استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة والتحديات التي تواجهه.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "شركة برغراف البريطانية الناشئة في مجال أشباه الموصلات مستعدة للتوسع خارج مختبرها وفتح قاعدة تصنيع".

وأضافت، أن "طموحات الشركة جاءت مصحوبة بتكاليف غير متوقعة لتوفير ما يكفي من الكهرباء للموقع الجديد.

تصنع شركة برغراف الرقائق باستخدام الغرافين، وهو كربون رقيق للغاية". 

ويمكن استخدام أجهزتها للتحقق من العيوب في بطاريات السيارات الكهربائية لمنع الحرائق، أو العمل في أجهزة الكمبيوتر الكمومية، وبعد الاستحواذ على الموقع في سنة 2023، وضعت براغراف خُططًا لزيادة قدراتها التصنيعية الأسبوعية من عشرات الآلاف من الأجهزة إلى الملايين.


وبحسب المدير التنفيذي لشركة برغراف، سايمون توماس، فإن "تكلفة زيادة إمدادات الطاقة إلى الموقع، نتيجة لسنوات من نقص الاستثمار في شبكة الكهرباء في بريطانيا، تعمل على تحويل الأموال والوقت من التوظيف وشراء المعدات". 

وأضاف أن "أكبر ميزة لشركتنا هي السرعة التي يمكنك التحرك بها" مشيرا إلى أن التأخير "لا يؤثر فقط على مهامك الحالية، بل يؤثر على مدى نجاحك في المستقبل. إنه أمر محبط للغاية".

‌وأكدت الصحيفة أن الشكاوى حول نقص الاستثمار في بريطانيا وصلت إلى ذروتها بعد أكثر من عقد من النمو الاقتصادي المنخفض وركود الأجور. 

وفي هذا السياق، قال راؤول روباريل، مدير مركز النمو التابع لمجموعة بوسطن الاستشارية والمستشار الخاص السابق للحكومة البريطانية، إن هناك "شعورا طاغيا بأن الأمور لا تسير على ما يرام" في الاقتصاد. 

ويشمل ذلك نقص السكن اللائق وضعف الخدمات العامة بما في ذلك النقل وأوقات الانتظار الطويلة في المستشفى.

وذكرت الصحيفة أنه مع توقع استقرار الاقتصاد بشكل أساسي هذا العام، برزت فكرتان لإعادة تنشيطه: تسريع تحديث الشبكة الكهربائية وتسهيل حصول مشاريع البناء الجديدة على موافقة التخطيط. 

ويأمل المحللون والمشرعون أن تتمكن هذه المبادرات من إطلاق العنان للاستثمار في البنية التحتية، وخفض انبعاثات الكربون وتحقيق نمو الإنتاجية.



معالجة المعوقات
وأوضحت الصحيفة أن "المشكلة الكبرى تتمثل في السنوات الخمس الماضية، حيث تزايد عدد طلبات الاتصال بشبكة الكهرباء، وكثير منها لتوليد الطاقة الشمسية وتخزينها بمقدار عشرة أضعاف، مع فترات انتظار تصل إلى 15 سنة". 

ويؤدي نقص الاستثمار إلى تقييد تدفق الطاقة الرخيصة من مزارع الرياح الأسكتلندية إلى المراكز السكانية في إنجلترا ويزيد من التأخير بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى طاقة عالية، مثل المختبرات والمصانع. 

وفي ظل نقص المساكن في بريطانيا وعرقلة بناء الأبراج اللازمة لنقل الكهرباء من مزارع الرياح البحرية، فإنه يُلقى باللوم على القوانين التي تمنح سلطات التخطيط المحلية صلاحيات متزايدة.

وكانت اعتراضات السكان على أعمال البناء الصاخبة والتغييرات في المناظر الطبيعية بمثابة عقبة في هذا الشأن.

من جانبه، أكد روباريل أن "التخطيط واتصالات الشبكة هي الأساسيات"، مضيفا أن الشبكة العاملة التي توفر طاقة موثوقة ومنخفضة التكلفة ونظام تخطيط يسمح ببناء جميع أنواع البنية التحتية "أمران أساسيان لإرساء اقتصاد منتج وأكثر كفاءة". 

ونقلت الصحيفة عن ناتاشا كونواي، مديرة الأبحاث في شركة تصنيع الرقائق، في شركة برغراف، التي انبثقت عن جامعة كامبريدج قبل ستة أعوام، قولها: "نريد أن نسير بشكل أسرع مما تسمح لنا به بعض البنية التحتية". 

وتقوم الشركة، التي يعمل بها حوالي 120 موظفًا، بتصنيع أجهزة استشعار تُستخدم لقياس المجالات المغناطيسية. 

ونظرًا لقانون الرقائق، الذي يقدم إعانات مالية لمصنعي أشباه الموصلات، فقد فكّرت في إنشاء مصنع للإنتاج في الولايات المتحدة. 

لكن في النهاية، اختار توماس البقاء في بريطانيا وتأسيس شركة تصنيع محليّة.

وتتوقع برغراف أن يبدأ الإنتاج الأولي بحلول النصف الثاني من سنة 2024، أي بعد حوالي عام ونصف من الحصول على الموقع.

وتابعت الصحيفة بأن من شأن هذه التحركات، من بين أمور أخرى، أن تمنح المجتمعات فوائد مالية للموافقة على مشاريع البنية التحتية للشبكة في منطقتها وتغيير قائمة انتظار "من يأتي أولاً تقضى حوائجه أولاً" لإزالة المشاريع المتوقفة. 

وقد رحبت اللجنة الوطنية للبنية التحتية، التي تقدم المشورة للحكومة، بهذه الخطط. 

وتحتاج بريطانيا إلى المزيد من الاستثمار: تقدر المفوضية ما لا يقل عن 70 مليار جنيه إسترليني سنويا في ثلاثينيات القرن الحالي، وهي زيادة عن متوسط قدره نحو 55 مليار جنيه إسترليني سنويا على مدى العقد الماضي.


القواعد تثبط الاستثمار
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى الطرق التي عرقلت بها الحكومة البريطانية المستثمرين كانت من خلال تغيير تدابير التخطيط في سنة 2015، وتشديدها بشكل أكبر في سنة 2018، بحيث يمكن لاعتراض واحد أن يقوّض تطبيق التخطيط.

وأضافت الصحيفة أن التوربين سيُستخدم في السنة المقبلة لتشغيل محطة شحن السيارات الكهربائية مباشرة، وتخطط الشركة لمزيد من المشاريع حيث تقوم ببناء مشاريع سكنية يتم تشغيلها مباشرة من مصادر الطاقة المتجددة المحلية.

وبينما تسعى بريطانيا إلى الهروب من فترة طويلة من النمو البطيء وفقدان الإنتاجية، مع تحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون، تقول الشركات والاقتصاديون وغيرهم من الخبراء إن الحكومة بحاجة ماسة إلى الالتزام بهذه الإصلاحات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاقتصادي بريطانيا بريطانيا الاقتصاد الانكماش الكساد الجنيه الاسترليني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنیة التحتیة فی بریطانیا الصحیفة أن

إقرأ أيضاً:

قصة محرك يعمل بوقود مصنوع من الطحالب لسيارات فولكس فاجن| لماذا توقف المشروع؟

تعد فولكس فاجن واحدة من أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم، ولديها الموارد الكافية لاستكشاف العديد من الخيارات في مجال الوقود البديل. 

ومع ذلك، فإن محاولاتها لم تكن دائمًا ناجحة، ففي وقت سابق، حاولت فولكس فاجن التوسع في استخدام محركات تعمل بالطحالب كمصدر وقود بديل، ولكن تلك المحاولة انتهت بالفشل. 

وبينما يقترب العالم أكثر من سوق سيارات خالية من الانبعاثات، تتساءل فولكس فاجن عن الخيار الأفضل للاستثمار في المستقبل.

ومع تزايد القلق بشأن التغير المناخي وتلوث الهواء، يواصل العالم البحث عن بدائل للوقود الأحفوري. في السنوات الأخيرة، اجتذب قطاع السيارات الكهربائية اهتمامًا كبيرًا. 

تسلا، على سبيل المثال، حققت نجاحًا كبيرًا في بيع السيارات الكهربائية، مما جعلها المنتج الأساسي للمستهلكين المهتمين بقضايا البيئة. 

ولكن، رغم هذا النجاح، تواجه السيارات الكهربائية بعض التحديات، من بينها التكاليف المرتفعة والبنية التحتية المحدودة.

وبعد ذلك ظهر الهيدروجين كخيار واعد، وكانت الخلايا الهيدروجينية قادرة على إنتاج الكهرباء لتشغيل المحركات الكهربائية، مما جعلها منافسًا قويًا للسيارات الكهربائية. 

ومع ذلك، تمسك قطاع السيارات الكهربائية بمكانته في السوق، حيث تلتزم معظم الشركات الكبرى بتطوير سيارات خالية من الانبعاثات بحلول العقد المقبل.

محرك يعمل بوقود مصنوع من الطحالب بدل البنزين

في عام 2012، فاجأت فولكس فاجن العالم عندما كشفت عن محرك يعمل بالديزل المشتق من الطحالب. 

ومن خلال شراكتها مع شركة "سولازيم" الناشئة في وادي السيليكون، كانت تأمل فولكس فاجن في أن يُحدث هذا الوقود البديل ثورة في عالم السيارات. 

وتم اختبار محركات فولكس فاجن باسات TDI وجيتا TDI باستخدام هذا الوقود، مما أثبت إمكانياته في التشغيل على الطرق.

كانت ميزة هذا الوقود تكمن في إمكانية تكييفه مع السيارات الحالية التي تعمل بالديزل، ما جعله يبدو الخيار المثالي. 

لكن المشكلة كانت في البنية التحتية اللازمة لتصنيعه وتوزيعه على نطاق واسع. 

نتيجة لذلك، قررت فولكس فاجن التراجع عن المشروع، واختيار التركيز على الكهرباء.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها فولكس فاجن في سعيها وراء الوقود البديل، فإنها لم تتوقف عن الابتكار. 

وبعد التخلي عن مشروع الطحالب، كثفت الشركة استثماراتها في السيارات الكهربائية، حيث تواصل تطوير طرازاتها الجديدة لتلبية متطلبات السوق التي أصبحت أكثر اهتمامًا بالاستدامة.

ومع التوقعات المستقبلية بزيادة استخدام السيارات الكهربائية بشكل كبير في العقد المقبل، وتبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت الشركات مثل فولكس فاجن ستكتشف وقودًا بديلًا آخر يمكن أن ينافس الهيدروجين أو الكهرباء. 

في النهاية، يظل الطريق نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات طويلًا ومعقدًا، ولا تزال فولكس فاجن تواصل البحث عن الإجابة المثلى.

طباعة شارك محرك سيارة بديل البنزين فولكس فاجن محرك الطحالب سيارات

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: نستهدف الاعتماد على القطاعات القابلة للتبادل التجاري والتصدير
  • قصة محرك يعمل بوقود مصنوع من الطحالب لسيارات فولكس فاجن| لماذا توقف المشروع؟
  • في 2030.. حاسوب ذكاء اصطناعي واحد سيحتاح طاقة 9 مفاعلات نووية كي يعمل
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • بريطانيا: سنرفع القيود عن عدد من القطاعات بسوريا للمساعدة في إعادة الإعمار
  • 20 مليار دولار وألف شركة الأبرز.. تعرف على حجم الاستثمارات الكويتية في مصر
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • التخطيط: مصر سوق واعدة ومستقرة رغم الاضطرابات الإقليمية والدولية
  • تعرف على المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في جيبوتي بمجال النقل
  • تعرف على بدائل السكر التي تربك الشهية وتبطئ فقدان الوزن