ارتفع معدل التضخم في ألمانيا في ديسمبر، وفق ما أظهرت بيانات أولية الخميس، إذ عادت وتيرة ارتفاع الأسعار للتسارع بعد تراجعها بشكل ثابت على مدى شهور.

وارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 3.7 في المئة من عام لآخر، مقارنة مع 3.2 في المئة في نوفمبر، وفق وكالة الإحصاءات الفيدرالية "ديستاتيس".

وسُجّل آخر ارتفاع شهري في يونيو، علما بأن المحللين كانوا يتوقعون الزيادة.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في بنك الائتمان لإعادة التنمية فرتزي كوهلر-غيب، لوكالة فرانس برس، إن "السبب الرئيسي لارتفاع معدل التضخم يكمن في الماضي" إذ يمكن إرجاع ارتفاع أسعار الطاقة في ديسمبر 2023 مقارنة مع العام السابق إلى الدعم الحكومي للفواتير الذي طُبّق أواخر 2022.

وقالت الخبيرة إن التغيّر "يجعل أسعار الطاقة اليوم تبدو أعلى بالمقارنة (مع العام الماضي)، رغم أنها انخفضت أكثر في الأشهر الأخيرة".

ارتفعت تكاليف الطاقة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 وخفضت روسيا صادرات الغاز، لتسدد ضربة كبيرة للصناعات الألمانية.

وبلغت زيادات الأسعار ذروتها في أواخر العام 2022 وتراجعت في الشهور الأخيرة فيما تباطأ النشاط الاقتصادي وظهرت تأثيرات رفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة مرّات عدة.

وبلغ معدل التضخم 5.9 في المئة للعام 2023 بأكمله، وفق "ديستاتيس"، مقارنة مع 6.9 في المئة في 2022، وهو رقم غير مسبوق منذ عقود.

ومن شأن اعتدال وتيرة ارتفاع معدلات التضخم أن يخفف العبء على المستهلكين والأعمال التجارية بعد زيادات سريعة في أسعار الطاقة ومن ثم المواد الغذائية.

وبالمقارنة مع العام 2020، دفع المستهلكون بالمعدل نسبة أكثر بثلاثين في المئة على المواد الغذائية خلل فترة الأعياد، بحسب معهد كولن للاقتصاد الألماني.

وذكر المعهد أن سعر سلطة البطاطا التي تعد رئيسية على مائدة عيد الميلاد في ألمانيا ارتفع بنسبة 4.7 في المئة بين العامين 2022 و2023.

وبقي مؤشر التضخم أعلى من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 بالمئة. وحذّر المعهد الذي يتّخذ من فرانكفورت مقرا مؤخرا من أن المعركة ضد التضخم لم تنته.

وقال المحلل لدى مصرف "آي إن جي" كارستن برجسكي إنه "بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فإن عودة التضخم للتسارع بهذا الشكل تعزز الموقف القائم على إبقاء الأمور ثابتة وعدم المسارعة لاتّخاذ أي قرارات بخفض معدلات الفائدة".

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أسعار الطاقة الحرب الروسية الأوكرانية التضخم ألمانيا التضخم أسعار الطاقة الحرب الروسية الأوكرانية التضخم اقتصاد معدل التضخم فی المئة

إقرأ أيضاً:

ما التحالفات المحتملة في ألمانيا لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟

أنقرة (زمان التركية) – خلال الانتخابات العامة المبكرة التي شهدتا ألمانيا، نجح حزب يميني متطرف في أن يصبح القوة السياسية الثانية في البرلمان بعدد قياسي من الأصوات لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

ووفقًا للنتائج غير رسمية، حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على دعم 20.8 في المئة من الناخبين بزيادة 10 في المئة عن انتخابات سبتمبر/ أيلول من عام 2021. وتعادل هذه النسبة 151 مقعدا في البوندستاغ.

وعلى الرغم من أن حزب البديل من أجل ألمانيا حصد ثاني أعلى نسبة أصوات من بين الأحزاب المشاركة فإنه من غير المتوقع أن يكون شريكا في الحكومة الائتلافية.

وحصد تحالف من الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، على ما يقرب من 29 في المئة من الأصوات ليتصدر بهذا قائمة الأحزاب السياسية الألمانية.

على الرغم من أن التحالف زاد أصواته خلال هذه الانتخابات بأكثر من أربع في المئة مقارنة بالانتخابات السابقة ووصل إلى أكثر من 200 مقعد وفقًا للجدول الحالي فإن عدد المساعد التي حصل عليه غير كافية له لينفرد بتشكيل الحكومة.

ومن المتوقع أن يتعاون فريدريش ميرز، مرشح أحزاب الاتحاد لرئاسة الوزراء الذي أعلن في الحملة الانتخابية أنه لن يتحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، مع الأحزاب الأخرى التي تمكنت من تجاوز عتبة 5 في المئة والدخول إلى البوندستاغ.

حصل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي (FDP)، الشريك التقليدي في الائتلاف لأحزاب الاتحاد المسيحي، على 4.3 في المائة فقط من الأصوات ليعجز عن تخطي الحد الأدنى لدخول البوندستاغ المقدر بنحو 5 في المئة بعدما تراجعت نسبة أصواته بأكثر من سبعة في المئة.

وعقب هذه الخسارة المدوية، أعلن كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر الذي قاد حل حكومته الائتلافية الثلاثية مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، أنه سينسحب من السياسة بعد هذه الهزيمة.

وخسر حزب الخضر، الذي احتل المركز الرابع في الانتخابات، أكثر من 3 في المئة من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة ليحصد 11.6 في المئة من الأصوات.

في هذه الحالة، ستتواجه أحزاب الاتحاد المحافظة مع الأحزاب اليسارية ألا وهى الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر وحزب اليسار كشركاء محتملين في الحكومة الائتلافية.

هل يمكن للاتحاد المسيحي تشكيل ائتلاف مع الاشتراكي الديمقراطي والخضر؟

يبدو من غير المرجح أن تشكل أحزاب الاتحاد المسيحي ائتلافا مع حزب اليسار وبهذا يتبقى الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، الذين شاركا في الحكومة الحالية وخسروا الأصوات في الانتخابات.

وعلى الرغم من هذا، فإن العدد الإجمالي لمقاعد تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي مع الخضر، الذين حصلوا على 85 مقعدًا في البرلمان، لا يصل إلى الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.

وسيتوجب على على ميرز أولا إقناع شريكه ماركوس سودر، زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، بالتحالف مع الخضر، إذ أن سودر لا يفضل ائتلافا مع الخضر بالنظر إلى الاختلافات الأيديولوجية العميقة بينهما.

تحقيق الغالبية المطلقة بالتحالف الثنائي مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي

تلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي خسر أكثر من 9 في المئة من الأصوات في الانتخابات وعانى من هزيمة ثقيلة، حزب البديل من أجل ألمانيا وجاء في المرتبة الثالثة بحصوله على 16.4 في المئة من الأصوات. و اعترف رئيس الوزراء الحالي، أولاف شولتس، بهزيمة حزبه وقال إنه يتحمل المسؤولية. من غير المعروف حاليًا نوع القرار الذي سيتخذه شولتس لمستقبله السياسي، غير أن الحزب أعطى ضوء أخضر لإجراء محادثات ائتلافية مع المحافظين.

في هذا الإطار، صرح وزير الدفاع في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بوريس بيستوريوس، أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي مستعد لمفاوضات الائتلاف، مشيرًا إلى أن مهمة تشكيل الحكومة ستوكل إلى فريدريش ميرز، مرشح رئاسة الوزراء لأحزاب الاتحاد.

وأكد بيستوريوس أنه يمكن أن يلعب دوراً قيادياً في مفاوضات الائتلاف داخل حزبه مفيدا أن مهمة أحزاب الاتحاد المسيحي هي الجمع بين الأحزاب الديمقراطية.

وأعلن الخضر أيضا أنهم منفتحون على التحالف مع كل من تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيح والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي. وصرح روبرت هابيك، مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، أنهم مستعدون لتحمل المسؤولية أيضًا غير أن حزبه لن يتصل تلقائيًا بميرز لإجراء محادثات ائتلافية.

وأكد هابيك أن مهمة تشكيل الحكومة تقع على ميرز قائلا: “الآن ألمانيا على وشك عملية صعبة لتشكيل الحكومة. ويجب أن تكتمل هذه العملية بسرعة وبنجاح”.

تجدر الإشارة إلى أن البوندستاغ الجديد سيضم 630 مقعدا وأن تشكيل الحكومة يستوجب الحصول على الأغلبية المطلقة المقدرة بنحو 316 مقعدا.

ووفقا للنتائج غير الرسمية، فإن تحالف بين تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيح والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي كاف لتحقيق الأغلبية المطلقة.

حزب البديل من أجل ألمانيا يمثل المعارضة

سيظهر حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يُنظر إليه على أنه خارج محادثات الائتلاف في الوقت الحالي، على الساحة السياسية كمعارضة رئيسية إذا أمكن تشكيل حكومة.

وشارك حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي ضاعف الأصوات خلال هذه الانتخابات، بمرشح لرئاسة الوزراء لأول مرة في تاريخ الحزب. وصرحت أليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لرئاسة الوزراء، أنها منفتحة على تحمل مسؤولية الحكومة ومستعدة للقاء أحزاب الاتحاد.

وروجت فايدل، التي لعتب دورا مهما في نجاح حزبها، بالخط الفاصل الذي لا يمكن التوافق عليه فيما يخص الهجرة واستخدمت مفهوم “الهجرة من جديد”، الذي يشير إلى إعادة المهاجرين.

وتظاهرت فايدل، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، كشخص من الطبقة المتوسطة خلال الحملة الانتخابية وقدمت نفسها كمدافعة عن الناخبين المحافظين الذين شعروا أنهم لم يتم مخاطبتهم من قبل الرابطة المسيحية.

 

Tags: الانتخابات الألمانيةالحزب الديمقراطي الاجتماعي الألمانيالحكومة الائتلافية في ألمانياحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحيحزب البديل من أجل ألمانياحزب الخضر الألماني

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تسجل أقوى زيادة في الأجور منذ 17 عامًا
  • فيتش تكشف: البنك المركزي قد يخفض الفائدة 1-2% في هذا التوقيت
  • وزير الاستثمار: انفراجة في أرقام التضخم لشهر مارس المقبل
  • غرفة القليوبية: معدل التضخم مرشح للتراجع مما يسمح للبنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة
  • السعودية: ارتفاع الصادرات غير البترولية 18.1 بالمئة في ديسمبر
  • “الإحصاء”: ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 18.1 % خلال ديسمبر 2024م 
  • بعد ارتفاع التضخم.. بنك إسرائيل يبقي أسعار الفائدة دون تغيير
  • البنك المركزي: 51.3% زيادة في حصيلة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال 2024
  • تحويلات المصريين بالخارج تقفز لـ3.2 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024
  • ما التحالفات المحتملة في ألمانيا لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟