خبير «صحة»: نعيش واقعا مختلفا من الأوبئة على مدار ربع قرن.. وتغيرات المناخ وراء انتشارها
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قال الدكتور فؤاد عودة، خبير الصحة العالمى، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية، إنه من المتوقع ظهور العديد من الأوبئة خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى وجود الكثير من العوامل التى من شأنها التسريع من وتيرة ظهور هذه الأوبئة.
وأكد فى حوار لـ«الوطن»، أن النسب العالية من التلوث، والمواد الغذائية والمياه غير النظيفة، والجوع الذى يجعل بعض الشعوب تتناول أطعمة ينتج عنها أمراض غامضة، تجعل الأرض مهيأة لاستقبال عدد لا متناهٍ من الأوبئة إذا لم يتم التصدى لهذه العوامل مجتمعة:
الفيروس والسلالة والمتحور، مصطلحات يذكرها البسطاء حالياً فى أحاديثهم.
- كلمة فيروس ظهرت لأول مرة عام 1599، وكانت تعنى «السم»، وهو الكائن البيولوجى الأكثر وفرة فى الطبيعة ومعظم الفيروسات أصغر من البكتيريا المتوسطة بحوالى مائة مرة، وبدأت دراستها وتأسيس علم الفيروسات والبكتيريا ليصبح أحد تخصصات العلوم الطبية العالمية للتعرف على أسباب ظهور الأوبئة والأسباب وراء انتشارها، أما المقصود بالمتحور، فهو مصطلح أحيائى مستخدم فى علمى الفيروسات والأحياء الدقيقة، يراد به وصف نوع فرعى من الكائنات الحية الدقيقة التى تتمايز وراثياً عن السلالة الرئيسية بعدد من الطفرات، بينما تسمى الفيروسات المتحورة بالسلالة، ومتحورات الفيروس قد تكون سريعة الانتشار عن الفيروس، أو شديدة الأعراض، أو كليهما معاً.
ما طرق انتقال الفيروسات المسببة للأوبئة؟ وما سبل الوقاية منها؟
- العدوى بالفيروس تنتقل من الحيوان إلى الحيوان، أو من النباتات إلى الحيوانات، ومنها إلى الإنسان، أو من الحيوان إلى الإنسان، كما تنتقل من الإنسان إلى الإنسان عن طريق المخالطة المباشرة وغير المباشرة لأشخاص مصابين بالعدوى، والوقاية هى أولى خطوات التصدى للأوبئة، وعدم الاكتراث بالوقاية يؤدى بصورة كبيرة إلى انتشار الأوبئة والجوائح الناتجة عن الفيروسات والبكتيريا وغيرها، ويمكن الوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة باتباع عدد من الخطوات المهمة، أبرزها غسل الفواكه واللحوم وجميع المواد الغذائية وتوفير المياه النظيفة، والتصدى للجوع فى المجتمعات الفقيرة، وعدم بيع الحيوانات البرية غير المسموح بتناولها قانوناً، وتوقف كافة الممارسات التى تلوث البيئة كمخلفات الصناعة.
هل هناك دور للتغيرات المناخية فى انتشار الأوبئة خلال الآونة الأخيرة؟
- بالطبع، فإن ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة نتج عنه جفاف وفيضانات قلصت مساحات واسعة من الرقعة الزراعية حول العالم، وهو ما نتج عنه زيادة معاناة بعض الدول الفقيرة من الجوع ونقص الغذاء ودفع المواطنين بتلك المناطق إلى تناول أطعمة ملوثة وفواكه ومواد غذائية متحللة، ونتج عن هذه الممارسات انتشار عدد كبير من الأوبئة.
كيف رصدت انتشار الأوبئة خلال السنوات الأخيرة؟
- هناك أوبئة فتكت بعدد من المناطق بالعالم على مدار التاريخ، لكننا نعيش واقعاً مختلفاً على مدار ربع قرن من الأوبئة التى أثارت ذعر المواطنين حول العالم، بداية من عام 2002 وظهور فيروس «سارس» ووفاة 800 شخص، وظهور إنفلونزا الطيور 2003، ووفاة 400 شخص، وظهور فيروس إيبولا ثم كورونا الذى جسد أول جائحة بهذا الحجم فى العصر الحديث، وفيروس كورونا الذى ظهر لأول مرة فى الصين مطلع العام 2020، ومنه إلى إيطاليا قبل أن ينتشر فى دول العالم أجمع، أصيب به أكثر من 700 مليون شخص، تعافى منهم 675 مليوناً، بينما قضى ما يزيد على 7 ملايين شخص نحبهم، حيث وصلت نسبة التعافى إلى 96%.
«الإنفلونزا» أكثر خطورة من «كوفيد 19»ما أعراض فيروس كورونا؟ وما أوجه الاختلاف مع أعراض الإنفلونزا؟
- الأعراض المنتشرة حالياً لمتحورات فيروس «كورونا» تتمثل فى ارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق ووجع الرأس والعضلات والمفاصل، مع الشعور المستمر بالتعب وصعوبة التركيز والنوم والإصابة بضيق التنفس، كما أن 15% من الأشخاص أصبحوا يعانون من أعراض ما بعد العلاج والتعافى من كوفيد 19، بما يعرف باسم حالة ما بعد كوفيد، أو كوفيد طويل الأمد، وهو شعور المريض بعد التعافى بألم فى المفاصل، والإصابة بأمراض العمود الفقرى والعضلات، وتتشابه معظم أعراض الإنفلونزا مع متحورات كورونا، لكن بوجه عام تنفرد أعراض متحورات كورونا بفقد حاسة الشم والتذوق، لكن الأمر المهم الآن أن أعراض الكوفيد أصبحت أضعف من الإنفلونزا، إذ إن الإنفلونزا أصبحت أكثر خطورة. لماذا تشهد الدول الغربية حالات أكثر لدخول المرضى لمراكز الرعاية مقارنة بالدول النامية؟
- القارة العجوز والولايات المتحدة معظم سكانهما من كبار السن، ومعظم هؤلاء المسنين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل السرطان وأمراض القلب وأمراض الجلطة الدموية والسكرى لذا عند إصابتهم بالفيروسات يدخلون غرف الرعاية المركزة بنسبة عالية، على عكس أفريقيا والشرق الأوسط التى تزخر بنسب عالية من الشباب ونسبة أقل من المسنين.
كيف يمكن للأرض أن تتجهز للتصدى للأوبئة؟
- تظل اللقاحات والتطعيم ضد الفيروسات أفضل مقاوم للأوبئة والفيروسات، وسبباً رئيسياً فى تقليل أعداد المصابين داخل المستشفيات، لكنه لا يقلل من انتشار الفيروس، فالعالم الآن فى حالة من التعايش مع الفيروس، وتراجع الاهتمام بالتشخيص وإجراء مسحة والتطعيمات جعلت الكثير من المصابين لا يعلمون بإصابتهم، ويبقى كذلك وقف الحروب ومقاومة الجوع وتلوث البيئة «سترة وقائية» من سهام الفيروسات ومقاومة الأوبئة بالمستقبل.
كما أن أوبئة متعددة متوقع خروجها من قطاع غزة نتيجة سوء التغذية وعدم توافر المياه النظيفة وانتشار الجثث المتحللة، خاصة مع انتشار أمراض معدية مثل الأمراض الجلدية وأمراض الكبد الوبائى، ويجب التركيز بصورة أساسية على علاج الأمراض المعدية والفيروسات على مضادات الفيروسات وباراسيتامول، على عكس البكتيريا التى يتم علاجها بالمضادات الحيوية.
واقع انتشار الأوبئة اللقاحات والتطعيماتلا تزال متحورات كورونا تنتشر بين المواطنين فى دول العالم كافة، حيث تم تسجيل ظهور 5000 متحور للفيروس خلال الأشهر الستة الأخيرة، من بينها 2500 متحور من عائلة أوميكرون المثيرة للقلق، كونها سريعة الانتشار، وتنقسم متحورات الفيروس المنتشرة خلال الـ6 أشهر الأخيرة، إلى متحورات مثيرة للقلق، مثل إيريس ونسبتها 73%، وعدد 6 متحورات تحت المراقبة وآخرها متحور GN.1 وهو «بنت بيرولا» ونسبته 37%، لكن جميعها لا تسبب أعراضاً خطيرة رغم سرعة انتشارها، وارتفعت الإصابات بكورونا خلال الشهر الماضى إلى 52% بما يقارب 850 ألف إصابة خلال 30 يوما، 2% منهم اضطروا لاستكمال علاجهم داخل المستشفيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفيروسات الأوبئة الصحة العالمية انتشار الأوبئة من الأوبئة
إقرأ أيضاً:
دراسة: تحفيز الدماغ في المنزل من خلال هذا الجهاز يخفف أعراض الاكتئاب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ سماعة الرأس التي توضع في المنزل وتشحن الدماغ بطاقة بطارية 9 فولت، يمكن أن تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب.
وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine الأسبوع الماضي، أن 87 بالغًا يعانون من اكتئاب معتدل بالحد الأدنى، واستخدموا سماعة الرأس لمدة 10 أسابيع، شهدوا تحسّنًا أكبر في أعراض الاكتئاب لديهم مقارنة بـ87 آخرين ارتدوا سماعة رأس غير نشطة مماثلة المظهر خلال الفترة الزمنية عينها.
وأفاد ضعف عدد الأشخاص في المجموعة التي حصلت على العلاج النشط بأنّ أعراض الاكتئاب تحسّنت لديهم مقارنة بالأشخاص في مجموعة العلاج الوهمي: 45٪ مقابل 22٪.