صحيفة الاتحاد:
2025-04-25@06:51:01 GMT

«قطار الاتحاد».. منظومة نقل شاملة ومتكاملة

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

هالة الخياط (أبوظبي)
تعمل شركة الاتحاد للقطارات على تطوير أول استراتيجية تعنى بالحوكمة البيئية والاجتماعية في الشركة، لضمان تحقيق متطلبات التصنيفات الخاصة بهذا المجال، والتزاماً منها بتطبيق أعلى المعايير للمحافظة على البيئة في جميع مراحل تطوير شبكة الاتحاد للقطارات.
ويُعد قطار الاتحاد أول منظومة نقل بري تصل بين مختلف مدن ومناطق الإمارات من الغويفات وحتى الفجيرة، بما يساهم في تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة تفتح آفاقاً تنموية، وتوفر فرصاً اقتصادية تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم.

وأكدت عزة السويدي، مدير إدارة الهندسة  في شركة الاتحاد للقطارات، في حوار مع «الاتحاد» أن البرنامج الوطني للسكك الحديدية يرسّخ تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي، حيث يربط قطار الاتحاد للبضائع 4 موانئ رئيسية، ويتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة، ويبلغ حجم النقل 60 مليون طن من البضائع في عام 2030 بما يقلل تكاليف النقل إلى 30%، ويوفر 8 مليارات درهم من تكلفة صيانة الطرق، فيما سينقل قطار الركاب 36.5 مليون راكب سنوياً بحلول عام 2030.
وشهد فبراير الماضي تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، وأعلن عن إطلاق العمليات التشغيلية لقطار البضائع في المركز الرئيسي للتحكم والصيانة في منطقة الفاية بإمارة أبوظبي. وقد حوّل أبناء الإمارات حلم الآباء المؤسسين إلى حقيقة وفقاً للجدول الزمني والتكلفة المعتمدة على يد 28 ألف مختص وعامل خلال 133 مليون ساعة عمل بعد الحصول على 40 ألف موافقة من 180 جهة حكومية.
وأوضحت السويدي بأن هذا الإنجاز المهمّ يعد نقطة انطلاق لفرص اقتصادية واعدة، وإحداث ثورة في قطاعات البنية التحتية والنقل والخدمات اللوجستية، وتعزيز التجارة داخل الدولة.
وتعمل شركة الاتحاد للقطارات على تشغيل شبكة سكك حديدية وطنية إماراتية آمنة ومستدامة وعالية الكفاءة وفعالة من حيث التكلفة، مع توفير حلول مبتكرة للعملاء الحاليين والمحتملين، وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى جميع أنحاء دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي.

وبينت السويدي أن الشبكة ستسهم في تعزيز قطاعي النقل والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات بشكل كبير، وذلك من خلال ربط الموانئ والمراكز الصناعية والسكانية ونقاط التصنيع والإنتاج، وتوفير خيارات الربط الآمن للنقل بين الإمارات والمنطقة. وستكون الشركات قادرة على استغلال وقتها ومواردها بكفاءة، إلى جانب تمكينها من إعادة توجيه أصولها وتحقيق المزيد من النمو مع شركة الاتحاد للقطارات، وتقليل التكلفة الإجمالية لعملياتها التجارية. ونعمل أيضاً على تحفيز ظهور قطاعات وصناعات جديدة من خلال إنشاء نظام نقل جديد تماماً، باعتبار الشبكة عنصراً مكملاً للبنية التحتية الحالية في البلاد.
وأوضحت السويدي أنه من المتوقع أن تخلق الشبكة فرصاً اقتصادية تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم تتضمن توفير 11 مليار درهم في وقت وكلفة السفر والمسافة بين المحطات، وتقليص التكلفة الناتجة عن الحوادث بحوالي 22 مليار درهم، بالإضافة إلى تحقيق فوائد اقتصادية أوسع نطاقاً تبلغ قيمتها 23 مليار درهم وذلك من خلال تسهيل وصول البضائع وتعزيز الإنتاجية، وغيرها. كما نتوقع أن تبلغ الفوائد المقدرة من توفير صيانة الطرق 8 مليار درهم.
بالإضافة إلى ما سبق، تضمن الشبكة أيضاً توفير مجموعة واسعة من المزايا الاجتماعية من خلال ربط المناطق النائية بالمدن وتحسين الاتصال، وتحقيق فوائد اقتصادية أوسع لهذه المناطق، من خلال تمكين المجتمع وتوفير خيارات التنقل الأفضل للأفراد.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: الوطن ليس أرقاماً وبنياناً بل أسرة وإنسان الإمارات تعرب عن التزامها ودعمها السياسي لحفظ السلام

وهناك أيضاً قيمة للوقت الذي سيتم توفيره، حيث تقوم بتقليل التأخير على الطرق والذي تتسبب فيه الشاحنات والسيارات والحافلات وسيارات الأجرة. وأوضحت السويدي بأن الاتحاد للقطارات ستوفر مجموعة واسعة من المزايا المتطورة التي تشمل تقديم خدمات أكثر سرعة وأماناً وموثوقية واستدامة وأقل تكلفة مع مراعاة البيئة المحيطة بمسار الشبكة مقارنة بوسائل النقل المستخدمة حالياً في دولة الإمارات. وتتيح شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية نقل البضائع بطريقة أكثر استدامة، وتتمتع الشبكة بسعة استيعابية سنوية تصل إلى 60 مليون طن من البضائع بحلول عام 2030. وتعادل كل رحلة قطار ما يصل إلى حمولة 300 شاحنة. كما توفر الشركة مجموعة متنوعة من الحلول اللوجستية للمستثمرين والعملاء بما يشمل قطاعات مواد البناء السائبة والصناعية ومناولة الحاويات.
وعن دور المشروع في الاستفادة من الكفاءات المواطنة، وإكسابهم مهارات مختلفة في مختلف المجالات، أكدت السويدي أن الاتحاد للقطارات تحرص على دعم الكوادر الوطنية وتعزيز حضورها ضمن الأطر العاملة في قطاع السكك الحديدية، بما ينسجم مع التوجهات الحكومية في ترسيخ مساهمة الكوادر الوطنية في مختلف قطاعات العمل.

ويعكس هذا النهج حرصها الدائم على جذب المواهب الإماراتية لتكون جزءاً من كوادرها الوطنية. وتستثمر الاتحاد للقطارات في الكفاءات الإماراتية وفي تطوير مهارات الجيل القادم من المواطنين الإماراتيين ليصبحوا خبراء وقادة في قطاع السكك الحديدية، ويسهموا في تطوير وتشغيل مشروع السكك الحديدية الوطنية الإماراتية. 
وفي هذا الإطار، أشارت السويدي إلى أن الشركة أطلقت في 2017 أول دبلوم من نوعه للسكك الحديدية في الدولة، بالتعاون مع «معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني» (ACTVET)، مدته ثلاث سنوات بهدف دعم الكوادر الوطنية لتحقيق مسيرة مهنية ناجحة في مجال هندسة وإدارة المواصلات. وتمكّن المنتسبون إلى البرنامج من الاختيار بين أربعة تخصصات، هي: كابتن قطار، ومراقب حركة القطارات، وفني صيانة قاطرات وسكك حديدية، وفني أنظمة السكك الحديدية. 
وتأكيداً على حرص الاتحاد للقطارات على تأهيل الكوادر الوطنية والاستفادة من المواهب والمهارات الإماراتية، وقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني»، بهدف تعزيز التقنيات المتقدمة، والتركيز على الطباعة ثلاثية الأبعاد المبتكرة باستخدام مواد معاد تدويرها، والتي تقودها المواهب الإماراتية الشابة من (ACTVET). ويمثّل هذا التعاون الاستراتيجي خطوة رائدة ومهمة في تعزيز الابتكار التكنولوجي، وترسيخ دور شباب الوطن في تحقيق الاستدامة.

وبشأن القيمة البيئية للمشروع وانعكاساته في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق مستهدفات الحياد المناخي، أفادت السويدي بأن شركة الاتحاد للقطارات تدرس باستمرار وبعناية مختلف العوامل المؤثرة المحتملة في بناء وتشغيل شبكة السكك الحديدية، بما في ذلك القوانين البيئية، ولوائح السلطات المحلية، وعوائق التخطيط، وعوامل الصحة العامة وذلك لضمان تحقيق أعلى جودة للمرافق، والحفاظ على الكفاءة، وانسيابية حركة السير. 
وأشارت إلى أن الشركة وضعت مجموعة شاملة من المعايير والإرشادات لضمان التزام جميع المقاولين بمستوى موحد ومتسق ومقبول من الأداء البيئي لحماية البيئة المحيطة بسكة الحديد من واقع حرصها على أن تفي قاطراتها بالمعايير الدولية لمستويات الانبعاثات من المحركات، وبلا شك سيكون لذلك أثر ملموس في تقليل التأثير البيئي من خلال مراقبة انبعاثات العادم وخفضها، فضلاً عن التحكم في مستويات أكسيد النيتروجين وأكسيد الكبريت والمركبات العضوية المتطايرة والجسيمات ومستويات أول أكسيد الكربون، وبالتالي تقليل التلوث.
ولفتت إلى أن الشركة تعمل على الاستفادة من حلول النقل المبتكرة، والتعاون مع شركات التكنولوجيا الرائدة التي توفّر حلولاً صديقة للبيئة، وستواصل الشركة متابعة التقنيات الحديثة الأخرى وتجربتها والتركيز على التقنيات التي تجمع بين الموثوقية والاستدامة وسرعة الوصول إلى الأسواق والارتقاء بقدراتها التنافسية، بما يتماشى مع التزامنا بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل البري في الدولة بـ 21% بحلول عام 2050، إضافة إلى خفض 8 أطنان مترية من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2050 وما يصل إلى 300 شاحنة عن الطريق لكل رحلة قطار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قطار الاتحاد الإمارات شركة الاتحاد للقطارات شرکة الاتحاد للقطارات الکوادر الوطنیة السکک الحدیدیة ملیار درهم بحلول عام من خلال

إقرأ أيضاً:

ملك المغرب يطلق خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشرف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أمس بمحطة القطار الرباط - أكدال، على إعطاء انطلاقة إنجاز الخط السككي فائق السرعة LGV القنيطرة- مراكش، على طول يناهز 430 كلم.

ويستهدف هذا المشروع تحسين العرض السككي الوطني في المغرب، ويندرج في إطار التوجهات الاستراتيجية للمملكة، بقيادة العاهل المغربي، في مجال التنمية المستدامة، لا سيما تعزيز حلول التنقل الجماعي منخفضة الكربون.

ويجسد المشروع العزم الراسخ للمغرب على مواصلة تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية، حتى تضطلع بدورها الكامل كعمود فقري لمنظومة نقل مستدامة وشاملة.

ويعد هذا المشروع المهيكل، الذي خصص له غلاف مالي قدره 53 مليار درهم (دون احتساب المعدات المتحركة)، جزءًا من برنامج طموح تطلب تعبئة استثمارات إجمالية بقيمة 96 مليار درهم، يشمل أيضًا اقتناء 168 قطارًا بمبلغ 29 مليار درهم، موجهة لتجديد الحظيرة الحالية للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ومواكبة مشاريع التنمية، والحفاظ على مستوى الأداء بـ 14 مليار درهم، ستمكن على الخصوص من تطوير ثلاث شبكات للنقل الحضري على مستوى مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.

ومع هذا المشروع الجديد، ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة، وساعة وأربعين دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة بين طنجة ومراكش، ما يعني ربح حيز زمني يزيد عن الساعتين. وسيمكن المشروع كذلك من ربط الرباط بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء في 35 دقيقة، إلى جانب ربطه بالملعب الجديد لمدينة بنسليمان.

وفي السياق نفسه، يُرتقب أيضًا تأمين خدمة للخط فائق السرعة بين فاس ومراكش في حيز زمني يقدر بثلاث ساعات و40 دقيقة، عبر قطارات فائقة السرعة تسير على الخطوط العادية من فاس حتى شمال القنيطرة، قبل المواصلة على الخطوط الجديدة فائقة السرعة إلى مراكش.

ويهم مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش، على وجه الخصوص، تصميم وإنجاز خط جديد بين القنيطرة ومراكش بسرعة 350 كلم في الساعة، وتهيئة مناطق المحطات بالرباط والدار البيضاء ومراكش (أشغال على السكك المستغلة)، والتجهيزات السككية، وبناء محطات جديدة للقطارات فائقة السرعة، ومحطات قطارات القرب وتهيئة المحطات الموجودة، فضلًا عن إنشاء مركز لصيانة وإصلاح العربات بمراكش.

وتعد هذه الخدمة الجديدة لقطارات القرب الحضرية استجابة حقيقية لتحديات التنقل الحضري في هذه المدن الكبرى، كما توفر العديد من المؤهلات على مستوى المواعيد وجودة الخدمة والاستدامة.

وتزامنًا مع إطلاق مشروع إنجاز الخط فائق السرعة الجديد القنيطرة-مراكش، يطلق المغرب برنامجًا غير مسبوق لاقتناء 168 قطارًا جديدًا يهدف إلى تعزيز وتحديث مجمل أسطول معدات خدمة المسافرين.

وستتيح عملية الاقتناء هذه، التي خصص لها استثمار بقيمة 29 مليار درهم، تحسين الأداء التشغيلي وتعزيز الخدمات الجهوية، والاستجابة للزيادة المتوقعة في حركة المسافرين بحلول سنة 2030. 

وعلى وجه التحديد، تهم العملية بشكل ملموس اقتناء 18 قطارًا فائق السرعة لمشاريع التمديد، و40 قطارًا للربط بين المدن، و60 قطارًا مكوكيًا سريعًا، و50 قطارًا من شبكات النقل الجماعي على مستوى المدن الثلاث.

ومع برنامج التحديث الجديد، تشهد شبكة السكك الحديدية المغربية برمتها نهضة حقيقية، لا تتعلق فقط بتمديد شبكة القطار فائق السرعة إلى مراكش، وإنما أيضًا بتحديث وتعزيز وتجديد أسطول قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، وإحداث شبكة سككية للنقل الجماعي وخلق منظومة صناعية جديدة واعدة.

وقد تم إنجاز هذا المشروع الاستثماري الهام لتحديث الشبكة السككية اعتمادًا على خبرة مقاولات دولية ذائعة الصيت، ويتعلق الأمر بشركة (ألستوم) الفرنسية للمعدات المتنقلة فائقة السرعة، والشركة الإسبانية (كاف)، فيما يخص القطارات الرابطة بين المدن (200 كلم في الساعة)، وأيضًا الشركة الكورية الجنوبية (هيونداي روتيم) المتخصصة في قطارات القرب الحضرية، وذلك بشروط تمويلية تفضيلية.

مقالات مشابهة

  • ملك المغرب يطلق خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش
  • التوقيت الصيفي 2025.. مواعيد قطارات السكك الحديدية بالمواقيت الصيفية
  • السكك الحديدية تعلن بدء تطبيق التوقيت الصيفي الجمعة 25 أبريل
  • وزير الكهرباء: توفير التغذية الكهربائية اللازمة لإحداث تنمية شاملة ومتكاملة على أرض سيناء
  • إيران تحصل على قرض بـ 50 مليون دولار من روسيا إلى قطاع السكك الحديدية
  • أسرع قطارات السكك الحديد | تفاصيل مواعيد التالجو .. وهذه طرق الحجز
  • الإمارات.. رؤية شاملة لإنهاء الأزمة السودانية
  • مكتب السكك الحديدية يعلن عن نقل 55 مليون شخص عبر القطارات خلال 2024
  • قراءة وتوقيع كتاب «الهوية الوطنية» لجمال السويدي في «الرباط للكتاب»
  • اشتعال حرائق قرب خطوط السكك الحديدية بتل أبيب