فيما يلي نص البيان:

 

قال الله تعالى فـي القرءان الكريم:{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }،[ التوبة:41] صدق الله العلي العظيم.

إنَّني أُوجه النداء إلى جماهير شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، والعزة والإباء والشجاعة؛ للخروج يوم غدٍ الجمعة فـي مظاهرات ومسيرات كبرى، وفـي الـمقدِّمة صنعاء فـي ميدان السبعين؛ ليُسْمِع الشعب اليمني العزيز صوته وكلمته لكل العالم، فـي ثباته على موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني فـي نصرة الشعب الفلسطيني الـمظلوم، الذي يرتكب الصهاينة اليهود بحقه جرائم الإبادة الجماعية، ويدمِّرون مدنه ومساكنه فـي غزة بشكل كامل، ويتفننون فـي ممارسة أبشع الجرائم ضده، من دفن الأحياء وسحق بعضهم بالدبابات، وإرسال الكلاب البوليسية لنهش لحم الجرحى، وبقر بطون الحوامل وإعدامهن مع أَجنَّتِهن، والاستهداف للأطفال الخدَّج والرضَّعِ، وارتكاب الإعدامات الجماعية والفردية للعزل من الـمدنيين بدمٍ بارد، والتجويع الشامل للسكان فـي غزة، ومنع الغذاء والدواء والـماء عنهم، والتعرية التامَّة لـمجاميع من الـمواطنين فـي الشارع بهدف الإذلال وامتهان الكرامة، وغير ذلك من الجرائم البشعة والشنيعة التي أثارت كل ذوي الضمائر الحية، وصرخت من هولها الشعوب فـي مختلف أنحاء العالم، وفـي الـمقدِّمَة شعبنا العزيز، الذي كان بإيمانه وشهامته وكرامته وعزته وشجاعته أوَّلَ الشعوب تحركًا وخروجًا؛ لإعلان الـمساندة لشعب فلسطين الـمظلوم، والأكثر حضورًا فـي الساحات والمظاهرات، وتوَّجَ ذلك بالـوقوف بشكلٍ كاملٍ مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال: عسكريًا وسياسيًا وشعبياً ورسميًا، وبالـمال والكلمة والسلاح، فأصبحت جبهة اليمن جبهة فعَّالة ومؤثرة على الأعداء الصهاينة اليهود: بِدْءًا بالصواريخ الباليستية والـمجنَّحة والطائرات الـمسيَّرة، ووصولًا إلى الإجراء الـمهم والـمؤثر جدًّا على اقتصاد وتجارة الأعداء الصهاينة بمنع السفن الـمرتبطة بهم من العبور عبر بحر العرب وخليج عدن وباب الـمندب والبحر الأحمر، وللتأثير الكبير لذلك على الصهاينة اغتاظ صهاينة أمريكا، الذين يشاركون بكل أنواع الـمشاركة فـي الإجرام الصهيوني بالصواريخ والقنابل والقذائف التي قدمتها الإدارة الأمريكية الصهيونية لقتل الشعب الفلسطيني، والـمشاركة بمليارات الدولارات، وبالغطاء السياسي والدعم الإعلامي، وتهديد الدول الإسلامية فـي الـمنطقة العربية وغيرها من أيِّ مساندة للشعب الفلسطيني، ومن أيِّ تعاون إنساني حتى بالغذاء والدواء، وتبريرها الوحيد لذلك :هو انتماء الرئيس الأمريكي والحثالة الـمجرمين فـي مؤسسات القرار فـي أمريكا إلى الصهيونية، وخضوع البقية للوبي الصهيوني اليهودي، تحت تأثير الإغراء والترهيب.

ولـمَّا كان موقف شعبنا العزيز موقفًا عظيمًا يرضي الله سبحانه وتعالى، ويمثل استجابة عملية لتوجيهاته، ويرضي الضمير الإنساني الحر، وينسجم مع الـمبادئ والقيم والأخلاق التي يؤمن بها شعبنا العزيز وينتمي إليها، ويقدم النموذج لكل أحرار العالم، والأمل للمستضعفين، ودعمًا مؤثرًا على الأعداء لصالح الشعب الفلسطيني الـمظلوم ومجاهديه الأبطال، ولذلك فقد استكبر الأمريكي الصهيوني وقام بارتكاب حماقته باستهداف مجموعة من أبطال البحرية أثناء أداء مهمتهم الـمقدَّسة فـي البحر الأحمر غدرًا وعدوانًا، ولن يبقى هذا الاعتداء الإجرامي دون ردٍ وعقاب.

إنَّ الخروج الـمليوني لشعبنا العزيز عصر الجمعة فـي صنعاء فـي ميدان السبعين، وفـي بقية الـمحافظات حسب الترتيبات الـمعتمدة فيها، هو وفاءٌ لدماء الشهداء الأعزاء، الذين هم الطليعة فـي ميدان الـمواجهة الـمباشرة مع العدوّ الأمريكي فـي معركة الفتح الـموعود والجهاد الـمقدَّس إسنادًا لطوفان الأقصى، وهو تأكيدٌ على الثبات على الـموقف والاستمرار فيه مهما كان حجم الـمواجهة، فنحن شعبٌ يثق بالله تعالى، ويتوكل عليه ويؤمن بصدق وعده بالنصر كما قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [ محمد:7]، نحن شعبُ التضحيات والوفاء، وأحفاد الأنصار والفاتحين، وحملنا راية الجهاد فـي سبيل الله تعالى كما رفعها الآباء والأجداد فـي صدر الإسلام.

إنَّ خروج شعبنا يوم الغد له أهميَّةٌ قصوى، وهو بحدِّ ذاته من الجهاد فـي سبيل الله تعالى، إضافة إلى أداء صلاة الغائب على الشهداء الأبرار من أبطال الـمجاهدين فـي البحرية عقب صلاة الجمعة، إنَّ خروج شعبنا الـمليوني الحاشد يوم الغد إن شاء الله سيعلن للعالم أجمع أنَّ شعبنا لا يتراجع عن موقفه الإيماني ولا يخنع للمستكبرين، والله ولي الـمؤمنين والعاقبة للمتقين.

‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

‏اخوكم/ عبدالـملك بدرالدين الحوثي.

‏22 جمادى الثانية1445 للهجرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی شعبنا العزیز الله تعالى

إقرأ أيضاً:

ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد

اعترف قائد الجيش السوداني، ضمنيًا، بارتكاب جميع الجرائم المنسوبة إليه، منذ حرب دارفور التي شارك في انتهاكاتها جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، وحتى آخر ثائر يُساق إلى الإعدام في هذه الأثناء من "تكية" بأحياء الخرطوم.

لقد وقع "الكاهن"، كما يسميه أنصاره، في شرّ مقارناته، حين قارن بين المقاومة المدنية السلمية والبندقية، معربًا عن اتساع الهوة بين حرق الإطارات في الشوارع وقنص الأرواح بالرصاص. الرجل اعترف، دون مواربة، بأنه قتل ونكّل، وحكم بقوة السلاح، غير عابئ بما يُسجله التاريخ، وما تفهمه الأجيال من دلالات انعدام الحياء، في مشهد يضاهي كبار مجرمي الحروب.

هذا الاعتراف الثمين كشف عن عدائه الأصيل لأي تغيير مدني سلمي، وأي حُكم يقوم على القانون والعدالة. إنه لا يبحث إلا عن شرعية لحرب قذرة، يخوضها ضد أبناء شعبه الذين نشأوا وتربّوا على حلم الثورة، بينما يدّعي محاربة الدعم السريع. لقد بات واضحًا أن حربه الحقيقية ليست مع أولئك، بل مع الثورة ذاتها، الثورة التي منحته هذا المنصب المتقدم والحساس، الذي خانه فيها بدمٍ بارد.

في تصريحاته التي جاءت على الهواء مباشرة، كعواء في ليلٍ بلا قمر، عبّر قائد "المؤسسة الوطنية" ـ وهي إحدى ركائز الدولة المدنية ـ عن إيمانه العميق بالبندقية، لا بالحلول السياسية، وبإراقة الدماء لا بالحوار، وبسحق الخصوم لا باحتوائهم. وكأنما ينطق بلسان نيتشه حين قال: *"الجنون في الأفراد أمر نادر، لكنه في الجماعات والأمم والتاريخ هو القاعدة."*

هكذا، كشف قائد الجيش بوضوح لا لبس فيه، عن تورطه في كل الأحداث الدامية التي أعقبت الثورة، بدءًا من مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بقتل المتظاهرين في الشوارع، وانتهاءً بتعزيز قدرات الدعم السريع، لا من أجل حماية الدولة، بل لمواجهة الثورة السلمية، التي كان شعارها الأبرز: "سلمية سلمية، ضد الحرامية". لقد أصبح هو نفسه مدافعًا عن الفساد، ومتاجِرًا بدماء الشهداء، من أجل الحفاظ على سلطته ومصالحه.

فأي رجل هذا الذي رمى به القدر في سدة الحكم؟!
وأي أخلاق يحملها هذا "الممثل القدير" لأدوار الخيانة، وهو يلعب دور الذراع الباطشة للحركة الإسلاموية في حربها ضد الثورة، لا في مواجهتها للدعم السريع؟!

لقد قال ألبير كامو ذات مرة: *"كل الطغاة يبدؤون بأن يكونوا محاربين باسم العدالة، وينتهون بأن يكونوا قتلة باسم النظام."*
ويبدو أن هذا القائد "الاستثنائي"، قد أتقن الدورين معًا ولا يزال يراهن على غش الناس حين يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • بالقاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 2 مايو 2025
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غداً ويشيد بدور القبائل وصمود الشعب في مواجهة العدوان
  • نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية
  • صحيفة الثورة الجمعة 4 ذو القعدة 1446 – 2 مايو 2025
  • خطبة الجمعة غدًا لوزارة الأوقاف.. «ونغرس فيأكل من بعدنا»
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني إلى الخروج المليوني العظيم يوم الغد في العاصمة والمحافظات
  • الطفلة زهراء الجومري.. النصر صبر ساعة وبفضل الله تعالى
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني يوم الجمعة بالعاصمة والمحافظات
  • ورطة السائق الذي يؤشر للانحراف في كل الاتجاهات في وقت واحد
  • منصور : الشعب الفلسطيني في قفص يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم