حذر اللورد بيتر هين وزير شؤون الشرق الأوسط ووزير أيرلندا الشمالية السابق من أن السياسة الغربية تجاه غزة تمثل فشلا ذريعا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تؤدي إلى القضاء الدائم على حماس أو توفير الأمن لإسرائيل. 

وطالب هين في مقال نشره بصحيفة الجارديان البريطانية، بريطانيا بإعادة التفكير في النهج البريطاني تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم، والتي أودت بحياة 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا.

 

واتهم هين، الذي كان وزيرا في حكومات حزب العمال بعد عام 1997 ووزيرا للخارجية من عام 1999 إلى عام 2001، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلعب دور غير مباشر في تقوية حماس من خلال رفض التفاوض على حل الدولتين، وفرض “حالة حصار شبه دائمة” على غزة. 

ورأي هين ضرورة إشراك حماس بطريقة أو بأخرى في الحكم المستقبلي لغزة (ما يعني الاعتراف بها)، موضحا أن المحاولات الغربية لاختيار قادة ينوبوا عن شعوبهم لها سجل سيئ.  

واتهم الوزير السابق القادة الغربيين بعدم القيام بأي شيء حيال انتشار المستوطنات غير القانونية، بل وتسامحوا مع المزيد من المستوطنين، وكذلك الحصار الطويل، والآن التدمير شبه الكامل لغزة من قبل إسرائيل. 

كما حذر هين الزعماء الغربيين في جميع أنحاء الجنوب العالمي من أنهم يُنظر إليهم على أنهم منافقون وذلك بسبب دعمهم حق للأوكرانيين في تقرير مصيرهم، بينما يتواطؤون في حرمان الفلسطينيين من الحصول على الحق ذاته، ليس هذا فحسب، بل أنهم مسؤولون عن الرعب الجاري في غزة. 

وحذر أيضا من الخلاف الجيوسياسي بين الغرب والجنوب العالمي يتمعق، وسوف يكلف هذا واشنطن ولندن وبروكسل (الاتحاد الأوروبي) ثمنا باهظا في الاضطرابات المتزايدة التي يشهدها العالم. 

اقرأ أيضاً

سلام نتنياهو يتطلب تدمير حماس ونزع سلاح غزة واستئصال التطرف الفلسطيني   

 

وأضاف أنه بدلاً من "التواطؤ الغربي في فشل ذريع" يجب عليه دعم مؤتمر إقليمي للاعبين الرئيسيين، بما في ذلك السعودية وإسرائيل والإمارات وإيران، لتقييم ما إذا كان حل الدولتين لا يزال اقتراحًا قابلاً للتطبيق. 

وأكد أنه لم تكن هناك دبلوماسية غربية جادة بشأن القضية الفلسطينية منذ تدخل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري في عام 2014. 

وتوقع هاين، الذي ظل منخرطا بشكل وثيق في الشرق الأوسط منذ فترة وجوده في الحكومة، عدم قدرة اسرائيل على القضاء على حركة حماس، كما وعد قادتها في تل أبيب - حتى لو دمرت غزة". 

وأضاف أنه "بالرغم من الضرر الذي أحدثته إسرائيل على قدرة حماس العسكرية، وربما بشكل مهم، حيث تم تدمير الكثير من الأنفاق وهروب عدد من مقاتليها، فحماس، وفي عدد من المظاهر هي حركة وأيديولوجية، أدى تطرف نتنياهو إلى صعودها".   

ورأي الوزير البريطاني السابق إن إسرائيل لن تحقق الأمن من خلال القمع "كما أظهرت بشكل واضح المذبحة التي وقعت في 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم. لقد فشل حكام إسرائيل اليمينيون فشلاً ذريعاً في حماية مواطنيهم ـ ومن خلال ملاحقة فظائعهم الوحشية في غزة، فإنهم يعرضونهم للخطر على نحو أعظم". 

وتشير التقارير الواردة من داخل إسرائيل إلى أن نتنياهو على خلاف مع الإدارة الأمريكية بشأن الحكم المستقبلي في غزة، ويرفض وجهة نظر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، القائلة بأن غزة يمكن إدارتها من قبل سلطة فلسطينية متجددة. 

وكانت هناك تقارير تفيد بأن إسرائيل تدرس خطة لتقسيم غزة إلى مقاطعات، تدير كل منها عائلة تحددها إسرائيل نفسها، ويدافع بعض أعضاء حكومة نتنياهو علناً عن التهجير الجماعي للفلسطينيين إلى الأردن أو مصر. 

وقالت السلطة الفلسطينية إنها مستعدة لتولي حكم غزة مع الضفة الغربية، ولكن فقط بشروطها وليس تلك التي تفرضها إسرائيل، وفي مقابل ذلك يصر نتنياهو على أن الأمن في غزة يجب أن يظل امتيازا إسرائيليا إلى أجل غير مسمى. 

اقرأ أيضاً

خريطة طريق مصرية لغزة.. هكذا يمكن لـ"حماس" محاصرة نتنياهو

 

 

 

المصدر | بيتر هين/ الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس حرب غزة القضاء على حماس تدمير غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي إيراني سابق: سننشر صورا للإصابات المحققة بالهجوم على إسرائيل

قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي لقناة الجزيرة إن المنصات الدفاعية الإسرائلية فشلت في التصدي لصواريخ "فتاح" التي تتخفى عن الرادار وتتهرب من الصواريخ المضادة، وحذر من "مغامرة" إسرائيلية.

وأضاف أن إيران ستنشر من خلال الأقمار الصناعية الإصابات المحققة التي بلغت مداها، وقال إن 80% من الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل أصابت أهدافها بدقة، وخصوصا "نيفاتيم" الإستراتيجية التي ظل الاحتلال يحافظ عليها من خلال المنصات المضادة للصواريخ، القبة الحديدية ومقلاع داود ومنصات هيتز .

وأكد أن إيران حذرت من أنه في حال قامت إسرائيل بأي "مغامرة" للرد على الهجوم الصاروخي، الذي قال إنه جاء من منطلق حق الدفاع عن النفس وفقا للمادة 51 من منشور الأمم المتحدة، "لأن الذي اعتدى على إيران وسيادتها وقتل ضيفها في دارها هو العدو الصهيوني".

وأوضح "أن إيران أعلنت رسميا عن انتهاء هذه العملية وأن كل شيء انتهى"، ولكنه لم يستعبد أن تستهدف إيران مجددا الاحتلال الإسرائيلي بجولة أخرى من الهجوم الصاروخي، باعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد بالرد، وكان قد قال في خطابه في الأمم المتحدة: حربنا مفتوحة ويدنا ستطال أي هدف في العمق الإيراني".

وأعرب الدبلوماسي الإيراني السابق عن اعتقاده بأن نتنياهو يريد أن يقحم الولايات المتحدة الأميركية في حال أقدم على ضرب أهداف حيوية في إيران مثل المنشآت النووية أو بعض المنشآت الصناعية أو بعض الأهداف الأمنية.

وخلص إلى أن إيران تتحضر وتتأهب، وقد أغلقت الأجواء الجوية، ولكن "الأجواء السياسية والدبلوماسية لم تغلق بعد".

وكانت إسرائيل أعلنت -مساء أمس- أن إيران أطلقت عليها نحو 180 صاروخا، في هجوم قالت طهران إنه "انتقام" لاغتيال كل من رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله والقائد في فيلق القدس عباس نيلفروشان.

وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن الحرس الثوري استخدم للمرة الأولى صواريخ "فتاح" الفرط صوتية، وقال قائد الأركان الإيراني محمد باقري إنه تم ضرب مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" وقاعدة حتسريم المسؤولة عن اغتيال نصر الله. وأضاف أنه تم ضرب 3 قواعد جوية رئيسية وقاعدة نيفاتيم التي تضم مقاتلات "إف-35".

مقالات مشابهة

  • “نبي الغضب” يهاجم نتنياهو ويدعوه لفهم استحالة تدمير حماس وإخضاع حزب الله
  • وزير كويتي سابق: لن تكون هناك أزمة حدودية مع العراق إذا حسنت النوايا
  • وزير سابق يؤكد انقلاب الحوثيين كلف اليمن غالياً.. دعوات متزايدة لمشروع وطني جامع
  • مسؤولين بحماس يكشفون ما يدور بعقل السنوار بعد عام من طوفان الأقصى
  • وزير سابق في حكومة العثماني يظهر في إيطاليا بعد تداول خبر إغلاق الحدود في وجهه
  • بيان بريطاني-أوروبي يدعو لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة
  • صحيفة سويسرية: فشل المجتمع الدولي راسخ في مواجهة نتنياهو
  • الحكم على وزير سابق بالسجن عاما بتهم الفساد وعرقلة العدالة
  • دبلوماسي إيراني سابق: سننشر صورا للإصابات المحققة بالهجوم على إسرائيل
  • وزير الزراعة : المخزون الغذائي يكفي لشهرين