مر على إنشاء الكيان الإسرائيلى ٧٥ عامًا بقرار من الأمم المتحدة عام ١٩٤٧ بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين العربية؛ أى أن هذه الدولة تأسست وأنشات بقرار وليس منشأها دولة ذات قومية ممتدة فى التاريخ على أرض من آلاف السنين، بعيدًا عن ملفات الكذب والادعاء التى اعتاد حاخامات إسرائيل على ترتيلها فى كل مناسبة وأخرى بأن هذه هى أرض الميعاد ووطن أجدادهم من بنى صهيون!
على مدار ٧٥ عامًا افتعل هذا الكيان المعارك من أجل التوسع وبسط النفوذ على أرض ليست أرضه مع جيرانه شمالًا وشرقًا وجنوبًا بادعاءات كاذبة، وسيناريوهات يتم وضعها والاتفاق عليها بالتعاون مع حلفاء وأصدقاء تل أبيب فى الشرق والغرب.
وجاءت حرب ٥ يونية ١٩٦٧ باحتلال الأراضى العربية فى جنوب لبنان وهضبة الجولان والقدس الشرقية واجزاء من الضفة الغربية وسيناء.
وصدرت قرارات الأمم المتحدة (٢٤٢ ؛٣٣٨) بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل ٥يونية ١٩٦٧، من كل الأراضى العربية المحتلة.
وعندما شرع اسحاق رابين رئيس وزراء هذا الكيان فى المضى قدما نحو سلام حقيقى تم اغتياله من قبل اليمين المتطرف.
وعلى مدار الـ٧٥ عاما هو عمر هذا الكيان، كم مرة دخلت إسرائيل مع العرب فى مفاوضات سلام وتهرب فى المحطة الأخيرة أو تصل إليها ويتم التوقيع ثم تهرب من التنفيذ بادعاءات كاذبة كالعادة؟ إلا اتفاقية كامب ديفيد عام ١٩٧٩ مع مصر واتخذت كل الألاعيب لعدم تسليم طابا لكنها فشلت أمام ملفات مصر من التاريخ والجغرافيا بأن طابا مصرية.
هل نفذت قرارات الأمم المتحدة بانسحابها من الأراضى المحتلة؟ بالعكس اتخذت فى سلوكها وتوجهاتها ما يخالف منهج أى دولة تسعى للسلام!
لقد ضاعفت من مصادرة الأراضى بالقوة لزرع وبناء مئات المستوطنات للمتطرفين اليهود فى الضفة الغربية وحول قطاع غزة وفى الجولان المحتلة.
وليس غريبا الآن كامتداد لسياسته ومنهجه ما يفعله من محو قرابة ٢.٥ مليون مواطن فلسطينى هم سكان قطاع غزة من الوجود بأرضه وسكنه ومدرسته ومسجده وكنيسته ومشفاه وقوت يومه عن طريق المجازر الوحشية المجنونة التى لم تحدث على مر العصور!
فهل هذا الكيان يريد السلام والعيش مع جيرانه؟
إن مذابح غزة المستعرة تعكس بأن مرتكبيها سفاحون وقتلة انتزع من داخلهم أدنى المعانى الإنسانية!
كيف تدار حرب بلا ضمير لإبادة أطفال ونساء وشيوخ، وهل من المنطق أن هذه العصابة المحترفة لأعمال القتل والذبح والحرق والتهجير والإبادة أن يتحدثون عن مفاوضات سلام؟ وأى عقل يصدق هؤلاء؟ وأى مائدة مفاوضات تقبلهم ليتحدثوا عن السلام وأيديهم ملطخة بدماء الأطفال والنساء!
هل هذه دولة سلام؟! وأين هى من قرارات الأمم المتحدة وانسحابها من الأراضى العربية المحتلة؟ وهل لو دولة سلام كما تدعى بأكاذيبها فى وسائل الاعلام المختلفة تحتل كل ساعة المزيد من الأراضى العربية وتهدم البيوت على أصحابها الفلسطينيين يوميا؟
وهل هذا هو مفهومها وطريقها الشرعى للسلام وفقا للعقلية اليهودية الصهيونية، وإذا كان الوضع هكذا يوميا أمام العالم وحلفاء تل أبيب لخدمة مصالحهم وتوجهاتهم ؟ أين إرادة
٣٠٠ مليون عربى لتحقيق مفهوم السلام الحقيقى والعادل؟
إنها ليست رؤية تشاؤمية سوداء، لكنه تاريخ ٧٥ عاما هو الذى يفرض علينا هذه الرؤية وهذه الاستنتاجات، وهو الذى يطرح أيضاً هذا السؤال: هل إسرائيل دولة سلام؟!
كاتب روائي/عضو اتحاد الكتاب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسطين العربية الاف السنين الشرق والغرب الأمم المتحدة هذا الکیان دولة سلام
إقرأ أيضاً:
الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”
في مشهد يعكس حالة الهلع التي يعيشها الكيان الصهيوني، أفادت وسائل إعلام عبرية مساء الإثنين بأن سلاح الجو الإسرائيلي قام بتعزيز جاهزيته تحسبًا لهجمات محتملة من اليمن، وذلك بعد انتهاء المهلة التي أعلن عنها السيد القائد والمحددة بـ “الأربعة أيام”. ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مصادر أمنية مزعومة قولها إن الكيان الصهيوني يتخوف من استئناف جماعة “أنصار الله” لنشاطها العسكري، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أراضيه المحتلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الكيان يعيش في حالة من الرعب والاستنفار، حيث تم وضع أنظمة دفاعية مثل منظومة “حيتس” في حالة تأهب قصوى. لكن هذه التخوفات المبالغ فيها من قبل الكيان الصهيوني لا تثير سوى السخرية، خاصة في ظل سجلّه الطويل في انتهاك حقوق الشعوب وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين. فبينما يتحدث عن “تهديدات” قادمة من اليمن، يتجاهل الكيان جرائمه اليومية في فلسطين، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني. من الواضح أن الكيان الصهيوني، الذي يعتمد على سياسة الترهيب والعدوان، يعيش في حالة من الفوبيا من أي رد فعل قد يهدد أمنه الوهمي. فبعد عقود من الاحتلال والقتل والتدمير، أصبح الكيان يرى شبح المقاومة في كل مكان، حتى من دول تبعد عنه آلاف الكيلومترات. وفي الوقت الذي يدعي فيه الكيان “الدفاع عن نفسه”، فإن العالم يشهد يوميًا جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يواجه أبشع أنواع القمع والقتل. فليست الصواريخ اليمنية هي التهديد الحقيقي، بل جرائم الكيان الصهيوني التي تستحق الإدانة العالمية. ختامًا، فإن حالة الرعب التي يعيشها الكيان الصهيوني ليست سوى دليل على فشل سياساته العدوانية، وتعكس خوفه المتزايد من صحوة الشعوب التي لم تعد تقبل بالظلم والاحتلال. فالكيان الذي يعتقد أنه بمقدوره قتل الأبرياء دون حساب، سيكتشف عاجلًا أم آجلًا أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى.