إعداد: مارك ضو إعلان اقرأ المزيد

لا يزال وقع الصدمة كبيرا في معقل حزب الله اللبناني إثر الهجوم الإسرائيلي على جنوب بيروت في 2 يناير/ كانون الثاني والذي أدى إلى مقتل الرجل الثاني في حماس صالح العاروري وبعض من قادة الحركة الإسلامية.

فبالرغم من أن الحزب الشيعي الموالي لإيران لم يكن هو المستهدف بشكل مباشر، إلا أن اغتيال شخصية بارزة من حماس في معقله وعلى أراضيه وضعه على المحك وفي حال صعب.

جاءت هذه العملية العسكرية في وقت لم تتوقف فيه الهجمات وتبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

وإذا كانت الهجمات العسكرية والعمليات القتالية بين الطرفين منحصرة لغاية الآن على مستوى الحدود بين لبنان وإسرائيل، فهناك مخاوف كبيرة من اتساعها لتشمل المنطقة كاملة.

ويعد الهجوم الإسرائيلي على معقل حزب الله الأول من نوعه منذ الحرب التي اندلعت بينهما في صيف 2006، منهيا بحكم الواقع الالتزامات الضمنية التي كانت تربط الجهتين والتي تنص على عدم اعتداء أية جهة على الأخرى.

ضربة قاسية موجهة لحماس و"لمحورالمقاومة"

ويرى أنتوني سمراني، رئيس تحرير جريدة "لوريون لو جور" اللبنانية والناطقة بالفرنسية أن "إسرائيل فجرت جميع قواعد الالتزامات القائمة بين الطرفين وتعدت الخطوط الحمراء. لذا وجد حزب الله نفسه في وضعية حرجة. بمعنى أنه لا يستطيع ألا يرد على الضربة الإسرائيلية. لكن في نفس الوقت إذا رد بقوة فهناك مخاوف من نشوب حرب مباشرة ومفتوحة لطالما حاول تفاديها مع إسرائيل".

وفي بيان نشر الثلاثاء الماضي، وصف حزب الله الهجوم الإسرائيلي بـ "الاعتداء الخطير على لبنان" و"تطور كبير في الحرب بين العدو (يقصد إسرائيل) ومحور المقاومة"، محذرا أن اغتيال صالح العاروري "لن يمر دون عقاب ".

هذا، وألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأربعاء خطابا حذر فيه الدولة العبرية من "قتال بلا حدود ودون ضوابط" في حال شنت حربا على لبنان.

اقرأ أيضاحسن نصر الله يحذر "إذا شنت إسرائيل حربا على لبنان سيكون قتالنا من دون ضوابط

وكان هذا الخطاب منتظرا من قبل أنصار الحزب وجاء بمناسبة الذكرى الرابعة لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد بالعراق بواسطة طائرة أمريكية مسيرة.

ومع مقتل أحد الشخصيات البارزة في حركة حماس، ألا وهو صالح العاروري، كما وعدت بذلك تل أبيب بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تكون الحكومة الإسرائيلية قد حققت هدفها في لبنان وحرمت في نفس الوقت حزب الله وعرابه الإيراني من أحد الشركاء البارزين في حركة حماس الذي كان بمثابة همزة وصل بين الحركة الإسلامية من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى.

 ووفق مصادر إعلامية لبنانية، كان من المتوقع أن يلتقي صالح العاروري بحسن نصر الله يوم الأربعاء الماضي.

 وأضاف الصحافي في جريدة "لوريون لوجور" " كان صالح العاروري أحد المسؤولين الفلسطينيين الأكثر قربا من إيران وعمل الكثير للتقرب من حزب الله. فضلا أنه كان من بين المنظرين الذين و"حدوا كل جبهات المقاومة ضد إسرائيل".

رسائل لحسن نصر الله

ومع مقتل صالح العاروري في حي المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت في عملية هجومية أقل خطورة من الناحية التقنية والدبلوماسية مقارنة بعملية اغتيال مماثلة قد تنفذها إسرائيل في قطر أو في تركيا، حيث يعيش باقي مسؤولي حماس في المنفى، تكون تل أبيب قد بعثت عدة رسائل مشفرة لحزب الله.

الأولى واقعية، مفادها أن إسرائيل استطاعت أن تحدد هدفا وتقضي عليه في مكان يفترض أنه كان آمنا بالنسبة لحزب الله ولصالح العاروري الذي كان يخطط لتنظيم اجتماع في مكتب تابع لحماس في بناية تقع في حي راق.

اقرأ أيضااغتيال العاروري: الضربة الأخطر في العمق اللبناني

فهل وقعت حماس ضحية للخيانة أم أن الإسرائيليين كانوا على علم بذلك؟ لا نعلم لغاية اليوم الجواب. لكن لكي يحافظ حزب الله على إطاراته، عليه أن يجيب على هذين السؤالين وبسرعة.

الرسالة الثانية لها طابع جيو سياسي. ومفادها أن إسرائيل لا تخشى رد حزب الله أو أي تطور جديد وخطير في الصراع على حدودها الشمالية. ورغم أنها لم تقر بمسؤوليتها في مقتل صالح العاروري في لبنان، إلا أنها أكدت بأنها تتهيأ "لجميع السيناريوهات".

وقال الصحافي أنتوني سمراني في هذا الشأن: "من المهم لحزب الله أن يؤكد من جديد قوته في الردع لكن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار السياق المحلي. فاللبنانيون لا يريدون الدخول في حرب طويلة والحزب الشيعي لا يملك القدرات لمواجهة شاملة مع إسرائيل، خاصة في ظل تواجد قوات أمريكية كثيرة في المنطقة".

ونوه نفس الصحفي إلى وجود قراءتين اثنتين ممكنتين للعملية الإسرائيلية. "القراءة الأولى مفادها أن إسرائيل تعتبر أن حزب الله لا يريد الحرب وبالتالي سيرد بشكل محدد. بينما تشير القراءة الثانية إلى رغبة إسرائيل في فتح جبهة قتالية جديدة وكبيرة ضد حزب الله في وقت يبذل حليفها الأمريكي كل جهوده لمنعها من القيام بذلك، انطلاقا من الإدراك أن حزب الله يستطيع أن يرد بشكل حازم وقوي، وبالتالي قادر على إشعال الوضع أكثر في المنطقة".

مضيفا: "إنها لحظة مهمة جدا بالنسبة لحزب الله رغم أن قراره الدخول أم لا في الحرب لا يتعلق بتصفية القيادات العليا. فلقد لاحظنا ذلك خلال مقتل المسؤول العسكري للحركة عماد مغنية بسوريا في 2008 والجنرال الإيراني قاسم سليماني، فحزب الله لا يرد بهذه الطريقة".

 

مارك ضو

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل أحداث 2023 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج لبنان حزب الله حسن نصر الله إسرائيل حماس حرب الحرب بين حماس وإسرائيل غزة للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس للمزيد الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا صالح العاروری لحزب الله نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

حركة حماس: قصف العدو الصهيوني لمجموعة من الصحفيين جريمة نكراء

يمانيون../ أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن القصف الإجرامي الذي استهدف مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين في خيمتهم قرب مستشفى ناصر بخانيونس، وأدى لاستشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار، احتراقاً، إضافة لإصابة تسعة صحفيين آخرين، بعضهم في حال الخطر الشديد؛ هو جريمة نكراء واستمرار مشين لانتهاكات الاحتلال الفاضحة لكل القوانين والأعراف الدولية.

وقالت حماس في بيان لها: إن الاستهدافات المستمرة للصحفيين الفلسطينيين، وإعدام جيش العدو لـ 210 صحفيين في غزة منذ بدء هذه الإبادة الوحشية، تأتي في إطار سعي الاحتلال المحموم لطمس حقيقة ما يجري في القطاع، وإرهاب الصحفيين عن القيام بواجبهم.

وأشار إلى حالة من الصمت الدولي غير المسبوق في التاريخ الحديث، مشددة على أن المجتمع الدولي، والأمم المتحدة ومؤسساتها وخاصة مجلس الأمن، أمام استحقاق تاريخي، للوقوف في وجه هذه الجرائم والمجازر والانتهاكات التي ترتكبها حكومة مجرم الحرب نتنياهو، بحق الصحفيين، وكل الشرائح المحمية بموجب القوانين الدولية، من مدنيين أبرياء وطواقم إسعاف وإنقاذ وعمال إغاثة وغيرهم.

ودعت الصحفيين حول العالم، والمؤسسات الصحفية والإعلامية الدولية، للعمل على فضح جرائم العد بحق الصحفيين الفلسطينيين، والتضامن معهم في مواجهة حرب الإبادة الوحشية التي يواصل العدو الصهيوني شنها على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • مقتل ألماني مسلح بعد هروبه من مصحة عصبية
  • أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
  • مقتل 15 عنصرا من حركة "الشباب" بعملية عسكرية في الصومال
  • رويترز عن مسؤول بحزب الله: مستعدّون لمناقشة مسألة أسلحتنا إذا انسحبت إسرائيل وأنهت ضرباتها
  • أول تعليق من حركة حماس علي استشهاد شاب تونسي خلال رفعه علم فلسطين
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • كيف تخدم إسرائيل حزب الله؟.. تقريرٌ جديد يتحدّث!
  • حركة حماس: قصف العدو الصهيوني لمجموعة من الصحفيين جريمة نكراء
  • تصفيات داخلية أم غارة أمريكية؟ مقتل المتهم باغتيال الرئيس صالح في صنعاء
  • خفايا اغتيالات إسرائيل في لبنان.. منطقة دخلت الخطر