
  • بسبب الإضرابات.. شلل جوي مرتقب في المطارات الألمانية الكبرى
  • أكد عمق الروابط الأخوية بين البلدين.. أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير المملكة لدى البحرين
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير المملكة لدى مملكة البحرين الشقيقة
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية
  • بوجاتشار بطل «ستراد بيانكي» للمرة الثالثة
  • البحرين تؤكد موقفها الراسخ في التضامن مع سوريا لحفظ أمن البلاد واستقرارها