تكشف دراسة أجراها معهد لايبنيز للأبحاث الاقتصادية (Ifo)، وهو مركز أبحاث اقتصادي ألماني رائد، أن بريطانيا وفرنسا كانتا تدعمان بشكل فعال التخفيضات الدفاعية التي أجرتها ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا منذ عام 1990. وتشير الدراسة إلى أنه من خلال خفض الإنفاق الدفاعي بعد الحرب الباردة، تمكنت ألمانيا وحدها من جمع مكاسب السلام التي بلغت 680 مليار يورو، والتي أعادت توجيهها إلى مجالات أخرى.

 

يسلط معهد إيفو الضوء على أن الزيادات البريطانية في الإنفاق الدفاعي منذ عام 1990 كانت بمثابة أكبر "عائد سلام سلبي" في أوروبا. المملكة المتحدة هي من بين عشر دول أوروبية فقط في الناتو التي حققت هدف الحلف المتمثل في تخصيص 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع في عام 2023.

 

ومع ذلك، يحذر المعهد من أن إستونيا وليتوانيا فقط هما اللتان تحققان الهدف بموارد مالية عامة سليمة. بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن سبع دول في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك المملكة المتحدة، تنفق على مدفوعات الفائدة أكثر من إنفاقها على الدفاع.

 

ومع تزايد المخاوف بشأن التهديد الروسي والشكوك المتعلقة بالتزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، يشير معهد إيفو إلى أن أوروبا تحتاج إلى طرق أكثر استدامة لتمويل الدفاع.

 

ينتقد المركز البحثي صندوق ألمانيا الخاص الممول بالديون بقيمة 100 مليار يورو والمصمم لتعزيز قواتها المسلحة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ويجادل بأن تمويل الدفاع من خلال الديون قد يخلق فكرة خاطئة مفادها أن الأمن يأتي مجانا، مما يقلل من الضغوط لتعديل الميزانية.

 

في حين تعهدت ألمانيا بالوفاء بهدف الناتو البالغ 2%، يشير معهد إيفو إلى أن ميزانيتها الدفاعية الأساسية آخذة في التناقص. وفي عام 2023، أنفقت ألمانيا 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما يقل عن هدف الناتو، في حين خصصت المملكة المتحدة 2.1%.

 

يشير معهد إيفو إلى أنه بدلا من الاعتماد على الديون للإنفاق العسكري، ينبغي للدول إجراء مقايضات وتحويل الأموال من الإنفاق الاجتماعي إلى الدفاع. ويقترح أن تتمكن معظم الدول من تحقيق هدف الناتو من خلال توفير أقل من 1% من الإنفاق الحكومي العام في مجالات سياسية أخرى وإعادة توجيه هذه الأموال إلى الدفاع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل على أوروبا أن تعامل الولايات المتحدة كخصم لا كمنافس؟

قالت سيلفي كوفمان رئيسة تحرير صحيفة لوموند في عمودها إن زعماء الاتحاد الأوروبي يجدون "مفارقة قاسية" في استفزازات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهم، في الوقت الذي تتعين عليهم فيه مواجهة هجمات روسيا والتوسع الصيني.

وأشارت الكاتبة إلى أن المشكلة بدأت خلال العام الأخير من إدارة الرئيس جو بايدن، حيث التقت مجموعة صغيرة من الخبراء الأوروبيين مع كبار المسؤولين في السياسة الخارجية الأميركية، وكان السؤال واحدا يتعلق بكيفية إجراء المفاوضات المحتملة بشأن مصير أوكرانيا، ومن سيكون حول طاولة المفاوضات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: إستراتيجية ترامب مستوحاة من الملاكم تايسونlist 2 of 2تايمز: نتنياهو وترامب من التدابر إلى التصالحend of list

وبدا أن الأميركيين يدرسون عدة سيناريوهات، حيث سيكون هناك روس وأميركيون وأوكرانيون وربما صينيون، ولكن لا يوجد في أي حال من الأحوال ذكر لوجود الأوروبيين في هذه المفاوضات التي تعنيهم في المقام الأول، غير أن الأسوأ هو أن المسؤولين الأميركيين لا يبدو أنهم يدركون أن هذا التغافل قد يصدم محاوريهم الأوروبيين الذين لا يسمحون لأي شيء بالظهور من منطلق الصداقة.

 

 

ولأن الديمقراطي جو بايدن يحظى بالإشادة باعتباره الرئيس "الأكثر أوروبية" منذ فترة طويلة -كما تقول الكاتب- ولأن التعامل معه أكثر متعة من سلفه ترامب، ولأنه لولا المساعدات الأميركية الضخمة، لكانت روسيا قد ابتلعت أوكرانيا، فإن على أوروبا أن تبتلع الحبوب المريرة التي فرضتها عليها إدارة بايدن، من شراكة الدفاع التي وقعتها مع أستراليا والمملكة المتحدة من دون إشراك فرنسا، إلى الانسحاب من أفغانستان من دون أدنى تشاور مع القوات الأوروبية على الأرض، مرورا بقانون خفض التضخم لجذب الصناعة الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وحتى الإستراتيجية المترددة في أوكرانيا التي تؤدي إلى إطالة أمد الحرب.

إعلان انزعاج أوروبي

والآن يأتي ترامب أقوى وأكثر جنونا وأكثر دعما، وها هو العالم يخضع بالفعل لأسلوبه، أي قانون الأقوى، فالشرق الأوسط يتحرك، وكييف مستعدة للتفاوض بشأن إنهاء الحرب، وتبقى أوروبا حائرة، تقول لنفسها إن الرئيس ليس مجنونا ليستولي على غرينلاند ربما يجوز ذلك مع قناة بنما إذا لزم الأمر، لكنه لا تمكنه مهاجمة حليف مخلص في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقد اجتمع زعماء الاتحاد في بروكسل لمناقشة الأمر -حسب الكاتبة- وجاءت التصريحات معبرة عن انزعاجهم من هذا الحليف العظيم الذي لم يعد حليفا والذي يكسر كل القواعد، ولكن هناك تحديات كبيرة، تبدأ من حلف الناتو الذي تتولى القوة المهيمنة فيه حماية الدول الأعضاء الأخرى لا مهاجمتها، خاصة في ظل مواجهتها لحرب مدمرة على قارتها.

وقد طرح أوليفييه شميت، الأستاذ في مركز دراسات الحرب في جامعة جنوب الدانمارك في كرسي القضايا الإستراتيجية المعاصرة الكبرى في جامعة السوربون الاثنين الماضي، السؤال: "هل أصبح حلف الناتو حلف وارسو"، الذي يفرض فيه الاتحاد السوفياتي إرادته بالقوة على الأعضاء الآخرين؟

وتساءل أوليفييه: "هل غيرت القوة الرئيسة في الحلف التي كانت حتى الآن شريكا خيريا طبيعتها؟ وقال إنه ربما يتعين على أوروبا أن تتعامل مع الولايات المتحدة، لا باعتبارها منافسا، بل باعتبارها خصما".

غير أن هذا الواقع لا يتقبله ولو عقليا عدد من الزعماء الأوروبيين، وخاصة أولئك الذين ترتبط بلادهم ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، مثل بولندا، وقد اعترف رئيس وزرائها دونالد توسك بأن هذا كان "الاختبار الأول لتضامننا، لأنها المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه المشكلة بين الحلفاء"، وأضاف أن الصراع بين الحلفاء، في هذه الأوقات من العدوان الروسي والتوسع الصيني، يشكل "مفارقة قاسية".

مقالات مشابهة

  • موسكو: الناتو يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق
  • كاتبة فرنسية: هل يجب على أوروبا أن تخشى ترامب؟
  • وفاة وإصابة 23 لاعبًا من فريق مانسشتر يونايتد.. أبرز أحداث 6 فبراير
  • معهد أمريكي: ميناء الحديدة بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية.. وسقوط الحوثيين أسرع من سقوط الأسد
  • معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟
  • هل على أوروبا أن تعامل الولايات المتحدة كخصم لا كمنافس؟
  • قمة غير رسمية ببروكسل.. هل يدفع ترامب أوروبا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي؟
  • أوروبا تبحث الدفاع المشترك مجددا بعد عودة ترامب
  • وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكرية
  • معهد ألماني: رسوم ترامب الجمركية ستؤثر بشدة على الصادرات الأمريكية