انتهاكات الحوثي تتسبب بـ«أضرار نفسية» لملايين اليمنيين
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةيواجه عدد كبير من اليمنيين خطر الإصابة بالأمراض النفسية نتيجة للظروف القاسية والمعاناة نتيجة الحرب الممتدة لأكثر من 9 أعوام.
وكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير له عن أن واحداً من بين كل 4 أشخاص يعانون اضطرابات في الصحة النفسية وبحاجة لدعم ورعاية.
واعتبر خبراء ومحللون يمنيون أن الحرب وتداعياتها والضغط النفسي والمعاناة طوال الأعوام الماضية كانت لها تأثيراتها الخطيرة على الصحة النفسية لليمنيين كنتيجة طبيعية، مشيرين إلى أن جيلاً كاملاً نشأ في ظل هذه الحرب التي شنتها جماعة الحوثي في 2014.
وقال نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العقيد عبد الباسط محمد البحر إنه نتيجة الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي واستمرارها لمدة 9 سنوات، نشأ جيل جديد تحت القصف والحصار والقنص وظروف الشتات والنزوح ومصادرة الأموال والبطالة ونقص الخدمات من كهرباء وماء وغاز وصحة وتعليم.
وأوضح في تصريح لـ«الاتحاد» أن هذا الوضع الصعب والمرعب أثر على الصحة النفسية لليمنيين لما يتعرضون له من دوي القذائف والانفجارات وموت بعض الأهل والأقارب والمشاهد البشعة للدماء والنزوح، وقلة النوم، لافتاً إلى أن هناك أحياء كاملة سويت بالأرض بخلاف الضغوط المادية بسبب عدم صرف الرواتب.
ومع ظهور مزيد من المخاطر الصحية المحدقة بملايين السكان في اليمن جراء استمرار الحرب، قالت الأمم المتحدة إن ربع سكان اليمن الذين يقدر عددهم بأكثر من 30 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى الدعم والرعاية في مجال الصحة النفسية جراء صدمات الصراع وتداعياته المستمرة.
ولفت صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن اليمن الذي يعاني حرباً منذ نحو 9 سنوات، يحتاج سبعة ملايين شخص فيه إلى خدمات الصحة النفسية. وكانت منظمات أممية معنية بدعم القطاع الصحي اليمني، أوضحت في تقارير سابقة لها أن الانقلاب والحرب في اليمن تسبَّبا بحدوث أضرار نفسية وعقلية لأكثر من 5.5 مليون شخص، مؤكدة أن العدد في تزايد.
ومن جانبه، قال المحلل السياسي اليمني موسى المقطري إن الحرب التي أشعلت شرارتها جماعة الحوثي تمثل أكبر المآسي التي مرت باليمن طوال تاريخه الحديث، لما تركته من آثار شملت جميع جوانب الحياة ومن ذلك صحتهم النفسية التي تأثرت بالأحداث.
واعتبر أن مشاهد الدماء والقتل والحصار والقصف والصدمات بمختلف أنواعها وتخلخل البنية الاجتماعية، بيئة خصبة لانتشار الأمراض النفسية وتغلغلها في المجتمع بمختلف فئاته العمرية.
وذكر المقطري في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يكتوي بناره اليمنيون يجعل من الصعوبة على أرباب الأسر توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم، وأمام هذا العجز تحضر الضغوطات النفسية التي تتحول لأمراض مع استمرارها وتجددها.
وتابع المقطري أن النزوح وترك المنازل واللجوء إلى المخيمات هرباً من نار الحرب وغياب الأمان تؤدي لارتفاع نسبة القلق والتوتر والاكتئاب وأسباب أساسية لتدهور الصحة النفسية، في ظل عجز المنظومة الصحية المنهارة أصلاً عن تقديم خدمات الرعاية النفسية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: انتهاكات الحوثيين جماعة الحوثي الأزمة في اليمن اليمن الأزمة اليمنية الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
وزير الرياضة يشهد فعاليات إطلاق مراكز السلامة النفسية بمراكز الشباب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز الصحة النفسية ودعم الشباب، شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، فعاليات إطلاق مراكز السلامة النفسية بمراكز الشباب، والتي تأتي بالتعاون بين الوزارة ممثلة في الإدارة المركزية لمراكز الشباب والهيئات الشبابية، والإدارة المركزية للطب الرياضي، بالشراكة مع مؤسسة "فاهم" للدعم النفسي، والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف في مصر.
انطلقت المرحلة الأولى من المشروع بتنفيذ دورة تدريبية متخصصة لتأهيل كوادر وحدات السلامة النفسية في عشر مديريات للشباب والرياضة، تشمل محافظات المنيا، كفر الشيخ، جنوب سيناء، الإسكندرية، القليوبية، بورسعيد، البحر الأحمر، أسوان، الشرقية، وبني سويف.
وشهدت الفعاليات حضور الدكتورة نبيلة مكرم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "فاهم"، والدكتورة منن عبد المقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والدكتورة نيفين دوس، ممثلة منظمة اليونيسف في مصر، إلى جانب قيادات وزارة الشباب والرياضة، وعدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الصحة النفسية.
وفي كلمته، أكد الدكتور أشرف صبحي أن الوزارة تسعى إلى جعل مراكز الشباب بيئة آمنة وداعمة لا تقتصر على الرياضة فقط، بل تشمل أيضًا الصحة النفسية كجزء أساسي من بناء شخصية الشباب، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس رؤية القيادة السياسية في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الإنسان، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف وزير الشباب والرياضة أن مراكز السلامة النفسية تهدف إلى تقديم الدعم النفسي للنشء والشباب داخل مراكز الشباب، من خلال كوادر مؤهلة تلقت تدريبات مكثفة لضمان تقديم خدمة عالية الجودة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على التوسع في هذه المراكز لتغطية مختلف المحافظات خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز دور مراكز الشباب في تقديم خدمات متعددة تخدم مختلف احتياجات المجتمع، حيث تم إنشاء أندية متنوعة مثل أندية العلوم التي تهدف إلى تنمية القدرات العلمية للشباب، وكذلك مراكز السلامة النفسية التي توفر الدعم النفسي للنشء والشباب.
وفي كلمتها، أشادت الدكتورة نبيلة مكرم بالتعاون المثمر بين مؤسسة "فاهم" ووزارة الشباب والرياضة، مؤكدة أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وأن توفير الدعم النفسي داخل مراكز الشباب خطوة مهمة في بناء جيل واعٍ ومتماسك نفسيًا.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة منن عبد المقصود أن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان تحرص على توفير التدريب والدعم الفني لضمان تقديم خدمات نفسية متخصصة داخل مراكز الشباب، بما يساهم في تعزيز الوعي النفسي لدى النشء والشباب.
وأعربت الدكتورة نيفين دوس عن تقديرها لهذه المبادرة، مشيرة إلى أن منظمة اليونيسف في مصر تدعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية للأطفال والشباب، وتوفير بيئة آمنة تساعدهم على النمو والتطور بشكل صحي ومتوازن.
وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص وزارة الشباب والرياضة على توفير خدمات متكاملة داخل مراكز الشباب، بما يسهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية، وتقديم الدعم اللازم للنشء والشباب، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وفي ختام اللقاء، قام وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، رفقه السادة الحضور؛ بتكريم السادة المتدربين مجتازي الدورة التدريبية لمراكز السلامة النفسية.