جريدة الوطن:
2025-02-19@20:35:14 GMT

الأسرة أساس الوطن

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

الأسرة أساس الوطن

الأسرة أساس الوطن

منذ بزوغ فجر دولة الاتحاد الشامخ، فإن إنسان الإمارات يشكل الأساس الراسخ لها انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة بأن بناء الإنسان واستخراج طاقاته الخلاقة وتسليحه بالعلم والمعرفة والقيم وتأمين الحياة الكريمة له هو الاستثمار الأفضل ليكون الوطن مزدهراً وفي مصاف الأرقى دائماً، ولذلك يقدم مجتمع دولة الإمارات نموذجاً يقتدى من خلال خصوصية العلاقة بين القيادة التي جعلت كل ما يتعلق بحياة شعبها وطموحاته وتطلعات أفراده في مقدمة الخطط والاستراتيجيات وسط حرص تام على تحقيق نقلات نوعية ومستدامة لكل ما فيه خيره وصالحه، في الوقت الذي يكن لها شعبنا الأصيل كل الولاء والوفاء لمواكبتها ورعايتها ليكون الأسعد والأكثر تميزاً بين مختلف الشعوب، حيث أن قوة المبادرات تضيف الكثير إلى ما ينعم به من عز ورفعة وترابط، ويأتي إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، “أجندة دبي الاجتماعية 33″، وهي خطة لمجتمع دبي للعشر سنوات القادمة شعارها “الأسرة أساس الوطن”.

. وميزانيتها 208 مليار درهم، لتحقيق مستهدفات كثيرة ونوعية منها “مضاعفة عدد الأسر المواطنة إلى الضعف خلال عقد وتوفير أحياء سكنية تؤمن أفضل معيشة على مستوى العالم، وتحصين الأجيال من الأفكار غير السوية والممارسات المهددة لاستقرار الأسرة وتماسكها”.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، وجرياً على عادة سموه السنوية على إطلاق مبادرات وبرامج متميزة في الرابع من يناير من كل عام، ذكرى تولي سموه مقاليد الحكم في إمارة دبي العام 2006 إيذاناً بانطلاقة جديدة ونهج متفرد بالقيادة والطموح والتميز لتكون من أكثر وجهات العالم ريادة بمسيرتها ومكانتها وإنجازاتها.. بيّن بكلمات شديدة الدلالة مكانة الإنسان بالقول: ” الوطن ليس أرقاماً وبنياناً .. الوطن أسر وإنسان” .. وموجهاً جميع المسؤولين ليكون كل ما يتعلق بالأسرة من حماية وتمكين وتطوير وتماسك الأولوية خلال الفترة القادمة وذلك بمناسبة إعلان “الأجندة” وهدفها ” الأسر المواطنة في دبي .. إسكاناً .. ومستوى معيشةً .. وهويةً وقيماً.. وترابطاً اجتماعياً .. ورعايةً صحية .. وتطويراً لمهارات المستقبل في أجيالنا القادمة” ومبيناً سموه أن: “الأجندة الاجتماعية لها مستهدفات واضحة .. وبرامج معتمدة .. وميزانيات مخصصة .. وسيتابعها أبنائي حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم .. وهم أحرص الناس على أسرة دبي الكبيرة التي نشأوا فيها وأحبوها .. وتربطهم بها أواصر المحبة والمودة والدم”.
نعتز ونفخر برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، وفلسفة سموه القيادية والإنسانية ومدرسته التي عززت الكثير من المفاهيم الملهمة في مسيرة الوطن فلا مستحيل ولا حدود للأهداف ولا بديل عن الريادة في وطن يسابق الزمن نحو المستقبل الذي يصطنعه ويقوم على الإنسان ولأجل الإنسان.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني

طالب عمير

تمر الأُمَّــة العربية اليوم بفترات عصيبة، حَيثُ تزداد الهوة بينها وبين ماضيها المشرق، وتكتسب الهزائم والتفرقة سمات واقعها. هذا الواقع المرير لم يكن مُجَـرّد صدفة أَو نتيجة للظروف السياسية وحدها، بل هو في جوهره نتيجة لابتعاد الأُمَّــة عن إيمانها بالله، ونسينها لدور الله في تعزيز قوتها واستعادة كرامتها. إن النسيان المتعمد لله في قلوب الشعوب والحكام جعلهم عرضة للاختراق من قوى الاستعمار والغزو، فتوالت الهزائم والانقسامات في كُـلّ زاوية من الوطن العربي.

إن الأمم التي ابتعدت عن معالم إيمانها وتخلت عن قيم دينها الحنيف قد أصبحت فريسة سهلة للمخطّطات الأجنبية. فقد أصاب الأُمَّــة العربية في قلبها هذا التفرقة والضعف؛ بسَببِ النسيان التام لله، الذي كان يومًا ما سبب قوتها وصمودها في مواجهة أعتى الإمبراطوريات. ومع مرور الوقت، تحول العرب إلى أدوات في يد القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، التي لا يخفى على أحد أنها تتسلط على مصير الشعوب في المنطقة العربية. آخر هذه التصريحات التي تكشف حجم التبعية العربية هو تهديد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على أرضهم للاستثمار التجاري، في تصرف مستفز يوضح حجم التخاذل الذي تعيشه الأنظمة العربية.

ما يعكسه هذا التخاذل هو غياب الهوية والإيمان بالله، الذي كان يحمى الأُمَّــة من الضغوط والهيمنة. فالغرب، وأمريكا بشكل خاص، تحولت إلى القوة الضاربة التي يقف أمامها الحكام العرب عاجزين. تحولت أمريكا إلى “الرب” الذي يحدّد مصير المنطقة، بينما تتهاوى الأنظمة العربية أمام هذا النفوذ المقيت، فلا يتجرأ أحد على قول كلمة ضد أمريكا أَو “إسرائيل”، بل أصبح البعض منهم يسعى إلى إرضاء هذه القوى على حساب شعوبهم.

ومن أكثر هذه المؤثرات السلبية هي الفكر الوهَّـابي السعوديّ الذي زرع بذور التبعية للغرب في عقل الأُمَّــة. فالفكر الذي تروج له بعض الأنظمة العربية، والمبني على إضعاف الدين والعقيدة الإسلامية الصحيحة، ساهم بشكل كبير في خلق هذا التفكك. فبدلًا من أن يتوجّـه العرب إلى مصدر قوتهم، وهو الله، تجمدت قدراتهم تحت تأثير هذا الفكر الذي قيدهم وأصبحوا أسرى لقوى استعمارية تهيمن على مفاصل حياتهم السياسية والاقتصادية.

في مقابل هذا الواقع المأساوي، يبرز الشعب اليمني كأحد النماذج الفريدة التي استلهمت قوتها من تمسكها بالله وثقتها به. تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، رفض اليمنيون أن يكونوا عبيدًا لأي قوى أجنبية أَو مرتزِقة. في الوقت الذي انهارت فيه بعض الأنظمة العربية أمام الضغوط الخارجية، نادى الشعب اليمني بشعار “لا ولن تكونوا يومًا وصيين على الشعب اليمني”. كان هذا التمسك بالله هو السر في صمودهم ومقاومتهم للاعتداءات المتواصلة، واستطاعوا أن يقدموا رسالة قوية لجميع الشعوب العربية والإسلامية أن النصر يتحقّق بالاعتماد على الله، لا بالانحناء أمام القوى الغربية.

لقد أثبت الشعب اليمني بقيادة السيد القائد أن الأُمَّــة لا تنهض إلا حين تضع ثقتها بالله، وتتمسك بعقيدتها الراسخة. ففي مواجهة أعتى التحالفات العسكرية بقيادة أمريكا، صمدت اليمن بشعبها وقيادتها، رافضة الاستسلام لأية قوة تسعى لفرض هيمنتها عليها. كان الشعب اليمني في مقاومته نموذجًا يحتذى به، حَيثُ جدد معركة العزة والكرامة في زمن غابت فيه كثير من الشعوب العربية عن الساحة.

إن ما يفعله الشعب اليمني اليوم يعكس الأمل في العودة إلى الله، وفي تحقيق النصر عبر تمسك الأُمَّــة بهويتها وعقيدتها. إن النصر ليس هبة من الغرب، ولا يعتمد على تكرار التبعية للمستعمرين، بل هو ثمرة تمسكنا بالله وبقيمنا التي لا يمكن أن تهزمها أية قوة خارجية. اليمن، اليوم، يقدم دليلًا على أن الأُمَّــة التي تتوكل على الله، وتدافع عن مبادئها، لن تهزم مهما كانت التحديات.

ما يجب أن نتذكره أن ضعف الأُمَّــة العربية هو نتيجة نسيانها لله، وهو لا يعني فقط فشل الحكومات، بل هو إشارة إلى إضعاف هويتنا الدينية والعربية. علينا أن نستلهم من الشعب اليمني، الذي علمنا أن النصر لا يأتي بالتبعية، بل بالثقة في الله وتوحيد صفوف الأُمَّــة. عبر العودة إلى الله، سنستعيد قوتنا، ونواجه التحديات التي تحيط بنا، وسنحقّق العزة والكرامة التي طالما كانت غائبة عن واقعنا الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني
  • خاطرة
  • تفاصيل منخفض جوي يضرب فلسطين خلال الأيام القادمة
  • قال لي لماذا أراك في مقام غير المنزعج !
  • «إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ».. «الأوقاف» تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • موضوع خطبة الجمعة القادمة بمساجد الأوقاف
  • علي جمعة: التجلي الإلهي يجعل الإنسان مستحضرًا لله في كل شيء
  • محمد بن زايد يقوم بجولة في المعرض شملت أجنحة ومنصات عدد من الشركات الوطنية والدولية المشاركة
  • رئيس الدولة يزور معرض “آيدكس 2025”
  • أمانة القلم والكلمة