أظهرت حوادث اعتراض الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، مدى التأثير الذي نجحت فيه إيران وحماس، على بعض الدول الأخرى التي ترغب في استغلال هذه القضايا لأسبابها الخاصة للرد على الغرب.

هكذا يسلط تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية، وترجمه "الخليج الجديد"، على الموقف الروسي من الهجمات الحوثية، التي أرجعها إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن.

وردا على هجمات الحوثيين، رفضت بعض أكبر شركات الشحن في العالم العبور عبر قناة السويس، مما أدى إلى تعقيد التدفقات بين أوروبا وآسيا وإجبار بعض السفن على سلوك الطريق الأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.

ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر ضيق يقع بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر ويفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا.

ويعد مضيق باب المندب شريانا استراتيجيا للنقل البحري إذ تمر عبره 12% من التجارة العالمية، وفقا للغرفة الدولية للتجارة البحرية.

ووفق التحليل: "بدأت المزيد من الدول تدرك التهديد الذي يشكله الحوثيون المدعومين من إيران على الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي، بعد ان زادت هجماتهم وتهديداتهم للشحن الدولي".

اقرأ أيضاً

بلومبرج: ارتفاع أسعار الشحن للحاويات 173% بسبب أحداث البحر الأحمر

ويتابع: "وعلى الرغم من أنهم حظوا بإفلات شبه كامل من العقاب حتى الآن، إلا أن الأمور في طريقها للتغيير".

ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول، ساعدت الولايات المتحدة في إنشاء عملية "حارس الازدهار"، وهي مبادرة مشتركة للأمن البحري، يضم أكثر من 20 بلدا، لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وتسلط القيادة المركزية الأمريكية الضوء على تهديدات الحوثيين، وفق التحليل، وقادت عددا من الدول للتحدث بصوت واحد ضد التهديدات.

في 3 يناير/كانون الثاني، أصدر البيت الأبيض بيانا مشتركا للولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والمملكة المتحدة، قال إن 44 دولة لديها إجماع واسع بشأن التهديدات في البحر الأحمر.

وحض البيان، المتمردين الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، على أن "يوقفوا فورا هجماتهم غير القانونية" على السفن في البحر الأحمر، تحت طائلة "تحمل العواقب".

وقال البيان إن الدول تقول الآن إنها "تدعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن وأطقمها المحتجزة بشكل غير قانوني".

وتابع: "سيتحمل الحوثيون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة.. نحن لا نزال ملتزمين بالنظام الدولي القائم على القواعد، ومصممون على محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية".

اقرأ أيضاً

مسؤول أمريكي: لا تحذيرات أخرى للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر

وقال التحالف في البيان: "على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة".

وبعد هذا التحذير، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إنه "لا ينبغي توقع تحذير آخر" من الولايات المتحدة وحلفائها للحوثيين، الذين يشنون هجمات على سفن في البحر الأحمر.

إلا أن روسيا، ووفق التحليل، تشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في البحر الأحمر، لكن مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال، إن الروس يلقون باللوم على الحرب في غزة.

وأضاف: "ما يسمى بالتحالف البحري الدولي الذي شكلته واشنطن، على الرغم من اسمه المرتفع، (حارس الازدهار) يتكون معظمه في الواقع من سفن حربية تابعة للولايات المتحدة نفسها، وشرعية تصرفاتها من وجهة نظر القانون الدولي تثير شكوكا جدية جدا".

وتابع نيبينزيا: "ولذلك فإن مهامنا اليوم لا تقتصر فقط على تأكيد الإشارة الجماعية المتفق عليها في 1 ديسمبر/كانون الأول، لجماعة أنصار الله حول عدم جواز أفعالهم، بل أيضا تهدئة الرؤوس الساخنة في واشنطن، والذين يعتبرون الصراع الآخر في الشرق الأوسط مجرد جزء من لعبتهم الجيوسياسية".

ويعلق التحليل على ذلك بالقول: "يبدو أن هذا يبرر الهجمات".

ويضيف: "هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ودافعت تل أبيب عن نفسها، واختار الحوثيون المدعومين من إيران مهاجمة السفن بشكل غير قانوني، ولكن يبدو أن روسيا تحمل إسرائيل المسؤولية عن الهجمات".

اقرأ أيضاً

أنصار الله ترد على مزاعم عبرية: لا اشتباكات مع سفينة حربية أمريكية بالبحر الأحمر

ويتابع: "هذا يترك تساؤلات حول ما قد يحدث بعد ذلك في البحر الأحمر، وهل ستكون الدول مستعدة للتحرك فعليًا ضد الحوثيين؟، أم سيستمر الحوثيون في تحديد الزمان والمكان لمهاجمة السفن؟".

ويحذر قائلا: "إذا امتنعت معظم الشركات عن الشحن، فكل ما على الحوثيين فعله هو انتظار مرور أي سفينة وإطلاق بضعة صواريخ، ويمكنهم بعد ذلك أن يزعموا مرة أخرى أنهم انتصروا من خلال اعتراض التجارة الدولية.. وهذا يوضح كيف يمكن للوكلاء المدعومين من إيران اختيار مكان الهجوم ونادراً ما يعانون من تداعيات".

ويخلص التحليل بالقول: "الدول التي كان من المحتمل أن تدين هذه الهجمات قبل عدة سنوات، بما في ذلك روسيا، أصبحت الآن تميل إلى إلقاء اللوم على العمليات الإسرائيلية في غزة".

وسبق أن دعت روسيا مرارا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى لدى "حماس"، وتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بشكل مكثف.

كما ألقت روسيا مرارا باللوم في الأزمة الحالية على إخفاق الدبلوماسية الأمريكية.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الروسية في الشرق الأوسط تشمل جميع الأطراف الرئيسة، بما في ذلك إسرائيل وإيران وحماس والسلطة الفلسطينية، التي لا تملك سوى سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضاً

صحيفة عبرية تتهم روسيا بالوقوف ضد الغرب في حرب غزة

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا صحيفة عبرية إسرائيل حرب غزة الحوثيون أمريكا البحر الأحمر فی البحر الأحمر اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن قصف «الحوثيين» ويتعهد باستخدام «قوة ساحقة»

أحمد شعبان (واشنطن)

أخبار ذات صلة نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات» الأسهم الأميركية تسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 2023

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن الولايات المتحدة أطلقت «عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً» يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي تشكّله جماعة «الحوثي» في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وقال ترامب: «سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا»، مشيراً إلى تهديد الحوثيين لحركة الشحن في البحر الأحمر. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات في صنعاء. وجاءت الضربات الأميركية بعيد إعلان «الحوثيين» أنهم سوف «يستأنفون حظر مرور جميع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن».
وقال ترامب «إلى كل الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءاً من اليوم، وإذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!».
وأضاف ترامب: «مقاتلونا الشجعان ينفذون الآن هجمات جوية على قواعد الإرهابيين وقادتهم ومنظوماتهم الدفاعية الصاروخية لحماية السفن والطائرات والأصول البحرية الأمريكية، واستعادة حرية الملاحة». وتابع: «لن يسمح لأي قوة إرهابية بمنع السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية حول العالم». 
وأردف الرئيس الأميركي: «لقد مرّ أكثر من عام منذ أن أبحرت سفينة تجارية تحمل العلم الأميركي بسلام عبر قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن. وتعرضت آخر سفينة حربية أميركية عبرت البحر الأحمر، قبل أربعة أشهر، لهجوم من الحوثيين أكثر من 12 مرة. وأطلق الحوثيون صواريخ على طائرات أميركية، واستهدفوا قواتنا وحلفاءنا». وواصل ترامب: «كلفت هذه الهجمات المتواصلة الاقتصاد الأميركي والعالمي مليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، عرضت أرواحاً بريئة للخطر».  وأظهرت صور متداولة على «الإنترنت» أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد فوق منطقة مجمع مطار صنعاء، الذي يضم منشأة عسكرية كبيرة. ولم تتضح بعد حجم الأضرار الناجمة عن الضربات، فيما أشارت تقارير إلى مقتل وإصابة 15 شخصاً، من جراء القصف الأميركي في صنعاء.
وقال مسؤول أميركي لـ«رويترز» إن الضربات ضد الحوثيين ستستمر لأيام وربما أسابيع.
وفي مطلع مارس، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة صنفت رسمياً «الحوثيين» «منظمة إرهابية أجنبية»، وذلك بعد أسابيع من توقيع الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بهذا الشأن.
وذكر المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن التحركات الأخيرة ضد الحوثيين تعبّر عن النهج الجديد للإدارة الأميركية ضد هذه الجماعة، والتي تختلف عن الفترات الماضية، خصوصاً بعد أن أدرك الرئيس دونالد ترامب أنه لا يمكن اعتبار «الحوثي» طرفاً سياسياً في الحوار وإحلال السلام في اليمن. وحذر الطاهر من استمرار تهديد جماعة «الحوثي» لأمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الجماعة وضعت منصات الصواريخ والطائرات المسيرة على قمم الجبال الشاهقة، لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن الولايات المتحدة بدأت، أمس، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في اليمن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقاً لتقارير إخبارية محلية ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وذلك في بداية ما وصفه المسؤولون الأميركيون بأنه هجوم جديد ضد المسلحين. وأصابت الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس ترامب، رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ وطائرات دون طيار، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر التي عطلها «الحوثيون» لأشهر بهجماتهم.

مقالات مشابهة

  • خبير: ضرب أمريكا لـ الحوثيين يستهدف السيطرة على التجارة الدولية والضغط على إيران
  • مسئول عسكري أمريكي: الضربات ضد الحوثيين استغرقت وقتًا للتنظيم
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي
  • ترامب يعلن قصف «الحوثيين» ويتعهد باستخدام «قوة ساحقة»
  • توقفوا فورا.. ترامب يحذر إيران من دعم الحوثيين
  • ترامب يهدد إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد الحوثيين
  • تعرف على طرق تخفى مسيرات الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • الإعلان عن إطلاق مبادرة أمن البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين
  • الإعلان عن مبادرة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر