نشر موقع "بلومبيرغ" الأمريكي، تقريرا، سلّط فيه الضوء على اتفاق بين إثيوبيا والصومال، يتضمن استخدام ميناء بربرة في أرض الصومال للتصدير الإثيوبي، وهو ما أثار قلق دول أخرى في المنطقة، ذلك أن هذه الخطوة يمكن أن تزيد من حدة التوترات في البحر الأحمر وتزعزع الأمن الإقليمي والتجارة العالمية. 

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن "نص الاتفاق ورد فيه ما يلي: تسعى دولة غير ساحلية إلى امتداد ساحل البحر، ويكون الدفع مقابل الإيجار أو الشراء قابل للتفاوض، لكن النقد غير وارد، والمشتري المتحمّس على استعداد لتجميل أي عقد ببعض الهدايا المجانية".



وأوضح الموقع، أن "الصفقات العقارية السيادية تبدو وكأنها تاريخ قديم، لكنها لا تزال موجودة. وحتى في عام 2024، يمكن أن تصبح أراضي الدولة سلعة يمكن بيعها أو تأجيرها بالسعر المناسب. وقد تبدو هذه الممارسة مثل النهب، لكنها بديل أفضل للإكراه العسكري".

وأشار الموقع إلى أن إثيوبيا، وهي الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم والتي لا تتمتع بإمكانية الوصول إلى البحر، قد وقّعت في الأول من كانون الثاني/ يناير اتفاقًا مبدئيًا لاستئجار مساحة من الساحل بطول 20 كيلومترًا (12 ميلًا) من جارتها لمدة نصف قرن. ومن المتوقع إجراء المزيد من المفاوضات، بما في ذلك حول الأسعار وشروط الدفع، ويمكن أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في أقرب وقت خلال هذه السنة.

وأوضح الموقع، أن "البائع هو دولة انفصالية تسمى أرض الصومال التي تفتقر إلى المكانة الدولية. فيما يؤكد مالك الأرض المعترف به من قبل الأمم المتحدة، الصومال؛ أن الصفقة غير قانونية. وتأتي مسألة المال: حيث إن إثيوبيا، المتورطة في حرب أهلية مستعرة دولة فقيرة عاجزة عن سداد ديونها السيادية الدولية وبدلاً من النقد تقدم جزءًا من شركة الطيران المملوكة للدولة".

وأضاف الموقع، أن "إثيوبيا في المقابل تقدم هدية دبلوماسية مجانية: ستقبل بأرض الصومال كدولة مستقلة، مما يزيد من تأجيج التوترات في القرن الأفريقي. وتشهد المنطقة بالفعل العديد من الصراعات المسلحة، بالإضافة إلى تصاعد أعمال القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك عبر البحر من اليمن. وحتى الآن، لم تعترف سوى تايوان بأرض الصومال كدولة، وذلك رغم إعلان المنطقة الأفريقية استقلالها في سنة 1991".

وحسب الموقع، لم تنجح تجربة أفريقيا الأخيرة في إنشاء دولة مستقلة (جنوب السودان في عام 2011) كما كان مخططًا لها، مع انزلاق البلاد مرة أخرى إلى الصراع المدني. وتقسيم الصومال إلى قسمين (أو حتى ثلاثة، كما قد تحذو منطقة انفصالية أخرى في الصومال تسمى بونتلاند حذوها) قد يؤدي إلى خلق المزيد من الدول الفاشلة في المنطقة التي تسيطر على مصب البحر الأحمر. 


وعلى هذا النحو، فإن الصفقة بين إثيوبيا وأرض الصومال أكثر من مجرد طرفة تاريخية بل قد يؤدي إلى تعميق الصعوبات في نقطة الاختناق الحاسمة للتجارة العالمية.

كذلك، أشار الموقع أن تاريخ العلاقات الدولية مليء بالدول التي تشتري أو تستأجر الأراضي من مُلّاك آخرين. وفي أحد الأمثلة المبكرة، اشترت اسكتلندا جزيرة آيل أوف مان والعديد من الأراضي الأخرى من النرويج في سنة 1266. وفي القرون التالية، شاركت دول بما في ذلك فرنسا وروسيا والدنمارك والمملكة المتحدة والبرازيل في معاملات الأراضي.

وأكد الموقع نفسه، على أن "الولايات المتحدة قامت بعقد مثل هذه الصفقات حيث اشترت قطعًا كبيرة من الأراضي من فرنسا (قامت بشراء لويزيانا لحوض المسيسيبي)، وفلوريدا من إسبانيا، وألاسكا من روسيا أثناء قيامها بتجميع أرضيها العابرة للقارات".

إلى ذلك، أشار الموقع إلى "أحدث مثالين على صفقات الأراضي السيادية في سنتي 1958 و1963. ففي الأولى، اشترت باكستان مدينة جوادار الساحلية، التي كانت حتى ذلك الوقت جيباً تسيطر عليه عمان (مقابل ما يعادل 2 مليار دولار بقيمة اليوم). وفي الحالة الأخيرة، أعادت ألمانيا شراء ثلاث بلدات صغيرة كانت قد خسرتها أمام هولندا في نهاية الحرب العالمية الثانية (مقابل ما يعادل 784 مليون دولار ــ اليوم)".

منذ ذلك الحين، جفّت سوق الاستحواذ على الأراضي السيادية. لقد تغيرت الحدود الدولية، ويرجع ذلك أساسًا إلى الصراع. فعلى سبيل المثال، فقدت إثيوبيا إمكانية الوصول إلى البحر في سنة 1993 بعد حرب إريتريا من أجل الاستقلال.

وأشار الموقع، إلى أن "السعودية ومصر كانتا تتفاوضان، في وقت ليس ببعيد، بشأن مصير جزيرتين في البحر الأحمر. واتفقت الرياض والقاهرة في سنة 2017 على أن تصبح جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين شمال البحر الأحمر، مملوكة للسعودية". 


وقبل وقت قصير من توقيع اتفاق 2017، وافقت السعودية على تقديم أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات المالية والنفطية للقاهرة، مما دفع الكثيرين إلى اعتبار أن الاتفاقيتين مرتبطتين. ومنذ ذلك الحين، يسعى رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي يتعرض لضغوط اقتصادية في الداخل، للحصول على مزيد من الحوافز المالية.

يتطلب الأمر اتفاقًا بين شخصين، وكثيرًا ما لا يجد المشتري المتمني أيّ بائع (أو يعتقد أنه يمتلك الأرض بالفعل، كما هي الحال في حالة فنزويلا الحالية التي تطالب بالأرض التي تسيطر عليها غيانا). لكن أوكرانيا لا تؤجر أراضيها لروسيا وبدورها موسكو لا تعرض الدفع لكييف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصومال الصومال أثيوبيا البحر الاحمر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر الأحمر فی سنة

إقرأ أيضاً:

جامعة الجلالة تنظم الدورة الأولى لمنتدى «الاستثمار وريادة الأعمال في منطقة البحر الأحمر»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت جامعة الجلالة الأهلية، الدورة الأولى لمنتدى "الاستثمار وريادة الأعمال في منطقة البحر الأحمر"، تحت رعاية وحضور الدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، وبمشاركة الدكتور ضياء خليل، المدير التنفيذي لصندوق رعاية النوابغ والمبتكرين، بالإضافة إلى أكثر من 50 شخصية عامة بين الخبراء وصانعي السياسات ورواد الأعمال، وأساتذة الجامعة والطلاب.

وسلط المنتدى الضوء على سُبل دعم أنشطة ريادة الأعمال والابتكار وفرص الاستثمار الخاصة بدعم التحول الاقتصادي والمعرفة، من خلال ‎تمكين الشباب المصري من تحويل أفكارهم المُبتكرة إلى شركات ناشئة تندمج في سلاسل القيمة العالمية، وذلك من خلال توفير بيئة ريادية تكنولوجية تساعد على تسريع النمو الاقتصادي في مصر.

كما شهد مناقشة وعرض قصص نجاح ريادة الأعمال في مصر؛ لتمكين الطلاب من إحداث تأثير إيجابي في المجتمع واكتساب رؤى حول مختلف القطاعات.

واستعرض الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة الأهلية، إمكانيات الجامعة، والشراكات الدولية التي تقوم بها، لفتح آفاق جديدة للتعاون مع كافة الجامعات والمؤسسات الدولية، وأشار إلى ارتباط جميع مجالات وبرامج جامعة الجلالة، بالتطورات العلمية المتسارعة، لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي.

وأضاف رئيس جامعة الجلالة، أن المنتدى يأتي في وقت تشهد فيه منطقة البحر الأحمر العديد من الاستثمارات والمشاريع القومية، التي تنعكس على الحراك الاقتصادي بالمنطقة لفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات، مشيرًا إلى أن المنتدى يوفر منصة لتبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات المتعلقة بخلق بيئات مواتية للاستثمار، مع التركيز على تحديد وتوسيع نطاق المبادرات الناجحة التي تساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي وأهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

ومن جانبه، أشار الدكتور ضياء خليل المدير التنفيذي لصندوق رعاية النوابغ والمبتكرين، إلى مقومات نجاح المشاريع الريادية والمهارات التقنية لرواد الأعمال والمهارات الريادية المطلوبة في سوق العمل، حيث يأتى ذلك في إطار اهتمام وزارة التعليم العالي بتحقيق رؤية مصر 2030، للتشجيع على ريادة الأعمال وثقافة العمل الحر، وطرح الرؤى والتجارب المختلفة، وتنمية الفكر الريادى الموجه نحو مجالات الإبداع والابتكار.

وأضاف المدير التنفيذي لصندوق رعاية النوابغ والمبتكرين، على أهمية توفير بيئة علمية ثقافية اجتماعية تتعامل مع الطالب كمحور أساسي لتنمية طاقات الإبداع والقيادة بشكل عملي وواقعي لديه، وسيقوم الطلاب من خلالها بعرض خبراتهم وتجاربهم، لمساعدتهم على تحويل أفكارهم الابتكارية إلى فرص استثمارية تنافسية.

واستعرضت الدكتورة دينا عرابي مدير وحدة تنمية المجتمع بجامعة الجلالة، محاور المُلتقى التي تدور حول البيئة الداعمة لريادة الأعمال في المجالات الابتكارية وأدوار الجهات المعنية في تحفيز وإنماء الطاقات الإبداعية للشباب، من خلال استضافة نماذج ناجحة من رواد الأعمال الشباب لعرض تجاربهم للاستفادة منها، مؤكدة أن الجامعة تعمل على بناء بيئة أكاديمية ملهمة ومحفزة تثري المجتمع ككل من خلال تعزيز الابتكار والمُساهمة في الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز دور ريادة الأعمال في منظومة اقتصاد المعرفة.

مقالات مشابهة

  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون لإسقاط حكومة نتنياهو ويطالبون بصفقة تبادل أسرى فورية
  • كيف يتم مطاردة اليمنيين بالبارجة “أيزنهاور”؟
  • آلاف الإسرائيليين يتظاهرون لإسقاط حكومة نتنياهو ويطالبون بصفقة تبادل أسرى فورية (فيديوهات)
  • إظهار القوة في البحر الأحمر… كيف طرد اليمنيون البارجة “أيزنهاور”؟
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
  • الصين: التوتر في البحر الأحمر أحد أشكال امتداد الصراع في غزة
  • الجزائر: السلام في اليمن بناء على المرجعيات أمر أساسي للإستقرار في المنطقة
  • جامعة الجلالة تنظم الدورة الأولى لمنتدى «الاستثمار وريادة الأعمال في منطقة البحر الأحمر»
  • صفقة جديدة بين السعودية والحوثيين لإبرام اتفاق سلام شامل في اليمن.. تفاصيل
  • الحبس 7 سنوات وغرامة.. عقوبة التعدي على الأراضي الزراعية بقانون العقوبات