أبرزت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة بدء "مسار جاد" بإجماع دولي للتسوية "العادلة والشاملة" للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وذكرت وكالة «كونا» أن ذلك جاء خلال لقاء الرئيس السيسي اليوم الخميس مع وفد أمريكي ضم عضوي مجلس الشيوخ كريستوفر هولين وجيفري ميركلي، في إطار "التشاور المستمر" بين مصر والولايات المتحدة على مختلف المستويات لا سيما في ضوء الأوضاع الإقليمية الحالية وخاصة في قطاع غزة.

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس السيسي شدد - خلال اللقاء - على ضرورة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى وإنفاذ المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين الذين تعرضوا للنزوح.

ومن جانبهم، أشاد الوفد الأمريكي بالدور "التاريخي" الذي تقوم به مصر في هذا الخصوص وبمساعيها "الدؤوبة الراهنة" باعتبارها "قوة تعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية كما جدد الجانبين خلال الاجتماع "الرفض القاطع" لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والتأكيد على ضرورة العمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة عموما "بما يرسخ دعائم الأمن والاستقرار" على المستويين الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضاًالمؤتمر: لقاء الرئيس السيسي ووفد الكونجرس الأمريكي يدعم القضية الفلسطينية

تسوية القضية الفلسطينية.. تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ووفد الكونجرس

رئيس مجلس النواب يشكر الرئيس السيسي على توجيهاته بتوطين مشروعات الهيدروجين الأخضر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر السيسي القضية الفلسطينية الرئيس السيسي الدولة الفلسطينية الرئیس السیسی على ضرورة

إقرأ أيضاً:

القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب

 

د. سلطان بن خميس الخروصي

sultankamis@gmail.com

يمثل الصراع العربي- الإسرائيلي أحد أهم مُعضلات العصر الحديث الذي انطلق مع شرارة الاحتقان بين العرب واليهود في مطلع القرن العشرين إبان الحكم العثماني ليزداد ضراوة وعنفًا مع إطلاق وعد بلفور عام 1917، الذي رسم خارطة طريق لبناء وطن قومي لليهود في فلسطين ليتمخَّض في 1948 بأول صراع مسلح حقيقي تغذّت وتوغّلت فيه عقيدة الوجود الإسرائيلي بدعم مطلق من بريطانيا وحلفائها، ليبدأ النضال العربي الموحد من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والعراق في مواجهة القوات اليهودية الغارقة في مستنقع الحقد والدم والعقيدة الصماء وفق النظرية الوجودية ليكون فارق الخبرة والعدة والعتاد والتحالفات في صالح الجماعات اليهودية التي تعطَّشت لقتل النضال العربي واحتلال أجزاء واسعة من فلسطين التاريخية.

تغوّلت الأطماع الصهيونية نحو خلق إسرائيل العظمى فخلقت مجتمعا عسكريا بامتياز لا يمتُّ للمدنيِّة بصلة في سبيل قطع رحم التكامل العربي الذي قد يلد يوما وحدة المصير، فجاء العدوان الثلاثي البريطاني، والفرنسي، والإسرائيلي على مصر في (1956) كردة فعل منزعجة من تأميم قناة السويس، لتُجدِّد نازيتها في حرب 1967 والتي عُرفت بـ"نكسة يونيو 1967"؛ حيث احتل الصهاينة- في حرب خاطفة مفاجئة عمرها لم يتجاوز 6 أيام- الصفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولان السورية، لتدُّب دماء وحدة المصير العربي (المصرية- السورية) في حرب 1973 بهجوم مباغت في يوم الغفران اليهودي فينتهي الصراع بحراك دبلوماسي امتد حتى 1979 بإبرام اتفاقية "كامب ديفيد"، بين إسرائيل وأبرز مكون في العمق العربي بحجم مصر، تمخضَّ عنه استعادة سيناء، بينما لم يتضمن تسوية القضية الفلسطينية.

وفي ظل التشتت المجتمعي والفكري العربي، وغياب البوصلة السياسية المصيرية لهذه القضية التي كانت أساس تأصيل الصراع الحتمي الطويل منذ 7 عقود ونصف كان الجدل على أشدّه في المرافق العربية وأروقتها المتباينة، بينما كانت وحدة الصف والهدف والمصير قائمة على قدم وساق في إسرائيل وحلفائها، فظلت المؤسسات الأمنية والعسكرية والدولة العميقة تنخر في عمق الجسد العربي لتجعل من أصل الصراع بحجم أنها قضية هامشية ودولية لا تهمنا كدول عربية عظيمة لها ثقلها السياسي والعسكري والدبلوماسي والتاريخي والعقائدي؛ بل من يتتبّع الخيوط الرفيعة لسياسة إسرائيل نحو عزل القضية وتغييب تأصيلها حتى في عقول وقلوب الدول الإسلامية يجدها قد نجحت بامتياز، والأكثر من ذلك أنها استطاعت عبر أيادي الظل تجريد الوعي المجتمعي العربي من مفاهيم وقيم الوحدة العربية والتآخي الإسلامي والحفاظ على حياة الإنسان والدفاع عن حقوقه والأهم من كل ذلك تغييب القضية المصيرية الأساسية وطمس الكفاح العربي الطويل فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.

وبالرجوع إلى التاريخ قليلًا، نجد أن الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم قدَّموا قلوبهم على كفوف أيديهم منذ الانتفاضة الأولى التي انطلقت من قطاع غزة (1987- 1993) وامتدت إلى الضفة الغربية، ثم الانتفاضة الثانية (2000 -2005) فكان الفقهاء والعلماء والمثقفين وبعض رجالات السياسة والعسكر يجاهرون ليل نهار بالمقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، وتأسيس جيل يستكمل مسيرة النضال العربي ضد الصهاينة المغتصبين، لنجد أن كل هذه الفقاعة الكبيرة قد انفجرت في حرب العقيدة والمصير الصهيونية التي تُبرِّر إبادة الإنسان في قطاع غزة وتصفية حثيثة للقضية الفلسطينية، وكأن لسان الحال يقول استطعنا أن نطمس فلسطين خلال سبعة عقود ونصف.

إنَّ ما تعانيه القضية الفلسطينية من تهميش دولي ومن جانب بعض العرب- للأسف- قد تسبَّب في ما تمر به المنطقة اليوم من غطرسة صهيونية وهيمنة أمريكية، ويجب أن يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع والتأصيل والمرجعية الأولى لأي مفاوضات أو تفاهمات، وليس التنصل والتهميش والانسحاب وانتهاج سياسات تتنصل من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الدول العربية، وخاصة الكبرى منها والفاعلة تاريخيًا وسياسيًا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «الشيوخ»: نقدر سياسة الرئيس السيسي في حفظ الأمن القومي
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسلامة أراضيه
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وأعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية
  • الرئيس السيسي يؤكد ضرورة تطوير منظومة القضاء وتيسير الخدمات المقدمة للمواطنين
  • صحيفتان كويتيتان تبرزان تأكيد الرئيس السيسي بأن وحدة الشعب المصري هي الضامن الأساسي لاستقرار الدولة
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وطلاب الأكاديمية العسكرية (فيديو)
  • الرئيس السيسي: الدولة تعمل في مسار إصلاحي لإعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية