المعارضة الكاميرونية تدعو إلى تقديم مرشح واحد لمواجهة بيا في الانتخابات
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قال زعماء حزب المعارضة الرئيسي في الكاميرون إنهم يتفاوضون مع أكثر من 30 من زعماء المعارضة لتقديم مرشح واحد في الانتخابات المقبلة، في حالة إصابة الرئيس بول بيا البالغ من العمر 91 عاما بالعجز بسبب اعتلال صحته.
وقال موريس كامتو، رئيس حزب حركة النهضة الكاميرونية، إن العشرات من أعضاء المجتمع المدني وأعضاء المعارضة السياسية أنشأوا منصة تسمى التحالف السياسي من أجل التغيير، المعروف أيضًا باسم PAC، للضغط من أجل تخلي بيا عن السلطة، بحسب ما أوردته إذاعة صوت أمريكا.
ويتولى بيا الرجل البالغ من العمر 91 عامًا حكم الكاميرون منذ عام 1982، وهو أكبر رئيس سياسي لدولة في العالم، ومن المقرر إجراء الانتخابات بحلول أكتوبر 2025 لكن جماعات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة توقعت أن يعلن بيا، خلال رسالته بمناسبة العام الجديد، عن انتخابات مبكرة في عام 2024 لكن ذلك لم يحدث.
وقال كامتو إنه تم اختياره من قبل PAC كمرشح معارضة واحد، في حالة استقالة بيا أو عجزه مضيقا أن أنصار حزب CPDM الذي يتزعمه بيا، والذين سئموا حكم بيا الاستبدادي، يجب أن ينضموا إلى حزب العمل السياسي.
وأشار كامتو إلى أن: "تظل PAC مفتوحة أمام كل أولئك الذين يعتقدون أن النظام الحالي أصبح الآن مشكلة الكاميرون، وبالتالي لم يعد بإمكانه المساهمة بأي شيء في انتعاشها، منوها إلى أن مواطنينا في حزب CPDM الحاكم الذين يظهرون صحوة وطنية مرحب بهم أيضًا في PAC دعهم يأتون ويأخذوا مكانهم في قطار النهضة الوطنية".
ونوه كامتو بأنه سيعيد إحياء جميع مؤسسات الدولة التي قال إن بيا دمرها، وسينظم حوارا وطنيا شاملا لإنهاء الأزمة الانفصالية التي أودت بحياة أكثر من 6000 شخص في المناطق الغربية من الكاميرون، وتحسين الظروف المعيشية لأولئك الذين يعانون من الجوع والفقر.
ووفقاً لدستور الكاميرون، إذا مات بيا أو استقال أو أصبح عاجزاً، فإن مارسيل نيات نجيفينجي، رئيس مجلس الشيوخ البالغ من العمر 89 عاماً، يتولى السلطة، وينظم انتخابات لرئيس جديد في غضون 120 يوماً.
ولم يذكر بيا في رسالته أي شيء عن خطط ترك السلطة أم لا، لكنه ألقى باللوم في الصعوبات الحالية التي تواجهها الكاميرون والصراع المسلح على ارتفاع مستويات الفساد والعوامل الخارجية.
وقال بيا إن الكاميرون، مثل الدول الأفريقية الأخرى، تواجه أزمة اقتصادية ناجمة عن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، مضيفا أنه عندما توقع العالم نهاية للغزو الروسي لأوكرانيا، أدى تجدد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أكتوبر الماضي إلى تفاقم الخلافات في المجتمع الدولي وزيادة غرق الاقتصاد العالمي.
وأكد الرئيس الكاميروني أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية، وبالتالي تكاليف المعيشة وأضاف أن الصراع يتسبب أيضًا في نقص المنتجات النفطية.
وعلى الرغم من التحديات، قال بيا إن الكاميرون ستحقق معدل نمو اقتصادي قدره 3.7% في عام 2023 وتم احتواء التضخم عند أقل من 7%.
وشككت معارضة كاميرون في ذلك قائلة إن معدل النمو الاقتصادي أقل من 2% والتضخم يتجاوز 20%. ويقولون إن بيا مسؤول عما يقولون إنه كارثة اقتصادية في الكاميرون، وهي دولة تنعم بمجموعة متنوعة من المعادن التي يمكن استغلالها لتطوير الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، لكن حكومة بيا أساءت استخدامها.
وقال مركز حقوق الإنسان والديمقراطية في أفريقيا الوسطى إن المعارضة المتشرذمة في الكاميرون، والتي تتكون من حوالي 400 حزب سياسي، ستجد صعوبة في التغلب على بيا أو أي مرشح من الحزب الديمقراطي المسيحي في الانتخابات.
وأشار كامتو إلى أنه يجب على جميع جماعات المعارضة والمجتمع المدني، لمرة واحدة، أن تتجمع خلف مرشح واحد، في حالة الدعوة إلى انتخابات مبكرة أو عند إجراء الانتخابات الرئاسية بحلول أكتوبر 2025.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتخابات المقبلة الرئيس الكاميروني
إقرأ أيضاً:
لجنة مصغرة للمعارضة تتحرك للاتفاق على مرشح.. الراعي: نتطلّع بثقة وتفاؤل الى 9 كانون الثاني
برز موقف جديد للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من الملف الرئاسي ، في رسالته الميلادية امس اذ قال "نتطلّع بثقة وتفاؤل الى التاسع من كانون الثاني المقبل، وهو اليوم المحدد لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد فراغ مخزٍ دام سنتين وشهرين، خلافًا للدستور، ومن دون أيّ مبرر لهذا الفراغ، سوى عدم الثقة بالنفس لدى نواب الأمة، بانتظار مجيء الاسم من الخارج. وهذا حيف كبير. فإنّنا نضع حدث انتخاب الرئيس في إطار السنة المقدسّة 2025 التي دعا اليها قداسة البابا فرنسيس ونتمنّاها لكم جميعًا سنة خير وبركات من نعم ميلاد الرب يسوع المسيح".
واعتبر الراعي من جهة اخرى ان "لا خلاص للبنان إلاّ بالعودة الى ثقافة الحياد الإيجابيّ الناشط، الذي يجعل منه ما هو في طبيعة نظامه السياسيّ، فيكون فيه جيش واحد لا جيشان، وسياسة واحدة لا سياستان، ولا يدخل في حروب ونزاعات أو أحلاف، بل يحافظ بقواه الذاتيّة على سيادة أراضيه ويدافع عنها بوجه كل معتدٍ، ولا يتدخّل في شؤون الدول. هذا الحياد يمكّن لبنان من القيام بدوره الفاعل كمكان لقاء وحوار بين الثقافات والأديان، ومدافع عن السلام والتفاهم في المنطقة.
فلا بدّ من المدرسة الكاثوليكيّة والجامعة ان تربّيا الأجيال الطالعة على ثقافة الحياد الإيجابيّ الناشط والفاعل".
وفي التحركات ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في بكفيا السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وجرى البحث في آخر التطورات والاستحقاق الرئاسي. وأكّد الجميّل "ضرورة إنجاز الانتخاب في أسرع وقت ممكن، مشدداً على أهمية اختيار شخصية سيادية وإصلاحية تمتلك الرؤية والقدرة على النهوض بلبنان وتحويله إلى دولة قانون ومؤسسات تضمن المساواة بين جميع اللبنانيين وتعزز الشراكة الوطنية الحقيقية".
وقالت مصادر مطلعة لـ «الأنباء الكويتية»: «الآمال الكبيرة المعولة على العهد الجديد الذي يحظى باهتمام محلي ورعاية إقليمية ودولية، تفرض على كل الأحزاب والكتل النيابية الحذر وعدم التسرع في إعلان مواقفها. وهي بالتالي تحاول انتظار اللحظة الأخيرة. وربما يسهم في هذا التردد عدم إجماع أعضاء «اللجنة الخماسية» الدولية - العربية على اتخاذ موقف موحد وحاسم من شخص الرئيس المقبل. ويخفي سفراء اللجنة هذا التباين من خلال الحديث عن المواصفات وترك أمر اختيار الشخص إلى الكتل النيابية، وتوافقها على مرشح يلبي متطلبات المرحلة».
وأضافت المصادر: «عملية الاختيار ليست بالأمر السهل، وسط هذا العدد من المرشحين الذين يتحركون في كل الاتجاهات بحثا عن تأييد من هنا أو من هناك».
وأشارت المصادر «إلى ان كلمة السر لم تتقرر بعد، وان كل فريق يفهمها على هواه من خلال الاتصالات التي يجريها سفراء الخماسية مع مختلف الأطراف بعيدا من الأضواء. وقد تكون عطلة الأعياد التي تبدأ اليوم، مناسبة لتوسيع دائرة الاتصالات تحت عنوان المعايدات بين الأطراف المختلفة، لعلها تسهم في حلحلة بعض العقد وإعادة الحرارة إلى قنوات اتصال تكتنفها الكثير من البرودة».
ووسط المراوحة السياسية حول بلورة المواقف في شأن الاستحقاق الرئاسي، ثمة اتفاق غير معلن بين مختلف الأطراف السياسية والكتل النيابية، بانتخاب رئيس لا يشكل استفزازا لأي فريق أو تحديا له، وان كانت النصائح الإقليمية والدولية بضرورة انتخاب رئيس بأكثرية تفوق الثلثين كي يكون متحررا ومطلق اليدين، لاتخاذ الخطوات المصيرية التي ينتظرها لبنان.
وفي هذا الإطار، فإن لجنة مصغرة للمعارضة تتحرك وتبحث عن قواسم مشتركة تؤدي إلى اتفاق على مرشح تستطيع ان تخوض به معركة رئاسية قوية، تؤدي إلى تحقيق هدف راودها منذ أعوام، خصوصا انها متهمة اليوم بالسعي إلى تأجيل جلسة الانتخاب، بعدما كانت على مدى السنتين والشهرين الماضيين تتهم رئيس المجلس نبيه بري وفريقه النيابي والسياسي بأنه يعطل انتخاب رئيس الجمهورية من خلال تعطيل النصاب. فيما هي عاجزة اليوم عن تقديم نفسها على انها فريق متماسك صاحب خيار واضح، ويسعى إلى تحقيق سيادة لبنان وحرية قراره.
وفي ظل هذه الأجواء الضبابية وعدم إقدام الأطراف على اتخاذ خطوات جريئة للذهاب بخطى واضحة نحو جلسة التاسع من يناير، ذكر مصدر أمني ان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان مطلع الشهر المقبل، وان مهمته لن تنحصر في الجدل القائم حول البطء الإسرائيلي بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزام إسرائيل بمندرجاته، بل ان الموضوع الرئاسي في صلب هدف زيارته.
ولا تستبعد المصادر ان يحمل هوكشتاين كلمة السر حول المرشح الذي يضيء الشارة الخضراء نحو جلسة الانتخاب الرئاسية، والتي يمكن ان تضع قطار حل الأزمات اللبنانية على السكة، خصوصا ان الكثير من التحديات تواجه قيامة لبنان، وتتطلب قرارات جريئة وتعاون كل القوى السياسية للاستفادة من اللحظة التاريخية التي تساعد في إعادة بناء الدولة.
كلمة السر المتوقعة من هوكشتاين مرجحة ان تحمل اسم قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الرئيس نبيه بري، تمهيدا لقيام الأخير بإزالة العوائق التي تعترض طريق العماد عون إلى القصر، وواجهتها دستورية بتعديل دستوري يحتاج إليه قائد الجيش.
أما ترك الأميركيين الخيار مفتوحا للتنافس بين مرشحين عدة في جلسة 9 كانون الثاني، فدونه شكوك لاعتبارات عدة، في طليعتها اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل التي كانت للولايات المتحدة الأميركية عبر مبعوث الرئيس جو بايدن الوسيط آموس هوكشتاين اليد الطولى في الوصول إليه.