أبوظبي (الاتحاد)
بعد فيلمي الأكشن والحركة Jawan وPathaan، اللذين حصدا مراكز متقدمة في شباك التذاكر، اختتم النجم البوليوودي شاروخان الموسم السينمائي لعام 2023، بفيلمه الجديد Dunki الذي يمزج بين الدراما والكوميديا، ويستعرض قضية الهجرة غير الشرعية في قالب من المواقف الطريفة. وشاركه في بطولة الفيلم كل من فيكي كوشال، تابسي بانو، ديا ميرزا، بومان إيراني وفيكرام كوشار، وهو من تأليف راجكومار هيراني وأبهيجات جوشي، وإخراج راجكومار هيراني.
وتدور قصة الفيلم حول 5 أصدقاء بسطاء من إحدى القرى في بنجاب - الهند، يحلمون بالسفر إلى إنجلترا، لكنهم لا يملكون ثمن التأشيرة وتذاكر السفر، ويحاولون بشتى الطرق الوصول إلى تحقيق هدفهم.
حياة أفضل
يلعب شاروخان في الفيلم دور «هاردي»، الذي يقود الفريق من أجل تحقيق الحلم الكبير، ويساعد أصدقاءه الساعين لعيش حياة أفضل للوصول إلى لندن، على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تحول دون ذلك، لاسيما أن لكل منهم أسبابه الخاصة للخروج من الهند، وتتمثل في الحصول على تأشيرة، وعائق اللغة الإنجليزية.
رحلة شاقة
يسلط الفيلم الضوء على الاستخدام الخاطئ للطرق غير القانونية للسفر إلى الخارج، ويستعرض رحلة الأصدقاء الشاقة من أجل تغيير حياتهم لتحقيق أحلامهم، ومع تسلسل الأحداث يبدأون في مراجعة الكثير من أفكارهم الخاطئة التي كانت تسيطر عليهم.
بطولة جماعية
قدم شاروخان في نهاية 2023 دوراً مختلفاً بعيداً عن أفلام الحركة والقتال، ضمن قصة إنسانية اجتماعية اعتمدت على البطولة الجماعية.
صداقة وحب
كثير من المفارقات يتعرض لها الأصدقاء، لكن الصداقة التي يجمع بينهم، تجعلهم يتخطون الصعاب، ويكتشفون مواقف غريبة تقربهم أكثر من بعضهم، وتحفزهم نحو التمسك بأحلامهم، ضمن رحلة مليئة بالدراما والاستعراضات الغنائية والمواقف الطريفة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بوليوود السينما السينما الهندية شاروخان
إقرأ أيضاً:
رحلة زكي طليمات.. من تقشير البطاطس إلى تأسيس أعظم معهد تمثيل في مصر
في سجل المسرح المصري والعربي، يقف اسم زكي طليمات شامخًا كأحد أعمدة الفن الذين لم يكتفوا بإبداعهم الشخصي، بل عملوا على تأسيس جيل كامل من الفنانين والمبدعين.
عاش طليمات حياة حافلة بالمغامرة والعمل الدؤوب، بين أحلام الطفولة وطموحات التمثيل، وبين كواليس الزواج والحياة اليومية، رسم مسيرةً استثنائية ما زال أثرها حاضرًا رغم مرور العقود.
في هذا التقرير نستعرض معًا محطات بارزة من حياة هذا الرائد الكبير، منذ نشأته وحتى وفاته.
البدايات.. من حي عابدين إلى قاعات الفنولد زكي عبد الله طليمات في التاسع والعشرين من أبريل عام 1894، بحي عابدين العريق في القاهرة.
جاء إلى الحياة وسط أسرة تنتمي إلى أصول سورية من جهة الأب، وأم تحمل دماء شركسية مصرية، نشأ في بيئة تمزج بين الانضباط الثقافي والانفتاح الاجتماعي، مما ساهم في تشكيل شخصيته المستقبلية.
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة محمد علي الابتدائية، ثم التحق بمدرسة الخديوية الثانوية المعروفة آنذاك بتميز طلابها، لم يكن طليمات طالبًا عاديًا، بل كان يحمل شغفًا دفينًا نحو الفنون والآداب، مما دفعه لاحقًا للالتحاق بمدرسة المعلمين العليا، ومنها بدأ رحلته مع المسرح.
مسيرة فنية أسست لمسرح عربي معاصرلم يكن طليمات مجرد ممثل أو مخرج، بل كان مؤسسًا لنهضة مسرحية كاملة. بدأ مشواره العملي بتأسيس المسرح المدرسي عام 1937، مؤمنًا بأن بناء جيل مسرحي يبدأ من مقاعد الدراسة.
ولم تتوقف طموحاته عند هذا الحد، ففي عام 1944 أسس المعهد العالي للتمثيل، ليكون أول مؤسسة أكاديمية للمسرح في مصر.
على خشبة المسرح، قدّم طليمات عروضًا خالدة مثل مسرحية "أهل الكهف" التي أعادت إحياء التراث الأدبي بطريقة درامية حديثة، و"تاجر البندقية" لشكسبير، مؤكدًا أن المسرح المصري قادر على استيعاب الأدب العالمي وصياغته بروح عربية.
كما أخرج مسرحية "غادة الكاميليا"، مضيفًا إليها حسه الإبداعي الخاص.
أما في السينما، فشارك بأدوار مؤثرة، أبرزها دور الدوق آرثر في فيلم "الناصر صلاح الدين"، ودور الأب الحكيم في فيلم "يوم من عمري"، ليؤكد أن موهبته لا تعرف حدودًا بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا.
زواج مثير للجدل مع روزاليوسفلم تخلُ حياة طليمات من اللمسات الدرامية حتى في حياته الخاصة، فقد جمعه القدر بالفنانة الكبيرة فاطمة اليوسف، الشهيرة بلقب روزاليوسف. كانت العلاقة بينهما مزيجًا بين الحب والإبداع المشترك، إذ تشاركا الأحلام الفنية والعمل الجاد.
استمر زواجهما أكثر من عشرين عامًا، أثمر عن ابنتهما آمال طليمات، قبل أن ينفصلا بسبب اختلاف نمط حياتهما وانشغال روزاليوسف بعملها الصحفي والسياسي ورغم الانفصال، ظل الاحترام متبادلًا بينهما، واحتفظ كل منهما بتقدير عميق للآخر.
طرائف وكواليس من حياة فنان لا يعرف الجمودتحفل حياة زكي طليمات بالعديد من المواقف الطريفة التي تعكس طبيعته البسيطة والعفوية.
من أشهر هذه المواقف، لقاؤه الأول بروزاليوسف، حين فتحت له الباب وهي منشغلة بتقشير البطاطس، وسألته على الفور: "تعرف تقشر بطاطس؟"، ليرد متعجبًا: "وما علاقة البطاطس بالتمثيل؟"، فردت عليه بابتسامة: "لما تفهم العلاقة، تكون عرفت أول درس في التمثيل".
كان طليمات يؤمن بأن الفن لا ينفصل عن تفاصيل الحياة اليومية، وأن البساطة والصدق هما سر الوصول إلى قلوب الجمهور.
النهاية.. رحيل الجسد وبقاء الأثرفي الثاني والعشرين من ديسمبر عام 1982، أسدل الستار على حياة زكي طليمات، بعد مسيرة حافلة امتدت قرابة تسعة عقود.
رحل عن عمر يناهز 88 عامًا، لكنه ترك خلفه إرثًا لا يمكن محوه من تاريخ المسرح العربي.
ظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال، سواء عبر معهد الفنون المسرحية الذي ساهم في إنشائه، أو عبر عروضه المسرحية وأفلامه السينمائية التي ما زالت تُعرض حتى اليوم.