«التعليم»: فتح باب الترشح للجان المراقبة بامتحانات الثانوية العامة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فتح باب الترشح للعمل كرئيس أو وكيل للجنة الادارة ولجنة النظام والمراقبة لامتحانات شهادة اتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٤/٢٠٢٣ بالضوابط والشروط الخاصة بتلك الأعمال أسوة بالأعوام السابقة.
- الموانع العامة (طبقا للنشرة العامة رقم (1) لعام ۲۰۲۳ بشان المواقع التي تحول دون الإشتراك في أعمال الامتحانات ) : الحرمان من أعمال الامتحانات الإحالة للمحاكمة التأديبية أو الجنائية في جريمة تتعلق باعمال الامتحانات أو تمس الشرف والأمانة
- أن يكون من غير العاملين التابعين لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
- شروط خاصة بشأن من يندب ، أو يكلف رئيس لجنة نظام مراقبة أو وكيل ، ورئيس لجنة إدارة ار وكيلاً وطبقا للنشرة العامة رقم (۱) ۲۰۲۳) بشأن المواقع التي تحول دون الاشتراك في أعمال الامتحانات : لها من وظائف - الحصول على مؤهل عال بالنسبة لرئيس اللجنة ويفضل ذلك بالنسبة لوكيل اللجنه . - أن يكون كل من رئيس اللجنة ، وكيل اللجنة شاغلا للدرجة الوظيفية الأولى أو ما يعادلهـ المعلمين معلم أول " على الأقل .
- الحصول على تقدير ممتاز بالنسبة للخاضعين للقانون رقم ۸۱ لسنة ۲۰۱٦ بشأن الخدمة المدنية الخاضعين للقانون رقم ١٥٥ لسنة ۲۰۰۷ وتعديلاته في تقرير الكفاية عن السنتين الأخيرتين في أعمال الامتحانات لاتقل عن ثلاث سنوات في وظيفة اشرافيه داخل لجنة الإدارة اولينة ية وتقدير كفا النظام والمراقبة رئيس قسم (حجرة ) أو وكيل قسم (حجرة ) .
- توافر سمات شخصية وقيادية للنهوض بالعمل .
- ألا يكون مدير عام إدارة تعليمية حرصا علي الصالح العام .
- ألا يكون من العاملين بالمدارس الثانوية التابعة للجنة المرشح لها .
- ألا يكون لدية القارب من العاملين باللجنة المرشح لها حتى الدرجة الرابعة
ثالثا ضوابط العمل: ( لمن يندب أو يكلف رئيس لجنة نظام و مراقبة أو وكيل ورئيس لجنة ادارة و وكيل ) :
التقدم بمقترح لتطوير منظومة العمل للمكان المرشح اليه .
-ألا يكون من العاملين بالتوجيه الفني المشرف على مدارس الثانوي العام التابعة للجنة وألا يكون من المحالين للمعاش قبل ۳۱ اغسطس من ذات العام.
وأوضحت الوزارة أنه يتم الإعلان من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة ومقرات اللجان عن فتح باب التقدم للترشح للعمل كرئيس أو وكيل للجنة الإدارة أو لجنة النظام والمراقبة خلال الفترة بدءاً من يوم الخميس الموافق 4 يناير الجارى ٢وحتى يوم الخميس الموافق ۲۰۲٤/١/١١ طبقا لما ورد بالبنود أولا وثانيا وثالثا ويقوم المرشح بالدخول على الموقع الإلكتروني للوزارة وطبع استمارة الترشح والاقرار الخاص بعدم وجود موانع تحول دون الاشتراك في أعمال الامتحانات العامة ومثله البيانات واعتمادها من جهة العمل مع ارفاق الاتى : ( بيان حالة وظيفية يدوى حديث + صورة من بطاقة الرقم القومي + صورة شخصية صورة المؤهل + تحليل المقدرات + الشهادة القانونية + ومقترح التطوير ) وتقدم جميع المستندات إلى الإدارة العامة للامتحانات
- تشكل لجنة برئاسة رئيس عام الامتحان وعضوية كل من نائب رئيس عام الامتحانات والمشرف على الإدارة العامة للامتحانات ورئيس الإدارة المركزية للأمن ومدير عام الإدارة العامة للشئون القانونية وعضوا منسقا يتم اختياره بمعرفة رئيس اللجنة تقوم اللجنة بتحديد موعد لعقد مقابلات للمرشحين ممن تنطبق عليهم شروط الترشح ويتم أخطار المرشح في حينه.
- اعداد استمارة تقييم للمرشحين موضحا بها الدرجات التي حصل عليها كل منهم أثناء عقد المقابلات الشخصية وترسل بيانات الذين وقع عليهم الاختيار إلى الجهات الأمنية والرقابية موضحا أمام كل منهم العمل المكلف به بالإضافة إلى مرشح احتياطي لكل قطاع . يتم اعداد مشروع القرار الوزارى الخاص بتكليف رؤساء ووكلاء لجان الادارة ولجان النظام والمراقبة على مستوى الجمهورية للعام الحالي .
- ارسال خطابات التكليف للسادة رؤساء ووكلاء لجان الادارة لجان النظام والمراقبة الذين تم اختيارهم موضحا
به المديريات التعليمية التابع لها القطاع .
- وفي حالة ظهورأي ظروف تحول دون اشتراك أي من الذين تم اختيارهم للعمل فيقوم السيد رئيس عام
- الامتحان بتكليف أحد المرشحين ممن تم مقابلتهم وتمت الموافقات الأمنية عليه للجنة الحق في تكليف أى من السادة الذين وقع عليهم الاختيار برئاسة أو وكالة أى لجنة دون التقيد باللجنة المتقدم لها.
أعلنت وزارة التربية والتعليم فتح باب الترشح للعمل كرئيس أو وكيل للجنة الادارة ولجنة النظام والمراقبة لامتحانات شهادة اتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٤/٢٠٢٣ بالضوابط والشروط الخاصة بتلك الأعمال أسوة بالأعوام السابقة.
- الموانع العامة التي تحول دون الاشتراك في أعمال الامتحانات:
- الإحالة للمحاكمة التأديبية أو الجنائية في جريمة تتعلق باعمال الامتحانات أو تمس الشرف والأمانة
- أن يكون من غير العاملين التابعين لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
ثانيا: شروط خاصة بشأن من يندب أو يكلف رئيس لجنة نظام مراقبة أو وكيل ورئيس لجنة إدارة أو وكيلاً.
- الحصول على مؤهل عال بالنسبة لرئيس اللجنة ويفضل ذلك بالنسبة لوكيل اللجنه .
- أن يكون كل من رئيس اللجنة وكيل اللجنة شاغلا للدرجة الوظيفية الأولى أو ما يعادلها كمعلم أول على الأقل .
- الحصول على تقدير ممتاز بالنسبة للخاضعين للقانون رقم ۸۱ لسنة ۲۰۱٦ بشأن الخدمة المدنية الخاضعين للقانون رقم ١٥٥ لسنة ۲۰۰۷ وتعديلاته في تقرير الكفاية عن السنتين الأخيرتين في أعمال الامتحانات لاتقل عن ثلاث سنوات في وظيفة اشرافيه داخل لجنة الإدارة اولينة ية وتقدير كفا النظام والمراقبة رئيس قسم (حجرة ) أو وكيل قسم (حجرة ) .
- توافر سمات شخصية وقيادية للنهوض بالعمل .
- ألا يكون مدير عام إدارة تعليمية حرصا علي الصالح العام .
- ألا يكون من العاملين بالمدارس الثانوية التابعة للجنة المرشح لها .
- ألا يكون لديه أقارب من العاملين باللجنة المرشح لها حتى الدرجة الرابعة.
ثالثا ضوابط العمل: ( لمن يندب أو يكلف رئيس لجنة نظام و مراقبة أو وكيل ورئيس لجنة ادارة و وكيل ) :
التقدم بمقترح لتطوير منظومة العمل للمكان المرشح اليه .
ألا يكون من العاملين بالتوجيه الفني المشرف على مدارس الثانوي العام التابعة للجنة وألا يكون من المحالين للمعاش قبل ۳۱ اغسطس من ذات العام.
وأوضحت الوزارة أنه يتم الإعلان من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة ومقرات اللجان عن فتح باب التقدم للترشح للعمل كرئيس أو وكيل للجنة الإدارة أو لجنة النظام والمراقبة خلال الفترة بدءاً من يوم الخميس الموافق 4 يناير الجارى وحتى يوم الخميس الموافق ۲۰۲٤/١/١١ طبقا لما ورد بالبنود أولا وثانيا وثالثا ويقوم المرشح بالدخول على الموقع الإلكتروني للوزارة وطبع استمارة الترشح والاقرار الخاص بعدم وجود موانع تحول دون الاشتراك في أعمال الامتحانات العامة ومثله البيانات واعتمادها من جهة العمل مع ارفاق بيان حالة وظيفية يدوى حديث + صورة من بطاقة الرقم القومي + صورة شخصية صورة المؤهل + تحليل المقدرات + الشهادة القانونية + ومقترح التطوير ) وتقدم جميع المستندات إلى الإدارة العامة للامتحانات.
- تشكل لجنة برئاسة رئيس عام الامتحان وعضوية كل من نائب رئيس عام الامتحانات والمشرف على الإدارة العامة للامتحانات ورئيس الإدارة المركزية للأمن ومدير عام الإدارة العامة للشئون القانونية وعضوا منسقا يتم اختياره بمعرفة رئيس اللجنة تقوم اللجنة بتحديد موعد لعقد مقابلات للمرشحين ممن تنطبق عليهم شروط الترشح ويتم أخطار المرشح في حينه.
- اعداد استمارة تقييم للمرشحين موضحا بها الدرجات التي حصل عليها كل منهم أثناء عقد المقابلات الشخصية وترسل بيانات الذين وقع عليهم الاختيار إلى الجهات المعنية موضحا أمام كل منهم العمل المكلف به بالإضافة إلى مرشح احتياطي لكل قطاع .
- يتم إعداد مشروع القرار الوزارى الخاص بتكليف رؤساء ووكلاء لجان الادارة ولجان النظام والمراقبة على مستوى الجمهورية للعام الحالي .
- ارسال خطابات التكليف لرؤساء ووكلاء لجان الادارة ولجان النظام والمراقبة الذين تم اختيارهم موضحا به المديريات التعليمية التابع لها القطاع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التربية والتعليم الامتحانات الثانوية العامة الثانوية العامة 2023 الموقع الإلکترونی للوزارة یوم الخمیس الموافق التربیة والتعلیم التابعة للجنة لجنة الإدارة رئیس اللجنة الحصول على ورئیس لجنة رئیس عام فتح باب کل منهم أن یکون
إقرأ أيضاً:
كي لا يكون مصيرنا التلاشي
ربما، لم يحدث أن عبّرت قوّى هذا العالم، في تاريخنا المعاصر، عن نفسها وعن مصالحها، بهذه الفجاجة التي يسمعها العالم اليوم على لسان رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، وبكل تلك «الخشونة الهجومية السياسية» التي يرددها مساعدوه ومستشاروه.
اليوم يمكننا القول: إن الاستعمار لم يتوقف يوماً في التاريخ القريب، بل بقي قاسيا وبشعاً في كثير من الأحيان، فضلاً عن أنه لم يكن دوماً مجرد استغلال ناعم، أو مقنّع، فالخطاب المتفاعل يثبت استراتيجية وفلسفة» الاستعمار المباشر» بكل ما تحمله الكلمة من معنى في أحيان كثيرة، وإن تستر أحيانا بمفاهيم إنسانية لإخفاء طبيعته الحقيقية. لعلّ من أبسط النتائج لهذا الشكل من تعبيرات القوة الأمريكية عن نفسها أن أصبح الحديث عن جريمة الإبادة لشعب أمراً عاديا ومألوفا، كما أصبح التهجير الكامل للفلسطينيين من قطاع غزة خيارا مطروحا للنقاش وعلى الطاولة، بل الدعوة علنا وبصفاقة إلى الاستيلاء الأمريكي على قطاع غزة، والتعاطي مع معاناة أهل غزة وأهلنا بصيغة» صفقة عقارية» يدعي المروج لها أنها يمكن أن تتحول إلى «ريفييرا». الجديد ان تلك «الوصفة الاستعمارية المباشرة» أصبحت خطّة يمكن تداولها والتوافق، أو الاختلاف بشأنها، أو تقديم بدائل لها. قد يكون من الصعب توصيف الأحوال الاستراتيجية العربية الراهنة، فقد استنفدت أحوالنا وأحوال الأمة كل مفاهيم ومفردات العجز والضعف وحالة «التشظي» التي آلت لها الأوضاع الراهنة في الوطن العربي، ومعه الإسلامي، تعززت كدليل وقرينة على نتائج وخيمة للبقاء في منطقة الاستكانة والعجز.
عمليا في مواجهة تراتبية مشهد الإبادة البشعة في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام يمكن القول، إن الوجود العربي في كل تعبيراته القطرية والقومية، أصبح في مهب الريح، وكذلك مؤسسات العمل العربي المشترك وأنماط التجمع الإقليمي العربي، وعلى رأسها جامعة الدول العربية. حالة العجز الرسمي والشعبي، التي مورست أمام هول كارثة الإبادة المستمرة، لا تُنبئ بأي خير أو أمل في تدارك ما تبقى من مصالح العرب ووجودهم، في هذه المرحلة من السيولة الاستراتيجية، التي يمرّ بها العالم، ناهيك عن المرحلة التي ستلي انقشاع الكارثة بتوافقات دولية وإقليمية بين ما يتبقى من قوى متصارعة في عالم اللحظة الراهنة، حيث منحنيات خطرة ومزالق تاريخية في الدرب الآن تستدعي منا كل طاقة وجهد للانتباه أولا، ولمحاولة التصرف ثانيا دفاعا عن الذات والبقاء.
على مسمع ومرأى من سحق القوانين الدولية وكل أشكال علاقات السياسة الدولية وقيمها المعاصرة، وفي رصد للاصطدام المباشر بالحائط، الواضح لنا أن العالم الإسلامي لم يحقق أي درجة من التماسك أو الوحدة أو التنسيق المشترك، ما يجعله غير قادر على التأثير بشكل حقيقي على الساحة الدولية، الأمر الذي يجعل السعي الفوري ومن دون تردد للتكتل مجددا، أو تشكيل تكتلات جديدة صلبة تقاوم «موجات الاستعمار التي لم تعد مغلفة»، مهمة وطنية وقومية وإنسانية ملحة جدا، ومطلوبة فورا لأغراض «البقاء» وتجنب التلاشي.
إذا صحّ القول بأن موجة الربيع العربي، قبل نحو عقد ونصف العقد، شكلت إطارا يحاول إيقاف تكرار سياسات عقيمة في دنيا العرب، فإن من الأصح القول إن اللحظة الراهنة هي انكشاف العرب، كل العرب ومعهم بعض الدول الإسلامية، في العراء حيث تدمير غزة بالكامل، والخسائر الفادحة في صفوف قادة حزب الله، وقوته الاستراتيجية، والإطاحة بالنظام السياسي في سوريا، وانهيار الدولة فيها وحلّ الجيش، ومغادرة القوات الإيرانية ومطاردتها، بل ضربها في عقر دارها خلافا لضرب مقدرات الشعب اليمني ما أدى إلى تقويض محور المقاومة في الشرق الأوسط بشكل شبه كامل. كلّ ذلك يعني تغييرات جذرية في الإقليم، ناهيك عن ترابط هذه التغييرات، بتحولات استراتيجية أخرى في أماكن مختلفة من العالم، كأوكرانيا وأوروبا وبعض أقاليم افريقيا وغيرها. قد يكون من المفيد التذكير بالرؤية الأمريكية الاستراتيجية السابقة لهذه اللحظة، وهي رؤية عادة ما تضعها مؤسسات الدولة العميقة هناك، بصرف النظر عن الإدارة الحاكمة؛ ففي أكتوبر 2022، أعلنت الإدارة الأمريكية استراتيجية الأمن القومي الخاصة بها، التي تقع في 48 صفحة، وهي مقسّمة إلى ثلاثة محاور:
– تصوّر الإدارة الأمريكية للتحدّيات والتهديدات التي ينبغي مواجهتها، وتحديد كيفية الاستثمار في بناء عناصر القوّة الأمريكية.
– الأولويات الأمريكية حول العالم.
ـ وأخيراً رؤية الإدارة الأمريكية للعالم حسب الأقاليم/القارّات.
في تلك الاستراتيجية، تبدّت اللحظة العالمية في جملة من العناوين، أبرزها؛ «انتهاء حقبة ما بعد الحرب الباردة» و«العالم أصبح أكثر انقساماً واضطراباً وتنافساً» ويقف «عند نقطة انعطاف لناحية المواجهة مع الصين وروسيا والتحدّيات المشتركة» و«تزايد مخاطر الصراع بين القوى الكبرى» و«اشتــــداد المنافسة بيـــن النماذج الديمقراطية والاستبدادية» و«الارتفاع العالمي في معدّلات التضخّم» و»اشتداد التنافس على التكنولوجيا المتقدمة لتوظيفها أمنياً واقتصادياً». كذلك «تراجع التعاون الدولي في التحدّيات الوجودية للبشرية»، إضافة إلى التكرار المستمر في أدبيات الإدارة الأمريكية لمصطلح «العَقد الحاسم»، ما يشير إلى تصوّرها حول «حراجة الحقبة الحالية» بشكل جليّ وواضح، كما يشير إلى «الاستجابة لهذا الأمر متاحة ضمن نافذة زمنية محدودة». وهي عناوين ثبتت، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، صحة العديد منها، خصوصا في تداعيات الصراع الروسي الغربي في أوكرانيا وما نراه اليوم من تداعياتها.
ما الذي يعنيه كل ذلك من انعكاسات على منطقتنا؟ هل طرحنا بتعقل وخبرة هذا السؤال؟
ثمة شكوك في أننا فعلنا أو نفعل على مستوى النظام الرسمي العربي على الأقل لكن بإزاحة الفجاجة، التي يعبّر فيها الرئيس ترامب عمّا يعتقد أنها مصالح الإمبراطورية الأمريكية، يمكن القول إن لحظة الرئيس ترامب هي اللحظة السياسية الحاسمة، لكل ما سبق ذكره من عناوين وتحديات استراتيجية أمريكية.
العلاقات الروسية الأمريكية تشهد انعطافا جذريا حول وقف الحرب في أوكرانيا، عبّرت عنها اجتماعات الرياض بين الطرفين؛ كما تشهد العلاقات الأمريكية الأوروبية انحلالا وتهتكا غير مسبوق، ينذر بتفكك الناتو ذاته، وتصعب رؤية وفهم ما حدث في سوريا من دون توافقات، ولو بالحدّ الأدنى، بين روسيا وأمريكا؛ بل أكثر من ذلك، فإن تصريح الرئيس الروسي بوتين حول استعداده للعب دور الوسيط بين أمريكا وإيران، يشير إلى تحولات إقليمية مقبلة كبرى، ذلك أن فك التحالف الإيراني الروسي، الذي تمّ مؤخراً، هو أحد الأهداف الاستراتيجية الأمريكية الحيوية في الإقليم.
الخلاصة، الأحداث والوقائع تزداد تعقيداً، في منطقتنا، ومعها يتواصل القتل والإبادة البشرية وتخريب العمران، وكل إمكانيات العيش البشري، في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والسودان وغيرها؛ كما ترتفع وتيرة امتداد هذه الحرب الهمجية إلى مساحات أخرى من منطقتنا، ومن دون أن تكون هناك أية بارقة أمل في وقفها، أو إنهاء المقتلة المتواصلة، أو منع امتدادها منذ أكثر من عام ونصف العام. نحن في لحظة بالغة الخطورة على الإقليم كله، وأوهام النجاة القُطرية، من مفاعيل ومخاطر ما يحدث، بالصمت أو بالتسويف عن مواجهة تلك المخاطر بجدية، لن تنجي أحداً. الإقليم وصلت درجة سيولة تغيير خرائطه الاستراتيجية إلى حدودها القصوى، وهنا حصرا لا يقيم الأقوياء اعتباراً لغير مصالحهم وأطماعهم المباشرة، وهو ما نراه اليوم من حروب إبادة همجية وحشية، لم تقم اعتبارا لا لقوانين أو قيم أو معاهدات دولية أو إنسانية؛ لا تتوقف حدود تأثير هذه الحروب المدمرة عند ساحاتها الملتهبة والمشتعلة فقط، بل تمتد مفاعيلها المتوقعة إلى كل جوارها القريب والبعيد، وهو ما ينبغي أن تراه عين السياسة العربية بوضوح شديد.
أعود وأقول ما كنت أكرره دائما: لا تطمح هذه الكلمات إلى تكريس حالة إحباط موجودة، ولا إلى الانحياز إلى ما هو كارثي في عالَم العرب اليوم، سياسةً وصراعات. كما أنّ صاحبها يدرك كلّ المعوقات والصعوبات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه. غير أنّ ضميري ووجداني يمنعانني من الصمت أمامَ ما أرى وأسمع وأحسّ، وبعد أن أصبح الصمت العربيّ، حول قضايا بقائنا ووجودنا، مدوياً في ضجيجه كالرعد، فيما البعض يراه فضيلة سياسية! التوحد مجددا على مستوى العرب لم يعد شعارا أو خيارا أو ترفا، بل «احتياج بقاء» في زمن كسرت فيه كل قواعد القانون الدولي وبدأ يتصرف على أساس «الأطماع والاستهداف الاستعماري» وعلينا أن نجيب على سؤال صغير: كيف ننجو وسنعيش في العالم الجديد؟ يا ساسةَ الأمةِ، ويا مفكّريها، ويا حكماءها، ويا كلّ مَن هو معنيّ بمصيرها، هذا نداءٌ لي ولَكم، لمحاولة وقف هذا الانهيار المريع، بجهد جماعيّ جاد.. مجرّد محاولة، كي لا يكون مصيرنا هو التلاشي، في عالم جديد لا يرى غير القوة أساساً لاستحقاق البقاء.
الّلهمّ فاشهد.
(القدس العربي)