تلجراف تزيف تاريخ الحضارة المصرية.. تفاصيل
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قال المؤرخ والمحاضر الدولي بسام الشماع، إن جريدة التلجراف الشهيرة نشرت مقالة غاية في الخطورة الحضارية بداية هذا العام 1 يناير 2024 ويحمل المقال تصريحا واضحا لعملية أفرقة الحضارة المصرية القديمة وأن الأفارقة سمر البشرة، زنوج افريقيا العظيمة هم بناة الأهرامات، وهذا ما يتنافى مع كل الدلائل والنصوص والبراهين والآثار والبرديات المدروسة.
وأضاف الشماع أن هذه المرة فإن تلك المعلومات المغلوطة موجهة نحو الأطفال والشباب في المدارس الأجنبية وبطريقة ذكية وفِي غاية الخطورة بعنوان "تاريخ السود: ما قبل التاريخ حتى القرن الحادي والعشرين"، وتظهر المادة التعليمية على المواقع الإلكترونية لـ "100 بريطاني أسود عظيم"، والذي تم إدراجه كمورد للمعلمين من قبل الخدمات التعليمية بمجلس لوتون.
ويوضح موقع المجلس على الويب لقائمة الموارد، قائلًا: “استجابة لـ Black Lives Matter,و [هي حركة سمراء معروفة] ، والتزامنا بدعم المدارس، قامت خدمة Luton التعليمية بتجميع دليل شامل للموارد عالية الجودة لاستخدامها في المدارس”.
ويهدف هذا إلى "دعم المدارس لكي تكون مناهضة للعنصرية بشكل نشط،[و هنا، يؤكد ، تقبع خطورة الحركة هذه المرة لأنها موجهة لعقلية صغار السن و من زاوية أنها تساعد على عدم ترعرعهم بعقلية تمييز عنصري !] وتحتفل بالتنوع، وتكون شاملة تمامًا".
يؤكد الشماع أن المقالة تسرد الجدول الزمني، الذي أنشأه المؤلف جافيرن بينيت وأدرج في سلسلة من الملصقات المنسحبة في صحيفة الجارديان، يتضمن أيضًا في نظرته العامة للتاريخ الأسود الملكة القديمة حاتشبسوت ومعبد أبو سمبل، وهو نصب تذكاري مصري قديم آخر.
وتم المطالبة في الموارد التعليمية التي جمعها مجلس لوتون الذي يديره حزب العمال لمساعدة المعلمين على تقديم "مناهج دراسية متنوعة" : بعنوان تاريخ السود: ما قبل التاريخ حتى القرن الحادي والعشرين، تظهر المادة على الموقع الإلكتروني لـ 100 بريطاني أسود عظيم، والذي تم إدراجه كمورد للمعلمين من قبل الخدمات التعليمية بمجلس لوتون.
ويوضح موقع المجلس على الويب الأساس المنطقي لقائمة الموارد، قائلًا: “استجابة لـ Black Lives Matter والتزامنا بدعم المدارس، قامت خدمة Luton التعليمية بتجميع دليل شامل للموارد عالية الجودة لاستخدامها في المدارس”. ويهدف هذا إلى "دعم المدارس لكي تكون مناهضة للعنصرية بشكل نشط، وتحتفل بالتنوع، وتكون شاملة تمامًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التلجراف إفريقيا الأهرامات
إقرأ أيضاً:
د.نجلاء شمس تكتب: بسواعدهم تُبنى الحضارات
تخيل معي، لو استيقظنا يومًا فلم نجد عمالًا!
لن نجد مدارس تُبنى، ولا مستشفيات تُجهز، ولا مصانع تدور، ولا جسور تمتد، ولا حقول تُثمر، ولا مدن تنهض ، ستتحول الحياة إلى ركام، وستغدو الطرقات مهجورة، والمزارع جرداء، والمرافق بلا حياة، وستكون الحضارة مجرد حبرٍ على ورق، لا يسنده ساعدٌ، ولا يرفعه جهدٌ هكذا، ببساطة، تنهار الحياة عندما يغيب عنها عرقُ العامل ،والعمل في جوهره رسالة سامية، اختص الله بها الإنسان، فقال تعالى:
{هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، أي طلب منكم أن تعمروها بالعمل والبناء والإنتاج ،فالعمل ليس مجرد وسيلة للرزق، بل هو عبادة وشكر لله على نعمة الحياة والوجود،
وقد كانت سيرة الأنبياء عليهم السلام خير شاهد على شرف العمل؛ فقد عمل نبي الله داود عليه السلام حدادًا يصنع الدروع، قال تعالى:
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ} [الأنبياء: 80].
وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم في صغره، ويشارك في التجارة، ويساهم بنفسه في البناء، وقد رفع مع أصحابه أحجار بناء المسجد النبوي بيديه الشريفتين، وحين نتصفح صفحات التاريخ، نرى أن وراء كل حضارة عظيمة أيادي عمال مخلصة صنعت المجد بصبرٍ وإتقان ،ففي مصر القديمة، لم تكن الأهرامات مجرد أحجار ضخمة رُصت فوق بعضها، بل كانت ثمرة سواعد آلاف العمال المصريين الذين حملوا الحجارة على ظهورهم، ورصفوا بها مداميك الخلود التي ما تزال تقاوم عوادي الزمن، شاهدة على أن البناء الأعظم لا تصنعه الحجارة بل تصنعه الأيدي المؤمنة بالعمل، وفي بغداد العباسية، كانت قصور الخلافة وأسواقها المزدحمة تشيَّد بحرفية أيدٍ عاملة تفننت في نقش الجمال على جدران الزمن ،وفي الأندلس، حيث ازدهرت الحضارة الإسلامية، كان العمال المهرة يبنون القصور والمدارس والمساجد بروحٍ فنية أذهلت العالم، وكما كان العمال أساس حضارات الأمس، فإنهم اليوم يشيدون صروح العلم الحديثة، والمصانع العملاقة، والجسور المعلقة، والمدن الذكية؛ فلا يُكتب اسمهم على الواجهات، لكن آثار أيديهم باقية تروي قصة المجد لكل من يفهم أن الحضارة تبنى بالعرق قبل أن تدون في الكتب
لقد أدرك الإسلام مكانة العامل فرفع قدره وأعلى منزلته؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده" [رواه البخاري].
أيها العامل: لست ترسًا خفيًا في آلة كبرى، بل أنت نبضها الحقيقي، وقلبها النابض بالحياة،
أنت الذي تبني المدارس لتُعلّم الأجيال، وتُعمر المستشفيات لتداوي المرضى، وتُشيّد الجسور لتربط بين المدن، وتزرع الحقول لتُطعم الأمم ،
كل قطرة عرق تذرفها على أديم الأرض، تُنبت مجدًا، وتُزهِر حضارةً، وتُخلّد اسم الإنسان،
وفي يوم العمال، نقف لك إجلالًا واحترامًا، اعترافًا بأنك أنت العمود الفقري الذي يشد أوتاد الحياة إلى الأرض؛ فتنهض عليها الحضارة سامقة، لا تهزها العواصف.