هل كان احتلال العراق بداية لتقسيم الشرق الاوسط؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
4 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي
تؤكد بعض فقرات مذكرات هنري كيسنجر، أن الهدف الحقيقي من الحرب على العراق عام 2003 كان السيطرة التاريخية والروحية عليه..
والتي ستكون مقدمة لضمان السيطرة على عموم منطقة الشرق الأوسط.
الضرب على وتر الدين والفكرة الطائفية، كان أهم وسيلة لبدء الحرب في الشرق الأوسط.
عمل البيت الأبيض وطوال سنين لإضعاف العراق إقتصاديا، فخلق حروبا مصطنعة ساهمت كثيراً في إضعافه سياسياً..الأمر الذي جعله يبدو هشا فسقط أمام أول عاصفة شنتها الدبابات الأمريكية عام 2003 وبدون مقاومة تذكر من جيش يُعد من أقوى الجيوش في المنطقة العربية.
حينها سعت الولايات المتحدة لأقناع المعارضة العراقية في الخارج، بضرورة إسقاط النظام وإنهاء وجوده، ولولا وعي التيارات السياسية في كشف النوايا الأمريكية لكانت تدور في رحى الاحتلال ليومنا هذا.
نظام صدام نفسه كان له الدور الكبير والمهم في إسقاط البلاد بيد الأمريكان، فقد ساهم هذا النظام بتصفية المعارضين للولايات المتحدة، وما جاء بعدها من حرب تدميرية مع إيران راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل، وحماقته بإحتلال الكويت والبدء بعملية حصار خانقة للشعب العراقي، كانت كلها حججا من أجل تجويعه وإذلاله لاجتياحه واحتلاله، فأصبح العراق ومنذ عام 2003 ساحة حرب وصراع مكشوفة.
الخطوة الاخيرة كانت إدامة وتأجيج الصراع الطائفي ليكون بداية للسيطرة على عموم المنطقة، وتحويله إلى أرض للخراب والدمار والظلام ، تمهيداً للسيطرة على باقي دول المنطقة.
السياسة الأمريكية يمكن تلخصيها بإبقاء الوضع منقسم طائفياً فيكون تحت السيطرة، وهذا ما حصل فعلاً من تقسيمات طائفية وقومية في بنية الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام، وتوزيع المناصب على أساس هذا التقسيم، إلى جانب سعي الأمريكان إلى تقسيم المناطق على نفس الأساس المذهبي والقومي، ودعم الأكراد قومياً وعندها تكون كركوك نقطة الخلاف بين العرب والأكراد.
لم يعد خافياً أيضا أن واشنطن سعت بكل وسائلها لتضخيم دور إيران إعلاميا، لإخافة الدول العربية ودفعها إلى الصراع على أرض العراق وهذا ما تحقق فعلاً، وهي سائرة في تنفيذ مخططها بدقة، وما السفارة الأمريكية في الخضراء والتي تعد أكبر سفارة في العالم إلا دليل واضح على نواياها ورغبتها بالبقاء في الشرق الأوسط وتحديداً قبله العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تهجير غزة ورغبة إشعال فتيل الأزمة.. ترامب يضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار
بغداد اليوم – بغداد
حذر القيادي في الإطار التنسيقي، عصام شاكر، اليوم الخميس (6 شباط 2025)، من عواقب كارثية قد تترتب على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير سكان غزة، محذرا من أن تنفيذ هذه الخطة قد يؤدي إلى تفجر الوضع في المنطقة بالكامل.
وقال شاكر لـ"بغداد اليوم"، إن "تصريحات ترامب المتعلقة بتهجير سكان غزة والسيطرة على مدنهم وقراهم، وإجبار نحو ثلاثة ملايين فلسطيني على اللجوء إلى دول الجوار، تعكس مخططا بالغ الخطورة سيؤدي إلى تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط".
وأضاف، أن "هذه الخطة تمثل بداية لخلق توترات جديدة في المنطقة"، مشيرا إلى أن "البيت الأبيض يرسل رسالة دعم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حملات إبادة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 150,000 شخص.
وشدد القيادي في الإطار التنسيقي على أن "تداعيات تنفيذ هذا المخطط ستكون كارثية على المنطقة، وأنه يعكس ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية التي تسعى إلى خلق أزمات جديدة على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية".
وأشار إلى أن "تهجير الفلسطينيين مجددا أمر غير مقبول"، لافتا إلى أن "جميع العواصم العربية المحيطة بفلسطين تدرك خطورة هذا المخطط وتداعياته المحتملة".
واختتم شاكر بالقول، إن "صمود الشعب الفلسطيني سيظل العامل الحاسم في إفشال هذه المؤامرات التي تهدف إلى تعزيز قوة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية، ولن يمر هذا المخطط بسلام".
وفي سياق التصعيد السياسي المتواصل في المنطقة، أثار الرئيس الأمريكي، جدلا واسعا بعد تصريحاته حول خطة تهجير سكان غزة.
في حديثه، اقترح ترامب أن يتم نقل ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطيني من القطاع إلى دول الجوار، وهو ما ألقى بظلاله على الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط. هذه التصريحات أظهرت موقفا أمريكيا داعما للكيان الإسرائيلي في سياق تصاعد العنف والتهجير الذي يعاني منه الفلسطينيون.