الاشقاء في اليمن، وانطلاقا من مواقفهم العربية والإسلامية المبدئية اغلقوا البحر الأحمر ومضيق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية او الأخرى التي تحمل بضائع الى موانئ دولة الاحتلال في “ام الرشراش” (ايلات) في خليج العقبة او حيفا واسدود على شواطئ البحر المتوسط، تضامنا مع المقاومين في قطاع غزة،

وأكدوا ان هذا الخطر لن يرفع الا بعد وقف العدوان الإسرائيلي ودخول جميع قوافل المساعدات الى القطاع.

اليمنيون اقرنوا القول بالفعل، واعترضوا وقصفوا عدة سفن إسرائيلية او مملوكة لإسرائيليين، او تحمل بضائع الى دولة الاحتلال، ولم ترهبهم التهديدات الامريكية، بل ذهبوا الى ما هو أجرأ من ذلك عندما أطلقوا صواريخ ومسيّرات بإتجاه بوارج أمريكية في البحر الأحمر.

***

إدارة الرئيس بايدن ارتكبت حماقتين قد تدفع ثمنا غاليا جدا نتيجة لها:

الأولى: اغراق سفنها الحربية في البحر الأحمر ثلاثة زوارق يمنية يوم الاحد الماضي، واستشهاد عشرة من طواقمها بعد اقترابها من بارجة بحرية أمريكية واطلاق النار عليها.

الثانية: تأسيسها (أمريكا) تحالفا دوليا يضم 20 دولة (تراجع العدد الى 12) تحت عنوان مضلل اسمه حماية الملاحة في البحر الأحمر وهو في الواقع حماية السفن والملاحة الإسرائيلية، وأصدر هذا التحالف اليوم (البحرين، استراليا، كندا، بلجيكا، المانيا، إيطاليا، اليابان، نيوزيلندا، بريطانيا، الدنمارك، هولندا) تحذيرا لليمن من مواجهة عواقب وخيمة اذا لم يوقفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.

الرئيس بايدن أجرى مشاورات مع فريقه للأمن القومي بشأن الخيارات الممكن اتخاذها لردع القوات البحرية للحكومة اليمنية، وأرسل قبلها حاملة الطائرات “دوايت ايزنهاور” الى البحر الأحمر لتعزيز تهديداته المذكورة آنفا.

القوات البحرية اليمنية لم تعبأ بهذه التهديدات مطلقا، واستهدفت صواريخها امس الأربعاء سفينة حاويات، ودمرت قبل يومين شاحنة سيارات رفض طاقمها الخضوع للأوامر بالعودة لانها كانت في طريقها الى حيفا، ونشرت وسائل التواصل صورا لها والفئران تأكلها. السيد عبد الملك الحوثي  لم يصمت على هذه التهديدات الامريكية، وبادر على الفور برد حاسم صارم يؤكد بأن أي اعتداء على القوات اليمنية وزوارقها في البحر الأحمر “لن يمر دون عقاب”،

ودعا أنصاره للنزول الى الشوارع والميادين في العاصمة صنعاء ومدن أخرى في مظاهرات مليونية غدا الجمعة احتجاجا على هذه التهديدات، وتضامنا ودعما للأشقاء في قطاع غزة، وللتأكيد على ان الشعب اليمني لن يتراجع عن موقفه الأيماني ولن يخضع للمستكبرين. هذا الموقف الأمريكي العدواني تجاه اليمن، ودعما للاحتلال الإسرائيلي ومجازره، سيكلف الولايات المتحدة وحلفاءها خسائر ضخمة، لان الشعب اليمني لا يساوم على قيمه ومبادئه وإرثه التاريخي الحضاري المشرف الذي يعود الى أكثر من ثمانية آلاف عام ولم يخض الشعب اليمني حربا الا وانتصر فيها، سواء ضد امبراطوريات عالمية عظمى في كل العصور او دول الجوار الإقليمي، والولايات المتحدة لن تكون استثناء.

نفس اليمن طويل، وصبره بلا حدود، والتضحية والشهادة تحتل قمة قيمه ومبادئه، ويقاتل اعداءه حتى النهاية، أي النصر، ولهذا انخفض عدد الدول المشاركة في التحالف البحري الأمريكي الى 12 دولة، وكانت فرنسا اول المنسحبين، خوفا، او بالأحرى تجنبا للهزيمة المؤكدة.

كان لافتا ان هذا التحالف الأمريكي لم يضم أي دولة عربية او افريقية، مشاطئة للبحر الأحمر، وعلى رأسها دول كبرى مثل مصر والسعودية، وتجنبت دول عالمية كبرى مثل اسبانيا الانضمام الى هذا الحلف بل عارضته، لانها لا تريد الدفاع عن دولة ترتكب المجازر وحروب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، وكانت مملكة البحرين هي الدولة العربية اليتيمة الوحيدة التي كسرت هذا الاجماع العربي.

***

اليمنيون الذين دمروا البارجة الامريكية “يو أس اس كول” في خليج عدن عام 2000 في عملية “استشهادية” وأعطبوها وقتلوا 17 من جنودها، من غير المستبعد ان يستهدفوا حاملة الطائرات “ايزنهاور” خاصة انهم يملكون صواريخ “ياخوند” الروسية في طبعتها الإيرانية، المضادة للسفن، واستخدمها “حزب الله” في تدمير بارجة إسرائيلية قبالة بيروت اثناء حرب عام 2006.

أمريكا اذا تورطت في حرب ضد اليمن واليمنيين دفاعا عن “إسرائيل” ستندم ندما شديدا، وستترحم على هزائمها وخسائرها في حربي أفغانستان وفيتنام، ليس لانه لا يوجد هناك ما يخسره اليمنيون، وانما لان هؤلاء بأسهم شديد، وينتظرون اليوم الذي يلقنون فيه الامريكان والإسرائيليين درسا لن ينسوه بضمهم الى قائمة المهزومين المعتدين اليمنية الطويلة.. والأيام بيننا.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

أستاذ اقتصاد: التصعيد العسكري في اليمن لن ينجح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد دكتور باسم البواب، أستاذ الاقتصاد، أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، ينظر إلى التوترات في البحر الأحمر من زاوية المصالح التجارية، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمة يفاقم الأضرار الاقتصادية على مستوى العالم.

وأضاف عبر مداخلة لبرنامج "المراقب"، المُذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن القوى الدولية تعتبر الهجمات على السفن في البحر الأحمر انتهاكًا للأنظمة والملاحة العالمية، وتسعى إلى إيجاد حل سريع وحاسم لهذه الأزمة، نظرًا للخسائر الضخمة التي تتكبدها التجارة العالمية نتيجة تأخير الشحن وارتفاع التكاليف، والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

وأشار إلى أن إنهاء الأزمة ليس بالأمر السهل، نظرًا لوجود قوى مقاومة في المنطقة، مؤكدًا أن غياب الحقوق العادلة للفلسطينيين سيؤدي إلى استمرار التوترات والصراعات في الممرات الدولية.

ونوه بأن الحل الأمثل يكمن في المفاوضات والتسويات، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بدعم حل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق الاستقرار.

وقال في ختام حديثه، إن السياسة الخارجية الأمريكية تختلف من رئيس لآخر، موضحًا أن الإدارة الحالية تتعامل مع الأزمات العالمية بمنطق الهيمنة والسيطرة، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد الحروب والتوترات الأمنية في مناطق مختلفة من العالم.

مقالات مشابهة

  • عطوان: اليمن هو الوحيد الواقف في الخندق الفلسطيني
  • الحوثي: استهداف حاملة طائرات في البحر الأحمر ردا على الضربات الامريكية
  • جماعة «أنصار الله» تردّ على أمريكا: استهداف حاملة طائرات في البحر الأحمر
  • أمريكا تضع شرطاً على الحوثيين لوقف القصف
  • أستاذ اقتصاد: التصعيد العسكري في اليمن لن ينجح
  • بالتزامن مع الغارات الامريكية في اليمن.. حرائق الغابات تجتاح أمريكا.. شاهد
  • اليمن ضمن قائمة دول تًخطط أمريكا لمنع دخول مواطنيها إلى أراضيها نهائيًا.. تعرف عليها
  • ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
  • خبير تشريعات اقتصادية: أمريكا تدعم الإرهاب في البحر الأحمر حتى تقطع طريق التجارة الصينية
  • بينها اليمن: قائمة حمراء ممنوعة من دخول أمريكا