العـــالـم سنة 2024 : أجندة انتخابية مكثفة في سياق توتر جيوسياسي في أكثر من منطقة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
بقلم : عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية
أصبح من الصعب مُـجاراة وتيرة ما يقع من أحداث ساخنة في أكثر من بقعة في العالم بين حرب طاحنة منذ سنتين بأوكرانيا في صراع بخلفيات سياسية وإيديولوجية وأمنية مع روسيا؛ وسقوط ألاف الشهداء من المجنيين وتدمير عشرات المستشفيات على رؤوس المرضى والجرحى بغزة / فلسطين، ولائحة طويلة من القتلى في صفوف الصحافيين، منذ شهر أكتوبر من سنة 2023.
وكِــدنـا نعتقد أن سنة 2024 ستحمل معها بوادر انفراجات سياسية تخفف من الآلام وتسمح بمساحات هدنة والحلم بـتسويات موضوعية وتاريخية لتحقيق سلام دائم وحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تأسيس دولة عاصمتها القدس الشرقية.
لكن نقل الصراع المسلح إلى مناطق خارج فلسطين وإسرائيل كـحادث مقتل قياديي منظمة حماس بلبنان من عيار “صلاح العاروري” يوم 2 يناير، وتفجير مقبرة بمدينة كرمان الايرانية يوم 3 يناير وسقوط مئات القتلى والجرحى، رافقه الكثير من التهييج والتجييش امتدت رقعته إلى العراق وسوريا، ويهدد بقــرع طبول الحرب.
ليس هذا فحسب، فالمنطقة تعيش أحداثا خطيرة أخرى كهجوم الحوثيين باليمن على السفن التجارية بخليج عدن عند مدخل المندب بالبحر الأحمر، ردا على ما يقع في غزة / فلسطين من قتل للمدنيين. وهو ما دفع بتشكيل تحالف دولي بزعامة الولايات المتحدة الأميركية من أجل حماية السفن التجارية وحاملات البترول.
وسيزيد الأمر تعقيدا ما وقع بالقرن الإفريقي وتوقيع الوزير الأول الأثيوبي “أحمد أبي” لـمذكرة تفاهم مع قياديي “جمهورية أرض الصومال” سيسمح بموجبها لأثيوبيا الولوج للبحر الأحمر عبر موانئ “أرض الصومال” وقرب معبر جيبوتي، مقابل اعتراف إثيوبيا “بجمهورية أرض الصومال” وايضا استعمال أسطول الطائرات الأثيوبية، وهو ما أثار حفيظة الصومال واعتبرته تهديدا لوحدتها الترابية.
ومن خلال مشهد فَـوْقي فإنه يتضح على أن المنطقة تقف فوق برميل بارود مهدد بالانفجار في أي لحظة، وهو ما سيحمل تداعيات تتجاوز المنطقة لتتسبب في أزمات اقتصادية للعالم، وسينتج عنها ارتفاع اسعار البترول والغاز والتأمين والمواد الأساسية بالإضافة الى موجات تهجير جماعي تفوق بكثير ما خلفته الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
تختلط في المشهد ذاته العديد من الأوراق وتتشابك فيه التحالفات السياسية مع الاقتصادية والمعدلات الجيوستراتيجية بين تيار روسيا / والصين من جهة، وتيار أمريكا والغرب من جهة ثانية، خاصة مع المصالحة السعودية/الإيرانية التي رعتها الصين، وانضمامهما معًا الى مجموعة ” البريكست ” بالإضافة الى دول مصر وإثيوبيا انطلاقا من فاتح يناير 2024.
سنة الانتخابات بامتياز
وفي ظل هذا المشهد الذي وصفه أكثر المحللين تفاؤلا، بأنه الأصعب منذ نهاية الحرب الباردة، وبالنظر لاتجاه الأوضاع أكثر فأكثر إلى التعقيد والتصعيد فإن العديد من البلدان الفاعلة في الساحة السياسية الدولية ستشهد انتخابات رئاسية وتشريعية خلال سنة 2024، حيث نعتقد أنها ستؤثر لا محالة على مجريات ومآلات تلك الأحداث والصراعات الدائـرة سواء بأوكرانيا أو بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وقد حرص الرئيس الصيني “شي جين بينغ” في خطاب نهاية سنة 2023 على التأكيد على “الصين الموحدة” وأن عودة جزيرة تايوان “للوطن الأم” هي ضرورة تاريخية. وذلك على بُـعْد أسبوعين من انتخابات رئاسية وتشريعية بالتايوان يوم 13 يناير 2024، وهو خطاب حمل معه رسائل مشفرة الى روسيا والإدارة الامريكية.
من جانبه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذو 71 سنة عن ترشحه “كمستقل” للرئاسيات التي ستجري في 17 من شهر مارس 2024، ويجمل المحللون على بقائه في السلطة لـعهدتين اضافيتين، مع كل ما يحمله ذلك من دلالات ونتائج على مستويات التحالفات الجيوستراتيجية ومعادلات الحرب والسلم في العالم.
كما ستعرف جارة موسكو وحليفتها، بيلاروسيا، إجراء انتخابات تشريعية (الغرفة السفلى) في 25 من شهر فبراير و (الغرفة العليا) في 4 من شهر أبريل، وهي انتخابات بطعم التحالفات السياسية ونقاشات توسع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي شــرقا.
وفي الهند ستسعى قوى المعارضة (26 حزبا) إلى الإطاحة برئيس الوزراء، ناريندرا مودي، (73 سنة) في تشريعيات شهر ماي 2024 والعمل على عدم حصوله على ولاية ثالثة لقيادة أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، مع كل ما يعني ذلك من ثِـقـل اقتصادي وسياسي وجيوستراتيجي للهند في المحيط الهادي.
وغيـر بعيد عنها ستجري في اندونيسيا يوم 14 فبراير، أكبـر رئاسيات مباشرة في العالم حيث يشارك فيها 200 مليون ناخب للحسم ليس في منصب الرئيس فقط بل ايضا في قواميس الديمقراطية والحريات في أكبر بلد مسلم في العالم.
كما يُنتـظر إجراء تشريعيات بريطانيا في القسم الأخير من سنة 2024 قــد تضع حدا لسيطرة المحافظين على السلطة منذ 2010 في ظل صعود شعبية حزب العمال في عهد Keir Starmer حسب نتائج استطلاعات للرأي.
وستعرف إيران بدورها إجراء تشريعيات في شهر مارس 2024 بمحددات ايديولوجية وسياسية واقتصادية قوية كالمصالحة السعودية والبريكس والحرب الدائرة في غزة / فلسطين والعلاقة مع حزب الله وحماس وسوريا والحوثيين وروسيا والصين…
الاتحاد الأوروبي (27 دولة أوروبية) سيشهد بدوره تجديد برلمانه ومؤسساته في 9 يونيو 2024، حيث سيتم انتخاب حوالي 720 برلمانيا أوروبيا في ظل تمدد أحزاب اليمين المتطرف وعزوف انتخابي من جهة، وسيطرة إشكاليات الحدود الأوروبية والهجرة واللجوء والمناخ والغاز والناتو وقضايا الحريات الفردية والموقف من مجموعات G7 وG20 والحرب في أوكرانيا وغـزة / فلسطين.
كما تضم أجندة بلجيكا السياسية لسنة 2024 تنظيم انتخابات عامة، وكذلك الأمر بالنسبة للنمسا والمكسيك، وكذا تشريعيات مبكرة في البرتغال بتاريخ 10 مارس 2024 بعد استقالة الاشتراكي أنطونيو كوستا على خلفية فضائح فســاد وتعويضه بالسياسي بيدرو نينو سانتوس على رأس الحزب اليساري.
وستعيش افريقيا هاته السنة أيضا حملات انتخابية رئاسية وتشريعية ومحلية في عدد من الدول، أهمها رئاسيات جنوب إفريقيا في شهر ماي وهي العضو المؤسس للبريكست ولها علاقاتها مع روسيا والصين، وهي الانتخابات التي تأتي في سياق الأزمة الاقتصادية والأمنية والطاقية التي تشهدها البلاد وتضع على المحك تجربة الرئيس الخالد في منصبه Cyril Ramaphosa مع تداعيات الإعلان القضائي بإفلاس الحزب الحاكم ” المؤتمر الوطني الافريقي ” والحجز على ممتلكاته لفائدة إحدى الشركات المحلية.
وفي شمال إفريقيا هناك رئاسيات في الجزائر، حيث لازال النظام العسكري -الآمر الناهي بالجزائر- لم يعلن بعد عن “المرشح” الذي سيقود النظام السياسي تحت وصايته. ولم يحسم بعد في إمكانية إعادة ثقته في الرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي راكم مسيرات من الإخفاقات والزلات السياسية والإعلامية، أو الإعلان عن مرشح جديد قادر على مواصلة مسلسل الكراهية والقطيعة بين الشعبين المغربي والجزائري.
وستكون الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر 2024 فاصلة بين تمسك الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن بالسكن في البيض الأبيض وبالتالي استمرار سياساته الخارجية بين ترسيخ تحالفات قديمة مع أوروبا واليابان وبريطانيا وكندا، ونسج تحالفات جيواستراتيجية مع الصين والهند وبلدان المحيط الهادي وافريقيا من جهة؛ وبين عودة الجمهوري “دونالد ترامب” إلى السلطة وهو ما يعني قلب معادلات التحالف والصراع خاصة مع روسيا /بوتين والصين والناتو والإتحاد الأوروبي والحريات الفردية والهجرة.
لقـد أثارت الأجندات الانتخابية في أغلب بلــدان العالــم لسنة 2024 انتباه العديد من مراكز البحوث والدراسات ومعاهد استقراء الرأي، بالإضافة الى تقارير إعلامية وصفت سنة 2024، بأنها أقوى سنة انتخابية على مدار تاريخ الممارسة الديموقراطية في العالم، لأنها تزامنت مع قرع طبول الحرب في أكثر من منطقة ساخنة، ولأن نتائجها ستتأثر وستؤثر بكل تأكيد في مستقبل الأحداث العالمية الكبرى الحالية وقد تبصم على تشكل نظام عالمي متعدد الأقطاب.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی العالم سنة 2024 وهو ما من جهة
إقرأ أيضاً:
نائب المنيا : نتضامن مع القيادة السياسية في موقفها الرافض لتهجير أهالي غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر النائب مجدي ملك عضو مجلس النواب عن دائرة مركز سمالوط ومطاي بيانا أكد فيه تضامنه وأهالي دائرته مع القيادة السياسية في موقفها الواضح من رفض التهجير القصري لأهالي غزة
وقال النائب في بيانه تربينا على عرف صار عقيدة راسخة فى وجدان المصريين والعرب ان الأرض تمثل العرض بمفهومه الشامل والعميق ودائما وابدا ما تتحرك وتنتفض هذه العقيدة عند اى محاولة للمساس بالأرض وهذا هو الان ما حدث للشعب المصرى بكل أطيافه والفلسطينى بكل فصائله والأحرار فى بعض البلدان العربية والإسلامية الشقيقة
أضاف ملك ولكن الأمر بالنسبة للمصريين والفلسطينين مختلف لأنهم تشاركوا فى مصير واحد على مدى عصور فقد تعطرت أرض فلسطين وسيناء بارواح شهداء أبرار وارتوت بدمائهم الطاهرة فصارت لها حرمة القبور والنصب التذكاري لأعظم شهداء فى التاريخ المعاصر من عام ١٩٤٨ وحتى الان
أكمل نحن فى تفرد لأن قيمة هذه الأرض لاتقل كرامة وعزة وقدسية عن ماتملكه مصر وفلسطين والسعودية من أرض مقدسة هى مقصد كل المؤمنين فى العالم لذا رأينا هذا الزئير والذى وصل إلى العاصفة التى وحدت شعب فلسطين حول قضيتهم الوجودية التى يحاول الصهاينة وحلفائهم تصفيتها بالتهجير القسري ومحو الهوية بإلغاء الوجود على الأرض ووحدت الشعب المصرى خلف القياده السياسيه ومؤسسات الدولة
أضاف ملك هذه المواقف المتكررة المستمرة من أمريكا وابنتها الصغرى تحدث فى ظل تخاذل وصمت من مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتسخة بدماء الشهداء الأبرار الأبرياء من شعب فلسطين الأعزل ومجلس الأمن ألذى فقد مصداقيته .وبرلمانات العالم الحليفة للصهيونية الامريكية .والتى لانراها إلا في بيانات تتشدق بحريات الإنسان والحيوان وهى ابعد ماتكون عن ادنى قيم الانسانية ومبادى واخلاق الشرائع السمائية حيث ارتضت هذه المؤسسات وعلى رأسها الحقوقية الغربية والامريكية ان تكون اداه فى يد الصهيونية الامريكية لابتزاز دول مايسمونهم العالم الثالث وقد نجحوا فى تشتيت الشعوب وتقسيم الدول بمخططات معلنة وخفية تحمل فى طياتها أضعاف المجتمعات وتغزيه الطائفية والعرقيه كما حدث للعراق سنه وشيعه والسودان شمال وجنوب ولبنان وسوريه وليبيا واليمن …..الخ
أكمل ملك : انخدعت تلك الشعوب وانساقت وانخرطت وراء هذه النداءات تحت مسمى الحريات والحقوق والربيع وغيرها من الشعارات البراقه المزيفه الخادعه .فنجحوا فى تقسيمهم .والامه التي تنقسم على ذاتها تخرب.
أضاف ولم يتبقى وينجو من محور الشر ألذى يديره ويموله الاشرار مستخدمين حلفائهم فى الداخل والخارج ومنظماتهم وتمويلهم إلا مصر فى محيط تم تقسيمه وتدميره . وبقيه الدول العربية والأسلامية لم تعد خارج دائره المخطط ولكن البعض منهم يتم استنزافه واستخدامه لتنفيذ واستكمال مايحاك ويدبر والبعض لم ياتى دوره .
تابع ملك ولعل التصريحات المخجله من رئيس راس النظام العالمى عن استنزاف وابتزاز بعض الدول والحكام تؤكد المؤامره ولكن دعونا نرى ونشهد عظمه مشهد الزحف الفلسطينى نحو شمال غزه وتمسكه بالأرض والعرض .ووحده وانتفاض همم ومشاعر وقلوب الشعب المصري وتماسكه والتحامه باراده قويه وعزيمه لاتلين امام وخلف قيادته السياسيه .متمثله فى رئيسه القائد الأعلى للقوات المسلحه الرئيس عبدالفتاح السيسى .دفاعا عن حق الشعب الفلسطينى فى الوجود ورفضه لتصفيه القضيه بتهجيرهم .ونقل المعارك والنزاع إلى ارض مصر والأردن تحت اى مسمى اى كان .
وقال ملك اؤكد ان الاتحاد قوه .وعلى صخره اتحاد وتماسك الشعوب تتحطم المؤمرات وتنكسر المخططات وينهزم الاعداء . فلنعيش فى اوطاننا احرار جائعين امنين ولا نقيم على اراضينا محتلين اومكسورين .تحت حمايه او رعايه حفظ الله مصرارضا وشعبا وقياده وأراده.