يرى خبراء ومحللون أن التصريحات الأميركية الأخيرة التي تستبعد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تشير إلى احتمال تغير نظرة واشنطن للحركة وربما التعامل معها مستقبلا، لكنهم يرون أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل وستواصل العمل من أجل القضاء على كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قال في مؤتمر صحفي -يوم الأربعاء- إن القضاء على حماس كفكرة أمر مستبعد، وإنها ليست مجرد مجموعة من الإرهابيين ليتم القضاء عليها عسكريا.

ومن وجهة نظر المسؤولة السابقة بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ياسمين الجمل، فإن تصريحات كيربي "تمثل اعترافا بحقيقة أن إسرائيل لن تتمكن من هزيمة حماس أبدا"، وإنها ربما تكون قادرة على الحد من قدراتها العسكرية.

وخلال مشاركتها في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قالت الجمل إن قوة حماس "أجبرت واشنطن على مراجعة نظرتها لها؛ لأن مفهوم الردع بدا واضحا خلال الشهور الثلاثة الماضية".

حماس صدمت العالم

ليس هذا فحسب، فإن المسؤولة السابقة في البنتاغون ترى أن "العالم صدم من قدرة حماس على توجيه ضربات موجعة لإسرائيل بعد 3 أشهر من الحرب"، مضيفة أن إسرائيل نفسها "لم تكن تتوقع ذلك".

وترى ياسمين الجمل أن السبب في تباين المواقف بين أميركا وإسرائيل يعود إلى الطريقة البراغماتية التي تعتمدها الولايات المتحدة في تعاطيها مع الخصوم، بينما ترى إسرائيل الأمور من منظور واحد وهو "أن حماس تمثل خطرا وجوديا لا بد من القضاء عليه"، حسب قولها.

الأمر نفسه ذهب إليه المحلل السياسي عريب الرنتاوي، بقوله إن تصريحات كيربي تمثل تقدير موقف أميركيا للحرب بالدرجة الأولى، فضلا عن أنها تؤكد فشل إسرائيل في تحقيق هدف القضاء على حماس.

لكن الأمر الأهم الذي يراه الرنتاوي في تصريحات كيربي، هو أن "الحرب ستتوقف، بينما ستظل حماس باقية، وربما يتم التعامل معها مستقبلا كحركة تحرر حفاظا على المصالح الأميركية".

بدوره، قال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، إن قدرة القسام على توجيه ضربات موجعة لإسرائيل وتكبيدها خسائر فادحة وحقيقية "أعطى انطباعا مؤكدا لتل أبيب وحلفائها بأنه لا يمكن القضاء على حماس عسكريا".

وبالتالي -يضيف مكي- فإن الولايات "تحاول الذهاب إلى مقاربة جديدة خلاصتها القبول ببقاء الحركة مع وقف إطلاق النار، وهو أمر يتعارض تماما مع ما يعلنه وما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

خلاف في وجهات النظر

لكن اللافت -بنظر مكي- هو أن تصريحات كيربي تشير إلى أن واشنطن "قد تقبل بحماس كأمر واقع فكري وعقائدي واجتماعي واسع، لكن هذا قد لا تشمل كتائب القسام".

ويرى مكي أن واشنطن "لا تختلف عن إسرائيل من حيث رغبتها في القضاء على القوة العسكرية للحركة، وإن لم يكن الآن فلاحقا، خصوصا بعد الحرب الأخيرة التي أكدت أن قوة القسام باتت خطرا لا يمكن القبول به".

وفيما يتعلق بسحب حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" من المنطقة، قال الرنتاوي إنه "يعكس عدم رضا واشنطن عن سعي نتنياهو لإشعال حرب إقليمية"، مشيرا إلى أن واشنطن تدرك حاليا أن المنطقة "تقف على فوهة بركان، وهو أمر يتعارض مع مصالحها".

ويرى الرنتاوي أن واشنطن "ليست راغبة في حرب إقليمية شاملة ولا تريد الانصياع وراء غريزة الانتقام التي تدفع إسرائيل لضرب كل خصومها في المنطقة، وبالتالي فهي تحاول كبح جماحها".

ويؤيد مكي هذا الرأي، بقوله إن سحب حاملة الطائرات هو "رسالة غضب فقط؛ فالولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل لأي سبب خلال العقد الحالي على الأقل؛ لأنها جزء من مصالحها وأمنها القومي بغض النظر عن طبيعة ساكن البيت الأبيض".

ومن هذا المنطلق، فإن ما يجري بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو -برأي مكي- "ليس سوى مناكفات تتعلق بحرب غزة وبانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة؛ لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض؛ حتى يظل هو الآخر رئيسا للحكومة".

بدورها، قالت ياسمين الجمل، إن الدعم الأميركي لإسرائيل "ليس قابلا للنقاش حاليا ولا في المستقبل المنظور لأنه قضية أساسية بالنسبة للحزبين الديمقراطي والجمهوري"، مؤكدة أن أمن إسرائيل "أولوية لإدارة بايدن، وهذا أمر لا يمكن التأثير فيه بسهولة".

وختمت الجمل بأن سحب حاملة الطائرات جيرالد فورد "لا يعني عدم الرضا عن إسرائيل؛ لأن هناك ألفي جندي أميركي بالمنطقة، واستعراض قوة في شرق المتوسط، ناهيك عن أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن التف حول الكونغرس للمرة الثانية من أجل إرسال مزيد من الأسلحة لإسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تصریحات کیربی القضاء على عن إسرائیل أن واشنطن

إقرأ أيضاً:

القضاء العراقي يبرىء (الحلبوسي)من جريمة التطبيع مع إسرائيل و”التلاعب والتزوير”

آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 10:07 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق-أعلن حزب تقدم، يوم الأحد، تبرئة القضاء العراقي، لزعيم الحزب محمد الحلبوسي، من جميع التهم الموجهة إليه سابقاً.وذكر المكتب الإعلامي للحزب، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن “القضاء العراقي برأ رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، من التهم الموجهة إليه سابقاً”.وأضاف المكتب، أن “المحاكم المختصة، أصدرت قراراتها بردِّ الشكاوى وإلغاء التهم وغلق التحقيق مع الحلبوسي، وتمت مصادقة هذه القرارات من محكمة التمييز الاتحادية واكتسبت الدرجة القطعية”.وبحسب والوثائق التي، أصدرتها المحاكم المختصة قراراتها بردِّ الشكاوى وإلغاء التهم وغلق التحقيق، وتمت مصادقة هذه القرارات من محكمة التمييز الاتحادية واكتسبت الدرجة القطعية“.

 

مقالات مشابهة

  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • واشنطن توقف باحثة روسية بسبب عينات ضفادع ونشطاء يعلقون
  • العودة إلى الدبلوماسية.. هل تقود المفاوضات الإيرانية الأميركية لاتفاق جديد؟
  • إنترسبت: روبيو يُسكت كل صوت ينتقد إسرائيل بالخارجية الأميركية
  • القضاء العراقي يبرىء (الحلبوسي)من جريمة التطبيع مع إسرائيل و”التلاعب والتزوير”
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • بغداد توقف مشتبها به في "التحريض" على هجوم رأس السنة في نيو أورلينز  
  • واشنطن تكشف مطالبها من دمشق قبل أن تغير موقفها بشأن العقوبات
  • رسالة تكشف استجابة دمشق للشروط الأميركية الـ8 هل تغير واشنطن موقفها؟
  • عاجل | رويترز عن متحدث باسم الخارجية الأميركية: واشنطن تلقت ردا من دمشق على طلب أميركي باتخاذ تدابير لبناء الثقة.