وسط ثبات وصمود المقاومة الفلسطينية، الذي أربك حسابات جيش الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، تدخل حرب الإبادة ضد قطاع غزة المحاصر، يومها التسعين. ما دفع الاحتلال إلى تغيير إستراتيجيات المعركة وإعادة النظر في الكثير من الخطط، تجنّبا للمزيد من التوغّل في وحل غزة العميق.

وعلى الرغم من وحشية القصف الأهوج، الذي استمر لثلاثة أشهر، لم يكن حاجزا لها إلا بضعة أيّام من الهدنة؛ ظلّت المقاومة الفلسطينية، سواء من الفصائل أم الشعب الغزي الذي أذهل العالم، متمسّكة بثَباتها وصمودها، وذلك بحسب جُملة من المحللين، في عدد من دول العالم.


سياسية الاحتلال بالاغتيال زادت قوة المقاومة وشراستها وعزيمتها حتى باتت "اسرائيل" تخاف على وجودها.

كلمة مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله حسن حب الله خلال تشييع الشهيد القائد صالح العاروري ورفيقيه الشهيدين.#لبنان #الميادين_لبنان pic.twitter.com/Bf9oJcPVkt — الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) January 4, 2024
تطور نوعي
بعد 90 يوما من الحرب التي توصف بـ"غير المتكافئة" في ظل الفوارق الكبيرة في الإمكانيات، بالإضافة إلى الدعم غير المسبوق الذي تقدمه أعتى جيوش العالم لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن المعركة لم تنته بعد، إذ أنّ المقاومة تُواصل تكبيد الاحتلال خسائر لم يتوقعها أي أحد.

 في كل من شمال قطاع غزة المحاصر وفي الوسط، وفي خان يونس جنوبا، ومخيم المغازي، نفذت المُقاومة الفلسطينية سلسلة من العمليات القتالية، ضد قوات الاحتلال، شملت استهداف جنود ودبابات وجرافات.
#فيديو| مشاهد جديدة لصواريخ المقاومة الفلسطينية في سماء مدينة الرملة بالداخل المحتل pic.twitter.com/XaRG31EMrw — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 31, 2023 لحظة تفجير المقاومة الفلسطينية جرافة عسكرية للاحتلال في بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية. pic.twitter.com/biAHiKq0kh — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 4, 2024
وفي تطور نوعي بعمليات الاستهداف، وبعد ساعات قليلة، من تمكنها من إسقاط طائرة استطلاع من نوع "هيرمز 900" بصاروخ مضاد للطائرات شرق غزة، وأخرى في جنوب حي الزيتون؛ أعلنت كتائب عز الدين القسام، في تصريحات إعلامية مُتفرّقة، عن تمكنها مع "كتائب المجاهدين" من إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه مروحية إسرائيلية شرق خان يونس.

وتمكن مقاتلو القسام من استهداف قوة راجلة للاحتلال الإسرائيلي، مكونة من سبعة جنود شرق خزاعة، جنوب قطاع غزة، من خلال تفجير عبوتين مضادتين للأفراد، قد أوقعتهم بين قتيل وجريح.


كذلك، تمكنت المقاومة الفلسطينية، من استهداف 3 دبابات و3 جرافات للاحتلال الإسرائيلي، إحداها من نوع "دي 9" شرق حي التفاح، وفي منطقة الشيخ عجلين، بمدينة غزة، وشرق مدينة خان يونس.

وفي عملية مشتركة لكتائب القسام وسرايا القدس، وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تم استهداف تجمع لآليات الاحتلال الإسرائيلي بقذائف الهاون شرق كل من حي التفاح والدرج.

وتم قنص جنديين إسرائيليين في محور شمال مخيم البريج وسط القطاع، حيث قُتل أحدهما، فيما أصيب الآخر، وذلك وفق معلومات أدلت بها "سرايا القدس"، التي خاضت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات الاحتلال في محاور شمال القطاع المحاصر.

أرقام الاحتلال.. مشكوك في أمرها
في تعليقه على عمليات المقاومة الفلسطينية التي توصف بـ"النوعية"، خلال الساعات الـ24 الماضية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مقتل ضابط من سلاح الهندسة وإصابة 25 جنديا خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة؛ غير أنه في ظل توثيق المقاومة لعملياتها، قد بدا أن الأرقام التي أعلن عنها الاحتلال، مشكوك في أمرها.
????????
متع ناظريك
المقاومة الفلسطينية تبيد الجيش النازي الارهابي في حي #الشجاعية pic.twitter.com/c7BOvxb3vr — جنـرال الخليج (@QATARTEAM) December 27, 2023
وبعد 90 يوما من عملية "طوفان الأقصى"، تمكّنت المقاومة الفلسطينية من قتل 509 عسكريين إسرائيليين، بين ضابط وجندي، منهم 181 منذ بدء الهجوم البري على القطاع في 27 تشرين الماضي/ أكتوبر الماضي؛ وذلك وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن حكومة الاحتلال، وهو الرقم الذي يقول الخبراء إنه "أقل بكثير من الأرقام الحقيقية للقتلى في صفوف الجيش المحتل".
فيديو لجنود الاحتلال يحتفلون بإعلان واحد منهم تاريخ زفافه عبر تفجير منزل في #غزة.
يا حرام على الإفلاس! العالم يرى "إنجازاتكم" ويتقيّأ ويكرهكم كل يوم أكثر!
استمرّوا حتى الانتحار!
وبوركت المقاومة الفلسطينية التي جنّنتكم!
pic.twitter.com/i1pSWr4YhB — Ghada Oueiss غادة عويس (@ghadaoueiss) December 28, 2023
واستطاعت المقاومة الفلسطينية، من تدمير قرابة 1000 دبابة ومدرعة للجيش الاحتلال، بعضها من الأنواع التي توصف بكونها "الأكثر تطورا في العالم" من قبيل: الميركافا.
اليات الاحتلال الاسرائيلي تتحول الى رماد امام ضربات المقاومة الفلسطينية في غزة ???????? pic.twitter.com/MsHF93AtOz — غزة الآن - Gaza Now (@nowgnna) December 31, 2023
من جهة ثانية، ضرَبت هزّة قوية اقتصاد دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث عاشت على إيقاع خسائر مادّية متواصلة، فيما يتوقع أن تصل إلى نحو 60 مليار دولار، ناهيك عن معدلات البطالة التي ظلّت ترتفع، منذ بداية الحرب على القطاع.


بذلك، أثبتت المقاومة بعد ثلاثة أشهر من الحرب الشرسة، أنها لا تزال صامدة وقادرة على المواجهة، لتنسف بذلك كافة قواعد الاشتباك الميدانية التقليدية المتعارف عليها على مر السنوات الماضية، وتفرض قواعد جديدة للعبة في الميدان، لتغيير موازين القوى.

الاحتلال يتسوّل الانتصار
مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حصده للفشل، وعدم قُدرته من تحقيق انتصار واضح المعالم على المقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة المحاصر؛ انطلق في البحث عن منافذ خارجية، فعمل على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، واثنين من قادة كتائب القسام وأربعة آخرين من كوادرها، إثر غارة جوية، استهدفت مقرًا لهم، في الضاحية الجنوبية، للعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك مساء الثلاثاء 2 كانون الثاني/ يناير 2024.
"عملية اغتيال الشيخ #صالح_العاروري جاءت بعد فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أي هدف في #قطاع_غزة. والرد حتمي ولن يتأخّر"

الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية هاني الدالي في #الميدانية@DrHaniAlDali pic.twitter.com/fS1zs6gGHb — قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 4, 2024
وأشار عدد من المحللين، إلى أن عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ترمي إلى محاولة نتنياهو وحكومته من تحقيق انتصار، يُخفي العجز على المستوى الداخلي في قطاع غزة، وهو ما يُحسب للمقاومة، التي أجبرت الاحتلال على البحث عن انتصار خارجي.
استطاعت المقاومة الفلسطينية إسقاط ثلاث مسيرات إسرائيلية طراز Skylark-2 في غزة.
تم إسقاطهن بالتحكم الإلكتروني وليس بالنار، هذا يوضح مدى التطور العلمي لدى المقاومة الفلسطينية.
pic.twitter.com/Y3r9I4PXSC — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) January 1, 2024
كذلك، تمثل عملية الاغتيال، اعترافا صريحا بفشل الاحتلال الإسرائيلي في إنجاز أي هدف له، في المعارك المباشرة مع المقاومة الفلسطينية، داخل القطاع.

تجدر الإشارة إلى أنه، استشهد خلال عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة أكثر من 22 ألف شهيدا، جُلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ57 ألف، ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين.


في اليوم الـ89 للعدوان الإسرائيلي على غزة، قام طيران الاحتلال بتنفيذ أحزمة نارية وسط وجنوبي القطاع، مخلفا المزيد من الشهداء والدمار، كما ارتكبت قواته 10 مجازر جديدة خلّفت أكثر من 128 شهيدا.

ويواصل الاحتلال غاراته الجوية والبرية والبحرية على قطاع غزة، حيث يستمر في استهداف المستشفيات والمراكز الطبية من أجل إخراجها عن الخدمة، ما تسبّ في وقوع مئات الشهداء، وعدد كبير من الإصابات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة عمليات المقاومة غزة عمليات المقاومة طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی المقاومة الفلسطینیة قطاع غزة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

قائد القسام في بيت حانون يظهر بعد أشهر من إعلان اغتياله.. صدمة بأوساط الاحتلال (شاهد)

ظهر قائد كتيبة بيت حانون، في كتائب القسام، حسين فياض، بصورة مفاجئة، في بلدته الواقعة شمال غرب قطاع غزة، بعد أيام من سريان وقف إطلاق النار، وكان الاحتلال أعلن اغتياله قبل نحو 7 أشهر.

وكان فياض يتحدث في جمع من أهالي المنطقة بين الركام، وقال إن مفهوم النصر والهزيمة يتعلق بتحقيق أهداف الحرب لمن شنها.

وأضاف فياض: "القوي إذا لم ينتصر يكون مهزوما والضعيف إذا لم يهزم يكون منتصرا، والاحتلال لم ينل إلا من الحجار ودماء الفلسطينيين، لكن غزة خرجت من الحرب منتصرة وعصية على الانكسار".

وأثار ظهور فياض، صدمة في الأوساط العبرية، وقال مراسل قناة كان: "هذا الصباح ظهر قائد كتيبة بيت حانون التابعة لحماس، حسين فياض، في بيت حانون، وعلق على وقف إطلاق النار، بعد أن أعلن الجيش اغتياله في شهر مايو".



وأضاف: "هذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الجيش عن اغتيال قيادي، ويتبين فيما بعد أنه على قيد الحياة".

من جانبه قال /المؤرخ الإسرائيلي أور فيالكوف: "يا للعار.. حسين فياض قائد كتيبة بيت حانون في حماس، الذي ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه قتل في مايو 2024 في بيت حانون، لا يزال يتجول في البلدة حتى اليوم".

وقال إن الناطق باسم الجيش "زعم أن جنود من الفريق القتالي التابع للفرقة 98، وقوات خاصة من سلاح الجو ووحدة يهالوم، قتلوه في نفق".

وتابع: "بات واضحا الآن من هو الذي قاد القتال في بيت حانون، وكم كنا قريبين حقا من قتله".



ظهر قائد كـتيبة بيت حانون التابعة لحركة حــمــاس، حسين فياض، هذا الصباح، في بيت حانون، وذلك وفق ما أكدته وسائل إعلام عبرية.

▪️وكان جيش الاحــتلال الإسرائيلي، قد أعلن في وقت سابق اغتــياله في شهر مايو الماضي، في إدعاء هو الثاني من نوعه، بعد زعمه اغتــيال مقاومٍ آخر ليتبينَ فيما… pic.twitter.com/kFPYzN4i47 — عربي21 (@Arabi21News) January 22, 2025

مقالات مشابهة

  • قائد القسام في بيت حانون يظهر بعد أشهر من إعلان اغتياله.. صدمة بأوساط الاحتلال (شاهد)
  • المقاومة الفلسطينية تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة
  • الاحتلال استهدف عناصر الشرطة بغزة لإشاعة الفوضى والفلتان.. 1400 شهيد (شاهد)
  • سرايا القدس بالضفة: شكّلنا غرف عمليات لتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية
  • شاهد | للمرة الأولى بتاريخ الصراع.. اليمن ضامن عربي في اتفاق مع العدو
  • شاهد | وضع السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين .. كاريكاتير
  • استقالة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي من منصبه
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • مصادر: جيش الاحتلال وصل إلى أعمق نقطة توغل للمرة الأولى بسوريا.. صور
  • ملء جفونهم..للمرة الأولى منذ أشهر سكان غزة ينعمون بالنوم