قال الدكتور فؤاد عودة، خبير الصحة العالمى، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية، إنه من المتوقع ظهور العديد من الأوبئة خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى وجود الكثير من العوامل التى من شأنها التسريع من وتيرة ظهور هذه الأوبئة.

وأكد فى حوار لـ«الوطن»، أن النسب العالية من التلوث، والمواد الغذائية والمياه غير النظيفة، والجوع الذى يجعل بعض الشعوب تتناول أطعمة ينتج عنها أمراض غامضة، تجعل الأرض مهيأة لاستقبال عدد لا متناهٍ من الأوبئة إذا لم يتم التصدى لهذه العوامل مجتمعة:

الفيروس والسلالة والمتحور، مصطلحات يذكرها البسطاء حالياً فى أحاديثهم.

. ما الفرق بينها؟

- كلمة فيروس ظهرت لأول مرة عام 1599، وكانت تعنى «السم»، وهو الكائن البيولوجى الأكثر وفرة فى الطبيعة ومعظم الفيروسات أصغر من البكتيريا المتوسطة بحوالى مائة مرة، وبدأت دراستها وتأسيس علم الفيروسات والبكتيريا ليصبح أحد تخصصات العلوم الطبية العالمية للتعرف على أسباب ظهور الأوبئة والأسباب وراء انتشارها، أما المقصود بالمتحور، فهو مصطلح أحيائى مستخدم فى علمى الفيروسات والأحياء الدقيقة، يراد به وصف نوع فرعى من الكائنات الحية الدقيقة التى تتمايز وراثياً عن السلالة الرئيسية بعدد من الطفرات، بينما تسمى الفيروسات المتحورة بالسلالة، ومتحورات الفيروس قد تكون سريعة الانتشار عن الفيروس، أو شديدة الأعراض، أو كليهما معاً.

ما طرق انتقال الفيروسات المسببة للأوبئة؟ وما سبل الوقاية منها؟

- العدوى بالفيروس تنتقل من الحيوان إلى الحيوان، أو من النباتات إلى الحيوانات، ومنها إلى الإنسان، أو من الحيوان إلى الإنسان، كما تنتقل من الإنسان إلى الإنسان عن طريق المخالطة المباشرة وغير المباشرة لأشخاص مصابين بالعدوى، والوقاية هى أولى خطوات التصدى للأوبئة، وعدم الاكتراث بالوقاية يؤدى بصورة كبيرة إلى انتشار الأوبئة والجوائح الناتجة عن الفيروسات والبكتيريا وغيرها، ويمكن الوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة باتباع عدد من الخطوات المهمة، أبرزها غسل الفواكه واللحوم وجميع المواد الغذائية وتوفير المياه النظيفة، والتصدى للجوع فى المجتمعات الفقيرة، وعدم بيع الحيوانات البرية غير المسموح بتناولها قانوناً، وتوقف كافة الممارسات التى تلوث البيئة كمخلفات الصناعة.

هل هناك دور للتغيرات المناخية فى انتشار الأوبئة خلال الآونة الأخيرة؟

- بالطبع، فإن ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة نتج عنه جفاف وفيضانات قلصت مساحات واسعة من الرقعة الزراعية حول العالم، وهو ما نتج عنه زيادة معاناة بعض الدول الفقيرة من الجوع ونقص الغذاء ودفع المواطنين بتلك المناطق إلى تناول أطعمة ملوثة وفواكه ومواد غذائية متحللة، ونتج عن هذه الممارسات انتشار عدد كبير من الأوبئة.

كيف رصدت انتشار الأوبئة خلال السنوات الأخيرة؟

- هناك أوبئة فتكت بعدد من المناطق بالعالم على مدار التاريخ، لكننا نعيش واقعاً مختلفاً على مدار ربع قرن من الأوبئة التى أثارت ذعر المواطنين حول العالم، بداية من عام 2002 وظهور فيروس «سارس» ووفاة 800 شخص، وظهور إنفلونزا الطيور 2003، ووفاة 400 شخص، وظهور فيروس إيبولا ثم كورونا الذى جسد أول جائحة بهذا الحجم فى العصر الحديث، وفيروس كورونا الذى ظهر لأول مرة فى الصين مطلع العام 2020، ومنه إلى إيطاليا قبل أن ينتشر فى دول العالم أجمع، أصيب به أكثر من 700 مليون شخص، تعافى منهم 675 مليوناً، بينما قضى ما يزيد على 7 ملايين شخص نحبهم، حيث وصلت نسبة التعافى إلى 96%.

«الإنفلونزا» أكثر خطورة من «كوفيد 19»

ما أعراض فيروس كورونا؟ وما أوجه الاختلاف مع أعراض الإنفلونزا؟

- الأعراض المنتشرة حالياً لمتحورات فيروس «كورونا» تتمثل فى ارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق ووجع الرأس والعضلات والمفاصل، مع الشعور المستمر بالتعب وصعوبة التركيز والنوم والإصابة بضيق التنفس، كما أن 15% من الأشخاص أصبحوا يعانون من أعراض ما بعد العلاج والتعافى من كوفيد 19، بما يعرف باسم حالة ما بعد كوفيد، أو كوفيد طويل الأمد، وهو شعور المريض بعد التعافى بألم فى المفاصل، والإصابة بأمراض العمود الفقرى والعضلات، وتتشابه معظم أعراض الإنفلونزا مع متحورات كورونا، لكن بوجه عام تنفرد أعراض متحورات كورونا بفقد حاسة الشم والتذوق، لكن الأمر المهم الآن أن أعراض الكوفيد أصبحت أضعف من الإنفلونزا، إذ إن الإنفلونزا أصبحت أكثر خطورة. لماذا تشهد الدول الغربية حالات أكثر لدخول المرضى لمراكز الرعاية مقارنة بالدول النامية؟

- القارة العجوز والولايات المتحدة معظم سكانهما من كبار السن، ومعظم هؤلاء المسنين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب وأمراض الجلطة الدموية والسكرى لذا عند إصابتهم بالفيروسات يدخلون غرف الرعاية المركزة بنسبة عالية، على عكس أفريقيا والشرق الأوسط التى تزخر بنسب عالية من الشباب ونسبة أقل من المسنين.

كيف يمكن للأرض أن تتجهز للتصدى للأوبئة؟

- تظل اللقاحات والتطعيم ضد الفيروسات أفضل مقاوم للأوبئة والفيروسات، وسبباً رئيسياً فى تقليل أعداد المصابين داخل المستشفيات، لكنه لا يقلل من انتشار الفيروس، فالعالم الآن فى حالة من التعايش مع الفيروس، وتراجع الاهتمام بالتشخيص وإجراء مسحة والتطعيمات جعلت الكثير من المصابين لا يعلمون بإصابتهم، ويبقى كذلك وقف الحروب ومقاومة الجوع وتلوث البيئة «سترة وقائية» من سهام الفيروسات ومقاومة الأوبئة بالمستقبل.

كما أن أوبئة متعددة متوقع خروجها من قطاع غزة نتيجة سوء التغذية وعدم توافر المياه النظيفة وانتشار الجثث المتحللة، خاصة مع انتشار أمراض معدية مثل الأمراض الجلدية وأمراض الكبد الوبائى، ويجب التركيز بصورة أساسية على علاج الأمراض المعدية والفيروسات على مضادات الفيروسات وباراسيتامول، على عكس البكتيريا التى يتم علاجها بالمضادات الحيوية.

واقع انتشار الأوبئة اللقاحات والتطعيمات

لا تزال متحورات كورونا تنتشر بين المواطنين فى دول العالم كافة، حيث تم تسجيل ظهور 5000 متحور للفيروس خلال الأشهر الستة الأخيرة، من بينها 2500 متحور من عائلة أوميكرون المثيرة للقلق، كونها سريعة الانتشار، وتنقسم متحورات الفيروس المنتشرة خلال الـ6 أشهر الأخيرة، إلى متحورات مثيرة للقلق، مثل إيريس ونسبتها 73%، وعدد 6 متحورات تحت المراقبة وآخرها متحور GN.1 وهو «بنت بيرولا» ونسبته 37%، لكن جميعها لا تسبب أعراضاً خطيرة رغم سرعة انتشارها، وارتفعت الإصابات بكورونا خلال الشهر الماضى إلى 52% بما يقارب 850 ألف إصابة خلال 30 يوما، 2% منهم اضطروا لاستكمال علاجهم داخل المستشفيات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفيروسات الأوبئة الصحة العالمية انتشار الأوبئة من الأوبئة

إقرأ أيضاً:

«الصحة»: الدور المنتشر حاليا مجموعة من الفيروسات التنفسية المختلفة

قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن العدوى المنتشرة الفترة الحالية بين المواطنين تصيب جميع الفئات العمرية، وهي عبارة عن مجموعة من الفيروسات التنفسية المختلفة والتي تنتشر مع بداية فصل الشتاء نظرا للتغيرات المناخية.

متحدث «الصحة» يوضح أنواع الفيروسات

تابع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيروسات التنفسية تتضمن الفيروس التنفسي المخلوي وفيروس كورونا والإنفلونزا الموسمية، والفيروس الغدي، مشيرا إلى أن أكثر الفئات تأثرا بهذا الدور ويكون أكثر حدة عليهم، كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة والأطفال، لافتا إلى أنه يجب تقوية المناعة من خلال الحصول على اللقاحات.

طريقة التعامل المصاب بالعدوى

وأضاف: خلال الفترة الحالية قد يصاب الشخص بفيروس من ضمن الفيروسات التنفسية وقد يصاب بأكثر من فيروس في وقت واحد، مطالبا المواطنين بالتعامل بحذر مع الشخص المصاب تجنبًا للعدوى، وعلى المصاب ضرورة الحرص على استشارة الطبيب، ولا يجب الحصول على الخلطات الشعبية أو السحرية أو الحصول على حقنة البرد تجنبا من أي مضاعفات صحية محتملة.

مقالات مشابهة

  • فيروس جديد يتشابه مع أعراض متحور كورونا يثير الفزع
  • أكثر انتشاراً.. استاذ أوبئة يحذر من متحور كورونا الجديد (فيديو)
  • "صحة النواب" تطالب بعودة الإجراءات الاحترازية في مواجهة متحور كورونا الجديد (فيديو)
  • الفرق بين نزلة البرد ومتحور كورونا .. أعراض مختلفة تعرف عيها
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • «الصحة»: الدور المنتشر حاليا مجموعة من الفيروسات التنفسية المختلفة
  • برد ولا كورونا؟|أعراض المتحور XEC الجديد.. 5 علامات مميزة
  • متحور كورونا الجديد XEC.. هذه أعراضه خاصة عند الأطفال
  • عاجل.. رسالة صوتية من «الصحة» بشأن الفيروسات المنتشرة حاليا.. هل نواجه متحور لكورونا؟
  • برد ولا كورونا.. الفرق بين أعراض الفيروسات التنفسية والمتحورات الجديدة وخطة العلاج