مظاهرة احتجاجية في صنعاء تندد باحتكار الحوثي للدراسة في معهد القضاء
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
نفذ عشرات الطلاب الخريجين من كلية الشريعة والقانون في صنعاء مظاهرة احتجاجية، هي الثانية خلال اسبوع، تنديداً باستبعادهم بشكل تعسفي من الدراسة في المعهد العالي للقضاء وحصر الدراسة فيه على الأتباع والمنتمين إلى عناصر مليشيا الحوثي السلالية.
وخلال المظاهرة التي أقيمت أمام مبنى وزارة العدل في صنعاء، رفع المحتجون شعارات منددة ورافضة للقرارات الحوثية، حيث رفض قادة الجماعة تنفيذ قرار صادر عن المحكمة الإدارية يقضي بتمكين الطلاب المستبعدين قسراً من دخول امتحانات القبول للمعهد وتمكينهم من إتمام إجراءات المفاضلة لذلك الامتحان.
ورفض المشاركون أساليب الاحتكار الحوثي للدراسة في المعهد وحصره فقط بالأتباع والمنتمين للجماعة سلالياً دون غيرهم من الطلاب اليمنيين ممن لديهم مؤهلات علمية وأكاديمية واستوفوا كامل الشروط.
واتهم ماهر، وهو اسم مستعار لأحد المشاركين في المظاهرة، في قيادات حوثية، منها وزير العدل في حكومة الحوثيين والمنتحل لصفة رئيس مجلس القضاء وعميد المعهد العالي للقضاء، بـ«اتخاذهم إجراءات مجحفة وغير قانونية» تهدف إلى استبعاده وزملائه من امتحانات القبول على الرغم من استيفائهم كل الشروط التي تمكّنهم من مواصلة تعليمهم في المعهد وفقا للشرق الأوسط
وسبق أن نفذ الطلاب المستبعدون وقفة احتجاجية مماثلة أمام بوابة معهد القضاء العالي بصنعاء؛ للمطالبة برفع الجور عنهم وتنفيذ جميع مطالبهم المشروعة. واستبعدت الجماعة الحوثية في الشهر الماضي، نحو ألف متقدم ومتقدمة من الطلاب ذوي الكفاءة العلمية وأوائل كليات الشريعة والقانون والحقوق، مع استبعاد كلي للإناث، دون وجود أي سبب أو مبرر قانوني ودون إخضاعهم لأي مرحلة من مراحل المفاضلة المقررة في النصوص القانونية.
واكتفت قيادات الجماعة التي تدير معهد القضاء بصنعاء بقبول مَن تمت تزكيتهم من قِبل وزير العدل في حكومتهم غير المعترف بها، وغالبيتهم من الأتباع الذين التحقوا بدورات تعبوية مكثفة.
ونقلت مصادر قضائية في صنعاء عن طلبة تقدموا للدراسة في معهد القضاء، بعضهم من أوائل أقسام الشريعة والقانون قولهم، إنهم حُرموا من القبول؛ نتيجة عدم انتمائهم إلى السلالة الحوثية؛ إذ أسقطت الجماعة أسماءهم بينما قبلت محسوبين عليها، أقل كفاءة منهم.
ووصفت المصادر في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تلك الممارسات بالتمييزية العنصرية الرامية إلى منع عموم الراغبين في دراسة القضاء من الالتحاق بالمعهد، وحصر ذلك في أنصار الانقلاب وعناصر جماعة الحوثي.
تنديد حقوقي
وقال المركز الأميركي للعدالة (ACJ) إنه تلقى عشرات الشكاوى من خريجات وخريجي كلية الشريعة والقانون ممن تقدموا للتسجيل في معهد القضاء بصنعاء والذين تم إقصاؤهم على الرغم من استيفائهم متطلبات القبول كافة. ويمثل ذلك القرار انتهاكاً مقلقاً لمبدأ سيادة القانون والمساواة وتكافؤ الفرص التي كفلها الدستور اليمني لعموم اليمنيين، لا سيما المادة (41) التي نصت على «المواطنون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة»، والمادة (25) التي أكدت بالقول: إن «المجتمع اليمني يقوم على أساس العدل والحرية والمساواة وفقاً للقانون».
وقال المركز: إن حرمان النساء من الحق في شغل منصب القضاء يعد انتقاصاً خطيراً لحقوق المرأة اليمنية التي كفلها دستور البلاد في المادة (31) ويتعارض القرار مع اتفاقية «سيداو» التي صادقت عليها اليمن.
وأبدى الرفض المطلق لاستبعاد الجماعة ثلثي المتقدمين لمعهد القضاء، داعياً إلى سرعة إلغاء القرار وإقامة مسابقة قضائية تستند إلى مبدأ تكافؤ الفرص، وتمكين الخريجين من التقدم دون أي اعتبارات مذهبية وضرورة احترام الجماعة لحرية وكرامة وحقوق اليمنيين جميعاً دون تمييز بسبب الجنس أو الولاء أو العرق أو الانتماء. الشرق الأوسط
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الشریعة والقانون معهد القضاء فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
الحيتان البالينية.. أكبر ثدييات الأرض تسمع الترددات فوق الصوتية
توصلت دراسة جديدة لأول مرة إلى قياس مباشر لقدرة الحيتان المنك على السمع، وكشفت عن تمكنها من الرصد الدقيق للأصوات العالية التردد التي تصل إلى 90 كيلوهرتزا، وهي أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وفقا للدراسة التي نشرت يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في مجلة "ساينس"، يشير هذا الاكتشاف إلى أن الحيتان البالينية، التي تضم أكبر الثدييات على وجه الأرض وتعتبر حيتان المنك فردا من هذه العائلة، قد تكون أكثر تأثرا بضوضاء المحيط التي يسببها الإنسان، مثل الضوضاء الناتجة عن السونار البحري وحركة السفن، مما يستدعي إعادة تقييم إستراتيجيات الحفاظ عليها.
حجم جسم معظم الحيتان من هذا النوع كبير جدا بحيث يكون من الصعب تقييد حركتها (بيكسابي) تقنيات متقدمة لقياس السمعيقول المؤلف الرئيسي للدراسة دوريان هاوزر الباحث في مؤسسة الثدييات البحرية الوطنية، وهي منظمة غير ربحية مقرها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، إن حجم جسم معظم الحيتان من هذا النوع كبير جدا بحيث يكون من الصعب تقييد حركتها ولو بشكل مؤقت لدراسة قدراتها السمعية، لذلك لجأ الفريق إلى نوع باليني صغير نسبيا يسمى حوت المنك.
يوضح هاوزر، في تصريحات للجزيرة نت، أن الفريق فحص مسار هجرة حيتان المنك على طول ساحل النرويج، ووجدوا قناة طبيعية بين جزيرتين، حيث استخدموا حواجز شبكية وقوارب لتوجيه حوتين -يبلغ طول كل منهما نحو 3 إلى 5 أمتار- إلى حظيرة مزرعة سمكية ذات باب شبكي قابل للسحب.
بعد ذلك، استخدم الباحثون نظام بكرات لسحب شبكة وإمساك الحيوانات المراهقة المغمورة جزئيا على سطح الماء، ثم جرى توصيل أقطاب ذهبية على سطح جلد الحيتان لقياس الاستجابات الدماغية، مع تشغيل أصوات عبر جهاز إرسال صوتي تحت الماء.
كانت الحيتان البالينية تعتبر مختصة في السمع المنخفض التردد بناء على دراسات سابقة لفسيولوجيا الأذن وتحليل الأصوات التي تصدرها.
ومع ذلك، أوضحت الدراسة أن نوعا من هذه الحيتان يمتلك مدى سمع أوسع بكثير يشمل الترددات العالية؛ ومن ثم، يعد هذا الاختراق مهما لفهم أكبر لتأثير الضوضاء البشرية على الحياة البحرية.
التأثيرات البيئيةيرى المؤلفون أن هذه النتائج تمثل تحولا كبيرا في فهمنا لكيفية تفاعل الحيتان مع الضوضاء البشرية. ففي الوقت الحالي، تفتقر اللوائح التنظيمية إلى معايير تأخذ في الاعتبار تأثير الترددات العالية على الحيتان البالينية. يؤدي هذا النقص إلى زيادة المخاطر على هذه الكائنات التي تعتمد على بيئة صوتية نقية للتواصل والملاحة والتغذية.
أظهرت بيانات التتبع بالأقمار الصناعية أن الحيتان عادت إلى سلوكها الطبيعي بعد التجربة، حيث قطعت مئات الأميال وصولا إلى مناطق تغذيتها. ويكشف المؤلف الرئيسي للدراسة أن البحث الميداني أسهم في إنقاذ حياة أحد الحيتان المختبرة، حيث عثر عليه محاصرا في شبكة صيد قديمة كانت ملتفة حول فكه، فأزال الفريق الشبكة، مما أنقذ حياته ومنحه فرصة للعودة إلى حياته الطبيعية.
تعد هذه الدراسة خطوة أولى نحو سد فجوة معرفية كبيرة حول الحيتان البالينية. إذ يدعم هذا البحث تطوير سياسات أكثر دقة تهدف إلى حماية الحيتان من تأثيرات التلوث الصوتي.
ومع استمرار جهود العلماء، من المتوقع أن يؤدي هذا العمل إلى تقدم كبير في الحفاظ على هذه الكائنات المهمة وتعزيز التوازن البيئي في المحيطات، وفقا للبيان الصحفي الرسمي الذي نشره الباحثون في منصة "يوريك آلارت".