تواصل كتائب القسام، وفصائل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاور التوغل في قطاع غزة، قبل أن تنشر مقاطع فيديو جديدة تظهر تدمير آليات عسكرية للاحتلال.

ووفق مصادر فلسطينية، يحاول الجيش الإسرائيلي التقدم في محاور التوغل والقتال بمناطق مختلفة من قطاع غزة، أبرزها المنطقة الوسطى ومدينة خان يونس (جنوب)، إلا أنه يواجه مقاومة شديدة من مقاتلي الفصائل الفلسطينية.

ويدعم الجيش عملياته البرية بقصف جوي مكثف في الأماكن التي يحاول التقدم إليها، فضلا عن استهداف بعض الشوارع الرئيسية لفصل الأحياء السكنية لتسهيل مهمة التقدم تحديدا في المنطقة الوسطى.

يتزامن ذلك مع استهدافات إسرائيلية متكررة لأحياء سكنية في مختلف مناطق القطاع، خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بحسب مصادر طبية.

في المقابل، قالت فصائل فلسطينية مسلحة أبرزها "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح للجهاد الإسلامي، إنها استهدفت آليات عسكرية إسرائيلية وتجمعات للجنود في محاور التقدم، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.

والخميس، أظهرت معطيات الجيش الإسرائيلي إصابة 19 جنديا وضابطا خلال الساعات الـ 24 الماضية بينهم 15 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

مشاهد حصلت عليها #الجزيرة لما قالت كتائب القسام إنها لاشتباكات واستهداف جنود الاحتلال وآلياته في محاور مدينة #غزة#حرب_غزة pic.twitter.com/csMBSIs5uZ

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

القسام تعلن استهداف دبابتي ميركافا بقذائف إلياسين جنوبي القطاع

وحسب ذات المصدر، ارتفع عدد الضباط والجنود الجرحى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 2309، بينما ارتفع عدد القتلى من الضباط والجنود إلى 509 بينهم 175 قتلوا بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من ذات الشهر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

منذ أيام يحاول الجيش الإسرائيلي التقدم في مخيم البريج وسط القطاع، حيث كان يتمركز على أطرافه الشرقية ويستهدف العمق بغارات جوية.

وأجرى الجيش خلال الأيام الماضية مناورات متعددة للدخول إلى المخيم والسيطرة عليه، لكنه يواجه مقاومة محتدمة حالت دون تقدمه.

وبدأ الجيش مؤخرا، بحسب مصادر محلية، بدفع قواته نحو "شارع صلاح الدين" الفاصل بين غرب مخيم البريج وشرق مخيم النصيرات (وسط)، لمهاجمة المنطقتين.

فيما أفاد شهود عيان أن غارات إسرائيلية استهدفت "شارع صلاح الدين" قرب مدخل مخيم المغازي (جنوب البريج)، والذي يمكن المواطنين من الوصول إلى مدينة دير البلح والمناطق الجنوبية من القطاع.

#عاجل ‼️???? مشاهد لعمليات إجلاء القتلى والجرحى من جيش الاحتلال في قطاع غزة بعد التنكيل بهم من المقاومة الفلسطينية pic.twitter.com/oVQObsMLXO

— موسكو | ???????? MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

القسام وسرايا القدس تعلن تدمير دبابات واستهداف جنود ومروحية إسرائيلية في خان يونس

وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي: "إغلاق الممر الإنساني على شارع صلاح الدين اعتبارا من الخميس، حيث تم تحويل موقعه إلى شارع الرشيد (غرب)".

ويتواجد الجيش في هذه المنطقة، على عمق بضع مئات الأمتار داخل مخيم البريج، وقرب المدخل الرئيسي لمخيم المغازي، وعلى الأطراف الشرقية للنصيرات، وفق مصادر محلية.

ورصدت صور تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، تواجدا للدبابات الإسرائيلية قرب مدخل مخيم المغازي، الذي يتعرض هو الآخر لغارات إسرائيلية مكثفة.

ورافقت المحاولات البرية للجيش، قصفا مدفعيا وجويا في محاور التقدم وفي الأحياء السكنية ما خلف عددا من القتلى والجرحى.

وفي أحدث الغارات، قصف الجيش منزلا في المغازي وعددا من المواقع في البريج والنصيرات، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

في المقابل، قالت "كتائب القسام"، في بيانات منفصلة، إن مقاتليها "دمروا دبابتين من نوع ميركافا الأولى بعبوة شواظ والثانية بقذيفة ياسين في مخيم المغازي، كما استهدفوا تجمعا لآليات وجنود الاحتلال بمخيم البريج بقذائف هاون من العيار الثقيل".

???? #شاهد | المقاومة تعرض مشاهد للاتحام مجاهديها مع آليات العدو المتوغلة في محاور التوغل في مدينة غزة pic.twitter.com/bPtfVpeMjC

— #القدس_ينتفض ???????? (@MyPalestine0) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

هنية: أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون المقاومة وهم.. ولن تحدث فوضى في غزة

وأضافت، أن مقاتليها "فجروا عبوة شديدة الانفجار في قوة صهيونية راجلة في منزل بالنصيرات وأوقعوها بين قتيل وجريح، كما فجروا عبوة أُخرى مضادة للأفراد في قوة صهيونية داخل مبنى في المغراقة".

أما "سرايا القدس"، فقالت بين بيان، إن مقاتليها "استهدفوا آليتين عسكريتين صهيونيتين بقذائف آر بي جي شرق مخيم البريج".

وفي مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، تواصلت المعارك في المناطق الشرقية والوسطى، حيث يحاول الجيش التقدم في المدينة وفرض سيطرته عليها زاعما أنها معقل قيادة حركة "حماس"، خاصة زعيم الحركة بغزة يحيى السنوار.

وأفادت مصادر محلية، بأن محاور القتال في المدينة شهدت معارك ضارية بين مقاتلي الفصائل والجيش الإسرائيلي.

ورغم وصول الجيش لوسط المدينة، منذ أيام، إلا أنه يضطر للتراجع في بعض الأوقات تحت ضربات الفصائل المسلحة، وفق المصادر.

???? عاجل . المقاومة الفلسطينيه

افتتاحيه العام الجديد 2024

جنود صهاينة يروون تفصيل وقوعهم في كمين في احد مباني غزة

جيش الصهاينه والمرتزقة يلفظ أنفاسه الأخيرة

المسافة صفر جابت لكم الهلع والموت
????????????????????

פתיחת השנה החדשה 2024

חיילים ציונים מספרים פרטים על מארב שנתקלו… pic.twitter.com/yARdgehHp3

— Abdullah N Al Thani (@ANAALThani) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

حصيلة القسام في 4 أيام: تدمير 71 آلية وتنفيذ 42 عملية وقصف تل أبيب

كما شهدت الأطراف الشرقية من المدينة ومنها بلدتي "خزاعة" و"بني سهيلا" استهدافا إسرائيليا مكثفا، وتفجيرا لعدد من المباني، وفق المصدر ذاته.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية للمدينة، حيث استهدف الجيش في الساعات القليلة الماضية مجموعة من المواطنين، كما قصف محيط مستشفى غزة الأوروبي ومنزلا يعود لعائلة "كوارع" الفلسطينية، ما أوقع عددا من القتلى والجرحى بصفوف المواطنين.

واستهدف الجيش مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المدينة، ما أسفر عن مقتل نازح وإصابة 6 آخرين، بحسب منشور مقتضب للجمعية على صفحتها بموقع "فيسبوك".

وفي السياق، قالت كتائب "القسام"، في إن مقاتليها "دمروا 3 دبابات من نوع ميركافا بقذائف الياسين 105، شمال المدينة ومنطقة المحطة والكتيبة وسط خان يونس".

وذكرت في بيانين آخرين إنها "قصفت تجمعات لآليات وجنود الاحتلال المتواجدين في المدينة بقذائف الهاون".

????????????????????????

الآن كتائب القسام تعرض مشاهد لإطلاق رشقات صاروخية تجاه تجمعات آليات وجنود الاحتلال بمحاور التقدم في مدينة غزة.#غزة_تُباد pic.twitter.com/3lXYqVx6lC

— جوبام الثاني (@gobam_cr7) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

إعلام عبري يكشف عن أسلحة صينية في يد المقاومة بغزة.. والقسام تعلن قنص إسرائيلي بإحدها

وفي المناطق الشمالية للقطاع، خاصة في محافظة غزة، شهدت بعض الأحياء السكنية توغلات سريعة نفذ خلالها الجيش عمليات عسكرية فيما أعاد تقدمه في بعض المناطق خاصة الغربية.

وأفادت مصادر محلية، بأن مقاتلي الفصائل ما زالوا يشتبكون مع القوات المتوغلة على أطراف المدينة سواء الشرقية أو الغربية، وسط قصف لبعض المناطق السكنية.

وقال شهود عيان، إن عددا من القتلى والجرحى وصلوا مجمع الشفاء الطبي جراء القصف الإسرائيلي على مدينة غزة.

وقالت كتائب "القسام"، في إن مقاتليها استهدفوا "تجمعا لجنود الاحتلال بقذيفة (RPG) وأوقعوهم بين قتيل وجريح، فيما استهدفوا دبابة من نوع (مركافا) بقذيفة (الياسين 105) في حي التفاح بمدينة غزة".

وكان الجيش قد استكمل انسحابه، الثلاثاء، من ميناء مدينة غزة ومخيم الشاطئ (غرب) والشيخ رضوان (شمال)، والدرج والشجاعية والتفاح والزيتون (شرق).

فيما أعاد تموضعه على الأطراف الشرقية من "الشيخ رضوان والشجاعية والزيتون والتفاح".

????عاجل| #سرايا_القدس
مشاهد لإطلاقها رشقات صاروخية نحو المستوطنات والمدن المحتلة ومواقع لجيش الاحتلال.#غزة_تُباد #قاسم_سليماني #كرمان #امريكا_تقصف_بغداد #EpsteinClientList #محمد_صباح_السالم #المنتخب_السعودي #سوق_الاسهم_السعودي #ترندك_هنا_ياحبيبيθちб88ち86ち9 pic.twitter.com/RnVF7vQ6OC

— أخبار المقاومة (@AlMogawmah) January 4, 2024

اقرأ أيضاً

رسائل صمود أسطورية لأهالي غزة: ندعم المقاومة وسنعيش فوق بيوتنا المهدمة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المقاومة القسام خسائر قوات الاحتلال توغل خان يونس غزة حرب غزة من القتلى والجرحى الجیش الإسرائیلی کتائب القسام مخیم المغازی مخیم البریج مصادر محلیة فی المدینة التقدم فی مدینة غزة اقرأ أیضا قطاع غزة فی محاور pic twitter com خان یونس

إقرأ أيضاً:

اقتصاد "إسرائيل" يترنح.. خسائر فادحة وأمل العودة يتقلص

الاقتصاد نيوز - متابعة

في أواخر سبتمبر/أيلول، ومع اتساع رقعة حرب إسرائيل التي استمرت قرابة عام وخفض تصنيفها الائتماني مرة أخرى، قال وزير مالية البلاد، بتسلئيل سموتريتش، إنه على الرغم من الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي، فإنه يتمتع بالقدرة على الصمود.

وقال سموتريتش في 28 سبتمبر/أيلول، بعد يوم من مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، في العاصمة اللبنانية بيروت بغارات جوية إسرائيلية، "إن الاقتصاد الإسرائيلي يتحمل عبئاً أطول وأغلى حرب في تاريخ البلاد"، مما أثار المخاوف من تحول التوترات مع الجماعة المسلحة إلى صراع كامل. "الاقتصاد الإسرائيلي اقتصاد قوي يجذب الاستثمارات حتى اليوم".

وبعد مرور عام على الحرب مع حماس في 7 أكتوبر، تواصل إسرائيل المضي قدماً على جبهات متعددة: شن هجوم بري ضد حزب الله في لبنان، وتنفيذ غارات جوية في غزة وبيروت، والتهديد بالانتقام من هجوم الصواريخ الباليستية الإيراني في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ومع امتداد الصراع إلى المنطقة الأوسع، فإن التكاليف الاقتصادية سوف تتفاقم أيضا، سواء بالنسبة لإسرائيل، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNN" الأميركية.

بدورها، قالت محافظة البنك المركزي الإسرائيلي السابقة، كارنيت فلوغ: "إذا تحولت التصعيدات الأخيرة إلى حرب أطول وأكثر كثافة، فإن هذا من شأنه أن يفرض ضريبة أثقل على النشاط الاقتصادي والنمو (في إسرائيل)".

وقالت الأمم المتحدة في تقرير لها الشهر الماضي إن الحرب أدت إلى تفاقم الوضع في غزة بشكل كبير، ودفعتها إلى أزمة اقتصادية وإنسانية منذ فترة طويلة، وإن الضفة الغربية "تعاني من تدهور اقتصادي سريع ومثير للقلق".

وفي الوقت نفسه، قد ينكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة تصل إلى 5% هذا العام بسبب الهجمات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، وفقا لشركة BMI، وهي شركة أبحاث السوق المملوكة لشركة فيتش سوليوشنز.

وقد ينكمش اقتصاد إسرائيل أكثر من ذلك، استنادا إلى أسوأ تقدير من قبل معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب.

وحتى في سيناريو أكثر اعتدالاً، يرى الباحثون أيضاً أن الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي للفرد ــ الذي تجاوز في السنوات الأخيرة نظيره في المملكة المتحدة ــ سوف يتراجع هذا العام، مع نمو عدد سكان إسرائيل بسرعة أكبر من نمو الاقتصاد وانخفاض مستويات المعيشة.

وقبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول والحرب التي تلته بين إسرائيل وحماس، توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد إسرائيل بنسبة 3.4% هذا العام. أما الآن، فتتراوح توقعات خبراء الاقتصاد بين 1% و1.9%. ومن المتوقع أيضاً أن يكون النمو في العام المقبل أضعف من التوقعات السابقة.

ومع ذلك، فإن البنك المركزي الإسرائيلي ليس في وضع يسمح له بخفض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد لأن التضخم يتسارع، مدفوعاً بارتفاع الأجور والإنفاق الحكومي المتزايد لتمويل الحرب.

أضرار طويلة الأمد

قدر بنك إسرائيل في مايو أن التكاليف الناجمة عن الحرب ستبلغ 250 مليار شيكل (66 مليار دولار) حتى نهاية العام المقبل، بما في ذلك النفقات العسكرية والنفقات المدنية، مثل الإسكان لآلاف الإسرائيليين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في الشمال والجنوب. وهذا يعادل حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل.

يبدو أن هذه التكاليف سترتفع أكثر مع تفاقم القتال مع إيران، وحزب الله في لبنان، مما يضيف إلى فاتورة الدفاع الحكومية ويؤخر عودة الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال البلاد. شنت إسرائيل توغلاً برياً في جنوب لبنان مستهدفة حزب الله في 30 سبتمبر/أيلول.

وفيما أعرب سموتريتش، وزير المالية، عن ثقته في أن اقتصاد إسرائيل سوف ينتعش بمجرد انتهاء الحرب، لكن خبراء الاقتصاد قلقون من أن الضرر سوف يستمر لفترة أطول بكثير من الصراع.

قالت فلوغ، محافظ بنك إسرائيل السابق ونائب رئيس الأبحاث في معهد الديمقراطية الإسرائيلي، إن هناك خطراً يتمثل في قيام الحكومة الإسرائيلية بخفض الاستثمار لتحرير الموارد للدفاع. "إن هذا من شأنه أن يقلل من النمو المحتمل (للاقتصاد) في المستقبل".

ويشعر الباحثون في معهد دراسات الأمن القومي بالتشاؤم على نحو مماثل.

وقالوا في تقرير في أغسطس/أغسطس إن الانسحاب من غزة والهدوء على الحدود مع لبنان من شأنه أن يترك اقتصاد إسرائيل في وضع أضعف مما كان عليه قبل الحرب. وكتبوا: "من المتوقع أن تعاني إسرائيل من أضرار اقتصادية طويلة الأجل بغض النظر عن النتيجة".

"إن الانخفاض المتوقع في معدلات النمو في جميع السيناريوهات مقارنة بالتوقعات الاقتصادية قبل الحرب وزيادة الإنفاق الدفاعي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم خطر الركود الذي يذكرنا بالعقد الضائع بعد حرب يوم الغفران".

حرب أكتوبر 1973

كانت حرب عام 1973، المعروفة أيضاً باسم الحرب العربية الإسرائيلية، التي شنتها مصر وسوريا ضد قوات إسرائيل في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، بمثابة بداية لفترة طويلة من الركود الاقتصادي في إسرائيل، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في البلاد.

وعلى نحو مماثل، فإن الزيادات الضريبية المحتملة وتخفيضات الإنفاق غير الدفاعي ــ والتي اقترحها سموتريتش بالفعل ــ لتمويل ما يتوقعه كثيرون أن يصبح جيشاً موسعاً بشكل دائم، من الممكن أن تلحق الضرر بالنمو الاقتصادي. ومثل هذه التدابير، إلى جانب ضعف الشعور بالأمن، من الممكن أيضاً أن تحفز هجرة أعداد كبيرة من الإسرائيليين.

وحذرت فلوغ من أن الإسرائيليين المتعلمين، وخاصة رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، سيغادرون البلاد بأعداد كبيرة.

وقالت فلوغ عن قطاع يمثل 20% من الناتج الاقتصادي الإسرائيلي: "لا يجب أن يكون بأعداد كبيرة، لأن قطاع التكنولوجيا يعتمد بشكل كبير على بضعة آلاف من الأفراد الأكثر ابتكارا وإبداعا وروح المبادرة".

إن رحيل دافعي الضرائب من ذوي الدخل المرتفع على نطاق واسع من شأنه أن يزيد من تضرر مالية إسرائيل، التي تضررت بشدة من الحرب. وقد أرجأت الحكومة نشر ميزانية العام المقبل لأنها تكافح مع المطالب المتنافسة التي تجعل من الصعب تحقيق التوازن في دفاترها.

وتسبب الصراع في مضاعفة عجز ميزانية إسرائيل - الفرق بين الإنفاق الحكومي والإيرادات، ومعظمها من الضرائب - إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، من 4% قبل الحرب.

لقد ارتفعت الاقتراض الحكومي وأصبح أكثر تكلفة، حيث يطالب المستثمرون بعوائد أعلى لشراء السندات الإسرائيلية وغيرها من الأصول. ومن المرجح أن تؤدي التخفيضات المتعددة للتصنيف الائتماني لإسرائيل من قبل وكالات فيتش وموديز وستاندرد آند بورز إلى زيادة تكلفة الاقتراض في البلاد بشكل أكبر.

في أواخر أغسطس/آب ــ قبل شهر من تنفيذ إسرائيل لضربات على العاصمة اللبنانية والتوغل البري ضد حزب الله في جنوب البلاد ــ قدر معهد دراسات الأمن القومي أن شهرا واحدا فقط من "الحرب عالية الكثافة" في لبنان ضد الجماعة المسلحة، مع "هجمات مكثفة" في الاتجاه المعاكس تلحق الضرر بالبنية الأساسية الإسرائيلية، من الممكن أن يتسبب في ارتفاع عجز الموازنة الإسرائيلية إلى 15% وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 10% هذا العام.

عدم اليقين "العامل الأكبر"

لتقليص الفجوة المالية، لا تستطيع الحكومة الاعتماد على تدفق صحي من عائدات الضرائب من الشركات، التي ينهار العديد منها، في حين يتردد البعض الآخر في الاستثمار في حين لا يزال من غير الواضح إلى متى ستستمر الحرب.

وتقدر شركة كوفاس بي دي آي، وهي شركة تحليلات أعمال كبرى في إسرائيل، أن 60 ألف شركة إسرائيلية ستغلق أبوابها هذا العام، ارتفاعا من متوسط ​​سنوي يبلغ نحو 40 ألف شركة. ومعظم هذه الشركات صغيرة، تضم ما يصل إلى 5 موظفين.

وقال آفي حسون، الرئيس التنفيذي لشركة ستارت أب نيشن سنترال، وهي منظمة غير ربحية تعمل على الترويج لصناعة التكنولوجيا الإسرائيلية على مستوى العالم: "إن عدم اليقين أمر سيئ للاقتصاد، وسيئ للاستثمار".

وفي تقرير حديث، حذر حسون من أن المرونة الملحوظة لقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي حتى الآن "لن تكون مستدامة" في مواجهة حالة عدم اليقين الناجمة عن الصراع المطول والسياسة الاقتصادية "المدمرة" للحكومة.

حتى قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت خطط الحكومة لإضعاف القضاء تدفع بعض شركات التكنولوجيا الإسرائيلية إلى التأسيس في الولايات المتحدة. وقد أدى انعدام الأمن الناجم عن الحرب إلى تفاقم هذا الاتجاه، حيث تم تسجيل معظم شركات التكنولوجيا الجديدة رسمياً في الخارج، على الرغم من الحوافز الضريبية للتأسيس محلياً، ويفكر عدد كبير منها في نقل بعض عملياتها خارج إسرائيل، كما قال حسون لشبكة سي إن إن الشهر الماضي.

وكانت قطاعات أخرى من الاقتصاد الإسرائيلي، وإن كانت أقل أهمية من التكنولوجيا، قد تضررت بشكل أكبر. فقد كافح قطاعا الزراعة والبناء لسد الفجوات التي خلفها الفلسطينيون الذين تم تعليق تصاريح عملهم منذ أكتوبر من العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات الطازجة وأدى إلى انخفاض حاد في بناء المساكن.

كما تضررت السياحة، حيث انخفض عدد الوافدين بشكل حاد هذا العام. وقد قدرت وزارة السياحة الإسرائيلية أن الانخفاض في عدد السياح الأجانب ترجم إلى خسارة 18.7 مليار شيكل (4.9 مليار دولار) من العائدات منذ بداية الحرب.

اضطر فندق نورمان، وهو فندق صغير في تل أبيب، إلى تسريح بعض الموظفين وخفض أسعاره بنسبة تصل إلى 25%، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن بعض مرافقه - بما في ذلك مطعمه الياباني على السطح - لا تزال مغلقة لتوفير التكاليف.

انخفضت مستويات الإشغال من أكثر من 80% قبل الحرب إلى أقل من 50% حالياً، وفقاً للمدير العام للفندق يارون ليبرمان.

وقال لشبكة CNN في منتصف سبتمبر: "نعلم أنه في اليوم الذي ستنتهي فيه الحرب، سيكون الأمر مجنوناً هنا فيما يتعلق بعودة الأعمال"، مستشهداً بمراسلات من ضيوف محتملين حريصين على زيارة إسرائيل لكنهم غير قادرين على حجز الرحلات الجوية أو تأمين التأمين على السفر.

لكن في الوقت الحالي، قال ليبرمان: "العامل الأكبر هو عدم اليقين. متى ستنتهي الحرب؟"

مقالات مشابهة

  • اقتصاد إسرائيل يترنح.. خسائر فادحة وأمل العودة يتقلص
  • اقتصاد "إسرائيل" يترنح.. خسائر فادحة وأمل العودة يتقلص
  • حزب الله يعلن تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة جنوب لبنان
  • اشتباكات عنيفة بلبنان إثر محاولات تسلل لقوات الاحتلال
  • حزب الله يواصل تصديه لمحاولات العدو التقدم عند الحدود اللبنانية الفلسطينية
  • 4 شهداء باستهداف الاحتلال شقة قرب مخيم البداوي
  • اشتباكات بين المقاومة الإسلامية والعدو في محيط بلدية العديسة
  • حزب الله يُكبِّد العدو خسائر فادحة
  • الدويري: رمزية مزدوجة ورسائل محلية وإقليمية بكمين القسام الجديد
  • حزب الله يعلن تكبيد قوات الاحتلال خسائر كبيرة بجنوب لبنان