«الجارديان»: مقتل العارورى أول ضربة فى حملة الاغتيالات.. ومخاوف من صعود قادة أكثر شراسة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مقتل صالح العاروري فى بيروت يعد الضربة الأولى فى حملة الاغتيالات فى الخارج التى وعد بها المسئولون الإسرائيليون منذ عدة أشهر.
وأضافت فى تقرير لها، أن الهدف تم اختياره إذ كان العارورى من كبار قادة حماس والرابط الرئيس للمنظمة مع إيران وحزب الله فى لبنان، كما كان مؤثرًا أيضا فى الضفة الغربية المحتلة، حيث ولد وحيث تصاعد العنف فى الأشهر الأخيرة.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، يعتقد بعض المسئولين الإسرائيليين أيضًا أن الرجل البالغ من العمر ٥٧ عامًا ربما كان على علم مسبقًا بخطة شن هجمات على إسرائيل قبل الهجوم الذى وقع فى ٧ أكتوبر، والذى أسفر عن مقتل أكثر من ١٢٠٠ إسرائيلي، معظمهم من المدنيين.
وكشفت "الجارديان"، عن أن صالح العارورى لعب دورًا فى المحادثات التى توسطت فيها قطر ومصر، والتى أدت إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الـ٢٤٠ الذين احتجزتهم حماس، فيما قال خبراء فى إسرائيل إن المفاوض المخضرم كان مسؤولا عن وضع قوائم بأسماء من سيتم إطلاق سراحهم من قبل الجانبين. وقيل إن دور العارورى "لا غنى عنه".
نتنياهو أعلنها من قبل
وأشار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مرارا وتكرارا فى الأشهر الأخيرة إلى أن قادة حماس كانوا أهدافا، كما أكد فى نوفمبر الماضي، فى مؤتمر صحفى أنه أصدر تعليماته للموساد، جهاز الاستخبارات الإسرائيلى فى الخارج، "باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا".
وفى أوائل ديسمبر، كشف تسجيل مسرب عن رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى شين بيت، وهو يقول للبرلمانيين الإسرائيليين إن قادة حماس مستهدفون "فى غزة، والضفة الغربية، فى لبنان، فى تركيا، فى قطر، فى كل مكان".
نتائج عكسية
وحسبما ذكرت الصحيفة، فرغم أن مثل هذه العمليات، قد تؤدى إلى تعزيز الدعم لحكومة تتعرض لضغوط هائلة بعد الفشل استخباراتى الخطير الذى تعرضت له يوم ٧ أكتوبر، فإن هناك مخاوف من أن هذه الاستراتيجية قد تأتى بنتائج عكسية، حيث قالت أهداف سابقة للاغتيال من قبل إسرائيل لصحيفة الجارديان إنه لم يتم ردعهم بل أصبحوا أكثر إصرارا، فيما أشار آخرون إلى أن أى ضرر يلحق بمنظماتهم يكون مؤقتا.
ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم إن عواقب الاغتيالات غالبًا ما تكون غير قابلة للتنبؤ بها، إذ إن وفاة أحد القادة قد تجبر المجموعة على تغيير استراتيجيتها، أو حتى التخلى عن العنف، ولكنها قد تؤدى بالقدر نفسه إلى صعود زعيم آخر أكثر شراسة.
وتوقع التقرير أن مقتل العارورى يوم الثلاثاء الماضي، قد يؤدى إلى خوض إسرائيل حربا على جبهتين، وهو السيناريو الذى سعت فى السابق إلى تجنبه.
أمريكا لم تكن تعلم!
ذكرت القناة ١٣ العبرية الثلاثاء الماضي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بعملية اغتيال العارورى أثناء تنفيذها وليس قبلها، وهو ما يتعارض مع تصريحات موقع "والا" العبرى التى نقلت عن مسؤولين أمريكيين رفيعى المستوى يؤكدون على أن إسرائيل لم تسبق بإبلاغ الولايات المتحدة بنية قتل العاروري.
وسبق أن نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تأكيدًا بأن إسرائيل كانت المسئولة عن اغتيال صالح العاروري، القيادى فى حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
أدلى السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، بتعليق حول عملية اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، حيث قال: "أهنئ الجيش والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال صالح العاروري، القيادى فى حماس"، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته إلى عدم التعليق على عملية اغتيال صالح العاروري.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اغتيال صالح العارورى واثنين من قادة القسام، فى انفجار وقع فى الضاحية الجنوبية ببيروت فى لبنان، كما ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن ٦ أشخاص استشهدوا، من بينهم القائد فى حركة حماس صالح العاروري، ومجموعة من رفاقه فى هجوم جوى نفذته إسرائيل على الضاحية الجنوبية فى بيروت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صالح العاروري بيروت حماس اغتیال صالح العاروری قادة حماس
إقرأ أيضاً:
الجارديان: لا منتصر في حرب ترامب التجارية والصين تخطط للمدى البعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتعريفات الجمركية التي فرضها مؤخرا على معظم الدول، قائلة إن هذه الحرب التجارية الشرسة لن ينتصر أحد فيها لا سيما المستهلكون والعمال.
واستشهدت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته مساء الأربعاء - بتعبير أحد المحللين والذي قال إنها "لعبة من يتحمل المزيد من الألم". ولأن التجارة تشكل جوهر العلاقات الأمريكية مع أكبر مستهدف للرسوم الجمركية، وهي الصين، فمن المرجح أن تتدهور بقية العلاقات الثنائية وهذا أيضا أمر مقلق، بحسب الصحيفة.
وقالت إنه ومع ذلك، ورغم الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها الصين في السنوات الأخيرة، قد ترى فرصة طويلة الأجل في الأزمة الحالية. ووصفت رد بكين على إعلانات الرسوم الجمركية الأمريكية الأولية بأنه متزنا وهي الآن تتعهد "بالنضال حتى النهاية" وفرضت رسوما جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الأمريكية - ليصل إجمالي الرسوم إلى 84% - ردا على الرسوم التي يقول ترامب الآن إنها ستصل إلى 125%.
وأضافت الصحيفة: لا تتوقعوا أن تتعثر الصين أولا. فمن المرجح أن تعتبر التنازلات علامة ضعف، مما يشجع الولايات المتحدة على زيادة الضغط، مشيرة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج رجل قوي عزز النزعة القومية مع تباطؤ النمو الاقتصادي.
وأشارت الجارديان إلى أن بكين تسمح بالفعل بانخفاض قيمة اليوان، على الرغم من أنه من غير المرجح حدوث انخفاض كبير في قيمته. وقد كانت تستعد لهذه اللحظة وتأثير الجائحة وولاية ترامب الأولى، والانقلاب الأمريكي الحزبي ضد الصين، كلها عوامل بدأت في إعادة تشكيل الاقتصاد حيث نوعت الصين وارداتها الزراعية ووجدت أسواقا جديدة لسلعها - على الرغم من أن الصادرات إلى الولايات المتحدة لا تزال تمثل أقل بقليل من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي. وفي الشهر الماضي، أعلنت عن خطط "لتعزيز" الاستهلاك المحلي بقوة على الرغم من أن الإجراءات السابقة بشأن هذا الطموح الراسخ لم تُكن على نفس مستوى خطابها.
ورأت الصحيفة أن إعلان ترامب المفاجئ تعليق الرسوم الجمركية العقابية على دول أخرى لمدة 90 يوما يسلط الضوء على نية خفية واضحة لدفعها إلى الابتعاد عن الصين ومنع استخدامها كممر لبضائعها. ولكن إذا مضى قدما في هذه الخطوة، فإن ارتفاع الأسعار قد يدفعها نحو بكين. وربما تعكس سياسة ترامب المتقلبة أيضا مخاوف متزايدة بشأن تأثير هذه الرسوم، لا سيما بين مؤيديه. فالصين واثقة من أن ترامب سيتعرض لضغوط متزايدة لإعادة النظر، من داعميه من المليارديرات، والعمال المسنين الذين يشاهدون صناديق تقاعدهم وهي تتراجع والمزارعين، والموظفين الذين يخشون على وظائفهم، والمستهلكين الذين يفكرون في شراء هواتف آيفون ومواد بقالة أكثر تكلفة. ومن ثم فليس من المستحيل التوصل إلى اتفاق ثنائي.
ومضت الصحيفة تقول إن بكين على المدى البعيد، لديها ثقة أكبر في مسارها؛ فهي تستذكر الأزمة المالية لعام 2008، عندما "أنقذت العالم" بحزمة التحفيز الضخمة التي أطلقتها وتتطلع إلى المستقبل بثقة متجددة.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلا إنه فوق كل شيء، تعتقد بكين أنه بعد انتهاء هذه العاصفة، لن يعتبر الكثيرون الولايات المتحدة ضامنا اقتصاديا أو أمنيا يُعتمد عليه، وستبدو الصين شريكا أكثر قابلية للتنبؤ، إن لم يكن أكثر استحسانا. وقد تشعر بعض الدول بأنها مضطرة للتعايش مع قيود بكين التجارية والاستثمارية. وربما تنحرف دول أخرى ببساطة عن فلك أمريكا. فهذه لحظة تحول في النظام العالمي. وتتوقع الصين المعاناة. لكنها لن تكون حزينة تماما وهي تشاهد الولايات المتحدة تتقدم نحو الانحدار.