الأحزاب السياسية شريك فعال فى نهضة الدولة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
خُلقت الأحزاب كى تحكم أو تشارك فى الحكم أو تسعى للحكم بطرق دستورية شرعية كمعارضة بناءة تفيد المواطن وتفيد الوطن فتجذب المواطنين إليها بهذه المعارضة الكاشفة لبعض الامور التى تخفى على العامة فيدعموها فى الانتخابات عندما تحتاج اليهم، لذلك نؤكد على أن للأحزاب دورًا مهمًا وفعالًا فى تقييم السياسة العامة للدولة وذلك من خلال التعرف على الانعكاسات الإيجابية والسلبية الناجمة والمترتبة عن تلك السياسة بعد تنفيذها، وأيضاً عن أثر مخرجاتها ومدى فعاليتها وكفاءتها فى تحقيق الأهداف المرجوة والمقصودة، فالسياسة العامة لا تحقق مقاصدها وأهدافها بشكل تام وفعلى ما لم تصاحبها عملية هامة وهى عملية التقييم التى تقوم على معرفة عملية وحقيقية وموضوعية بالانعكاسات السلبية أو الإيجابية المترتبة عن السياسة العامة وعن تنفيذها، وعن أثر مخرجاتها ومدى فاعليتها أو كفاءتها فى تحقيق تلك الأهداف، لأن التقييم الفعَّال والموضوعى والحقيقى للسياسة العامة يُعد أساس نجاحها فى تحقيق أهدافها ومقاصدها.
وعليه تعد الأحزاب السياسية إحدى الجهات الأساسية التى تتولى عملية تقييم السياسة العامة، وذلك من خلال وجودها فى الحكم أو وجودها فى المعارضة، فمشاركة الحزب خارج نطاق السلطة تتجسد فى قيامه بدور المعارضة، والأحزاب إذا لم تحكم أو لم تشارك فى الحكم، فإنها تعارض من يحكم، والمعارضة كصورة للمشاركة الحزبية تتجلى فى نقدها لنظام الحزب الحاكم وكشف أخطائه وتحديد مسئولياته، ومع أن الهدف الأساسى للأحزاب هو الوصول إلى السلطة، إلا أنها تقدم فائدة كبيرة للمواطنين بما تضعه بين أيديهم من معلومات عن نشاطات السلطة الحاكمة فى البلاد، يتعذر عليهم الوصول إليها بوسائلهم الشخصية.
لذلك يُعد تنظيم المعارضة من أهم الأدوار التى تقوم بها الأحزاب السياسية للتأثير على صنع ورسم السياسات العامة للدولة أو تعديلها أو تغييرها، وهذا الدور ليس مجرد مجابهة بين أحزاب الأقلية وحزب الأغلبية، ولكنه دور محدد الأبعاد، يقتضى من حزب المعارضة أن يقوم بتوجيه النقد إلى الحكومة، على ألا يكون هذا النقد مجردًا، بل مقرونًا بالحلول البديلة التى يتضمنها برنامج متكامل يمكن ترجمته إلى قرارات وسياسات نافذة إذا سنحت الفرصة للحزب المعارض أن يتولى الحكم، ولا شك أن قيام المعارضة على هذا النحو، لا يمكن أن يتم إلا إذا استندت إلى ما تتيحه لها النظم الديمقراطية من وسائل تساعد على نجاح المعارضة وعلى الأخص ما تكفله هذه النظم من حماية للحقوق والحريات العامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمل رمزي نهضة الدولة الاحزاب السياسية المواطن السیاسة العامة
إقرأ أيضاً:
نائب محافظ بني سويف: الدولة حققت نموذجًا فريدًا في تمكين الشباب
أكد بلال حبش، نائب محافظ بني سويف وعضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، خلال مشاركته في الندوة الموسعة التي نظمتها التنسيقية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاعت أن ترسخ نموذجًا فريدًا في تمكين الشباب، ليس فقط من خلال الخطاب السياسي، ولكن عبر مشروعات ومبادرات استراتيجية أتاحت للشباب فرصة القيادة والمشاركة الفاعلة في صياغة السياسات وصنع القرار.
جاء ذلك خلال الندوة الموسعة التي نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي شهدت حضورًا مميزًا من الشخصيات العامة والقيادات الشبابية، وسط تفاعل كبير من المشاركين.
حيث أشار نائب المحافظ إلى أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أصبحت منصة حوارية حقيقية تجمع الشباب من مختلف التوجهات السياسية، حيث لم تعد مجرد كيان شبابي، بل تجربة سياسية متكاملة تعكس مدى قدرة الشباب على التأثير وصنع القرار. وأضاف أن التنسيقية قدمت العديد من المبادرات والمقترحات التي لاقت ترحيبًا من القيادة السياسية، وتم تنفيذ العديد منها بالشراكة مع مؤسسات الدولة.
وأشار نائب المحافظ أن تمكين الشباب يعد نموذجا عمليا في بني سويف، موضحا أن مشروع تمكين الشباب الذي تتبناه الدولة يعتمد على مسارين رئيسيين، الأول من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة (PLP)، والذي أفرز العديد من القيادات التنفيذية الشابة، والثاني عبر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي أصبحت نموذجًا للعمل السياسي القائم على الحوار والمشاركة.
وأضاف أن محافظة بني سويف تعد نموذجًا حيًا لهذا الدمج الفعال بين البرنامج الرئاسي والتنسيقية، حيث تضم الإدارة الحالية للمحافظة منذ 6 سنوات قيادتين شبابية بوجود المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم، وهو أحد خريجي البرنامج الرئاسي، ونائبه بلال حبش، القادم من التنسيقية، ما أسفر عن تكامل الأفكار والسياسات.
وأشار إلى أن هذه الرؤية والتكامل أسهمت في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، كان أبرزها:إطلاق أول استراتيجية محلية للتنمية الاقتصادية على مستوى المحافظات، والتي تمثل خارطة طريق للنهوض بالاقتصاد المحلي وإصدار أول وثيقة مصرية لتوحيد جهود العمل الأهلي، لضمان تكامل الأدوار بين المجتمع المدني والدولة.
اضافة إلى تنفيذ مشروع متكامل لتمكين وتأهيل شباب بني سويف، من خلال مبادرتي "المجلس الاستشاري للشباب" و"تأهيل وتمكين"، اللتين تهدفان إلى إعداد كوادر شبابية قادرة على القيادة.
كما إطلاق برنامج لتدريب شباب الموظفين وقيادات الصف الثاني، لضمان استدامة الفكر الإداري الحديث داخل الجهاز التنفيذي، وبالفعل تم تكليف عدد منهم بمسؤوليات قيادية فمنهم المدير او الوكيل أو مسؤول ملفات حيوية، بجانب دعم مبادرة "المرأة تقود"، واطلاق برنامج تدريبي أسهم في تدريب وتأهيل أكثر من 140 سيدة للقيادة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، إيمانًا بدور المرأة في التنمية والإدارة المحلية.
وأضاف نائب المحافظ أن تمكين الشباب لم يعد شعارًا بل واقعٌ ملموس، موضحا أن الدولة لا تكتفي بتوفير الفرص، ولكنها تقدم برامج تدريبية وتأهيلية حقيقية لضمان نجاح الشباب في مواقعهم القيادية، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية في تمكين الشباب أصبحت نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
وختم نائب المحافظ حديثه برسالة إلى الشباب قائلًا: "لا تتوقفوا عن التعلم والاستعداد، فالفرص الحقيقية تأتي لمن هو جاهز لها فالدولة تقدم لكم المساحة الكاملة للإبداع والقيادة، والنجاح سيكون لمن يمتلك الرؤية والإرادة".
وشهدت الندوة حضور رفيع المستوى ومشاركة متميزة، حيث شهدت حضور نخبة من الشخصيات العامة والقيادات الشبابية، من بينهم: د. إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، التي أشادت بجهود القيادة السياسية في تمكين الشباب ، ومصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشؤون التنمية الثقافية والمجتمعية، الذي أكد على اهتمام الدولة بإعداد جيل جديد من القيادات الشابة ، د. أحمد حسام، مدير برنامج قادة الاتحادات والأنشطة الطلابية، الذي تحدث عن دور الحوار الوطني في تعزيز مشاركة الشباب.
كما أدار الجلسة مصطفى كريم، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وسط تفاعل كبير من الحضور الذي ضم قيادات تنفيذية وشبابًا مهتمين بالعمل العام والسياسي.