احتفل العالم أمس الخميس (4 يناير 2024) باليوم العالمي لـ«لغة برايل»، وهي اللغة التي يتمكن بواسطتها المكفوفون من القراءة والكتابة، إذ إنها عبارة عن نظام كتابة ليلية ألف بائية، تُكتب حروفها رموزاً بارزة على الورق، ما يسمح للمكفوفين بالقراءة بفضل حاسة اللمس، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى مخترعها الفرنسي لويس برايل.


«الأيام» زارت المعهد البحريني السعودي للمكفوفين، وهو المؤسسة التي تحتضن المكفوفين في البحرين تعليميًا من مرحلة الروضة وحتى مراحل تعليمية مختلفة، واطّلعت على أبرز الجهود المبذولة في توفير المناهج التعليمية والكتب المختلفة المنوعة للطلبة ولجميع المكفوفين.
ويضمّ المعهد بين أحضانه مكتبةً واسعةً من الكتب التي توفّر خيارات مختلفة لجميع المكفوفين في البحرين.
وفي تصريح لـ«الأيام»، قال مشرف مطبعة «برايل» بالمعهد البحريني السعودي للمكفوفين جاسم أمرالله إن المعهد يوفّر جميع المناهج الدراسية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم للمكفوفين الدارسين بالمعهد، إذ قدّم شرحًا حول الجهود المبذولة في هذا السياق، ومراحل وإجراءات تحويل الكتب الدراسية الجديدة إلى لغة برايل. وقال أمرالله: «الكتب نفسها التي تُدرس بالمدارس الحكومية للطلبة المبصرين نقوم بتحويلها كاملةً وبشكل دوري وتجهزيها الى الطلبة المكفوفين، إذ نقوم في البداية بكتابة الكتب في برنامج الـWord، ثمّ استخدام برنامج خاص يحوّل الكتابة الى طريقة برايل وتكييفها للكفيف. وبطبيعة الحال، فإن البرنامج لا يخلو من الأخطاء، لذلك يتم قراءة ومراجعة وتنقيح الكتب من جديد ومقارنتها بالكتب الأصلية؛ لضمان مطابقتها بالكامل، إذ نعمد إلى تصحيح جميع الأخطاء والاختلافات، ومواءمتها للطالب الكفيف، ومن ثم إعطاء أمر بالطباعة، وكل ذلك يتطلّب جهودًا كبيرة».

من جانبه، أوضح معلّم لغة برايل عبدالله السعيدي - وهو طالب سابق بالمعهد البحريني السعودي - أن طريقة برايل تتكوّن من 6 خلايا بارزة يتحسّسها الكفيف، ومن خلال تلك الخلايا تتشكّل الأحرف العربية والإنجليزية والأرقام والحركات.
وأكد السعيدي أنه تعلّم على آلة برايل منذ مرحلة الروضة لدى دراسته في روضة الصداقة للمكفوفين والمعهد البحريني السعودي للمكفوفين، وهو ما سهّل عليه تعلّم الطريقة بشكل متوسع وكامل، بل وأصبح الآن يدرّسها للمبتدئين من الكفيفين.
كما أكد أن طريقة برايل تعطي للكفيف الاستقلالية، وأن دورها في حياة الكفيف أكثر بكثير من القراءة، فلا يمكن تطوير الأماكن دون تعلّم واستخدام برايل لمساعدة الكفيف.
أما بالنسبة إلى عبدالعزيز الحمري - طالب سابق بالمعهد -، فقد كان يواجه صعوبةً عند تحويل ملفات (pdf) إلى طريقة برايل، ما أعاق حرية اختياره للكتب والروايات التي يرغب في قراءتها، موضحًا أنه مع التطوّر التكنولوجي الحالي صار الوضع أسهل وأصبح بإمكانهم استخدام أجهزة إلكترونية خاصة بالكفيف تحوّل الكتب إلى برايل.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا البحرینی السعودی طریقة برایل

إقرأ أيضاً:

"مؤتمر الموزعين الدولي" يجيب: كيف يطوّر بائعو الكتب أدواتهم في مواجهة متغيرات السوق؟

الشارقة - الوكالات
مع تصاعد التحديات التي تواجه قطاع توزيع الكتب حول العالم، من اضطرابات سلاسل التوريد إلى تغيّر سلوك القراء وانتقالهم إلى المنصات الرقمية، بات من الضروري أن يعيد موزعو الكتب النظر في أدواتهم واستراتيجياتهم. وهذا ما سعت إليه مجموعة الورش المهنية التي أُقيمت ضمن فعاليات مؤتمر الموزعين الدولي، حيث اجتمع ممثلون عن شركات توزيع ونشر من 92 دولة لمشاركة خبراتهم، بهدف استكشاف حلول عملية لتحسين الأداء، وتوسيع نطاق الشراكات، وتعزيز التواصل مع القراء، ورفع كفاءة العمليات في بيئة نشر تتغير بوتيرة متسارعة.

 

حلول قائمة على البيانات

وركزت بعض الورش على التقنيات الحديثة ودورها في تطوير العمل، حيث ناقش أجاي ماجو من الهند دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز المبيعات وعمليات الاكتشاف في المكتبات، فيما قدّم فرناندو باسكال حلولاً عملية لإدارة البيانات الخاصة ببائعي الكتب. كما عرضت كريستينا بيكينينا من لاتفيا تجربتها في الاستفادة من إنستغرام ومدوني الكتب لتعزيز الانتشار والوصول إلى جمهور أوسع.

ومن واقع الممارسات اليومية لبائعي الكتب، ركّزت ورش أخرى على تعزيز مهارات البيع وبناء علاقات قوية مع الناشرين؛ حيث قدّم جيريمي كامي من كندا ورشة حول فن البيع اليدوي، بينما شرحت سارة ماكلين من دار بلومزبري البريطانية كيفية تعزيز علاقة الموزع بالناشر، وسلّط فيليب هونزيكر من غواتيمالا الضوء على مهارات الإدارة الفعالة لمديري المكتبات.

 

بناء مجتمعات قارئة

أما على صعيد تطوير العلاقات وبناء المجتمعات القارئة، فشارك يوسف باسم من العراق تجربته في تحويل المكتبات إلى شركاء دائمين في سلسلة التوزيع، بينما تناول إيهاب أبو زيد من مصر موضوع تحليل بيانات المبيعات باستخدام الذكاء الاصطناعي للموزعين. وناقشت بسمة كريم من تونس أثر قنوات التواصل الاجتماعي على توزيع الكتب وزيادة حجم المبيعات.

وتطرّقت ورش أخرى لتطوير الهوية المؤسسية واستراتيجيات النشر؛ إذ تناول خالد محمد العتيبي من السعودية أهمية تصميم هوية بصرية قوية في مجال النشر، بينما قدّم أيمن حويرة من أستراليا رؤية حول كيفية الحفاظ على سياسة توزيع فعالة ومرنة. من جانبها، قدّمت هارييت فوكينغ من المملكة المتحدة خطوات عملية لبناء مشروع تجارة إلكترونية مستدام وقادر على إضافة قيمة حقيقية للمؤسسة.

 

الاستدامة في صناعة التوزيع

ومن إسبانيا وإيطاليا، جاءت ورش تُعنى ببناء مجتمع قرائي مستدام، حيث شارك رودريغو لاروبيا خبرته في تطوير وإدارة نوادي الكتب، وتناولت إلينا مارتينيز بلانكو طرق تشجيع الأطفال والمراهقين على القراءة من خلال المكتبات، فيما سلّطت مادالينا فوسومبروني من إيطاليا الضوء على الأثر الثقافي للمهرجانات الأدبية في تنشيط المجتمع المحلي.

وشهدت الورش أيضاً مشاركة من دول مختلفة قدّمت رؤى فنية وإدارية متنوعة، إذ تحدّث إسكندر جابس من تونس عن مستقبل المكتبات في القرن الحادي والعشرين من منظور حديث، وشرح روم كيزادا من الولايات المتحدة كيف يمكن لكتب الطاولة الجانبية أن تساهم في بناء مجتمعات قارئة. واختُتمت الورش بورشة السعيد شعبان التي ركزت على الاستدامة، كمبدأ أساسي لتطوير قطاع التوزيع.

مقالات مشابهة

  • في تقليد روحي .. البابا تواضروس يلتقي الأبناء المكفوفين | صور
  • الخميس.. دار الكتب والوثائق تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها
  • عواد: مباراة ستيلينبوش صعبة وجميع لاعبي الزمالك يسعون لتحقيق الفوز والتأهل
  • "مؤتمر الموزعين الدولي" يجيب: كيف يطوّر بائعو الكتب أدواتهم في مواجهة متغيرات السوق؟
  • مكتبة مصر العامة تنظم معرضا لبيع الكتب بأسعار رمزية
  • الجزائر ترد بلغة تصعيدية ضد مالي وتدخل في توتر مع مجلس دول الساحل
  • «أعراض وعلاج مرض التوحد».. ندوة تثقيفية في دار الكتب بطنطا
  • مجدي عبد الغني: لن أخوض انتخابات الأهلي.. وجميع الكوادر خارج النادي
  • «مكتبة مصر العامة» تنظم معرضًا لبيع الكتب بأسعار رمزية
  • إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج