قلل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، من أهمية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صالح العاروري، لافتا إلى أن الحركة ستوفر بديلا له خلال 24 ساعة من إعلان مقتله.

وقال باراك في حديثه للقناة الـ"13" العبرية، إن من يعتقد أن قتل العاروري سيسبب هزة لـ"حماس"، فهو مخطئ.

وأضاف أن "من يتأمل أن يكون هذا البديل أقل مهارة من العاروري فهو مخطئ كذلك".

وأكد باراك، أن هدف تحرير الأسرى لدى "حماس" لا يقل أهمية عن تصفية قادتها، بل الأولوية للهدف الأول، لأنه أكثر إلحاحا لإسرائيل، على حد تعبيره.

واغتيل العاروري (رئيس حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة) واثنين من جناحها العسكري "كتائب القسام" وآخرين، قبل يومين إثر إطلاق مسيّرة إسرائيلية 3 صواريخ على مقر للحركة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

ولم تتبنَ إسرائيل أو تنفي المسؤولية عن عملية اغتيال بيروت، لكن لتل أبيب تاريخ طويل في اغتيال قادة لفصائل المقاومة الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اقرأ أيضاً

اغتيال العاروري.. مؤشر على اتجاه إسرائيل للتصعيد ومواصلة حرب غزة

كما أنها سبق وهدد مسؤولون إسرائيليون باغتيال قادة "حماس" في دول بينها لبنان وقطر؛ ردًا على معركة "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من جهته، أشار رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشتاين، إلى أن الاهتمام قبل عملية "طوفان الأقصى"، كان منصبا على الضفة الغربية وما يحدث فيها، وفي ذلك الإطار كان العاروري هو الشخصية المركزية التي تم التهديد بتصفيتها في ذلك الحين.

وأضاف ميلشتاين، أن "حماس" حتى ولو كانت مقطوعة الأطراف ومصابة بشكل كبير بسبب الضربات الأخيرة، فإنها ستتمكن من التعافي.

وتابع: "حتى وإن كنا ننظر نحن إلى ذلك بسخرية ستقول نجحت في أن أصمد".

فيما نقلت القناة الـ"13" العبرية، عن دفير كريب، وكان موظفا كبيرا في "الشاباك" سابقا، تخوفه من تكرار سيناريو 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بإحدى مستوطنات الضفة الغربية، بعد اغتيال العاروري الذي كان رئيس "حماس" فيها.

وأضاف: "علينا الحذر الشديد سواء بالشمال أو الضفة؛ لأنه من الممكن أن يحاولوا فعل شيء".

اقرأ أيضاً

اغتيال العاروري لن يحقق شيئا لإسرائيل.. وإدخال بيروت في المعركة ليس في صالحها

وتوعّدت "حماس" و"حزب الله" اللبناني بالرد على اغتيال العاروري ورفاقه، فيما زادت إسرائيل حالة التأهب على كل الجبهات وفي سفاراتها.

حيث وصف كبير محللي صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ناحوم بارنياع، قيام إسرائيل باغتيال العاروري بأنه "مقامرة"، وقال إن "العاروري حصل بصراحة على مكانه في القائمة المراد إقصاؤها"، ولكنه تساءل عن الثمن.

وفي مقال تحليلي بعنوان "القضاء على العاروري مقامرة"، قال بارنياع: "الاغتيالات المستهدفة لا تقاس فقط بالضربة التي يتلقاها العدو، فالسؤال هو ما الذي يمكن أن تفعله هذه الخطوة بنا.. السعر مقابل القيمة والتكلفة مقابل المنفعة".

وأضاف: "من بين كل ردود الفعل المحتملة لحماس، فإن أكثرها إثارة للقلق هي المتعلقة بالمختطفين (الإسرائيليين في غزة) ولا أعتقد أن أحداً من أصحاب القرار بإسرائيل يعتقد أن التصفية ستخفف من مواقف السنوار وتدفع نحو صفقة أخرى، هذه قصص نرويها لأنفسنا" في إشارة لتقديرات إسرائيلية بأن الاغتيال سيسرع صفقة تبادل للأسرى.

وقدرت إسرائيل، أن حركة "حماس" سترد على اغتيال العاروري من جهة لبنان، وقالت هيئة البث (رسمية)، إن "التقديرات تشير إلى أنه بما أن الذين قتلوا في بيروت هم المسؤولون عملياً وبشكل يومي عن إطلاق حماس النار من لبنان، فإن هذا يعني أن حماس ستعد الرد على الاغتيال وهذا قد يستغرق بعض الوقت".

وأضافت: "في إسرائيل يقدرون أنه سيكون هناك رد من حماس من جهة لبنان بكل الأشكال والاحتمالات رداً على اغتيال الأمس، على الأقل فإنهم سيحاولون".

اقرأ أيضاً

أمريكا تنأى بنفسها عن تفجيرات إيران واغتيال العاروري.. وكيربي: الحرب لن تقضي على حماس

وفيما يتعلق بمسألة "حزب الله"، تابعت الهيئة: "التقييم في إسرائيل في الوقت الحالي هو أنه على الرغم من حقيقة أن الهجوم على العاروري كان في قلب الضاحية، إلا أنهم سيبحثون على الأرجح عن نوع من الرد الأوسط الذي سيظهر إطلاق النار، لكنه لن يؤدي إلى حرب أو حدث واسع النطاق".

ونبهت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "صدرت تعليمات لضباط الشرطة في مختلف مديريات الشرطة بزيادة اليقظة تحسبا لوقوع هجمات بعد اغتيال العاروري".

وأشارت إلى أنه "تجري استعدادات خاصة في نجمة داود الحمراء في جميع أنحاء البلاد".

فيما نقل موقع "واللا" الإخباري العبري، عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمه) قوله إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل".

يشار إلى أنه ردًا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، شنت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الحين، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 22 ألف شهيد وأكثر من 57 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال فضلا عن دمار هائل في المنشآت والبنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

اقرأ أيضاً

اغتيال العاروري.. هروب من وقف إطلاق النار أم تأجيل؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العاروري حماس القسام لبنان حزب الله باراك إيهود باراك اغتيال العاروري اغتیال العاروری على اغتیال اقرأ أیضا إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: اتساع الفجوة بين نتنياهو وجنرالات جيشه وسط نقص الذخائر والعتاد

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على اتساع الفجوة بين مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار جنرالات جيشه بشأن تطورات الأوضاع في غزة، وذلك في ضوء رغبة كبار الجنرالات في إسرائيل البدء في وقف إطلاق النار في غزة حتى لو كان ذلك يعني بقاء حماس في السلطة في الوقت الراهن.

نيويورك تايمز: واشنطن تضغط لتجنب حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله شخصيات إسرائيلية بارزة في "نيويورك تايمز": لا تسمحوا لنتنياهو بمخاطبة الكونجرس

ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاءعن مسؤولين اسرائيليين في الشؤون الأمنية، قولهم إن القيادة العسكرية الإسرائيلية تريد وقف إطلاق النار مع حماس في حالة اندلاع حرب أكبر في لبنان، وأن القيادة العسكرية الإسرائيلية خلصت أيضا إلى أن الهدنة ستكون أسرع وسيلة لتحرير المحتجزين.

وأضافت نيويورك تايمز أن كبار جنرالات إسرائيل يريدون بدء وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الجيش ونتنياهو، الذي عارض الهدنة التي من شأنها أن تسمح لحماس بالنجاة من الحرب المشتعلة.

 

ووفقًا لمقابلات صحفية مع ستة مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في إسرائيل، تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة، يعتقد الجنرالات الإسرائيليون بأن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة .

وقال عدة مسؤولين إنه نظرًا لعدم تجهيز القوات الإسرائيلية لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضًا أن قواتهم بحاجة إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله، الميليشيا اللبنانية التي تخوض معركة منخفضة المستوى مع إسرائيل منذ أكتوبر الماضي.

وأضاف المسؤولون - شريطة عدم الكشف عن هويتهم - أنه يمكن للهدنة مع حماس أيضًا أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله .. فيما قال حزب الله إنه سيواصل ضرب شمال إسرائيل حتى توقف إسرائيل القتال في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم منتدى هيئة الأركان العامة، تتكون من حوالي 30 جنرالًا رفيع المستوى، بما في ذلك رئيس الأركان العسكرية الفريق هرتسي هاليفي وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية ورئيس المخابرات العسكرية.

ورأت الصحيفة أن موقف الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاق النار يعكس تحولاً كبيراً في تفكيره خلال الأشهر الماضية.

وقال إيال هولاتا - الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل عام 2023 الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين - "إن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار".

وأضاف هولاتا " أنهم يعتقدون أن بإمكانهم دائمًا العودة والاشتباك مع حماس عسكريًا في المستقبل .. ويدركون أن الهدنة في غزة تزيد من احتمالية وقف التصعيد في لبنان .. لديهم ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل ، لذلك يعتقدون أيضًا أن التوقف المؤقت في غزة يمنحنا مزيدًا من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله".

واختتمت /نيويورك تايمز/ تقريرها بالقول إنه من غير الواضح كيف عبرت القيادة العسكرية بشكل مباشر عن وجهات نظرها لنتنياهو على انفراد، لكن كانت هناك لمحات من إحباطها علناً، فضلا عن إحباط رئيس الوزراء الإسرائيلي حيال الجنرالات.

مقالات مشابهة

  • "حماس": تبادلنا بعض الأفكار مع الوسطاء لوقف العدوان على شعبنا
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف حرب غزة
  • "الموساد": إسرائيل تدرس رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار
  • طائرات الاحتلال تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لـ"حزب الله"
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة
  • NYT: جنرالات الاحتلال يخشون من حرب أبدية ويدعمون وقف إطلاق النار
  • نيويورك تايمز: اتساع الفجوة بين نتنياهو وجنرالات جيشه وسط نقص الذخائر والعتاد
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك لبقاء حماس
  • أميركا تضغط على حماس وتحدد 3 أمور لن تقبل بها في غزة