قال الدكتور حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، إنّه لا توجد مشكلة في الخيال الإبداعي المصري على مستوى الفنون والإبداع في أشكال أدبية تتجاوز كل التقييدات ومحاولات وضع قواعد وعلى مستوى استكشاف طرق تعبير متعددة ومختلفة.

الإعلان عن خطة نشر سلسلة الأدب العالمى للطفل والناشئة تاريخ الأدب الكوري.

. كتاب يكشف علاقات كوريا بجيرانها

وأضاف حمودة، في حواره مع الإعلامي محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز": "ولكن هناك معوقات أخرى أمام استثمار الخيال ومواكبته بالأفكار ومتابعته وتوجيهه في وجهات معينة يمكنها تحقيق فوائد جمة للمجتمع المصري كله".

 

وتابع أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة: "المداخل المرتبطة بمقاربة هذا الخيال هي مداخل مدرسية إلى حد كبير تنطلق من فكرة القواعد المسبقة الناتجة عن دراسة خيال سابق وليس الخيال المتجدد، وأرى أن هذه المداخل المدرسية تؤدي إلى تقييد الخيال وتحجيمه وتدعم فكرة الحدود الآمنة التي نن الممكن أن يتحرك المبدع فيها".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أستاذ النقد الأدبي الأدب اخبار التوك شو أدب

إقرأ أيضاً:

حفريات في الأدب والنفس

حين يتساءل امرؤ عن الخلود، فإنني أفهمه باعتباره المثول الدائم في الألسن والذاكرة والحياة؛ وكما خص الله أنبياءه باصطفائه لهم، فقد انبرى للتاريخ رجال لا قبيل لهم بالنبوة الإلهية ولا نسب، بل كان خلودهم خلود من اقتبس من الشعلة الإلهية قبسا ظل ينير الدجى رغم تعاقب الأحقاب وتصرّف الدهور. ومتى ذكرنا الخلود -في غير الأنبياء- نجد الشعراء ينبرون حاملين شعلة خلافة الأنبياء، كيف لا! وهم الذين إذا ما أراد امرؤ أن يستشهد بقول بعد قول الأنبياء والكتب السماوية، نجد أقوالهم وأشعارهم تتصدر الذاكرة والمشهد. في الفرح والبهجة والسرور، وفي المصائب والفواجع والنوازل.

وإذا ما ذكر الشعر كموضوع يومي، وحاجة يومية نعيش بها، لن نستطيع أن نذكره دون ذكر المتنبي، سيِّد الشعر والشعراء. وأقول هذا لأنني لم أجد شاعرا يستشهد به الإنسان البسيط والمثقف على السواء في أفراحهم، وفي أتراحهم، وفي تفاؤلهم وتشاؤمهم، وفي سخريتهم حتى!؛ أكثر كما يفعلون مع أبيات المتنبي وقصائده. فقوله:

ما مقامي بأرضِ نخلةَ إلا

كمقامِ المسيحِ بين اليهودِ

يثير الفكاهة والضحك، مع الاعتراف ببراعة التوصيف. ولكنني وفي مشروع بدافع البحث الذاتي والاستكشاف، مستعينا بالأدوات التقنية الحديثة؛ تساءلت عما قد أجده عند المتنبي حين يتعلق الأمر بالعلوم الحديثة كعلم النفس -وهو الذي كتبت حوله مقالة سابقة في جريدة عمان بعنوان بين المتنبي وكارل روجرز!، في العام المنصرم- وقد حاولت حصر الأبيات الشعرية التي تتعلق بعلم النفس بشقيه في الأفعال، الإرادي، واللاإرادي. بعبارة أخرى، تلك الأفعال الظاهرة البيّنة التي نفعله بقصد وعن وعي حر كامل، والأخرى التي نفعلها بغير قصد وإرادة منا، وإنما دوافعها داخلية قد نستطيع رصدها، وقد تتمنع عن الرصد. ومن فائق براعته، أنه جمع الأفعال الإرادية واللإرادية في بيت واحد حيث يقول:

إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ

تبين من بكى ممن تباكى

فقد جمع بين الفعل اللإرادي السمح وهو البكاء ابتداء ودون تكلّف، ثم يذكر الفعل الإرادي وهو التكلف بالبكاء. وفي ذات الموضوع يقول:

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها

إِذا كُنَّ إِثرَ الظاعِنينَ جَوارِيا

فإن المرء يغالب نفسه ويحاول إلجامها عن أن تغدر به وتخون إرادته ومشيئته، ولكنه لا يمسكها وتنفلت منه انفلاتا غير مقصود. وقد قارنت بين نسختين لديوان المتنبي، إحداهما نسخة عبدالرحمن البرقوقي، والأخرى لرهين المحبسين، أبي العلاء المعري وهو شرحه الكبير «مُعجِز أحمد»؛ وقد وجدت له أكثر من ستة آلاف بيت نرصد فيها التشابهات والتقاطعات مع علم النفس الحديث، وربط تلك الأبيات بالمدارس النفسية الحديثة والمشهورة، بل إن عدة الأبيات التي وجدتها تقارب السبعة آلاف بيت في رصد أوليٍّ. فمن علم النفس التحفيزي، إلى علم النفس القيادي، إلى علم النفس الوجودي والسلوكي والاجتماعي، فضلا عن علم النفس الإيجابي الذي تحدثت عنه في مقالتي السابقة في المقارنة بينه وبين كارل روجرز.

إن هذا البحث البسيط، وبأدوات أولية؛ يجعلنا نقارب العلوم العربية وأعلامها ونعيد اكتشافهم واكتشاف آثارهم بعدسة جديدة وغير معتادة. وقد تحدثت غير ما مرة عن كتاب مسكويه «تهذيب الأخلاق» وتلك العبقرية النفسية التي فيه وتلك التوصيفات والعلاجات التي يذهل المرء من عبقرية راصدها في وقت مبكر جدا. ومما يذكرني بكتاب مسكويه -يسميه البعض ابن مسكويه- هو كتاب الشيخ الرئيس ابن سينا. فقد وجدت في كتاب ابن سينا «القانون» في الطب توصيفه لأمراض نفسية حديثة كالاكتئاب الذي يفرد له فصلا في موسوعته البديعة «فصل في المالنخوليا»، ونجد اتفاقه مع مسكويه في بعض الآراء والتوصيفات والعلاجات. وفي العموم، فإن زهد الناس في تراثهم العريق، زهد نابع من إحساس بالنقص ومن جهل متجذر، ولا نجد أمة ارتفعت وعلا شأنها وشأوها إلا برفعها لعلمائها وكبارها والاعتراف بفضلهم ومكانتهم والاهتمام بآثارهم ودراستها مرة تلو مرة؛ فقد تتغير الأسماء وتتبدل التوصيفات، لكن حقيقة الأشياء وجوهرها هي هي، وكأنما هي نظرية العود الأبدي تشير إلى جهلنا بسخرية العارف البصير، وحكمة القديم القدير.

مقالات مشابهة

  • جامعة سوهاج تهدي كراسي متحركة كهربائية للطلاب ذوي الهمم
  • تطور مثير في عقر كلب حراسة لطالبة بجامعة القاهرة
  • «كنز الجيل» و«الملتقى الأدبي» ينظمان أمسية شعرية
  • محسن جابر: أنا المنتج المصري الأكثر استمرارية حتى اليوم وتجاوزت أزمة الكاسيت
  • «أدبي وعلمي».. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025
  • حفريات في الأدب والنفس
  • مدبولي: موافقة صندوق النقد على المراجعة الرابعة تحسن مستوى معيشة المواطنين
  • باحث في الشأن السوري: لا توجد مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف حتى الآن
  • مدبولى: موافقة صندوق النقد على المراجعة الرابعة تؤكد قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق التعافي
  • الحكومة: موافقة صندوق النقد على المراجعة الرابعة تمثل دعما للاقتصاد المصري