4 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: أدلت جماعة حزب الله اللبنانية والجيش الإسرائيلي بتصريحات تشير إلى أنهما يريدان تجنب خطر اتساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة بعد أن قتل هجوم بطائرة مسيرة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في بيروت يوم الأربعاء إن قتل العاروري “جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها”.

وحذر نصر الله من أن جماعته ستقاتل حتى النهاية إذا اختارت إسرائيل توسيع الحرب إلى لبنان، لكنه لم يوجه تهديدات محددة بأي تحرك ضد إسرائيل دعما لحماس.

ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري، لكنها تعهدت بالقضاء على حماس التي تحكم غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة عبر الحدود في السابع من كتوبر تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إن 1200 شخص قتلوا فيه واختطف حوالي 240 آخرين.

وعندما سأل صحفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري عما تفعله إسرائيل استعدادا لرد محتمل من جانب حزب الله، قال “لن أرد على ما ذكرتَه للتو. إننا نركز على قتال حماس”.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين عند سؤاله عن خطاب نصر الله “لم نر حزب الله يهب سريعا لدعم حماس ومساعدتها”.

وأشار مسؤول أمريكي آخر، تحدث إلى الصحفيين مشترطا عدم كشف هويته، إلى أن حزب الله وإسرائيل لا يرغبان في دخول حرب.

وتابع المسؤول “على حد علمنا، لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله في خوض حرب مع إسرائيل والعكس”.

واغتيال العاروري (57 عاما) علامة أخرى على أن الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر في قطاع غزة تمتد في أنحاء الشرق الأوسط باشتباكات في الضفة الغربية وتبادل لإطلاق النار مع حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إضافة إلى مسارات الشحن في البحر الأحمر.

والعاروري الذي كان يعيش في بيروت هو أول قيادي سياسي كبير في حماس يُغتال خارج الأراضي الفلسطينية منذ شنت إسرائيل هجوما شرسا من الجو والبر والبحر على قطاع غزة على أثر هجوم حماس المباغت على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وخاض حزب الله قصفا متبادلا شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. وقال مصدران أمنيان لرويترز إن مسؤولا محليا بحزب الله وثلاثة أعضاء آخرين قتلوا يوم الأربعاء في ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان.

وقتل أكثر من 120 من مقاتلي حزب الله ونحو 24 مدنيا في الأراضي اللبنانية، فضلا عن تسعة جنود إسرائيليين على الأقل في إسرائيل.

وقال نصر الله “إذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف، بلا حدود، بلا قواعد”.

وذكر نصر الله أيضا أن هجوم حماس الخاطف في السابع من أكتوبر تشرين الأول وجه ضرب قاسية ومتعمدة لعملية التطبيع بين إسرائيل وعدة حكومات عربية مدعومة من الولايات المتحدة بدأت منذ 2020.

ويزيل مقتل العاروري اسما كبيرا من قائمة أبرز خصوم إسرائيل الإسلاميين المطلوبين، وقد يدفع قادة حماس في الخارج للتخفي أكثر ويعيق الجهود الرامية للتفاوض على وقف جديد لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين.

ودأبت إسرائيل على اتهام العاروري بتدبير هجمات على إسرائيليين. لكن مسؤولا من حماس قال إنه كان أيضا في “قلب المفاوضات” التي تجريها مصر وقطر بشأن الحرب في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.

وجاء خطاب نصر الله في ذكرى مرور أربعة أعوام على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة أمريكية بالعراق.

وقتل أكثر من مئة شخص في انفجارين يوم الأربعاء خلال مراسم إحياء الذكرى بالمقبرة التي تضم قبر سليماني في جنوب شرق إيران في وقت يشهد توترا متزايدا بينها وبين إسرائيل.

* مخيمات اللاجئين تحت القصف

واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها الجوية والبرية على قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن العدد المسجل للفلسطينيين الذين قتلوا جراء الهجوم الإسرائيلي حتى يوم الأربعاء وصل إلى 22313، أو ما يمثل واحدا بالمئة تقريبا من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل في تدمير مساحات كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان وفي كارثة إنسانية. كما جعل معظم السكان بلا مأوى ويتكدسون في مناطق آخذة في الانكماش ومهددين بمجاعة بسبب نقص الغذاء.

وقال الجيش الإسرائيلي في إفادة يومية يوم الأربعاء إن “معارك طاحنة” مع مسلحين تتواصل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وذكر من قبل أنه يحاول إخراج قادة حماس الموجودين بالمنطقة.

وأسقطت طائرات إسرائيلية منشورات على مخيم النصيرات تأمر الناس بإخلاء سبعة أحياء.

وجاء في المنشورات “المنطقة التي توجدون بها تعتبر منطقة قتال خطيرة. جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بشدة في منطقة سكنكم. من أجل سلامتكم، جيش الدفاع الإسرائيلي يناشدكم بالإخلاء الفوري من هذه المنطقة”.

كما كثفت الطائرات الإسرائيلية والدبابات هجماتها على مخيم البريج للاجئين بوسط القطاع. وقال سكان إن دبابات تقدمت من الشرق والشمال حاصرت مدرستين وإن جنودا اقتادوا بعض الناس منهما.

وأضافوا أنهم يشعرون بقلق بسبب وجود قناصة على أسطح مبان.

وقال مسعفون في رفح قرب حدود غزة الجنوبية مع مصر إن ضربة صاروخية إسرائيلية على منزل أودت بحياة ثلاثة أشخاص. وقالت وزارة الصحة في غزة أيضا إن قصفا جويا إسرائيليا قتل وجرح العشرات في مخيم جباليا بشمال القطاع.

وتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين لكنها تحمل حماس المسؤولية لنشرها مقاتلين داخل المناطق السكنية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قتل عشرة جنود إسرائيليين في البريج واستهداف خمس دبابات وناقلات جند. وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 20 أكتوبر تشرين الأول وصل إلى 177.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: یوم الأربعاء تشرین الأول حزب الله قطاع غزة نصر الله

إقرأ أيضاً:

عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. ماذا يُقال في تل أبيب؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مدى وجود فُرصٍ لإنضمام لبنان إلى "إتفاقات إبراهام" المرتبطة بالسلام مع إسرائيل.   وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن لبنان شهد على تبدل سياسي يتمثل في انتخاب رئيسٍ للبلاد وتولي رئيس للوزراء لا يُرضيان إيران، إذ منعا الطائرات الإيرانية المحملة بالنقود المخصصة لحزب الله من الهبوط في مطار بيروت، وأضاف: "أيضاً، وجه رئيس البلاد جوزاف عون رسالة واضحة لطهران خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي في بعبدا، بأنَّ لبنان سئم حروب الآخرين".   وتابع التقرير: "بعبارة أخرى، قال عون بصراحة للإيرانيين الذين سيطروا على لبنان لفترة طويلة من خلال حزب الله وبدعم من النظام السوري السابق، إن بيروت لم تعد تريد أن تكون مجرد بيدق في اللعبة الطويلة التي تخوضها إيران ضد إسرائيل".   وسأل التقرير: "هل يعني هذا أن لبنان مرشح حقيقي للتطبيع مع إسرائيل، كما أشار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط؟.. لا، ليس بهذه السرعة".   وأكمل: "خلال الأسبوع الماضي، قالت نائبة مستشار الأمن القومي السابقة للشؤون الخارجية أورنا ميزراحي في تل أبيب إنه إذا كان الحديث في العام الماضي يدور حول التهديدات القادمة من لبنان، فإن المناقشة هذا العام تدور حول الفرص. كذلك، تحدثت ميزراحي عن وجود فرصتين رئيسيتين أمام إسرائيل، واحدة تتعلق بحزب الله والأخرى تتعلق بالحكومة اللبنانية.    عن الحزب، قالت ميزراحي إنَّ الضربات التي تلقاها من إسرائيل أضعفته بشكل كبير، والآن أصبحت لدى إسرائيل الفرصة للحفاظ على هذا الوضع، بل وحتى جعله أسوأ، وتغيير ميزان القوى".   وتابع التقرير: "ما الذي يعمل لصالح إسرائيل؟ هناك عدة عوامل تعمل لصالح إسرائيل هنا. أولا، كما قالت ميزراحي، فقد تغيرت الحالة الذهنية لإسرائيل، فهي لم تعد مستعدة للتسامح مع الحشد العسكري لحزب الله كما فعلت في الماضي. كذلك، ذكرت أنه من المستحيل على أي شخص أن يتبنى سياسة التسامح".   ووفقاً للتقرير، فقد رأت ميزراحي أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يمنحُ إسرائيل قدراً من الحرية ضد لبنان، وأضاف: "وفق ميزراحي، إذا لم يتحرك الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ضد نشاطات حزب الله، وبعد أن تنبه إسرائيل لجنة دولية تقودها الولايات المتحدة، فيمكنها التدخل لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته أو انتهاك الاتفاق".   وبحسب تقرير "جيروزاليم بوست"، فإنه "بالنسبة للبنان، فقد حذرت ميزراحي من أنَّ الحديث عن التطبيع وإدراجه في إتفاقات أبراهام سابقٌ لأوانه، رغم أن هذه رؤية للمُستقبل"، ويُضيف:"هنا، تقول ميزراحي أنها تعتقد أن أمر إدماج لبنان بالاتفاقات المذكورة يعتمد على مدى نجاح القيادة الجديدة اللبنانية في تحقيق الاستقرار والتعامل مع التحديات التي يفرضها حزب الله، وعدم الانجرار إلى حرب أهلية أخرى".   وفي الختام، وجد التقرير أنّ "التطبيع بين لبنان وإسرائيل لا يزالُ رؤية طويلة الأمد وليس احتمالاً وشيكاً". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلق دخول المساعدات الإنسانية لغزة وحماس تندد بخرق اتفاق الهدنة
  • مستشار ترامب يتحدث عن دعم أمريكا لـقيادة جديدة في أوكرانيا والتنازلات لتحقيق السلام
  • غموض يحيط باتفاق وقف إطلاق النار.. وخبير يكشف موقف حماس وإسرائيل
  • التطبيع بين لبنان وإسرائيل... مُجرّد حلم أميركيّ
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • إسرائيل تُقرر وقف إدخال كافة البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة
  • عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. ماذا يُقال في تل أبيب؟
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟
  • حماس تطالب ببدء المرحلة الثانية لاتفاق غزة وإسرائيل تريد صيغة أخرى
  • لماذا أخفق الجيش الإسرائيلي في التصدي لهجوم 7 أكتوبر؟.. تحقيق رسمي يجيب