شبكة انباء العراق:
2025-03-12@11:50:39 GMT

مزاجية الشراكة المركز والاقليم انموذجا

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

بقلم : نصير العوام ..

أحاول بين الحين والآخر أفسر كيفية ادارة الدولة العراقية التي يعترف غالبية الشعب العراقي بأن مؤسسات الدولة غابت تماما، كما هو غياب تطبيق القانون، الذي تسبب في فوضى في المجتمع العراقي، هذه الفوضى لن تأتي من نتاج سياسي فقط وإنما وفق نظام أسس على التوافق السياسي والمحاصصة في كافة مفاصل الدولة، ولا اعتراض على التوافق في ظل وجود مكونات وخليط عراقي، إلى أن التوافق والشراكة وجهت لها “ضربات قاضية” من ذات الشركاء، وبدليل ما يجري بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، فأغلب القوى الممثلة في الحكومة الاتحادية، تعتبر بقية الأطراف شريكا على الهامش وهي صاحبة القرار، البعض يطالبني بتوضيح وبمسميات عن من هم الشركاء، فعليا لا توجد شراكة سياسية حقيقية وإنما مصالح كحومية مؤقتة، لهذا لا يمكن أن تسمى شراكة.


ومع غياب تطبيق القانون والفوضى المجتمعية مازلت اؤكد على ان القضاء العراقي سيساهم بمعالجة الكثير من القضايا.
بعد تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وتشكيل ائتلاف إدارة الدولة، والاتفاق على ورقة سياسية فيها محاور تنفيذية وتشريعية، حيث طبقت بعضها استبشرنا خيرا بالإصلاح السياسي إلى أن الآمال تلاشت سريعا عندما تعاملت بعض القوى السياسية وشخصيات برلمانية مع قضية رواتب موظفي إقليم كوردستان على أنها “تحد وكسر عظم” مع القوى السياسية الكوردستانية، وتحديداً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، بل البعض يعتبر موظفي إقليم كوردستان كأنهم من كوكب أخر أو شعب يجب أن يعاقب تحت أي مسمى أو طريقة، والبعض يربط مسألة تصدير النفط من الإقليم عبر تركيا، هو الحل الوحيد لإمكانية استمرار دفع الرواتب، وهل يجوز أن تتوقف رواتب موظفي محافظة الديوانية التي لن تعد من المحافظات النفطية أو يصدر النفط من خلالها؟، وأيضا رواتب موظفي محافظة بابل بذات الحال، لم يكتف البعض بالتنصل عن الشراكة السياسية أو دفع الرواتب حتى جاء طلب رئيس الوزراء السوداني من قيادات إقليم كوردستان بعدم الرد عسكريا على الهجمات التي تستهدف أراضي كوردستان وأخرها استهداف قوات البيشمركة التي هي الدرع الحصين لحماية العراق كما هي هو الجيش العراقي، السوداني الذي وعد قادة الإقليم بالكشف عن منفذي الهجوم، وعدم استهداف الإقليم مجدداً ما زال قد الاختبار لتنفيذ ما اتفق عليه وإيقاف الهجمات.
المخاوف تزداد يوميا وقد يصل الحال إلى أن نفقد الشراكة المجتمعية هي الصفة لأساسية لأي مجتمع متحضر يستطيع شعبه النهوض ببلادهم ورفع اسمها عاليا، حيث إن الشراكة المجتمعية ببساطة تعني التعاون بين فئات المجتمع الواحد لحل مشكلاته، ولذلك تعمل المجتمعات المتحضرة على تبسيط مفهوم الشراكة المجتمعية للأطفال الصغار في المدارس، حتى أنهم عندما يصبحون شبابا تتوسع رؤيتهم لمفهوم الشراكة المجتمعية ويشمل المجال العام لبلادهم.

نصير العوام

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشراکة المجتمعیة إقلیم کوردستان

إقرأ أيضاً:

قطط تتجول في فنادق بغداد !؟

بقلم : عمر الناصر …

يقول الدكتور علي الوردي ” انظر الى الاشخاص الذين يقدرهم المجتمع ، وستعرف الاتجاه الحضاري السائد فيه ومصيره”. سلبيات قد يراها البعض بأنها طبيعية ،والبعض الاخر يراها العكس ، سيدة تصطحب خادمتها الافريقية لاجل التسوق وكأنها عملية استعراض للقدرة المالية ، وضجيج فتيات شبه عاريات مع صخب موسيقى عالية داخل سيارات فارهة برفقة كلاب تخرج رؤوسها من سقوف السيارات ، والمجاهرة باحتساء الخمور علنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقطط بشرية بدون ازواج او اباء لساعات متأخرة بعد منتصف الليل تتجول في بعض فنادق بغداد في ظل تدهور ملموس وانهيار كبير في منظومة الاخلاق السياسية والمجتمعية ، يوحي لنا بأننا قاب قوسين او ادنى من تغيير كبير في فلسفة وتركيبة تقبل العقل الجمعي، وكأن اعدادات المجتمع تجري مهمة استطلاعية قبل انطلاق الاستعراض التمهيدي لتغيير اتجاه وبوصلة دوران محور الارض ، مطاعم بالجملة واراگيل وسكائر الكترونية بدأت تتكاثر كما تتكاثر الاميبيا والبرامسيوم ، ومابين هذا وذاك نجد بأن كل ذلك لم يعد يثير استغراب العامة واستهجانهم ،في بلد كان يصعب عليه تكسير شرنقة تقبل الثقافات المتحررة غير التقليدية بما فيهم الذين هم ينتمون الى الطبقة المخملية الغارقة في حب الانفتاح الاجتماعي المفرط.

لم يعد هنالك شيء غريب في العراق وربما يقول البعض بأننا نحن الغرباء كوننا لم نستطع ان نلحق ونلتحق بركب الحداثة والتطور حسب زعم مريدي فلسفة العولمة ، فالحالات الاجتماعية الدخيلة التي لم نكن معتادين عليها بل كنا نصفها بانها حالة شاذة ، اصبحت اليوم ظاهرة مقبولة بل وطبيعية لدى الكثيرين منا ، وتفرض نفسها بقوة لدى فئة اجتماعية واسعة داخل مجتمع طالما كان أسيرا للعادات والاعراف والثقافات المتجذرة،من خلال تغيير قناعاتهم بتطبيق نظرية النقر بالابر على الزجاج واعادة رسم سياسات البرمجة الذكية للعقول ، وليس ببعيد ربما ستتحول الى ثقافة ومنهجية وستجد لها طريق معبد وسالك لتكون بعدها عقيدة راسخة لدى البعض، وقد يكون لها مستقبلاً بين مؤيدين ومنظرين يدافعوا عنها بشراسة لكي تبنى على انقاض طبيعة مجتمعية اصيلة هرمة لم تعد تقوى على الوقوف بوجه التيارات والأيدولوجيات الفكرية المتأثرة بالحضارة الغربية ، بعد ان بدأ يتحول مفكري وفلاسفة الحضارة العربية الى اقلية في مجتمع استطعم حلاوة الديموقراطية المفاجئة ذات المعايير المزدوجة ، خصوصاً اذا ما ارتفع منسوب المتعاطفين مع الانفتاح المفرط لغرض تحقيق الاهداف المبطنة عن طريق الولوج من اوسع ابواب للحرية الشخصية .

انتهى ..

خارج النص / الغزو الفكري ينبغي ان يقابله جرعة عالية من الغزو الثقافي المضاد .
.

عمر الناصر

مقالات مشابهة