إسرائيل تدرس إدخال المساعدات عبر معبر بيت حانون.. لماذا؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
يدرس الاحتلال الإسرائيلي، فتح معبر بيت حانون "إيريز" في شمال قطاع غزَّة، لإدخال المساعدات الإنسانية، استجابةً لضغوطات أمريكية تربط بين مواصلة دعم العدوان على القطاع، وزيادة المساعدات التي يتم إدخالها.
وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن "إسرائيل تدرس فتح معبر إيريز تحت ضغط من الولايات المتحدة، وقبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الأسبوع المقبل".
وحسب الصحيفة، فإنّ الاحتلال يدرس إدخال شاحنات المساعدات من خلال فتح معبر بيت حانون "إيريز"، أو من خلال فتحة في السياج الفاصل في منطقة كيبوتس "بئيري" يستخدمها الجيش في نقل قواته حالياً.
وقالت الصحيفة العبرية، إنّ 200 شاحنة مساعدات تدخل غزَّة يومياً معظمها عبر معبر رفح، وبعضها من معبر كرم أبوسالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وأعادت إسرائيل فتحه في ديسمبر/كانون الثاني تحت ضغط أمريكي، مضيفةً أنّ 60% من شاحنات المساعدات تستلمها وكالة الغوث "أونروا" ومنظمة الصليب الأحمر، بينما البقية تستلمها المنظمات الدولية الأخرى.
في السياق، أفادت بأنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أنّ إدخال المساعدات من معبر بيت حانون "إيريز" سوف يحقّق عدّة أهداف، الأول: إرضاء الأمريكيين، والثاني: إضعاف حركة "حماس" مع مرور الوقت وتآكل قدرتها على الحفاظ على حكمها في جميع أنحاء قطاع غزَّة.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: إسرائيل تخشى تأخر مساعدات عسكرية أمريكية مخصصة لحرب غزة
وإلى جانب ذلك، تعتقد المؤسسة الأمنية، أنّ إدخال المساعدات في شمال قطاع غزَّة الذي يتواجد الجيش فيه بقوة يسمح بعدم وصول المساعدات إلى يد حركة "حماس"، وهو الادعاء الذي يواصل مسؤولون إسرائيليون تكراره رغم أنّه لا يقدّم أيّ أدلّة عليه، ولا توافقه فيه أيّ منظّمة دولية.
وحسب الصحيفة العبرية، فإنّ إحدى الأفكار المقترحة لتوزيع المساعدات في شمال القطاع أن يتم نقل المسؤولية عن توزيع المساعدات إلى حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، حيث يوجد 27 ألف شخص يتلقّون رواتب شهرية من السلطة، رغم عدم وجود وظائف لهم جميعاً.
وتضيف: "إلا أن هذا المقترح قد يفشل بسبب إصرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على رفض تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية كاملة بما يشمل الأموال المخصّصة لقطاع غزَّة إلى السلطة الفلسطينية".
وتنقل الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها، إنّ "بلينكنسيناقش في زيارته خلال الأسبوع المقبل مع كبار مسؤولي جيش الاحتلال مسألة أموال السلطة الفلسطينية والدفع قدماً نحو الإفراج عنها".
وتقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، لإسرائيل أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.
وتوضح الصحيفة أنّ إحدى الأفكار المقترحة لتوزيع المساعدات هي نقل المسؤولية إلى "رجال أعمال أقوياء" و"العشائر القوية" في قطاع غزَّة، أو أن يتم التعاون مع مختلف اللجان المدنية العاملة في غزَّة، أو من قبل رؤساء البلديات والمجالس المحلية.
اقرأ أيضاً
بعد تفريغه من مضمونه.. مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن توسيع دخول المساعدات إلى قطاع غزة
وادّعى مسؤولٌ إسرائيلي هذا الأسبوع أنّ تل أبيب تسمح بدخول ناقلتي وقود إلى 4 ناقلات يومياً، وهذا الوقود مخصّصٌ للمستشفيات ومركبات منظمات الإغاثة الدولية، ولتشغيل أنظمة معالجة مياه الصرف الصحّي.
ومنذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلقت تل أبيب جميع معابر غزة بما فيها بيت حانون "إيريز" (شمال القطاع) وكرم أبو سالم (جنوب القطاع).
وحسب وكالات الأمم المتحدة وسلطات القطاع، فإن المساعدات التي تدخل غزة حتى الآن لا تتناسب مطلقا مع الاحتياجات الإنسانية لسكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون، بينهم نحو مليوني نازح جراء الحرب الإسرائيلية.
ويعاني سكان غزة من أوضاع كارثية حتى من قبل الحرب الراهنة؛ وذلك جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
يشار إلى أنه ردًا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 57 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال فضلا عن دمار هائل في المنشآت والبنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
اقرأ أيضاً
شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر كرم أبوسالم للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مساعدات معبر بيت حانون إسرائيل مساعدات غزة الأمم المتحدة ضغوط أمريكية أمريكا إدخال المساعدات معبر بیت حانون قطاع غز
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل توزيع المساعدات بغزة وتجبر 500 ألف على النزوح
أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة بأن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بالقطاع منذ 18 مارس/آذار الماضي.
ومنذ 2 مارس/آذار يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة ويمنع دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ووقود وأدوية، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
وقالت ستيفاني تريمبلاي نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في مؤتمر صحفي بنيويورك- إن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ ما يقرب من شهرين، مشددة على ضرورة مواصلة توفير المساعدات دون انقطاع.
وأضافت "يجب مواصلة الدعوة إلى إعادة إرساء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى".
وذكرت تريمبلاي أن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية ما زالوا يواجهون صعوبات في أداء مهامهم، وأن إسرائيل سمحت فقط بمرور اثنتين من عمليات المساعدات الإنسانية من أصل 6 عمليات كان مخططا لها الأربعاء.
وشددت على أن القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول الإنساني تعيق القدرة على إمداد المستشفيات بالمواد الطبية، مما يعرض صحة مزيد من المرضى للخطر.
نزوح جماعي
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" -مساء أمس الأربعاء- أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، وذلك جراء استئناف إسرائيل حربها على غزة وتنصلها من اتفاق وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
إعلانوقال المكتب الأممي -حسب ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"- إن مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا مرارا قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
وأضاف أن "الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثارا مدمرة على المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية".
وأمس، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين على النزوح من أماكنهم، قائلا إن "الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بقطاع غزة باعتبارها مناطق عازلة" بوضع مؤقت أو دائم".
وأضاف كاتس في منشور على منصة إكس "على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بمغادرة المناطق التي تم تطهيرها والاستيلاء عليها".
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال -في بيان أمس- أنه بعد مرور نحو شهر على استئناف الحرب بغزة، بات نحو 30% من مساحة القطاع "منطقة أمنية عملياتية" في إشارة إلى أنها باتت محظورة على الفلسطينيين.
ويقصد الجيش بـ"المنطقة الأمنية" تلك التي أجبر الفلسطينيين على النزوح منها، ومنعهم لاحقا من الوصول إليها، والتي تتواجد قواته في أجزاء منها.
وذكر المكتب الأممي أن فرقه زارت الأسبوع الماضي مواقع نزوح في خان يونس حيث "يعيش غالبية الناس في أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء".
وأشار إلى أن العاملين في مجال الإغاثة "أفادوا أن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع، وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلق الأسر التي نزحت مؤخرا سوى عدد قليل من البطانيات والقماش".
وأفادت الأمم المتحدة بـ"تفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في مارس/آذار بنسبة تزيد على الثلثين".
إعلانوتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها -البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني- بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق إسرائيل المعابر في وجه المساعدات الإنسانية.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.