بوابة الوفد:
2025-01-11@05:20:31 GMT

كثيرة العشاق (56)

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

نواصل حكاية عباس حلمى الثانى، فور وفاة الخديو توفيق تم إبلاغ أكبر أبنائه -عباس باشا حلمى الثاني- والذى كان يدرس العلوم العسكرية فى فيينا للعودة فورا لتولى الحكم، كان عمره آنذاك 18 عاما فقط، وكان قد تلقى تعليما رفيع المستوى فى سويسرا وباريس والنمسا، ورغم ذلك لم يكن قد امتلك خبرات سياسية واسعة إبان توليه الحكم، لأنه- وبعكس أبيه وجدّه- لم يمكث قريبا من القصر ليتعلم الخبرات السياسية، ولم يتولَ مناصب تنفيذية كبرى أثناء ولاية عهده، ومن ثم فقد كان وقت توليه الحكم عام 1892 شابًا مثقفًا ومتعلمًا ولكن دون خبرات سياسية تذكر.

ورغم ذلك كله فقد أنجز كثيرًا من الاستحقاقات المهمة، منها إعادة الدستور والبرلمان للحياة -رغم أنف الإنجليز- وإعادة النظام الديمقراطى وتعامل مع مصطفى كامل وساعد على ظهور الحزب الوطنى وحزب الأمة وحزب الإصلاح الدستورى كما قلنا سابقًا، وهو الحزب الذى اطلق عليه الحزب الخديوى نظرا لتعاونه مع الشيخ على يوسف على بث الحركة الوطنية فى نفوس الشعب وتعامل بالحس الوطنى وحبه لمصر كل ذلك خلق عداء إنجليزيا وعثمانيا وأوربيا له.

فى البداية رحب الإنجليز على الفور بتولى عباس حلمى الثانى، لاعتقادهم أن صغر سنه وانعدام خبراته سيسهل لهم السيطرة عليه كما فعلوا مع والده وجدّه، ورغم ذلك فلم تكن علاقته بالإنجليز على ما يرام فى الكثير من الأوقات، كما شهدت فترة حكمه والتى استمرت 22 عاما العديد من الأحداث الوطنية الجسيمة التى أضافت لرصيده أحياناً وخصمت من رصيده فى معظم الوقت.

وبعد توليه الحكم حاول اتباع سياسات داخلية وخارجية إصلاحية، فداخليا حاول الاستقلال بصنع القرار فى القصر والنظارة ومجلس النواب عن هيمنة الإنجليز، كما حاول التقرب أكثر من المصريين لإزالة الآثار السلبية التى تركتها ثورة عرابى وما تلاه من احتلال إنجليزى لمصر على علاقة القصر بالمصريين، وخارجيا حاول الضغط على الإنجليز للانسحاب من مصر، كما حاول التقرب والتودد من السلطان عبدالحميد الثانى فى إسطنبول لرأب التصدعات التى استمرت لعقود بين القصر والباب العالى.

كانت أول صداماته مع الإنجليز حينما اتخذ قراره بإقالة وزارة مصطفى فهمى باشا عام 1893 وذلك لعدم رضائه عن أدائها من ناحية، وكذلك لعدم ثقته بخصوص علاقاتها بالإنجليز وممثلهم اللورد كرومر من ناحية ثانية، وقد أدى هذا القرار إلى غضب اللورد كرومر، وأمام تصميم الخديو عباس على القرار كانت أولى أزماته مع إنجلترا، لم يكن الخلاف فقط على شخص مصطفى فهمى، فالخديو الجديد كان قد فطن إلى استخدام كرومر لعدد كبير من مستشارى النظارات والمصالح الحكومية للتدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى الشأن المصرى، ولذلك قام أيضاً باستبعاد بعض هؤلاء المستشارين وهو ما كان يعنى لكرومر أن قدرته على السيطرة أخذت فى التلاشي.

ظلت الخلافات كبيرة ووصلت إلى حد العداء الصريح بين كرومر و"عباس"، فالأخير كان دائم تغيير النظارات كلما شعر بتزايد هيمنة الإنجليز عليها، والإنجليز بدورهم لم يكن يروق لهم الأمر فواصلوا الضغوط على القصر حتى انتصروا بتثبيت وضع نظارة مصطفى فهمى مرة أخرى فى عام 1895 وقد ظلت هذه الوزارة قائمة مدة 13 عاما ولم تُقل إلا بعد رحيل كرومر فى 1907.

فى مذكراته، عهدي: مذكرات عباس حلمى الثانى خديوى مصر الأخير 1892- 1914والتى نشرتها دار الشروق فى 1993 يشرح عباس الكثير من مواجهاته مع كرومر وفطنته لمحاولة الأخير التخلص منه بعد أن اكتشف أن صغر سن الخديو، إنما هو مصدر قوة لا ضعف وأن ضعف خبراته السياسية لم يَحُل بين الخديو وبين قدرته على إدارة شئون البلاد للدرجة التى أوصلت كرومر إلى الشكوى إلى حكومته فى بريطانيا مما أسماه «تدخل الخديو فى شئون البلاد». 

ونكمل فى اللقاء القادم.

حفظ الله مصر وأهلها.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاح صيام كان يدرس العلوم العسكرية

إقرأ أيضاً:

كيف حاول حسني مبارك إفشال بناء سد النهضة؟ خبير يكشف التفاصيل

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الولايات المتحدة الأمريكية سلمت إثيوبيا إنشاء أكثر من 33 مشروع سدود على مجرى نهر النيل، وأحد هذه المشاريع سد النهضة.

خبير جيولجيا يحذر: سد النهضة مُعرض للانهيار في هذه الحالة عباس شراقي: أمريكا سبب سد النهضة.. وبإمكانها إنهاء الأزمة في 24 ساعة

وأضاف "شراقي"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن أديس أبابا بدأت في تنفيذ هذه المشاريع في عام 2010، فذهب الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى إيطاليا لحث روما على عدم مساعدة إثيوبيا في إنشاء السدود، خاصة وأن نهر النيل مجرى دولي، ومن الضروري أن يحدث التشاور.

ولفت إلى أن إثيوبيا توسعت في إنشاء سد النهضة بصورة سريعة خاصة مع أحداث 2011،  مشيرًا إلى أن سد النهضة في الدراسة الأمريكية كانت سعته لا تزيد عن 11 مليار متر مكعب، ولكن الرئيس الإثيوبي في هذا الوقت "زيناوي" أراد أن يُزيد من حجم السد، لكي يُكرر تجربة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع السد العالي، وقام بزيادة سعة السد للحجم الحالي.

المتغير الأبرز في المنطقة هو سد النهضة

وأكد الدكتور عباس شراقي، أن المتغير الأبرز في المنطقة هو سد النهضة، الذي يمتلك بحيرة تمتد على طول 120 كيلومترًا وتخزن حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، نظرًا لوجود الأخدود الأفريقي، تحتوي الكتلة الأرضية الإثيوبية على العديد من التشققات والفوالق.

وأشار إلى أن تسرب جزء من مياه بحيرة السد إلى باطن الأرض يُسهم في انزلاق الطبقات الأرضية، كما أن الوزن الهائل للمياه المخزنة، والذي يُقدر بـ60 مليار طن، يُشكل ضغطًا كبيرًا على القشرة الأرضية المتشققة.

وأضاف أنه في المستقبل قد يُصبح سد النهضة نفسه مركزًا للزلازل وعلى الرغم من أن الزلازل الحالية تُعتبر ضعيفة إلى متوسطة (بقوة 4.5 أو 5 درجات)، إلا أن خطر وقوع زلزال مدمر (بقوة 7 درجات أو أكثر) لا يمكن استبعاده، الزلازل ذات الشدة العالية قد تحدث في أي وقت، كما رأينا في زلازل مدمرة ضربت تركيا والمغرب مؤخرًا، بفواصل زمنية تصل إلى عقود.

وتابع: “في الماضي، كانت الزلازل التي بلغت شدتها 6 درجات في إثيوبيا تُسبب أضرارًا محدودة لعدم وجود منشآت ضخمة، لكن الوضع الآن مختلف تمامًا سد النهضة يُعد منشأة ضخمة، وأي زلزال قوي قد يُسبب أضرارًا كارثية للسد والمناطق المحيطة به”.

ولفت إلى أنه من المهم متابعة النشاط الزلزالي في إثيوبيا عن كثب، خاصة في ظل الظروف الجيولوجية المعقدة والتغيرات البيئية الناتجة عن سد النهضة.

وأكد أن المنطقة الإثيوبية تعد واحدة من أكثر المناطق نشاطًا للزلازل في القارة الأفريقية، ويرجع ذلك إلى سبب جيولوجي معروف وهو وجود الأخدود الأفريقي العظيم،

وأضاف أنه يُعتبر هذا الأخدود أكبر فالق على اليابسة في الكرة الأرضية، حيث يقسم إثيوبيا إلى نصفين، ونتج عنه براكين أسهمت في تكوين الجبال الإثيوبية، وهذه الطبيعة الجيولوجية النشطة تجعل الزلازل في المنطقة أمرًا معتادًا.

 

مقالات مشابهة

  • كيف حاول حسني مبارك إفشال بناء سد النهضة؟ خبير يكشف التفاصيل
  • الصحة العالمية تطالب بسهولة الوصول لمستشفى العودة بغزة
  • عون يؤكد إصرار لبنان على انسحاب الاحتلال بالكامل من لبنان
  • يسري نصر الله: لدي أعمال فنية كثيرة ما زالت في الرقابة
  • الشرطة الأسترالية تبحث عن شخص حاول حرق مطعم فأشعل سرواله
  • مشروبات وخروج.. نصائح لتجاوز الاكتئاب بالشتاء
  • مشروبات وخروج .. نصائح لتجاوز الاكتئاب بالشتاء
  • خالد الجندي: التعصب الكروي أزمة تسبب مشكلات كثيرة
  • رئيس قبرص: الوضع في الشرق الأوسط يواجه تحديات كثيرة
  • من فعل ذنوبا كثيرة في رجب.. فعليه بهذا الدعاء