الخارجية تؤكد رفضها لما جاء في بيان تحالف الـ 12 دولة حول ما يجري في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
الثورة نت../
أعربت وزارة الخارجية في الجمهورية اليمنية عن إدانتها ورفضها جملة وتفصيلا لما جاء في بيان تحالف الـ 12 دولة بزعامة أمريكا حول ما يجري في البحر الأحمر.
واعتبرت وزارة الخارجية في بيان صادر عنها، ما جاء في بيان تحالف الـ 12 دولة، مجافياً للحقيقة ويحاول الترويج لواقع ولأحداث لا تمت للحقيقة بأي صلة، ويأتي في الأساس في إطار سياسة الكيل بمكيالين المعروفة عن الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى توجه السياسة الأمريكية المدعوم من عدد من الدول الغربية لشرعنة وتقديم الدعم اللا محدود للعدو الصهيوني الذي يحتل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948م.
وأشار البيان إلى ما يمارسه الكيان الصهيوني من جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع، والعديد من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وقرار محكمة العدل الدولية، في وقت لم تتحرك فيه واشنطن وحلفائها للاضطلاع بالواجب الإنساني والأخلاقي، بل هم من زودوا العدو الصهيوني بأحدث أنواع الأسلحة لارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستهجنت وزارة الخارجية تجاهل بيان البيت الأبيض ومن معه من الدول التي تتبنى هذا البيان، لما يقوم به العدو الصهيوني في قطاع غزة من جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين وبالأخص النساء والأطفال وكبار السن، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء والوقود، وقتل ممنهج للإعلاميين والصحفيين.
وشددت على أن التباكي والقلق اللذين جاءا في بيان تحالف الـ 12 دولة بزعامة أمريكا وحلفائها على سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، باعتباره من أهم الممرات المائية للتجارة العالمية والترويج للعالم، متهماً صنعاء بقيامها بأعمال مخالفة للقانون الدولي هي تصريحات غير صحيحة وفي إطار حملة إعلامية فاشلة.
وقال البيان “القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء منذ تسلمهما الحكم في الجمهورية اليمنية أعلنتا حرص والتزام صنعاء على كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بما في ذلك الاتفاقيات المنظمة للملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب، وبالرغم من تعرض اليمن لعدوان عسكري وحصار شامل منذ 26 مارس 2015م، فإن صنعاء استمرت في التزامها الدولي والإقليمي بعدم تعريض الملاحة الدولية والتجارة الدولية لأي مخاطر رغم أنها تعيش في حالة حرب مفتوحة”.
وأكدت وزارة الخارجية أن وضع الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب في أمان تام باستثناء الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة وهذا اجراء إنساني بامتياز جاء عقب الممارسات الوحشية التي يقترفها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في غزة وما يقوم به من قتل ممنهج وتدمير مروع وواسع النطاق بالإضافة إلى حصار مطبق وصل حد منع الماء والغذاء عن السكان.
وأفادت في هذا السياق بأن القوات البحرية اليمنية تقوم بواجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني والعمل على كسر الحصار المفروض على غزة وفق خطوات واضحة ومعلنة وبعد إصدار تحذيرات متكررة لكافة شركات الشحن البحرية بوقف التوجه نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة حتى رفع الحصار عن غزة.
ولفت بيان وزارة الخارجية إلى أن بيان الدول الـ١٢ عكس اصراراً واضحاً على شراكة هذه الدول في كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مأساة وينم عن إصرار على تشجيع الكيان الصهيوني المجرم في مواصلة جرائمه الوحشية ضد الفلسطينيين وهو موقف لاشك يجلب لتلك الدول وشعوبها العار.
كما أكدت وزارة الخارجية أن موقف اليمن ثابت وأن صنعاء ستواصل واجبها الإنساني والأخلاقي في منع كافة السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى رفع الحصار الوحشي عن سكان غزة مهما كلف ذلك من ثمن ولن تصغي لتهديدات هذه الدول التي لا مهمة لها سوى حماية سفن الكيان الصهيوني المجرم.
وحملت، الإدارة الأمريكية وحلفائها المسؤولية الكاملة عن كل التبعات والتداعيات جراء تلك التهديدات التي ستعرض السلم والأمن الدوليين للخطر وتعرّض أيضاً مصالح الدول نفسها لنقمة شعوب الأمة الغاضبة على مستوى المنطقة والعالم.
واختتمت وزارة الخارجية بيانها بالتأكيد على أن موقف القيادة والشعب اليمني لن يتغير أو يثنيه أية ضغوط أو تهديدات لوقف حصاره البحري على العدو الصهيوني حتى وقف العدوان ودخول المساعدات الغذائية والوقود إلى قطاع غزة دون عوائق.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
ما بين تحدى الهيمنة الأمريكية وتعزيز أمن الممرات البحرية
بقلم: د. حامد محمود
كاتب متخصص فى الشئون الاقليمية والدولية
القاهرة (زمان التركية)- رسائل عدة تبعثها مناورات ” الحزام الأمني البحري 2025″ التى انطلقت قبل أيام بمشاركة القوات البحرية لإيران وروسيا والصين، وهي مناورات عسكرية قبالة السواحل في جنوب غرب إيران حيث تشارك سفن قتالية وداعمة للقوات البحرية الصينية والروسية، وسفن الجيش الإيراني وبحرية الحرس الثوري التى تشارك ايضا في هذه المناورات .
وتهدف المناورات إلى “تعزيز الأمن في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف بين الدول المشاركة” وذلك حسبما هو معلن.
وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه غير قلق على الإطلاق بشأن المناورات العسكرية المزمعة بين روسيا والصين وإيران.
إلا أن هناك العديد من الأهداف والرسائل من وراء اجراء هذه المناورات: أولها تعزيز التعاون المشترك بين الدول الثلاثة حيث أجرت من قبل مناورات مشتركة في المنطقة خلال السنوات الماضية انطلاقاً من رغبتها المشتركة في مواجهة ما تصفه بالتهديدات لامن دولها.
ثانيها الرغبة فى تحدى الهيمنة الامريكية الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط عامة ومنطقة الخليج العربى وشمال المحيط الهندى بشكل خاص.
ثالثا رغبة ايران فى إظهار قواتها البحرية والسيطرة على منطقة مركزية للتجارة والإمدادات العالمية فعلاوة على المناورات الجوية والبرية التي دأبت عليها، بدأت إيران مناورات بحرية مشتركة مع كل من الصين وروسيا على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع (6600 ميل مربع) شمالي المحيط الهندي وخليج عمان.
وعلى وقع التوتر المتصاعد في البحر الأحمر وبحر العرب، أعلن المتحدث الإيراني باسم المناورات المعروفة بـ”حزام الأمن البحري 2025″ أن النسخة الخامسه منها ترمي إلى ضمان الأمن بالمنطقة وتوسيع التعاون مع الحلفاء، وأوضح أنها تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ، فضلا عن ان التدريبات ستشمل التعاون المشترك على إنقاذ السفن من الحرائق والاختطاف والرماية على أهداف محددة وإطلاق نار ليلي على أهداف جوية.
ورغم أن الدول الثلاث سبق ونفذت -منذ 2019- مناورات بحرية مشتركة في المحيطين الهندي والأطلسي وبحر عُمان، يرى مراقبون في إيران أن التدريبات الجارية التي تأتي في ظل توترات إقليمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، تكاد تكون مختلفة عن المناورات السابقة.
منطقة المثلث الذهبىومن المهم الاشارة الى أن منطقة المناورات اختيرت بعناية لتتوسط ثالوث المضايق الذهبية هرمز وباب المندب وملقا، مما يزيد من أهمية الحزام الأمني التي تشكله شمالي المحيط الهندي لضمان مرور السفن التجارية ولاسيما تدفق الطاقة العالمية.
ويزيد من أهمية المناورات الجارية كونها تأتي متزامنة مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتداعياتها على “غطرسة” التحالف الأميركي البريطاني في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي والمياه الإقليمية.
بالاضافة إلى أن المناورات الثلاثية تبعث رسالة للجهات المعنية أن الأطراف الشرقية المشاركة فيها عازمة على ضمان المضايق الإستراتيجية في المنطقة دون الدول الغربية.
ولعل الرسالة الرئيسة لهذه المناورات أنها تجدد سياسة الدول المشاركة فيها بعدم قبولها أي تغييرات جيوإستراتيجية وجيوسياسية في المحيط الهندي، لا سيما المناطق البحرية التي تقع شماله وغربه.
ويعتقد أن حزام الأمن البحري يثبت لدول المنطقة تفوق الأمن الإقليمي على نظيره المستورد من القوى الغربية، ولذلك فمن المهم توسعة التعاون العسكري المشترك ومشاركة الدول المطلة على أعالي البحار والمحيط الهندي في التحالف الشرقي الصاعد والتعاون معه لضمان الأمن البحري الإقليمي وسلامة النشاط الاقتصادي هناك.
وفى التحليل النهائى..فان المناورات والإصرار على تنفيذها في نطاقها الجغرافي وحيزها الزماني المعتاد يثبت عزم الدول المشاركة فيها على مواجهة الحضور العسكري الغربي في المنطقة.
ومع تحدى جماعة الحوثي للهيمنة البحرية للقوى الغربية في البحر الأحمر بما يتناسب وسياسات الدول المشاركة في مناورات حزام الأمن البحري 2024، لطالما تنظر الولايات المتحدة إلى هذه الدول كونها تمثل تهديدا لأمنها القومي وبذلت ما بوسعها لفرض العقوبات والتضييق على القوى الشرقية بما يبرر إظهارها القوة على تنفيذ رد مشترك ومواجهة الهيمنة البحرية الغربية.
مرحلة جديدة من التعاون الامنى البحرى للقوي الثلاث
كما أن من شأن المناورات الجارية أن تؤسس لمرحلة جديدة تتراجع فيها الهيمنة البحرية الغربية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، مؤكدا أنه فضلا عن إيران والصين كونهما دولتين إقليميتين، فإن الحضور العسكري الغربي في المنطقة يشكل خطا أحمر لروسيا التي تجرعت الأمرين بسبب السياسات الغربية التي لم تسمح يوما بحضور موسكو -رغم قربها لأوروبا- في إطار النظام العالمي الغربي.
فالحضور العسكري الروسي في المحيط الهندي والمياه الإقليمية تحديا للهيمنة البحرية الغربية وتجاوزا للخطوط الأميركية الحمراء، مؤكدا أن سلسلة مناورات حزام الأمن البحري ليست سوى بداية لسياسة إستراتيجية طويلة المدى تهدف لمواجهة الحضور الأميركي في المنطقة وتقويضه.
ولذلك فمن المهم تحديث إستراتيجياتها العلياء وفق المستجدات السياسية في المنطقة واستغلال مبادرة الحزام والطريق وممر شمال-جنوب الدولي لتعزيز التعاون السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بينهما في إطار خارطة الطريق الرامية إلى تقويض الهيمنة الغربية.
وخاصة أن الموقع الجيوإستراتيجي الذي تتمتع به كل من إيران وروسيا والصين، بإمكانه أن يسهم في تحويل التعاون العسكري الراهن بينها إلى تحالف عسكري إستراتيجي.
Tags: ايرانتحدى الهيمنة الأمريكيةتعزيز أمن الممرات البحريةروسيامناورات الحزام الأمني البحري