الغارديان: دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تورّط إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، أعدّه المحرر الدبلوماسي، باتريك وينتور، قال فيه إن "الطلب الذي تقدمت به جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية لإصدار أمر عاجل بحق إسرائيل التي تنتهك التزاماتها في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، يرفع الرهانات".
وأوضحت الصحيفة، أن "قرار إسرائيل الدفاع عن نفسها أمام المحكمة سيجعل من الصعوبة عليها تجاهل أي نتيجة سلبية" مضيفة أن "طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر مؤقت لمنع إسرائيل من ارتكاب أفعال إبادة محتملة- ووقف العمليات القتالية في المقام الأول- أخذ طابعا ملحا ومتعلقا لم يكن معقولا قبل أسبوعين".
وتابع المحرر الدبلوماسي، أنه "قد تم تجميع فرق قانونية وأصدرت دول بيانات داعمة لجنوب أفريقيا، حيث قالت إسرائيل إنها ستدافع عن نفسها أمام المحكمة، متخلية عن سياسة عقود من مقاطعة المؤسسة التابعة للأمم المتحدة وقضاتها المنتخبين وعددهم 15 قاضيا".
وتم تحديد الجلسة الأولى في هيغ يومي 11 و 12 كانون الثاني/ يناير، ولو كانت هناك سوابق فمن المرجح أن تصدر المحكمة قرارا مؤقتا في غضون أسابيع، وبالتأكيد وسط استمرار هجمات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر. بينما جاء طلب جنوب أفريقيا، لحكم مؤقت متطابقا مع الوجهة العامة في محكمة العدل الدولية بقرارات كهذه.
إلى ذلك، سعت الأطراف للحصول على تدابير مؤقتة بوتيرة منتظمة وحصلت عليها. فقد أصدرت المحكمة في العقد الماضي تدابير مؤقتة في 11 حالة، مقارنة مع عشر قرارات في الخمسين الأولى من انشائها، أي ما بين 1954- 1995. ومثل الأوامر المؤقتة الصادرة عن المحاكم الوطني، تسعى التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية إلى تجميد الوضع القانوني بين الأطراف للتأكد من نزاهة الحكم النهائي في المستقبل.
وكانت الأحكام الصادرة عن المحكمة، ولفترة قصيرة، محلا للشكوك وكونها ملزمة. إلا أن هذه الشكوك تبددت في الحكم الصادر في قضية لاغراند عام 2001، حيث اعتبرت الأحكام ملزمة، نظرا "لوظيفة المحكمة الأساسية للتسوية القضائية في النزاعات الدولية". ويقصد من الأحكام أن تكون ملزمة ولكن هي من الناحية العملية؟
ويجيب تقييم أعده المحامي الأمريكي، ماتي اليكيانو، أن الدول التزمت في قرارات المحكمة بنسبة 50 في المئة من الحالات، وفي بعضها، وبخاصة الكبرى مثل أوكرانيا ضد روسيا خلال عام 2022؛ ومزاعم الإبادة في غامبيا ضد ميانمار في 2020 وناغورو كاراباخ والعقوبات الأمريكية ضد إيران، تحدت الدولة المهزومة المحكمة. وليس غريبا أن تزيد حالة عدم الإلتزام بالقرار كلما كان متدخلا في السيادة الوطنية.
ولو وضعنا جانبا، قضية التزام الاحتلال الإسرائيلي بأي أمر من محكمة العدل الدولية لتغيير أساليبها العسكرية والتوقف عن أي فعل يعتبر إبادة جماعية، فإن الضرر على سمعة الاحتلال الإسرائيلي، بسبب الأمر ستكون جوهرية، وربما أدى في الحد الأدنى لتعديل في حملتها العسكرية.
كذلك، إن قرار دولة الاحتلال الإسرائيلي الدفاع عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، ومن ضمن الموقعين على ميثاق الإبادة يجعل من الصعوبة عليها تجاهل أي نتيجة سلبية.
ويرى الكاتب أن: "إسرائيل أمام مخاطرة عالية، لكن ما هي فرص التوصل لنتيجة سلبية؟"، مردفا أنه: "يجب القول أن طلب جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية جاء مفاجئا، في 29 كانون الأول/ ديسمبر، لكنه لم يكن تحركا قام المحامون بتجميعه وهم يفتحون هدايا أعياد الميلاد. فإن الطلب مجهز بعناية ويتكون من 80 صفحة وحافل بالتفاصيل والإشارات لمسؤولي الأمم المتحدة البارزين وتقاريرهم، ولا ينحرف عن هدفه الأساسي، أي إثبات أن إسرائيل لديها نية إبادة جماعية".
وسوف ترسل جنوب أفريقيا أفضل ما لديها من محامين إلى هيغ، ومعظم الجدل القانوني الذي قدمته جنوب أفريقيا، قائم على التدابير المؤقتة للمحكمة في حالة غامبيا ضد ميانمار في 2020. وبحسب الطلب "الأفعال والإهمال من جانب إسرائيل هي إبادة جماعية في طبيعتها وارتكبت بهدف محدود مقصود لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من الهوية الوطنية الفلسطينية الإثنية والعرقية بشكل عام".
وأن سلوك الاحتلال الإسرائيلي، عبر مؤسسات الدولة وعملاء الدولة والأشخاص الأخرين والكينونات التي تصرفت بناء على توجيهاتها وتتحكم بها أو تؤثر عليها؛ وفيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة، هي انتهاك التزاماتها لميثاق الإبادة".
وبطلب جنوب أفريقيا قرار تخفيف بناء على بند 74 للمحكمة كمضاد لحكم قاطع، فإنها "خفضت عتبة المطلوب منها إثباته قبل أن تقدم المحكمة القرار المخفف وربما التخفيض من بعض شروط الصلاحية القضائية التي تواجه المحكمة. وبالتأكيد تناقش جنوب أفريقيا أن "المحكمة ليس مطلوبا منها التأكد من حدوث انتهاكات إسرائيلية بناء على ميثاق الإبادة الجماعية".
كذلك، "عوضا عن هذا، فما يطلب من المحكمة عمله في مرحلة إصدار القرار بشأن التدابير المؤقتة هو تحديد ما إن كانت الأفعال محل الشكوى، يمكن أن تندرج تحت بنود ميثاق الإبادة الجماعية. ولا تحتاج المحكمة لأن تثبت أن الأفعال محل الشكوى يمكن أن تقع تحت بنود الميثاق".
وما يكفي في هذه الحالة هو أن "بعض الأفعال، على الأقل تندرج ضمن بنود الميثاق". و"بالمثل لا تحتاج المحكمة لأن تستخلص من المواد المعروضة أمامها أن نية الإبادة الجماعية هي النتيجة الوحيدة، لأن هذا الشرط من شأنه دفع المحكمة بالبت في مزايا الدعوى".
وتحاول جنوب أفريقيا إثبات أن أفعال دولة الاحتلال الإسرائيلي ذهبت أبعد من مجرد الدفاع عن النفس إلى تدمير الفلسطينيين. ويحتوى الزعم المقدم على التفاصيل المعروفة والصادمة وحصيلة الموت والتهجير القسري والحرمان من الطعام والقيود على الولادة من خلال الهجوم على المستشفيات، وهي أدلة كافية لاستخلاص نية الإبادة الجماعية منها.
ويضيف الزعم عنصرين آخرين، مستوى تدمير الحياة الثقافية واستهدافها ومستوى تبني مسؤولين الاحتلال الإسرائيلي وبدون رادع تدمير الفلسطينيين وليس حماس. وتقدم جنوب أفريقيا عدة تفاصيل من "التحريض المباشر والعام من مسؤولي دولة إسرائيل لارتكاب إبادة جماعية، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وقد تم توثيق التهديد بجعل غزة منطقة غير قابلة للسكن، والإشارة للفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية، في الطلب المقدم من جنوب أفريقيا. إلى جانب دعوات وزير المالية، بتسلئيل سمورتش، ووزير الأمن، إيتمار بن غفير، لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، حيث وثقت أيضا.
وفي داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي كتب مسؤولون سابقون إلى النائبة العامة غالي بهاراف- ميرا، يطالبونها باتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الذين دعوا للتطهير العرقي. ووقع على الرسالة السفير السابق، ألون ليل، والبرفسور، إيلي بارنافي، وإيلان باروخ، وسوزي باتشار. وقالوا "أصبحت الدعوات الواضحة لارتكاب جرائم ضد ملايين الناس، ولأول مرة تمر علينا، جزءا مشروعا وطبيعيا في الحوار الإسرائيلي".
ولكن على المحكمة أن توازن الدعوى جنوب أفريقية، بالنقاش، مثل تردد نتنياهو في الحديث عن خطط اليوم التالي للحرب في غزة، مما قد يعقد عملية إثبات نية الإبادة الجماعية.
وفي محاولة للرد على الدعوى من جنوب أفريقيا، قام المتحدث باسم حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي، إيلون ليفي، بجولة ركز فيها على حق الدفاع عن النفس والطرق "الإبداعية" لتقليل عدد الضحايا المدنيين.
وتساءل عن الطلب من جنوب أفريقيا التي ليست على خلاف حقيقي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وشكك في نيتها الحقيقية كمعارض للإبادة الجماعية في ضوء دعمها للرئيس السوداني السابق، عمر البشير، المتهم بجرائم حرب في دارفور. واتهم جنوب أفريقيا بالمدافع الخير عن حماس.
وحاولت جنوب أفريقيا حماية نفسها، من خلال شجب عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وإرسال ملاحظة أولية للدعوى التي لم ترد عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقالت إن "كلا البلدين وقعا على ميثاق الإبادة الجماعية 1948 ويقضي التزامامهما ببنوده".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية جنوب أفريقيا العدل الدولية الإبادة الجماعية جنوب أفريقيا الإبادة الجماعية العدل الدولية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا إبادة جماعیة الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعتقل 4 أطفال ويقتل جدة طفلين أمام أعينهما بالضفة
واصل الاحتلال عمليته العسكرية في مختلف أرجاء الضفة الغربية، تخللها إطلاق الرصاص الحي والغاز المدمع والاعتداء على الشبان واعتقال عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، إلى جانب اقتحام ساحات المسجد الأقصى خلال إفطار الفلسطينيين.
وتركزت العملية العسكرية لقوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها حيث يواصل لليوم 52 على التوالي عمليات هدم المنازل وإجبار العائلات على النزوح في جنين، إضافة إلى شن حملة اعتقالات قرب بلدة اليامون غرب جنين.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية لقواتها في جنين عبر حاجز الجلمة، كما أطلقت قنابل إضاءة في أجواء مخيم جنين، واعتقلت الشاب محمد خالد حويل قرب بلدة اليامون، واعتدت على طفلين في الحي الشرقي من جنين وقتلت جدتهم أمام أعينهم، بحسب ما ذكرت مصادر محلية لمنصة ساحات.
واصلت قوات الاحتلال كذلك عمليات تدمير البنية التحتية في شمال الضفة، لا سيما في مدينة طولكرم ومخيماتها، ودفع الاحتلال بتعزيزات إضافية لقواته في المدينة.
في الأثناء، نظم أهالي مخيمي نور شمس وطولكرم شمالي الضفة وقفة احتجاجية ضد سياسة التهجير القسري بحقهم وطالبوا بالعودة إلى بيوتهم، وذلك في ظل استمرار الاحتلال بهدم المنازل وتهجير الأهالي.
يومياً في رمضان..
عشرات الفلسطينيين يتناولون الإفطار على حاجز عورتا جنوب شرق نابلس؛ بسبب قيود الاحتلال وعراقيله. pic.twitter.com/3UN5w606ip
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 13, 2025
أما في نابلس، فقد واصلت قوات الاحتلال اقتحام مناطق المدينة ومنع تنقل الفلسطينيين، وتزامن ذلك مع اقتحام مستوطنين متطرفين ما يسمى بقبر يوسف. وقد شملت هذه الاقتحامات قرية روجيب شرق نابلس.
إعلانكما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس حيث اندلعت مواجهات مع الأهالي، أطلقت خلالها تلك القوات الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، واعتقلت 4 أطفال واعتدت عليهم بالضرب، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ودفعت قيود الاحتلال وعراقيله عشرات الفلسطينيين إلى تناول الإفطار على حاجز عورتا جنوب شرق نابلس.
مشاهد من اقتحام قوات الاحتلال لبلدة بيت فوريك شرق نابلس. pic.twitter.com/qY8wntkEfX
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 13, 2025
وفي بيت لحم جنوبي الضفة، وتحديدا في بلدة حوسان غرب المدينة، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن إصابة 6 فلسطينيين بحالات اختناق.
وأعادت قوات الاحتلال اقتحام بلدة بروقين غرب سلفيت ودهمت منازل ومحلات تجارية واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، كما اعتقلت الشقيقين علاء وحسين أحمد رزق الله من قرية فرخة جنوب غرب سلفيت.
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة "وفا" أن سلطات الاحتلال أصدرت قرارا بوضع اليد والاستيلاء على 3 دونمات من أراضي قرية حارس غرب سفليت.
كما أفادت الوكالة باقتحام قوات الاحتلال قرية مراح رباح جنوب مدينة بيت لحم، من دون تفاصيل عن اعتقالات أو مواجهات.
اعتقالات في الخليلولم يسلم جنوب الضفة الغربية أيضا من عمليات الاحتلال الذي اقتحم مدينة الخليل ونفذ حملة اعتقالات فيها وفي قرية خلة الضبع في مسافر يطا جنوب الخليل، إضافة إلى مخيم العروب شمال الخليل ومدينة حلحول.
عاجل | قوات الاحتلال تعتقل عدداً من الشبان في مدينة دورا جنوب الخليل. pic.twitter.com/AuSF8tAdyw
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 13, 2025
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة الخليل ونفذت حملة اعتقالات طالت قادة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأسرى محررين.
كما نكلت قوات الاحتلال بالفلسطينيين في مدينة دورا جنوب الخليل بعد اقتحامها وإجبار أصحاب محطة وقود ومحلات تجارية على إغلاقها في شارع البنوك.
قوات الاحتلال تنكّل بالفلسطينيين في مدينة دورا جنوب الخليل. pic.twitter.com/8Eh9j86ZQ0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 13, 2025
وألقت قوات الاحتلال قنابل الصوت باتجاه المركبات والفلسطينيين وقامت بطردهم عند بوابة جسر مخيم العروب.
إعلان اقتحام المسجد الأقصىوعلى صعيد متصل، اقتحمت قوات الاحتلال أيضا المسجد الأقصى خلال إفطار الفلسطينيين، وصادرت لافتات لمجموعات شبابية توزع وجبات إفطار على المصلين.
في مشهد مهيب.. نحو 100 ألف مصل أدّوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. pic.twitter.com/c1SCkfXxGp
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 13, 2025
وكان عشرات الآلاف من المصلين قد أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك رغم القيود والعراقيل العديدة التي يفرضها الاحتلال على الصلاة في المسجد الأقصى.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ خلال فبراير/شباط الماضي 1475 اعتداء، في حين نفذ المستوطنون 230 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية).
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد نحو 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.