ببالغ الأسى والألم، نجد أنفسنا أمام مشهد مروع يروي قصة أطفال معذبين ومحرومين من الرعاية الطبية. صرخات الألم تعلو من حناجر هؤلاء الأطفال الذين يعانون بلا هوادة، وتتراكم جثثهم المحترقة والمشوهة في ممرات المستشفى التي تغطيها الدماء وتنتشر فيها النفايات، لقد أصبحوا ضحايا لا يمكن تصور معاناتهم، حيث تم تشخيص حروق مروعة وتآكل عظامهم نتيجة استخدام مواد محظورة دوليًا.

أطفال فلسطين يصرخون من الألم

وفي هذا السياق، نجد طفلًا صغيرًا يبلغ من العمر خمس سنوات ملقى على سرير في ممر المستشفى، حيث يكاد يغطي الدماء الأرض وتنتشر النفايات من حوله، يصرخ الطفل من شدة الألم الذي يعانيه بسبب ذوبان جلد وجهه واختفاء ملامحه تمامًا، وعلى الرغم من كسر يده اليمنى، إلا أنه يتجاهل ذلك ويتوسل بأن يتم تخفيف آلام حروقه البشعة في جسده.


إن هذه المشاهد المروعة التي يشهدها العالم تجاهلًا لأطفال يستغيثون بالأطباء لإنقاذهم وتخفيف معاناتهم، دفعت الأطباء المكلومين الذين استنفدوا كل الإمكانيات الطبية المتاحة لهم إلى البكاء من عجزهم عن تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الحالات القاسية وغير المألوفة.

و تتعالى صرخات الأطفال في أروقة المستشفى كما لو أنهم تم وضعهم في "براميل زيت مغلي"، وتصبح غالبيتهم شهداء يستريحون من عذابهم في هذا العالم الظالم الذي لم ينصت إلى صرخاتهم وتركهم فريسة للقوات الإسرائيلية التي تستخدم أسلحة محظورة دوليًا تذيب أجسادهم الصغيرة، وبينما ينجو البعض منهم بأعجوبة، يعيشون كأشباح في جسد مشوه ومبتور الأطراف، عاجزين عن الاستمتاع بحياة كريمة وإنسانية.


اسرائيل تتجاوز الحدود

يوميًا، تتجاوز إسرائيل حدود الإنسانية والقوانين الدولية في حربها الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة، إذ يستخدمون وسائل إبادة بشعة، متسلحين بالاستخفاف بالمواثيق الإنسانية، وتزداد الخسائر بشكل مروع، حيث يصل عدد الضحايا إلى نحو 25 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء.

القبور أصبحت هدفًا للسرقة والتنكيل، مكشوفة في تحقيق استقصائي يظهر بالأدلة والصور والشواهد تجاوز الظلم والجريمة، مع استمرار هذه المجازر دون مراعاة لأدنى معايير الإنسانية.

الفسفور الأبيض سلاح اسرائيل


كان يوم الثلاثاء الماضي فاصلًا، حيث كشف الإعلام الحكومي في غزة عن استخدام قوات الاحتلال أسلحة محظورة دوليًا في حربها في القطاع، وألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 65 ألف طن من المتفجرات على منازل المدنيين، تحتوي على مواد محظورة مثل اليورانيوم والفسفور الأبيض والغازات السامة وغاز الأعصاب، مما نتج عنه جرائم حرب وتشوهات مروعة."

يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الأسلحة المحظورة دوليًا في هجماته على المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة. تشمل هذه الأسلحة القنابل الخارقة للحصون مثل BLU-113 وBLU-109 وSDBS، والقنابل الأمريكية GBU-28، والصواريخ من نوع "هالبر"، والقنابل الموجهة بنظام GPS لتدمير البنية التحتية، وقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليًا، والقنابل غير الموجهة، وقنابل JDAM الذكية، حسب مصادر موثوقة.

تأكيدًا على ذلك، يشير الإعلام الحكومي إلى الضرر الدائم الذي يتسبب فيه استخدام هذه الأسلحة المحظورة، مثل التشوهات والإعاقات الدائمة والبتر، ويظهر هذا بوضوح على الضحايا والمصابين في جميع المستشفيات.

بالإضافة إلى ذلك، يلقي القصف الجماعي أكثر من 45 ألف صاروخ وقنبلة عملاقة على غزة إلى تلوث بيئي كبير بإطلاق إشعاعات سامة، مما يؤثر على الهواء والماء والبيئة على مدى سنوات وأجيال قادمة. هذه الهجمات الوحشية أسفرت عن ارتقاء أكثر من 400 شهيد في بعض الحالات، مثلما حدث في منطقة "التاج" وحي الشجاعية بمدينة غزة، مما يبرز وحشية جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال.


العالم يغمض عينه عما يحدث في غزة

تشهدنا الأيام بأحداث مأساوية تكشف عن وحشية وبشاعة جرائم القتل والتعذيب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، تعتبر هذه الجرائم إبادة جماعية تشبه الهولوكوست، حيث يتم استخدام أسلحة محظورة دوليًا لحرق الفلسطينيين وأطفالهم، سواء كانوا أحياء أم أموات.

في منطقة غزة، التي تعتبر موطنًا للصمود والمقاومة، نشهد مشاهد مروعة تظهر بشاعة هذه الجرائم التاريخية التي لم يشهدها العالم من قبل، لم تكتفِ قوات الاحتلال بسفك الدماء ونبش القبور وسرقة أعضاء الشهداء وجلودهم، بل أصبحوا يتعمدون تعذيب وتشويه جسد الفلسطيني بكل الوسائل والأساليب المحظورة إنسانيًا ودوليًا.

استخدمت إسرائيل في هذه الجرائم المروعة مواد كيميائية ذات فعالية أعلى من النار نفسها، حيث تهاجم الجلد وتذيب اللحم وتنهش الجسد، تكون نتيجة هذه الهجمات المروعة والوحشية هي مقتل الضحايا فورًا، وإذا نجا أحدهم، فإنه يعيش بحالة مشوهة ومحطمة، وقد يكون مشلولًا أو فاقدًا لأحد أطرافه أو حتى كلها.

إن هذه الجرائم الوحشية والبشعة تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وتدعو إلى تحرك دولي فوري لوقف هذه المجازر وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، إن العالم بأسره يجب أن يتحرك ويتصدى لهذه الجرائم لحماية الأرواح البريئة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني المظلوم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قنابل الفوسفور قطاع غزة ماذا يحدث بغزة أخبار غزة اليوم هذه الجرائم

إقرأ أيضاً:

وزير دفاع الاحتلال يصر على قـ.تل الفلسطينيين بمنع دخول الطعام إليهم

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقوله بشكل واضح على عزمه تجويع أهالي غزة وقتلهم بصورة بطيئة وذلك لأنه حسب زعمه “لا أحد في الظروف الحالية يريد إدخال مساعدات إلى قطاع غزة”، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.

الخارجية الصينية تطالب الولايات المتحدة بوقف التهديدات والابتزازألف جندي فقط..أمريكا تتجه لتقليص وجودها العسكري في سورياتوتر داخل جيش الاحتلال.. قادة وجنود احتياط يطالبون بوقف الحرب وعودة الأسرىمصادر إسرائيلية: حرب غزة مستمرة في إشعال الغضب داخل الجيشرشوة مقنعة من جوجل لشركات المحمول .. وتحرك عاجل من اليابان ضدهاخطيب الأقصى: استباحة آلاف المستوطنين الحرم القدسي رسالة خطيرة

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة إحدى أدوات الضغط المركزية على حماس.

أضاف وزير الدفاع الإسرائيلي:“لا نخطط لإدخال مساعدات إلى غزة ومن المؤسف أن هناك من يحاول تضليل الرأي العام”، وذلك في إشارة إلى إداعاءات سياسيين صهاينة طالبوا بعدم دخول الطعام لغزة حتى يتم الإفراج عن الأسرى الذين اعتبروهم يعانون وسط ظروف صعبة، وهو الأمر الذي يقول بوجود مساحة كبير داخل الاحتلال على إبادة الفلسطينيين.

المناطق الأمنية في قطاع غزة


كما  قال وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن القوات ستبقى في ما يسمى بالمناطق الأمنية في قطاع غزة ولبنان وسوريا إلى أجل غير مسمى، وهي تصريحات من شأنها أن تزيد من تعقيد المحادثات مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

سيطرت القوات الإسرائيلية على أكثر من نصف قطاع غزة في حملة متجددة للضغط على حماس لإطلاق سراح رهائن بعد أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار الشهر الماضي. 

كما رفضت إسرائيل الانسحاب من بعض المناطق في لبنان عقب وقف إطلاق النار مع حزب الله العام الماضي، واستولت على منطقة عازلة في جنوب سوريا بعد أن الأطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر.

الإبادة الإسرائيلية

أسفرت الإبادة الإسرائيلية عن استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني.

ترك القصف الإسرائيلي والعمليات البرية مساحات شاسعة من القطاع غير صالحة للسكن، وشرّد نحو 90% من سكانه البالغ عددهم مليوني فلسطيني تقريبًا. 

وقد نزح الكثيرون منهم عدة مرات، ويتكدس مئات الآلاف في مخيمات بائسة، في ظل نقص حاد في الغذاء، بعد أن أغلقت إسرائيل القطاع أمام جميع الواردات قبل أكثر من شهر.

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس وإعادة 59 رهينة ما زالوا في غزة - يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة. 

اقتراح الرئيس الأمريكي

وقال وزير دفاع الاحتلال إن إسرائيل ستنفذ بعد ذلك اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين جزء كبير من سكان غزة في دول أخرى من خلال ما أسماه نتنياهو "الهجرة الطوعية".

يترأس نتنياهو الحكومة الأكثر قومية ودينية في تاريخ إسرائيل، وقد دعا شركاؤه في الائتلاف إلى إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة. 

انسحبت إسرائيل من غزة عام ٢٠٠٥ وفككت مستوطناتها هناك.

رفض الفلسطينيون والدول العربية بالإجماع اقتراح ترامب، الذي يقول خبراء حقوق الإنسان إنه ينتهك القانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.. فعاليات التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • عين العدالة الدولية عمياء.. في "يوم الأسير".. سادية الاحتلال تنتهك إنسانية الفلسطينيين
  • حركة حماس تدعو لجعل 17 إبريل يومًا للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين
  • فتح تستنكر الصمت الدولي حيال الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين
  • وزير دفاع الاحتلال يصر على قـ.تل الفلسطينيين بمنع دخول الطعام إليهم
  • ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبنان؟
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم إبادة وتهجير الفلسطينيين
  • الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمستوطنين
  • هل قراءة سورة يس يوميا بدعة محرمة؟.. اغتنمها لـ5 أسباب
  • سياسي أنصار الله: اقتحام الأقصى وجرائم جنين تكشف وحشية الاحتلال وتزيد تمسك الفلسطينيين بالمقاومة